شاب صعيدي يصمم أثاثًا فنيا يحاكي الطبيعة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
صناعة الأخشاب صناعة أساسية ومهمة في العالم ومصر من الدول المتقدمة والمميزة فيها، ويتم تصدير منتجات مصرية من الأثاث لدول مختلفة، ولكن تحويل أخشاب الأوراق المباشرة قبل تحويلها لأخشاب مستخدمة في صناعة الأثاث هواية وموهبة غير منتشرة، حيث يكون لتلك القطع شكل مميز عن أي أثاث مصنوع ويمكن وصفها بالقطع الفنية بصناعة يدوية "هاند ميد"، ومن المواهب المصرية الشابة التي أبدعت في تلك الهواية "حازم أبو فكري" من مواليد محافظة المنيا يصنع القطع من الطبيعة بواسطة خشب التوت والفيكس.
حازم صاحب الـ27 سنة مغرم بالطبيعة لذلك قرر أن تصبح مهنته من رحم تلك الطبيعة فصمم ونفذ الديكور المريح والمعزول بالكامل من جذوع الأشجار يمكن استخدامها في الأثاث المنزلي وديكور لمطعم أو كافيه على شكل مميز يجذب الجمهور، يقول حازم إنا فكرته غير مرتبطة بالدراسة وأنه شاهد على الإنترنت أفكارا مشابهة لصناعة ديكورات بشكل يدوي فقرر التجربة لأنه يعمل بالمجال منذ طفولته ثم بدأ بجمع جذوع من الأشجار والعمل عليها ثم صمم لنفسه ورشة داخل منزله لتكون مقر عمله حتى خرج شغله إلى النور بعد عام ونصف.
ومن أبرز القطع التي يقوم بتنفيذها الشاب المصري هي المقاعد والكراسي والطرابيزات والتحف التي تستخدم كديكور وساعات وتسريحة وسرير، كما أنه يستطيع تنفيذ أي قطعة تطلب منه، ويوفر الأخشاب من تجار متخصصين في تقطيعه وبيعه ولكن بمواصفات معينة تناسبه لتحويلها لقطع أثاث على عكس القطع التي تبات لصناعة الفحم، وأنه يستخدم نوعين فقط من أخشاب الأشجار التوت والفيكس لمتانتها وقوة الخشب للاستخدام، كما أن خشب أشجار الفيكس ليس لها أي فوائد في البيئة فهذا هو الاستغلال الأمثل لها.
وأضاف أن أسعار الأثاث تتراوح من 350 للكرسي وتختلف على حسب القطعة وحجمها، ويشهد التصميم إقبال آخر سنوات عليه وأصبح محل إعجاب السوق المصرية ولكن يشهد تسويق أكبر في دول الخليج، ويتوقع أن يصبح سوقه وشراؤه أوسع السنوات المقبلة، لأنه يعطي المنزل شكلا طبيعيا، كما أن تحويل أخشاب شجر الفيكس لأثاث أفضل من تركها في التربة فلها أضرار متعددة على البيئة وتستهلك مياها بمعدلات كبيرة.
4DBDE4D2-F61F-4BF9-8556-43D5867C71E8
8CEDB250-B453-4DA4-A986-FD39918689D9
DBC2FE40-E18B-461D-B4FB-F07C8855DBAA
1D71F5E8-ED16-4161-AD3B-B7B3AE5FA1B3
B74A0E44-E5C9-47E0-B011-ABB342A02035
75E9BFA0-806F-46EC-9D27-EB0F56EA1812
AC062991-0D98-415B-B6C5-4B2E7D74C282
7842832A-AD1C-4D7D-AA20-9DA2A3500D5E
0ED91037-69EF-42CA-BA7E-3C7B4993D235
FF193193-A842-4992-A30C-B8B547EFF5F7
1F51A68C-F13E-43EC-AB9D-54FFCC06A575
E114E81A-4C28-49D7-BDB8-CA9DEE4946AA
8685944C-BEBF-47A5-A3AA-05E73E4AD6CD
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صناعة الأثاث صناعة الأخشاب الاثاث
إقرأ أيضاً:
نظرة علمية من الفضاء على الإبادة الزراعية في غزة
في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، تكشف دراسة حديثة عن الآثار المدمرة التي لحقت بالقطاع الزراعي في غزة، الذي يُعد ركيزة أساسية للأمن الغذائي والاقتصاد المحلي.
باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، توصل الباحثون في دراسة حديثة منشورة في دورية "ساينس أوف ريموت سينسنج" إلى أن ما بين 64% إلى 70% من حقول المحاصيل الشجرية، و58% من البيوت البلاستيكية (الدفيئات الزراعية التي تحفظ درجة حرارة محددة للمزروعات)، قد تعرضت للتدمير بحلول سبتمبر/أيلول 2024.
هذه النتائج تُظهر حجم الكارثة التي ألمت بقطاع غزة، والتي ستترك آثارًا طويلة الأمد على الأمن الغذائي والقدرة الاقتصادية للسكان.
ويقول هي ين، الأستاذ المساعد في قسم الجغرافيا، ورئيس مختبر الاستشعار عن بعد وعلوم الأرض بجامعة ولاية "كنت" الأميركية، والمؤلف الرئيسي في الدراسة في تصريحات حصلت عليها الجزيرة نت: "يُظهر تقييمنا معدلًا مرتفعًا للغاية من الأضرار المباشرة والواسعة النطاق التي لحقت بالنظام الزراعي في غزة، سواءً مقارنةً بالتصعيدات السابقة هناك في عامي 2014 و2021، أو في سياق تصعيدات أخرى"
ويضيف "على سبيل المثال، خلال حرب يوليو وأغسطس عام 2014، تضررت حوالي 1200 دفيئة زراعية في غزة. وهذه المرة، تضرر ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف هذا العدد."
ويقول ين: "على مدار الأشهر السبعة عشر الماضية، قمنا بتحليل صور الأقمار الصناعية في أنحاء قطاع غزة لتحديد حجم الدمار الزراعي في المنطقة. ويكشف بحثنا المنشور حديثًا ليس فقط عن النطاق الواسع لهذا الدمار، بل أيضًا عن الوتيرة غير المسبوقة المحتملة التي حدث بها. يغطي عملنا الفترة حتى سبتمبر 2024، ولكن تتوفر أيضًا بيانات إضافية حتى يناير 2025."
إعلاناعتمدت الدراسة على تحليل صور الأقمار الصناعية من نوع "بلانيت سكوب" و"سكاي سات"، والتي توفر دقة تصل إلى 50 سم، مما مكن الباحثين من مراقبة التغيرات في الأراضي الزراعية بدقة عالية. تم استخدام نماذج تعلم آلي لرسم خرائط مفصلة للأراضي الزراعية قبل الحرب وتقييم الأضرار التي لحقت بها خلال السنة الأولى من الحرب على غزة.
يضيف ين: "قبل الحرب، كانت الطماطم والفلفل والخيار والفراولة تُزرع في الحقول المفتوحة والبيوت البلاستيكية، وكانت أشجار الزيتون والحمضيات تصطف على طول صفوفها في أنحاء غزة. وتُعد هذه الأشجار تحديدًا تراثًا ثقافيًا مهمًا في المنطقة، وكانت الزراعة جزءًا حيويًا من اقتصاد غزة. كان حوالي نصف الطعام الذي يُستهلك هناك يُنتج في القطاع نفسه، وكان الغذاء يُشكل نسبة مماثلة من صادراته."
وفقًا للدراسة، غطت المحاصيل الشجرية، مثل الزيتون والحمضيات، حوالي 23% من مساحة قطاع غزة قبل الحرب، أي ما يعادل 8242 هكتارًا. ومع نهاية سبتمبر/أيلول 2024، تضرر ما بين 5305 إلى 5795 هكتارًا من هذه المحاصيل، مع تفاوت كبير بين المحافظات.
وقد شهدت مدينة غزة أعلى نسبة تدمير، حيث تضرر أكثر من 90% من المحاصيل الشجرية، تليها محافظة شمال غزة بنسبة 73%. في المقابل، كانت محافظة رفح الأقل تضررًا بنسبة 42%.
