السوريون في الأردن.. تقليص المساعدات الأممية مأساة جديدة
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن السوريون في الأردن تقليص المساعدات الأممية مأساة جديدة، يعيش اللاجئون السوريون في الأردن معاناة جديدة بعد قرار برنامج الغذاء العالمي تقليص المساعدات الغذائية المقدمة لهم، وإعلان المجتمع الدولي بطريقة .،بحسب ما نشر وكالة البوصلة للأنباء، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات السوريون في الأردن.
يعيش اللاجئون السوريون في الأردن معاناة جديدة بعد قرار برنامج الغذاء العالمي تقليص المساعدات الغذائية المقدمة لهم، وإعلان المجتمع الدولي بطريقة غير مباشرة التخلي عن مسؤولياته تجاههم. ويعيش في الأردن نحو 1.3 مليون سوري، من بينهم 660260 مسجلين لدى الأمم المتحدة، ويعتبر الأردن ثاني أكبر دولة في العالم تستضيف لاجئين سوريين بعد تركيا.
وقال بيان صادر عن مكتب برنامج الأغذية العالمي في عمّان، الجمعة، إن أزمة التمويل غير المسبوقة دفعته إلى تقليص مساعداته الغذائية الشهرية للاجئين في الأردن، ابتداءً من شهر أغسطس/آب، كما تم استثناء نحو 50 ألف لاجئ من المساعدات، موضحاً أنه سيعطي الأولوية للأسر الأشد احتياجاً عبر توجيه الموارد المحدودة لتلبية احتياجاتهم، وذلك بعد أن استنفد البرنامج جميع الخيارات، بما في ذلك خفض قيمة المساعدات النقدية في بداية الشهر الحالي بمقدار الثلث لجميع اللاجئين خارج المخيمات.
وجاء قرار قطع وتقليص المساعدات مفاجئاً للاجئين، خاصة بعد إعلان سابق يؤكد أن قيمة المساعدات للمقيمين خارج المخيمات من أسر اللاجئين المصنفين من بين الأكثر احتياجاً للمساعدات الغذائية، ستصل إلى 15 ديناراً (21 دولارا أميركيا) للفرد شهرياً، بدلا من 23 ديناراً، فيما أسر اللاجئين المصنفين متوسطي الاحتياج، ستتقلص قيمة المساعدات التي يتلقونها من 15 ديناراً للفرد إلى 10 دنانير.
ويقول اللاجئ محمد عارف، والذي يعيش في أحد أحياء عمان الشعبية، لـ”العربي الجديد”، إن أطفاله يبيتون من دون طعام، وإنه غير قادر على دفع إيجار البيت، ومن المحتمل أن يطرده صاحب المنزل إلى الشارع، مضيفاً أن “الكوبون الغذائي كان يسترني أنا وأطفالي، وعار على كل من ساهم في قطع الكوبونات. كنت أحصل على سلة تتضمن المواد الغذائية الأساسية من سكر وأرز وشاي وزيت، واللحم والدجاج نادراً ما كنا نحصل عليها، ولم نكن نستطيع شراء أكثر من ثلاث دجاجات شهرياً، وفي ظل القرارات الأخيرة، لن نحلم بالدجاج حتى. هربنا من الموت، والآن نواجه مصيراً مجهولاً”.
ويرى عارف أن “التخفيضات لم تكن مدروسة بالشكل الكافي، ولم تنظر للوضع الإنساني للاجئين. كنت مصنفاً ضمن الأسر الأشد احتياجاً، ولم أحصل على أية مساعدات باستثناء المساعدات الغذائية، ورغم ذلك جرى قطعها”، واقترح توزيع ما هو متوفر على جميع اللاجئين بعدالة، مشيراً إلى أنه منذ شهرين لم يستطع الحصول على أي عمل، وقطع المساعدات يعني أن الأمور تضيق، والمعاناة تتسع.
بدوره، يقول اللاجئ عادل، والذي فضل الاكتفاء باسمه الأول، إن قطع المساعدات عن اللاجئين يعني أن المجتمع الدولي يعلن تخليه عنهم، ويوضح لـ”العربي الجديد”، أنه “بعد التخفيض السابق، أصبحت المعاناة مضاعفة، ففرص العمل شحيحة، والأجور متدنية، في حين ترتفع أسعار السلع والخدمات وإيجارات المنازل، حتى أن الحصول على الغذاء الكافي لم يكن ممكناً في كثير من الأيام. لا أنوي العودة إلى سورية في ظل الظروف الحالية، فلا أحد يضمن سلامته، ومن يعود إذا لم يعتقل سيذهب إلى الخدمة العسكرية”.
