سرايا - تستعد الولايات المتحدة الأمريكية، لطرح مشروع قرار “مثير للجدل” في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، للتصويت عليه من قبل الدول الأعضاء، يتعلق بالحرب "الإسرائيلية" الدامية على قطاع غزة، وسبل التوصل لتفاهم لوقف “مؤقت” لإطلاق النار يسمح بتبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس.

التحرك الأمريكي المُفاجئ، جاء بعد ساعات قليلة فقط من تعهد إدارة الرئيس جو بايدن، على استخدام حق النقض “الفيتو” لإسقاط مشروع القرار الجزائري الذي وضع بالحبر الأزرق، ومقرر أن يجتمع مجلس الأمن اليوم للتصويت عليه، والمتعلق بالوقف “الفوري” لإطلاق النار في قطاع غزة.



المشروع الجزائري ينص في فقراته على وقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، على أن يُحترم من قبل جميع الأطراف، ويكرر مطالبته بأن تمتثل جميع الأطراف بدقة بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وجاء في مشروع القرار رفض التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال، بما يمثله من انتهاك للقانون الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ووضع حد فوري لأية انتهاكات من هذا القبيل.

كذلك يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى، ومطالبة كافة الأطراف بالامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزونهم واحترام حقوقهم الإنسانية.

ويشدد مشروع القرار أيضاً على ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن، ومن دون عوائق إلى قطاع غزة بأكمله، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة والمستمرة والكافية على نطاق واسع للسكان المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك عن طريق تسهيل استخدام جميع الطرق المتاحة المؤدية إلى القطاع بأكمله، بما في ذلك المعابر الحدودية، وفقاً للقانون الإنساني الدولي وقراراته ذات الصلة.

كلمات مثيرة للجدل
ويلتزم مشروع القرار الجزائري التزاماً ثابتاً برؤية “حلّ دولتين”، ويشدد على أهمية منع المزيد من التصعيد في المنطقة، داعياً جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والعمل لتحقيق هذا الهدف.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توم غرينفيلد في وقت سابق الأحد إنه “لن يتم اعتماد” مشروع القرار الجزائري في حال طرحه للتصويت بصيغته الحالية.

في المقابل هناك الكثير من الجدل حول المشروع القرار الأمريكي المفاجئ، فعملية اللعب في المصطلحات ونشر بعض الكلمات المثيرة للجدل كانت ظاهرة للجميع وتشبه من يضع “السُم في العسل”، وتوحي جميعها على إعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لمواصلة حربها الدامية على قطاع غزة وسكانه.

ويدين مشروع القرار الأميركي أحداث 7 أكتوبر، ويطالب باعتبار حركة حماس "منظمة إرهابية"، ويشترط “الإفراج عن الأسرى "الإسرائيليين" من دون قيد أو شرط، لتأمين وقف إطلاق نار لغايات إنسانية مشروطة بالنواحي العملية والقدرة على التطبيق”.

كما تطالب بمحاسبة موظفي "الأونروا"، الذين شاركوا في أحداث 7 أكتوبر، وفق المزاعم الأميركية و"الإسرائيلية".

وتنص مسودة مشروع القرار أيضا على أنه “في ظل الظروف الحالية، فإن أي هجوم بري كبير على رفح سيلحق المزيد من الأذى بالمدنيين وقد يؤدي لنزوحهم إلى دول مجاورة”.

ويهدف مشروع القرار الأمريكي البديل إلى عدم تمرير أي مشروع يتحدث عن وقف إطلاق نار “دائم” بغزة، وتريد تثبيت أن أي وقف إطلاق نار مقبل هو “مؤقت” تماما كما تريد دولة الاحتلال لشن عملية عسكرية في أي وقت إذا رأت أن ذلك من مصلحتها.

كما استخدمت الولايات المتحدة مصطلح “في أقرب وقت” بدلا من “فوري” وهو ما يمنح الاحتلال ضوءا أخضر للاستمرار بعملياته العسكرية على الأرض، بما في ذلك في رفح لكن بشرط ضمان سلامة المدنيين، وهو ما لم يلتزم به الاحتلال منذ اليوم الأول للحرب على غزة.

كما يحذر مشروع القرار من آثار الهجوم البري "الإسرائيلي" على رفح، قائلا إنه “سيؤدي إلى إلحاق المزيد من الضرر بالمدنيين واستمرارهم في النزوح، بما في ذلك احتمال نزوحهم إلى دول مجاورة، الأمر الذي ستكون له آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين”.
أتت تلك الخطوة الأميركية لترفع بعض التساؤلات عن سبب تغير الموقف الأميركي.

إذ اعتبر بعض المراقبين أنه يأتي للضغط على رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، المتعنت في مواقفه، سواء من جهة اجتياح رفح أو الاعتراف بدولة فلسطينية أو وقف الحرب، ما أدى مؤخراً لاشتعال الخلافات بينه وبين واشنطن الحليف الأوثق لبلاده.

بينما رأى آخرون، ألا تغير كبيراً في موقف واشنطن، لاسيما أن القرار يدعو إلى وقف النار “في أقرب وقت ممكن”، وهي عبارة مطاطة، وحمالة أوجه.

في حين اعتبر البعض أن الرئيس الأميركي، جو بايدن الساعي إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض، تدارك تراجع شعبيته بين صفوف الشباب الديمقراطي جراء تعامله ومقاربته للحرب، وفق آخر استطلاعات الرأي، وبدأ يبدي تغييراً تجاه الحرب، منتقداً بشكل أكبر مقاربة نتنياهو.

وتعارض الولايات المتحدة ودول غربية كبرى المطالبات بـ”وقف شامل لإطلاق النار” وتفضل استخدام “هدن إنسانية مؤقتة” في إشارة إلى فترات من التوقف عن القتال.

