قصة حسن الصباح مؤسس الفكر الإرهابي في الحشاشين.. «سيد قلعة ألموت»

يشارك الفنان كريم عبد العزيز في السباق الرمضاني هذا العام من خلال تجسيد شخصية حسن الصباح في مسلسل «الحشاشين» الذي تدور أحداثه في القرن الحادي عشر، حول  طائفة الحشاشين، التي كانت لها دور كبير في الأحداث التاريخية بالعالم الإسلامي آنذاك؛ لذا وبعد طرح برومو المسلسل، زاد السؤال عن قصة حسن الصباح مؤسس الفكر الإرهابي في الحشاشين.

قصة حسن الصباح مؤسس الفكر الإرهابي في الحشاشين

حسن الصباح مؤسس الفكر الإرهابي في الحشاشين، والذي يجسد الفنان كريم عبد العزيز شخصيته في السباق الرمضاني هذا العام، والملقب بالسيد أو شيخ الجبل، وُلد في فارس، وغير متفق حتى الآن على سنة ميلاده، إلا أنها على الأرجح كانت سنة 445هـ، وكان والده من علماء الشيعة، وهو علي بن محمد الصباح الحميري، ورحل بعد ميلاده من اليمن إلى الكوفة، ومنها إلى قُمْ ثم إلى الريّ، وفيها تلقى تعليمه.

ويعد حسن الصباح من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، كما أنه مؤسس طائفة الحشاشين أو ما يعرف بالدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية، وعمل على نشر دعوته بالقوة ومن خلال تنفيذ عدة اغتيالات، كما جاء إلى مصر في زمن المستنصر بالله الفاطمي، وتحديدًا عام 471 هـ، وبقي بها مدة 3 سنوات، ثم عاد بعدها مرة أخرى إلى فارس حيث وُلد ليحتل قلعة ألموت وتكون حِصنه الحصين ومقر حكمه.

حسن بن الصباح يأمر بإعدام ابنيه

قضى حسن بن الصباح نحو 35 عامًا كاملة داخل قلعة ألموت لم يبرحها قط، وواظب خلالها على القراءة والتعلم وإدارة أعمال مملكته، كما أنه عاش حياة الزهد والتقشف والورع، وكان يرفض الأعمال غير الأخلاقية بشدة، للدرجة التي وصل معها إلى إعدام ابنيه الاثنين لأسباب أخلاقية؛ إذ قتل الأول لتورطه في جريمة قتل، والثاني لشربه الخمر، حسب ما ورد في كتاب «جامع التواريخ» للمؤرخ رشيد الدين، وبعد وفاة حسن بن الصباح عام 518 هـ آلت زعامة طائفة الحشاشين إلى أحد قادته وهو «بُزرُك أُمّيد»، كما تم تحويل قبره إلى مزار.

وتعد طائفة الحشاشين أو التي تُعرف بالدعوة الجديدة طائفة إسماعيلية نزارية، معاقلها الأساسية في بلاد فارس والشام، وانفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الـ15 الهجري؛ إذ دعت إلى إمامة نزار المصطفى للدين الإسلامي ومن جاء من نسله، بحسب ما ورد في كتاب «الجماعات الإسلامية المسلحة» لستيفن فيرتيجانز، كما أشار مؤلف الكتاب إلى أن طائفة الحشاشين زادت شهرتها خلال القرنين الـ11 و15 الهجريين، بعد أن هاجر إليها بعض الأتباع من إيران.

نزاعات وحروب مع الخلافتين العباسية والفاطمية

خاضت طائفة الحشاشين حروبًا ونزاعاتٍ كثيرة مع الخلافتين العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما، كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين والصليبيين؛ بعد ما أخذ أعضاء طائفة الحشاشين وعلى رأسهم مؤسسها حسن بن الصباح من قلعة ألموت في فارس والقلاع الحصينة في قمم الجبال معقلًا لنشر دعوتهم الإسماعيلية النزارية في إيران والشام، واستمرت هذه الحروب على مدار عشرات السنين، إلا أن هذه الدول الكبرى فشلت في استئصالها.

8 ملوك توالوا على حكم طائفة الحشاشين

وتمكن أعضاء طائفة الحشاشين من إلقاء الرعب في قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم؛ إذ ارتكزت استراتيجيتهم العسكرية على تنفيذ اغتيالات على أيدي «فدائيين» لا يخشون ألموت، وبهذه الاستراتيجية تمكنوا من تنفيذ عدة اغتيالات لشخصيات بارزة وقتها مثل الوزير السلجوقي نظام الملك، والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد مونفيراتو سنة 1192 بعد ما تسلل مغتالوه في زي رهبان مسيحيين، بحسب كتاب «موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية» للدكتور عبد المنعم الحفني، الذي أوضح أن 8 ملوك توالوا على حكم طائفة الحشاشين، هم حسن بن الصباح، بُزرُك أُمّيد، محمد بن برزكك أميد، حسن بن محمد بزركك أميد، محمد بن حسن، جلال الدين بن محمد بن حسن، علاء الدين محمد بن جلال الدين بن محمد بن حسن، ، وركن الدين خورشاه بن علاء الدين.

المصدر: الوطن