النهار أونلاين:
2025-12-12@16:16:34 GMT

ما العمل مع إخوة هجروا ومن لمّ الشمل ضجروا؟

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

ما العمل مع إخوة هجروا ومن لمّ الشمل ضجروا؟

والدتي المرحومة كانت حبل الوصال بيني وبينهم.
ما العمل مع إخوة هجروا ومن لمّ الشمل ضجروا؟
سيدتي بعد التحية والسلام، أقف وقفة إجلال وعرفان أمام هذا الركن الجميل الذي أعتبره بارقة أمل في نفس كل حائر. كيف لا وأنا متتبعة لهذا المنبر منذ عقد من الزمن أيام كانت النسخة الورقية ليومية النهار. وها أنا ذا أجدد عهدي بالوفاء للموقع الذي منحني اليوم هذا الفضاء حتى أبث بما يكسر فؤادي ويقلب حياتي رأسا على عقب.


مشكلتي سيدتي ذات أبعاد عائلية، كيف لا وقد عرف الشتات طريقه إلى بيتنا الكبير بعد وفاة والدتي المسكينة. التي كان أسمى ما تتمناه وترجوه من الدنيا أن نبقى متحدين مجتمعين تحت سقف واحد بعد وفاتها. إلا أن هذا أبدا لم يكن لا لشيء إلا لغطرسة إخوتي وتعنتهم.
أخبرك بأنني إمرأة مكسورة القلب والخاطر، كيف لا وقد أدار إخوتي ظهرهم لي مباشرة بعد وفاة أمي علما أنني الفتاة الوحيدة بينهم. ولك أن تتخيلي بيتنا العائلي الذي كان يضمنا وكنا نستأنس بالإجتماع فيه والذي باتت أبوابه موصدة. أي نعم أنا إنسانة متزوجة ولي من الأولاد والمسؤوليات الزوجية الكثير. إلا أنني أحنّ إلى إخوتي الذين لا يسألون عني والذين يرفضون زياراتي لهم أنا وأسرتي الصغيرة لأسباب أراها غير مقبولة.
أتحسّر سيدتي وأنا أتذكر جيدا ملامح أمي وهي تحتضر وهي توصيني أن أبرّ إخوتي حيث أنني أخر العنقود. كما أنني لن أنسى اليوم الذي وددت فيه إحياء الذكرى السنوية لوفاتها في بيتنا العائلي أنا وإخوتي. اليوم الذي وجدت فيه رفضا قاطعا ممن هم من لحمي ودمي في الترحم على من وهبتنا الحياة. ليس بيني وبين إخوتي مشكل مادي متعلق بالميراث أو المال، فالكل والحمد لله ميسور ويحيا في بحبوحة. فما السبيل سيدتي للخروج من مثل هذه محنة، فالحزن يقتلني ويزيد من إحساسي بمرارة اليتم والحرمان.

أختكم س.مريم من منطقة القبائل.

الــــرد:

هوّني عليك أختاه وكفكفي دموعك، أعي أن ما تمرين به صعب وليس بالهين لكن بعض المواقف. والأزمات تتطلب منا التروي وتحكيم العقل.
أشرت من خلال مكالمتك أن إخوتك متزوجون ولديهم مثلك من المسؤوليات الكثير. وأشرت أيضا أن الأمور تغيرت بعد وفاة الوالدة التي أثر عليك غيابها في حياتك، ولعلّ ما زاد من شجنك. أنها أوصتك بإخوتك وبرهم، وكأني بها كانت تدرك حجم ما ستكابدينه من هم وغلب بعد رحيلها.
حاولت بدل المرة ألف مرة أن تشدي حبال الوصال مع إخوتك الذين وللأسف إنصرفوا كل يعتني بأموره وحياته. وقد كان حريا بك أختاه أن توكلي مهمة رأب صدع لم يكن سوى من إخوتك. الذين مارسوا عليك الصد والهجران لأحد كبار العائلة الذي كان بوسعه أن يجمعهم ويعرف سبب الهوة. التي باتت بينكم. كذلك، ومن باب النصيحة أختاه، تقفين موقف المتجهمة من مشكل لا ناقة لك فيه ولا جمل. ولعل المسؤول الوحيد أمام الله عزّ وجلّ هم إخوتك الذين وعوض أن يولوك الإهتمام والدلال عمدوا إلى التقتير في حقك. خاصة وأنك ذكرت أن الحالة المادية التي يتمتع بها إخوتك لا تجعلهم يتوجسون طمعك فيهم من الناحية المادية.
تعلّمي أن لا تجعلي من هذا المشكل هما يقضي على كل جميل في حياتك، حيث أنّك مسؤولة عن أسرة وأبناء. يستمدون قوتهم وطاقتهم منك ، فلا تخسري كل جميل في حياتك، وثقي بالله وأدعي لإخوتك بالهداية والثباث.
ردت: “ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا

 

خالد بن حمد الرواحي

حين يصبح القياس هدفًا لا وسيلة أمام لوحةٍ إلكترونية مزدحمة بالأرقام والألوان، يقف مديرٌ يراقب مؤشرات خضراء ونسب إنجاز مرتفعة وتقارير أسبوعية محكمة. كل شيء يبدو متقنًا على الشاشة، فتعلو ابتسامة اطمئنان على وجهه. لكن حين يغادر مكتبه إلى الميدان، يكتشف صورةً أخرى: معاملات متأخرة، موظفين مرهقين، ومراجعين ينتظرون أكثر مما ينبغي. هناك فجوة صامتة بين ما تعرضه المؤشرات وما يعيشه الواقع؛ فجوة تختبئ خلف الأرقام وتُخفي الحقيقة بدلًا من أن تكشفها.