ويدعم الغرب حجج الاحتلال بأن وقف إطلاق النار الشامل والفوري في غزة هو انتصار للمقاومة الفلسطينية، وبأن جيش الاحتلال لن يوقف الحرب قبل إتمام أهدافه التي تتمثل في إعادة جميع الأسرى بالقوة، وإنهاء حركة حماس في قطاع غزة بالكامل.
 
الرأي اليوم 
إقرأ أيضاً : قطر: الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت تطورات بين حماس وتل أبيب ولم تكتملإقرأ أيضاً : بعد قصف مكثف .. دبابات الاحتلال تقتحم شرقي حي الزيتون بغزة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: لإطلاق النار مشروع القرار إطلاق النار بما فی ذلک وقف إطلاق قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تأجيل Mewgenics يكشف كواليس 12 عامًا من التطوير وأسرار محتوى جديد

 كشف المطور المستقل إدموند ماكميلين عن تفاصيل جديدة تخص لعبته المرتقبة Mewgenics خلال جلسة أسئلة وأجوبة على Reddit، معلنًا رسميًا تأجيل موعد إصدار اللعبة على Steam إلى 10 فبراير المقبل. 

القرار جاء ليضيف فصلًا جديدًا إلى رحلة تطوير استثنائية بدأت قبل أكثر من 12 عامًا، منذ الإعلان الأول عن اللعبة في عام 2012.

Mewgenics، التي تمزج بين أسلوب تقمص الأدوار بنظام الأدوار وعالم مليء بالقطط ذات القدرات المتنوعة، كانت ضمن أكثر المشاريع غموضًا في مسيرة ماكميلين. 

ومع أن اللعبة كان من المقرر إصدارها خلال العام الحالي، إلا أن التطوير شهد تقلبات عديدة، بعضها كان ضروريًا لإعطاء ماكميلين الوقت اللازم لإطلاق Super Meat Boy Forever، الجزء الثاني من واحدة من أشهر الألعاب المستقلة التي صدرت لأول مرة عام 2010. اللاعبون قد يعرفون ماكميلين أيضًا من خلال The Binding of Isaac، اللعبة التي أصبحت أيقونة في عالم الألعاب المستقلة، وشهدت في السنوات الأخيرة تعاونات لافتة مع ألعاب أخرى مثل Balatro.

خلال الجلسة، حرص ماكميلين على مشاركة ملامح جديدة لجمهور اللعبة قبل إطلاقها، وأبرزها تأكيده وجود خطط لمحتوى إضافي (DLC) سيتم العمل عليه بعد طرح النسخة الأساسية. ورغم ذلك، يبدو أن اللعبة الأساسية وحدها مليئة بالتفاصيل والمحتوى الكافي لجذب اللاعبين لفترات طويلة. يقول ماكميلين: "لديّ حاليًا أكثر من 300 ساعة لعب موزعة على ملفي حفظ، ولم أنهِ اللعبة سوى على ملف واحد فقط حتى الآن".
هذا التصريح يكشف بوضوح مدى عمق التجربة ووفرة المسارات والتحديات التي تقدمها اللعبة، مما يعزز فكرة أنها ليست مجرد لعبة تقمص أدوار تقليدية، بل تجربة حافلة بالاختيارات والنتائج المتغيرة.

وأثار ماكميلين اهتمام متابعيه عندما كشف عن خطط مبدئية لطرح نسخ من Mewgenics لأجهزة الألعاب المنزلية. لكن هذه الإصدارات، وفق قوله، لن ترى النور قبل أواخر العام المقبل على أقرب تقدير، نظرًا لأن التركيز الحالي ينصب بالكامل على ضمان إصدار نسخة Steam في أفضل صورة ممكنة.

تأجيل إصدار Mewgenics ليس مجرد إعلان جديد في عالم الألعاب، بل هو تذكير بأن تطوير الألعاب المستقلة قد يتحول أحيانًا إلى رحلة طويلة، مليئة بالتحديات والتغييرات الإبداعية. لكن ما يميز الأمر هنا هو الشغف الواضح الذي يحمله ماكميلين لمشروعه، والرغبة في تقديم تجربة تستحق الانتظار.

ومع اقتراب موعد الإصدار الجديد، يبدو أن Mewgenics ستدخل العام الجديد بزخم كبير، خاصة بعد الكشف عن هذه التفاصيل التي أعادت إشعال حماس اللاعبين القدامى والجدد. فهل تكون هذه اللعبة المحطة القادمة في سلسلة النجاحات التي اعتاد ماكميلين تقديمها؟ كل المؤشرات تقول نعم، والقطط تستعد أخيرًا للخروج إلى الساحة.

مقالات مشابهة

  • أمريكا ترامب وصدام حضارات مع أوروبا
  • قراصنة الصين يخترقون شبكات أمريكا.. مسؤول ينتقد إدارة ترامب!
  • خطة ترامب للسلام.. سحب البساط
  • أخضر تحت 23 يستعد للقاء الإمارات في نصف نهائي كأس الخليج
  • فيديو مثير للجدل عن احتفالات أكراد بعد خسارة المنتخب السوري.. ما قصته؟
  • ترحيب فلسطيني بالإجماع الدولي على تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية بشأن "أونروا"
  • بشأن الأونروا.. فلسطين ترحب بالإجماع الدولي على فتوى "العدل الدولية"
  • تأجيل Mewgenics يكشف كواليس 12 عامًا من التطوير وأسرار محتوى جديد
  • برلماني: غزة تعيش كارثة إنسانية متعمدة.. والمجتمع الدولي يتحمل المسئولية
  • عاجل.. الأمم المتحدة تعتمد مشروع قرار يطالب إسرائيل بالسماح بالوصول الإنساني الكامل إلى غزة