ويدعو اللاجئ السوري المجتمع الدولي إلى المساعدة في الحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات التي يحصل عليها اللاجئين طالما أن خيار العودة إلى سورية غير مطروح. قائلاً إنه يخشى من تبني الحكومة الأردنية إجراءات تدفع السوريين إلى المغادرة بسبب الظروف الاقتصادية، مثل وقف تصاريح العمل، أو مضاعفة الرسوم على من يحملها، أو إعادة النظر في تسهيلات الإقامة والعمل.
من جهتها، تقول اللاجئة أم علي، لـ”العربي الجديد”: “تنتظرنا أيام صعبة. كانت الكوبونات لا تكفينا، لكننا كنا نستغل حصتنا من المواد الغذائية في استبدالها بأشياء أخرى مثل توفير الملابس للأطفال، وكنا نحاول الاعتماد على الأعمال اليدوية لسد النقص في الاحتياجات. وضعنا أفضل من غيرنا، لكننا مدينون بمبلغ يصل إلى 3 آلاف دولار، وأحيانا نضطر إلى شراء مستلزمات، في حين لا يتوفر لدينا المال، والقرار الجديد يتركنا للمجهول، بينما التفكير بالعودة إلى سورية مستبعد”.
لا تختلف أوضاع اللاجئين في المخيمات عن خارجها (داريان تراينور/Getty)وفي السياق، تقول مديرة منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية، سمر محارب، لـ”العربي الجديد”، إن “تخفيض الدعم كان متوقعاً، وهذه ليست المرة الأولى، فقد حدث سابقاً مع اللاجئين العراقيين، وجنسيات أخرى، ومن المؤسف محاولة نقل العبء على اللاجئين أنفسهم، أو الدول المضيفة، والتي تتحمل الإشكالات الناتجة من صعوبة ظروف حياة اللاجئين، وتحاول توفير فرص عمل لهم في ظل بطالة تتجاوز في الأردن كمثال 22 في المائة من السكان”.
تضيف محارب: “نحن أمام واقع جديد، ولا بد من إعادة النظر بشكل أكثر جدية للبحث عن حلول مستدامة، ومنها العودة الطوعية للاجئين بعد توفير الظروف المناسبة لذلك، أو توفير سبل عيش تضمن لهم حياة كريمة، واستضافة جزء منهم في دول التوطين. يعيش اللاجئون مأساة، ومع وقف المساعدات ستكون ظروفهم أكثر صعوبة، لكن ذلك لن يدفعهم إلى العودة إلى بلدهم، وما يحدث هو زيادة المعاناة فقط. مأساة اللاجئين ظاهرة للعيان، داخل المخيمات وخارجها، ومن هم في المخيمات أقل معاناة اقتصادياً بسبب عدم دفع إيجار البيوت وفواتير الماء والكهرباء، لكن أزماتهم أكبر بسبب وجودهم في مكان غير آدمي”.
أوضاع اللاجئين في مخيمات الأردن مزرية (داريان تراينور/Getty)وأكدت أن “تخفيض الدعم عن برنامج الغذاء العالمي سبقه تخفيض الدعم لجميع الجمعيات والمنظمات العاملة في مساعدة اللاجئين، فالتمويل بدأ بالتقلص بشكل ملحوظ بعد أزمة كورونا، ثم تقلص أكثر بعد الحرب في أوكرانيا، وكل هذه الضغوط دفعت الجمعيات إلى تقليص خدماتها رغم أن حاجات اللاجئين تفرضها الأولويات، وفي السابق كان من الممكن التركيز على أمور ليست أساسية، لكن اليوم سيصبح توفير الغذاء هو الأولوية بدلاً من التدريب والتمكين، وقد أصبح هذا مطلب حكومي أيضاً، ولا بد من التركيز على الحلول المستدامة، والعمل معاً كحكومة ومنظمات لوضع خطة است
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس المجتمع الدولی العودة إلى
إقرأ أيضاً:
نحن نعيش الموت: صحفي من غزة يروي مأساة التهجير واليأس
يقدم الصحفي رامي أبو جاموس في يومياته لـ"أوريان 21″ شهادة مؤثرة وعميقة عن المأساة المستمرة التي يعيشها سكان قطاع غزة.
