كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي أكثر مما نتحدث عنه؟
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
تدور مواضيع في الكثير من الملتقيات والمؤتمرات العلمية في سلطنة عُمان هذه الأيام حول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المستقبلية ومساهماته في التقدم العلمي وكذلك في بناء اقتصاديات حديثة تقوم على توظيف الذكاء الاصطناعي، وهذا جيد في حد ذاته ومبشر أن توضع ثورة علمية وتكنولوجية في دائرة الضوء في مجتمع مثل المجتمع العماني.
قبل سنوات كان حديث الجميع في عُمان يدور حول تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وربط مصطلح الثورة الصناعية الرابعة بجميع الفعاليات والمناسبات حتى تلك التي لا علاقة لها بالموضوع، ثم ما لبث الموضوع أن تلاشى ولم يعد يتحدث عنه أحد أبدا. ولا أحد يريد أن يحدث الأمر نفسه بالنسبة للذكاء الاصطناعي رغم أن الأمر يختلف كثيرا في هذا الجانب حيث دخل الذكاء الاصطناعي في تفاصيل حياتنا اليومية ومع الوقت سنكتشف أن كل ما يحيط بنا يسير وفق قواعد ومعطيات الذكاء الاصطناعي.
ولا شك أن الذكاء الاصطناعي يملك قدرات هائلة على إعادة تشكيل حياتنا وفق طرق ما زلنا نتعرف عليها الآن أو نحاول ذلك، وهذه الطرق وتلك الأدوات التي يحدث بها التغيير بحاجة إلى الكثير من الدراسة لفهمها وتطبيقها وكذلك فهم تأثيراتها الثقافية والاجتماعية وهذا ما يحتاج التركيز عليه أكثر من الانشغال بالحديث العام عن ثورة الذكاء الاصطناعي، كما أن الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة جدا من أجل عمل تشريعات وقوانين تنظم وتحاكم الذكاء الاصطناعي.
يقول علماء الذكاء الاصطناعي إنه في طريقه لإحداث ثورة في مجال الرعاية الصحية، وبشكل خاص في قدرته على تشخيص الأمراض ووضع خطط علاجية للمرضى ومراقبتهم، كما أن قادر على تحديد الأنماط والتنبؤ بتفشي الأمراض وبناء خطط لتحسين مكافحة الأمراض وخاصة الوبائية.. هذا الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات تسهل عملية التطبيق وتحوكمها.
وفي التعليم، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر تجارب تعليمية مخصصة، تتكيف مع احتياجات الطلبة الفردية وسرعتهم، وبالتالي تعزيز نتائج التعلم. ويمكنه أيضًا مساعدة المعلمين من خلال أتمتة المهام الإدارية وتقديم رؤى حول تقدم الطلاب.
ولكن هذه الأفكار النظرية تحتاج إلى من يحولها إلى مشاريع عملية ذات عائد حقيقي، وهذا الأمر في حد ذاته يحتاج إلى عقول عمانية تستطيع تصميم الخوارزميات المناسبة للأفكار المطروحة في الكثير من المجالات سواء التعليمية أوالطبية أو البيئية وكذلك في جوانب المواصلات والمرور.
يحمل الذكاء الاصطناعي الكثير من الوعود التي يصل سقفها إلى أن الإنسان ويمكن أن يتحول من جوهر هذه الحياة إلى هامشها في اللحظة التي يتحكم فيها الذكاء الاصطناعي في كل شيء.. ورغم المبالغات في هذا الجانب إلا أننا لا نريد أن نبقى في دائرة الحديث عن الذكاء الاصطناعي دون أن نكون طرفا في صناعة تطبيقاته والاستفادة الحقيقية من قدراته.. إضافة إلى استعدادنا المبكر للتحديات الأخلاقية التي يمكن أن تظهر مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في كل نواحي حياتنا اليومية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الکثیر من
إقرأ أيضاً:
"ديب سيك" الصينية تحدث نموذج الذكاء الاصطناعي R1
أعلنت شركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الصينية تحديث نموذج الذكاء الاصطناعي R1 الذي ساعد في دفع الشركة الناشئة إلى الصدارة العالمية في وقت سابق من هذا العام.
وقال ممثل للشركة في منشور على منصة التواصل الاجتماعي الصينية وي شات، يوم الأربعاء، إن ديب سيك أكملت ما وصفته بأنه "تحديث تجريبي بسيط"، وأبلغت المستخدمين بإمكانية بدء تجربة التحديث.
وذكرت وكالة بلومبيرغ أن الشركة لم تكشف عن تفاصيل التحديث، ورفضت تقديم المزيد من التعليقات على الخبر.
أذهلت الشركة الناشئة التي تتخذ من مدينة هانغشو الصينية مقرا لها، قطاع التكنولوجيا العالمي في يناير عندما كشفت عن نموذج ر1 الأصلي الذي تفوق على النماذج التي طورتها الشركات الغربية في عدة معايير موحدة، وبتكلفة زُعم أنها بلغت ملايين الدولارات فقط، في حين تبلغ تكلفة النماذج الغربية مئات الملايين من الدولارات.
وأدى ذلك إلى تراجع حاد في أسهم التكنولوجيا العالمية، حيث تساءل المستثمرون عما إذا كانت الشركات الرائدة ستظل بحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة لتطوير المزيد من خدمات الذكاء الاصطناعي.
وحوّل إطلاق نموذج ر1 ليانغ ونفنغ مؤسس شركة ديب سيك إلى شخصية شهيرة في مجال التكنولوجيا، ورمزًا لقدرة الصين على منافسة أفضل الشركات في وادي السيليكون. كما أطلق سباقًا لإطلاق نماذج ذكاء اصطناعي إضافية في الصين.
في فبراير الماضي، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، ليانغ إلى لقاء رفيع المستوى مع بعض أبرز رواد الأعمال في البلاد.
وحضر مؤسس الشركة الشاب إلى جوار جاك ما، المؤسس المشارك لإمبراطورية التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية الصينية علي بابا القابضة وبوني ما، مؤسس شركة تينسنت العملاقة للتكنولوجيا.
جاء الإعلان عن تحديث ر1 قبل ساعات فقط من صدور النتائج ربع السنوية لشركة الرقائق الأمريكية العملاقة إنفيديا كورب في وقت لاحق من الأربعاء.