لم تكن المشكلة في الأرقام، بل في الطريقة التي صارت تُستخدم بها. فالمؤشرات التي صُمِّمت لتكون بوصلةً للتطوير تحوّلت تدريجيًا إلى غايةٍ في ذاتها. صار همُّ بعض المؤسسات أن ترفع النسب وتُحسّن الرسوم البيانية، لا أن تُصلح المسار أو تُشخِّص الخلل. وهكذا، تزداد الأشرطة الخضراء بينما تتراكم الشكاوى، وتُكتب تقارير النجاح في الوقت الذي يشعر فيه الناس أن شيئًا لم يتغيّر.

وفي أحد الاجتماعات، عُرض تقريرٌ يوضح أن المؤسسة عقدت خلال شهرٍ واحد 42 اجتماعًا مقارنةً بـ18 في الشهر الذي سبقه، فصفّق الحاضرون. لكن السؤال الذي لم يُطرح كان: ماذا تغيّر بعد كل تلك الاجتماعات؟ فزيادة اللقاءات لا تعني زيادة الفهم، وكثرة المؤشرات لا تعني تحسّن الأداء. ما يُقاس غالبًا ليس النتائج، بل النشاط؛ لا الأثر، بل الجهد المبذول.

السبب في هذا الانفصال بين الصورة الرقمية والواقع العملي أننا نقيس ما هو سهل لا ما هو مهم. فعدد الاجتماعات أسهل من قياس جودة القرار، وعدد المعاملات أسهل من فهم تجربة المستفيد. ولأن الأسهل يتغلب على الأهم، تمتلئ التقارير بالأرقام التي يمكن جمعها بسرعة، لكنها لا تشرح شيئًا عمّا يجري حقًا. إنها أرقام بلا روح؛ تصف النشاط بحماس، لكنها تصمت حين يُسأل عن المعنى والغاية.

ومع مرور الوقت، تنشأ حالة من الرضا الزائف، فيظن المسؤول أن الإنجاز متحقق لأن المؤشرات خضراء، بينما يشعر الموظف والمستفيد أن الواقع لا يتحرك. وهنا تكمن أخطر مشكلة: فالفجوة بين الشعور بالنجاح وتحقيقه فعليًا قد تبتلع أعوامًا من الجهد دون نتيجة، لأننا اكتفينا بقراءة الأرقام دون قراءة الحياة داخلها.

الحل لا يحتاج إلى ثورة في الأنظمة، بل إلى مراجعة في الفهم. فالمؤشرات ليست خصمًا، بل أداة حين تُستخدم بحكمة. المطلوب العودة إلى السؤال الجوهري: ماذا نريد أن نفهم؟ هل نبحث عن زيادة الأرقام أم عن تحسين الواقع؟ حين يكون الهدف واضحًا، يصبح القياس تابعًا له لا متقدمًا عليه.

ولعل الخطوة الأولى تبدأ بتقليل الأرقام لا زيادتها. فبدل عشرات المؤشرات التي تشتت الانتباه، يكفي اختيار خمسة مؤشرات تمسّ جوهر الأداء، مثل رضا المستفيد، ووقت إنجاز الخدمة، وجودة القرار، ومستوى التعاون بين فرق العمل. ومع الوقت، يتحوّل القياس من سباقٍ لملء الجداول إلى ممارسةٍ للتعلّم والتحسين، تُحرّر المؤسسة من عبء الشكل وتعيدها إلى روح العمل.

وفي سياق التحول الرقمي الذي تتبناه «رؤية عُمان 2040»، لا تكفي الشاشات الذكية ما لم تُترجم بياناتها إلى قرارات تُحسّن تجربة المواطن وترفع كفاءة الجهاز الإداري. فالرؤية لا تدعو إلى مزيدٍ من المؤشرات بقدر ما تدعو إلى حوكمةٍ أفضل للبيانات وربطها بما يعيشه الناس، حتى يصبح كل رقم خطوةً ملموسة على طريق التغيير، لا مجرد قيمة تُضاف إلى ملف العرض.

في نهاية المطاف، لا تُقاس المؤسسات بعدد الشرائح في العروض، ولا بكثرة المؤشرات التي تتلوّن بالأخضر، بل بما يتغيّر في حياة الناس. فالأرقام قد تمنح شعورًا بالنجاح، لكنها لا تصنع النجاح ذاته إلا إذا رافقها فهمٌ لما وراءها. وحين نضع الواقع قبل الرسم البياني، ونبحث عن الأثر قبل النسبة، يصبح القياس أداةً للتطوير لا غايةً للتزيين. وعندها فقط، تصبح المؤشرات شاهدةً على التقدم لا ستارًا يخفي هشاشة الإنجاز.

 

مقالات مشابهة

  • "الناجي الوحيد".. لقب "بتول" الذي جردها الفقد معانيه
  • ارتفاع وتيرة العمليات النوعية التي تنفذها أوكرانيا ضد روسيا
  • الفرق بين الورم والسرطان.. ما الذي يجب معرفته؟
  • من الذي فتح باب حمام الطائرة الرئاسية رغمًا عن ترامب «فيديو»
  • العثور على جثمان الطفل الذي جرفته السيول في كلار
  • الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا
  • افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا
  • من هو غسان الدهيني الذي أصبح زعيم القوات الشعبية في غزة بعد أبو شباب؟
  • لبنان .. البلد الذي ليس له شبيه
  • الترخيص في مهنة التخليص الجمركي .. ما الذي يلزمك لبدء العمل؟