أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم الجمعة بأن إسرائيل تتخوف من اعتراف أميركي بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط تزايد الانتقادات الأميركية لإسرائيل وطريقة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في التعامل مع ملف المحتجزين وإمكانية تحقيق هدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فضلا عن استمرار سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قلقها إزاء النشاط المكثف للإدارة الأميركية للترويج لفكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل حكومة موحدة تقوم على ما تعرف بسلطة فلسطينية متجددة.

وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الأميركية تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من مبادرة سياسية شاملة تتعلق بما سمته "اليوم التالي لحكم حماس" في قطاع غزة، وفق ما نقلته عن مصادر أميركية.

وأكدت الصحيفة أن قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية طرحت خلال المحادثات التي أجراها وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع مسؤولين إسرائيليين خلال زيارته لإسرائيل في اليومين الماضيين.

ووصفت الصحيفة هذه الخطوة في حال تمت بأنها "تسونامي سياسي" للسلطة الإسرائيلية.

إصلاح فلسطيني

وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة إن الأميركيين يواصلون الترويج لفكرة السلطة الفلسطينية المتجددة، مشيرا إلى أن السلطة الحالية في رام الله بصدد العمل على تقديم إصلاحات، وهذا يتوافق مع مطالبة الولايات المتحدة بإثبات أنها أصبحت بالفعل هيئة تفي بتعريف "السلطة المتجددة".

وأضاف المسؤول أن الإصلاحات الفلسطينية تشمل تغييرات داخل الحكومة، وتغيير طبيعة إدارة الأجهزة الأمنية، وهناك حديث عن حكومة تكنوقراط مهنية جديدة.

الأجندة الأميركية والأوروبية

كما نقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إن قضية الدولة الفلسطينية تشغل مؤخرا حيزا في الأجندة السياسية للشرق الأوسط التي يروج لها الأميركيون والأوروبيون، وقالوا إن الفكرة تكسب زخما.

وأشاروا إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن سلسلة من الزعماء الغربيين أعلنوا في الآونة الأخيرة دعمهم إقامة دولة فلسطينية، وهذا يشمل الزعماء الذين اعتبروا يمينيين والأكثر تأييدا لإسرائيل، مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وذكرت الصحيفة أن بلينكن أمر مؤخرا موظفي مكتبه بإعداد عمل منظم لاحتمال الاعتراف الأميركي أو الدولي بدولة فلسطينية من جانب واحد وليس من خلال المفاوضات مع إسرائيل أو بموافقة إسرائيلية.

يشار إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة رفضت الاعتراف بدولة فلسطينية، وربطت ذلك بتوصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتفاق بشأن الدولة.

كما عارضت واشنطن حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة بإحباط طلبات فلسطينية للحصول على العضوية من خلال مجلس الأمن الدولي، آخرها عام 2011.

لكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قال في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي إن بلاده تسعى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل، مؤكدا أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتقد أن هذه أفضل وسيلة لضمان السلام والأمن لإسرائيل وللفلسطينيين وللمنطقة ككل.

خلافات أميركية إسرائيلية

وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن الانقسامات العميقة بين واشنطن وتل أبيب بدت أكثر وضوحا خلال الزيارة الأخيرة لبلينكن.

وأضافت الصحيفة أن المؤتمرات الصحفية المنفصلة لكل من نتنياهو وبلينكن كشفت عن خلافهما، موضحة أن الخلافات تشمل قضايا المرحلة التالية للحرب وسبل تأمين إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بدولة فلسطینیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

غموض أميركي بشأن الدفاع عن إسرائيل ضد أي رد إيراني

واشنطن- فور إعلان الجانب الإسرائيلي بدء شن سلسلة من الهجمات الجوية على المنشآت النووية وقادة عسكريين وسياسيين وأهداف أخرى داخل عدة مدن إيرانية، اتخذ المسؤولون الأميركيون خطوات للنأي بأنفسهم عن الضربات الإسرائيلية، مؤكدين أن واشنطن لم تشارك فيها.

ومن العاصمة الأميركية، أصدرت السفارة الإسرائيلية بيانا قالت فيه إن إسرائيل شنت "هجوما استباقيا ودقيقا ومشتركا لضرب البرنامج النووي الإيراني"، وإن الطائرات الإسرائيلية شاركت في "المرحلة الأولى" التي استهدفت "عشرات الأهداف العسكرية، بما في ذلك الأهداف النووية في مناطق مختلفة من إيران".

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة– في بيان متلفز إن الهجمات، التي أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، ستستمر لعدة أيام لإزالة تهديد البرنامج النووي الإيراني.

سياسة النأي بالنفس

وعلى العكس من موقف واشنطن خلال الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بينهما خلال شهري أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول 2024، نأت واشنطن بنسفها بعيدا، ولم تتعهد بالدفاع عن إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو -في بيان- إن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات، وحث إيران على عدم الانتقام من أهداف أميركية.

إعلان

وأضاف: "الليلة، اتخذت إسرائيل إجراءات أحادية الجانب ضد إيران. نحن لسنا متورطين في الضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى حماية القوات الأميركية في المنطقة. أبلغتنا إسرائيل أنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن النفس. لقد اتخذ الرئيس (دونالد) ترامب والإدارة جميع الخطوات اللازمة لحماية قواتنا والبقاء على اتصال وثيق مع شركائنا الإقليميين. اسمحوا لي أن أكون واضحا: يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو الأفراد الأميركيين".