فبعد أن اضطر إلى مغادرة منزله في مدينة غزة مع عائلته في أكتوبر/تشرين الأول 2023 تحت تهديد الجيش الإسرائيلي، تنقل أبو جاموس وعائلته قسرا بين رفح ودير البلح والنصيرات، ليجسدوا بذلك معاناة مئات الآلاف من النازحين داخل هذه "المنطقة البائسة والمكتظة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوجون أفريك: شعب الفلان بغرب أفريقيا عالق بين المسلحين والعسكريينlist 2 of 2إندبندنت: لماذا تأخرت حكومة ستارمر باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل؟end of listتبرز شهادة أبو جاموس الجانب المأساوي في خطة التهجير القسري والدمار الشامل. فبالنسبة له، فإن العملية الإسرائيلية المسماة "عربات جدعون" لا تخفي هدفا غير معلن، بل تسعى علنا إلى "دفع جميع سكان غزة للتحرك نحو البحر، نحو الجنوب، نحو رفح، المدينة التي دمرهاجيش الاحتلال بالكامل تقريبا".
نحن نواجه أسدًا يمزقنا، ويقتلنا، ويذبحنا، ولكنه ليس وحيدا، فخلف هذا الأسد هناك نمور وفهود وتماسيح تدعمه
ويرى أبو جاموس أن الاسم الرمزي للعملية الإسرائيلية الجديدة مثير للاهتمام، قائلا "كما هو الحال دائمًا، هناك دلالة دينية، لكنها تشير أيضًا إلى التاريخ، فقد أطلق اليهود عام 1948 اسم "عملية جدعون" على الهجوم الذي شنته المليشيات اليهودية على قرية بيسان الفلسطينية الإستراتيجية، والتي تم تهجير سكانها باتجاه الأردن، وليس من قبيل المصادفة أن يختار الجيش الإسرائيلي هذا الاسم لعملية التهجير الجديدة"، وفقا للكاتب.
إعلانويلفت هنا إلى أن 90% من المساكن قد دمرت في رفح، مؤكدا أن الهدف هو ترحيل 2.3 مليون شخص إلى بلدان أجنبية. ويصف أبو جاموس ما يحدث بأنه "نكبة جديدة" تهدف إلى استكمال ما بدأ عام 1948، ليتم احتلال فلسطين كلها من قبل إسرائيل.
ويزداد المشهد قتامة مع إشارته إلى الاستخدام الإسرائيلي للمرجعيات الدينية لتبرير الدمار، فاستخدام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمصطلح "عماليق" في بداية الحرب كان إشارة إلى نص في التوراة يدعو إلى دمار كامل لا يستثني "رجالا ولا نساء ولا أطفالا ولا رضّعا ولا أجنة، فضلا عن الماشية والخيول والمساكن".
ويصف أبو جاموس هذا بأنه "أسوأ إرهاب دولة ممكن"، متسائلا: لماذا لا يطلق عليه اسم "الإرهاب اليهودي". كما يكشف عن خطة إسرائيل لتقسيم غزة إلى 5 أجزاء، مع "ممرات للتعذيب" حيث تتم تصفية النازحين ودفعهم جنوبا، مع استمرار "المجازر".
ويشير إلى أن ما بين 400 ألف و600 ألف شخص بقوا في الشمال محاصرين يتضورون جوعًا، "يأكلون التبن والعشب في الشارع، ويغلون الماء الملوث ليشربوه".
وفي خضم هذا اليأس، يبرز أبو جاموس صلابة سكان غزة ووصولهم إلى نقطة اللامبالاة بين الحياة والموت.
فرغم معرفتهم بقوة الجيش وقدرته على ارتكاب المجازر بحق من لا يطيع أوامر الإخلاء، فإن كثيرين قرروا البقاء.
ويضيف أبو جاموس بحسرة: "حياتهم أو موتهم، الأمر سيان بالنسبة لهم. هم منهكون جدا ليتنقلوا مرة أخرى".
ويضيف أن المنطقة التي تدعى "إنسانية" في المواصي تتعرض "للقصف يوميا تقريبا… ويستهدفون خيام النازحين، وتُقتل عائلات بأكملها".
ويوضح أننا "نواجه أسدًا يمزقنا، ويقتلنا، ويذبحنا، ولكنه ليس وحيدا، فخلف هذا الأسد هناك نمور وفهود وتماسيح تدعمه"، مبرزا أن الوضع يتطلب من الفلسطينيين في الوقت الحالي الحكمة أكثر مما يتطلب الشجاعة، إذ إن النجاح الحالي هو في تفادي تهجير أهل غزة عن أرضهم.
إعلانويختتم أبو جاموس شهادته بعبارة تختصر المأساة الوجودية: "نحن أحياء، نتنفس، لكننا نعيش الموت، ولن نغادر". ويعتقد أن العالم رغم إحجامه عن نطق كلمة "إبادة جماعية"، قد "فهم أننا نعيش إبادة جماعية".