دفيئات زراعية مدمرةاحتوى القطاع على قرابة 7219 دفيئة زراعية قبل الحرب، معظمها يتركز في المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع. بحلول سبتمبر 2024، تضررت 58% من هذه الدفيئات، مع تدمير كامل للدفيئات في مدينة غزة وشمال غزة بحلول نهاية عام 2023.
بدأ الفريق عمله بتحديد محاصيل الأشجار المتضررة وغير المتضررة بصريًا لتدريب نموذج التعلم الآلي، حتى يتمكن من تحديد ما يبحث عنه. وبعد تشغيل النموذج على جميع بيانات الأقمار الصناعية، راجع الفريق عينة من النتائج للتأكد من دقتها.
إعلاننظرًا للتباين الكبير في صور الدفيئات الزراعية عبر الأقمار الصناعية، استخدم الفريق طريقة منفصلة لرسم خريطة للأضرار التي لحقت بها. وجد الباحثون أن أكثر من 4 آلاف دفيئة زراعية قد تضررت بحلول سبتمبر/أيلول 2024، وهو ما يمثل أكثر من 55% من إجمالي الدفيئات الزراعية المرصودة قبل الحرب.
يضيف ين "في جنوب القطاع، حيث وُجدت معظم الدفيئات الزراعية، كان الدمار مُستمرًا نسبيًا من ديسمبر 2023 فصاعدًا. ولكن في شمال غزة ومدينة غزة، وهما أقصى محافظتين شماليتين من بين المحافظات الخمس في القطاع، كان معظم الضرر قد وقع بالفعل بحلول نوفمبر وديسمبر 2023. وبنهاية فترة دراستنا، كانت جميع الدفيئات الزراعية قد دُمرت."
أمن غذائي كارثيتشير الدراسة إلى أن الدمار الذي لحق بالقطاع الزراعي في غزة له تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي للسكان، الذين يعتمدون بشكل كبير على الإنتاج المحلي لتلبية احتياجاتهم الغذائية. قبل الحرب، كان حوالي نصف الطعام الذي يُستهلك في غزة يُنتج محليًا، وكانت الزراعة تشكل جزءًا حيويًا من الاقتصاد المحلي.
يجدر بالذكر أن الهجمات على الأراضي الزراعية محظورة بموجب القانون الدولي. إذ يُعرّف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 الاستخدام المتعمد لتجويع المدنيين من خلال (حرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم) بأنه جريمة حرب.
كما تُعرّف اتفاقيات جنيف هذه المواد التي لا غنى عنها بأنها (المواد الغذائية، والمناطق الزراعية لإنتاجها، والمحاصيل، والثروة الحيوانية، ومرافق وإمدادات مياه الشرب، وأعمال الري).
يقول ين "أظهرت نتائجنا أن ما بين 64% و70% من جميع حقول محاصيل الأشجار في غزة قد تضررت. قد يعني ذلك إما تدمير بعض الأشجار، أو إزالة حقل الأشجار بالكامل، أو أي شيء بينهما. وقعت معظم الأضرار خلال الأشهر القليلة الأولى من الحرب في خريف 2023."
إعلانلن تكون إعادة بناء القطاع الزراعي في غزة مهمة سهلة. فبالإضافة إلى إزالة الأنقاض وإعادة بناء الدفيئات الزراعية، هناك حاجة إلى تنظيف التربة من التلوث المحتمل وإعادة بناء البنية التحتية للري والصرف الصحي وهو ما قد يستغرق جيلًا أو أكثر. إذ تحتاج أشجار الزيتون والحمضيات 5 سنوات أو أكثر لتصبح منتجة، و15 عامًا حتى تصل إلى مرحلة النضج الكامل.
ويختتم ين "تقدم دراستنا إحصاءات شفافة حول مدى وتوقيت الأضرار التي لحقت بالنظام الزراعي في غزة. إلى جانب توثيق آثار الحرب، نأمل أن يُسهم ذلك في جهود إعادة الإعمار الضخمة المطلوبة."
وفي ظل هذه الأوضاع، يبقى الأمل في أن تُسهم هذه البيانات في دفع المجتمع الدولي نحو اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم سكان غزة ومساعدتهم على تجاوز هذه الكارثة الإنسانية والبيئية.