وفي الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل للرد الإيراني، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية توجيهات لجميع موظفي الحكومة الأميركية في إسرائيل وعائلاتهم بالاحتماء في أماكنهم حتى إشعار آخر.

الرئيس الأميركي أكد أنه لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية (رويترز) الموجة الأولى

وقبل ساعات فقط من الهجمات الإسرائيلية، وفي تصريحات صحفية بالبيت الأبيض، قال الرئيس دونالد ترامب إن بلاده لا تزال "ملتزمة بحل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية!"، وإن إيران "يمكن أن تكون دولة عظيمة، لكن يجب عليهم أولا التخلي تماما عن الآمال في الحصول على سلاح نووي".

وفي تعليقات صحفية، قالت دانا سترول، النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط في عهد الرئيس جو بايدن ومديرة الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المعروف بقربه من إسرائيل، إن الضربة "تبدو وكأنها الموجة الأولى من حملة إسرائيلية".

وأضافت سترول أن "الهدف الأولي الذي تم تحديده في وسط مدينة طهران، بما في ذلك ما يبدو أنها ضربات دقيقة على مساكن كبار المسؤولين، يشير إلى نية لشل قيادة النظام وقيادته وسيطرته، ويمكن أن تكون الهجمات التالية تستهدف مجموعة من الأهداف أوسع بكثير ومتنوعة جغرافيا".

وتأتي الضربات بعد يوم من تصويت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على توجيه اللوم إلى إيران لعدم امتثالها لالتزامات عدم الانتشار.

إعلان

وفي هذا الإطار، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث -أمس الخميس وقبل شن إسرائيل هجماتها- إن الرئيس ترامب "أعطى إيران كل فرصة ممكنة للحصول على إجابات عن نشاطها النووي السري، وفشلت إيران في الرد". واستشهد هيغسيث بتقرير الوكالة الدولة للطاقة الذرية الذي دان ما اعتبره سلوكا إيرانيا مراوغا.

ما لم تقله واشنطن

جدير بالذكر أن هجمات إسرائيل تأتي بعد انقضاء الموعد النهائي الذي فرضه ترامب على نفسه لمدة شهرين كحد زمني للمحادثات النووية مع إيران، وستعقد جولة سادسة الأحد المقبل في سلطنة عُمان كان موعدها محددا قبل شن الهجمات الإسرائيلية.

وهاجمت الخبيرة سترول بيان وزير الخارجية روبيو، وأوضحت أن "وزير الخارجية الأميركية يعلن بشكل لا لبس فيه أن إسرائيل اتخذت قرارها من تلقاء نفسها".

وتابعت سترول أنه عندما يقول روبيو: "يجب على إيران ألا تستهدف الأفراد الأميركيين أو المصالح الأميركية، فإن هناك خطرا حقيقيا للغاية من أن يفهم الإيرانيون ضمنيا هذا على أنه ضوء أخضر لمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر".

ما لم يُقل -حسب سترول- هو إذا ما كانت الولايات المتحدة ستشارك في الدفاع عن إسرائيل أم لا كما فعلت سابقا. وأوضحت أن "الغموض أو الإيحاء بخلافات أميركية إسرائيلية يمثل مخاطرة لتشجيع الخصوم".

وعلى النقيض، قال مستشار الرئيس السابق جو بايدن للشرق الأوسط بريت ماكغورك، والذي يعمل حاليا معلقا سياسيا في شبكة "سي إن إن"، إنه يتوقع دورا أميركيا كبيرا في الدفاع عن إسرائيل ضد أي انتقام إيراني.

من جانبهم، أعرب عديد من كبار الجمهوريين في مجلس الشيوخ، إلى جانب ديمقراطيين بارزين مؤيدين لإسرائيل، عن دعمهم لما اعتبروها "ضربات استباقية" إسرائيلية على إيران، لكن عددا من المشرعين المتشككين -معظمهم من الديمقراطيين- أعربوا عن قلقهم من أن الضربات قد تشعل حربا أوسع في المنطقة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • السيسي يدعو إلى توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • غموض أميركي بشأن الدفاع عن إسرائيل ضد أي رد إيراني
  • مصر تدعو إلى توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • ماكرون لن يعترف بدولة فلسطينية في مؤتمر نيويورك بسبب تهديد أمريكي
  • إسرائيل تبحث عن قاعدة عسكرية قبالة اليمن
  • الكاوبوي الإسرائيلي.. الخبرة الأميركية لسرقة الأراضي الفلسطينية
  • عاجل | رويترز عن مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي: السفارة الأميركية بالعراق تستعد للإخلاء بسبب تصاعد المخاطر الأمنية
  • لجنة الحريات الدينية الأميركية توصي بإدراج تركيا ضمن قائمة المراقبة الخاصة
  • من منتدى أوسلو.. وزير الخارجية والهجرة يؤكد على أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: الاعتراف الفرنسي والبريطاني بالدولة الفلسطينية يرسخ لحل الدولتين