يدخل الطفل لدى تشخيصه بمرض السرطان حالة من الصدمة والخوف والغضب والحزن والقلق والتوتر، فإلى جانب الخطر الذي يهدد حياته، تطرأ تغييرات كثيرة على روتينه اليومي، فيُلزم بزيارة الطبيب بشكل دوري والخضوع لجلسات العلاج وتغيير نمط حياته. ولا تقتصر آثار إصابة الطفل بالسرطان على المريض وحده، بل تمتد لتشمل كامل الأسرة.

ويعدّ الجانب النفسي شديد الأهمية في مقاومة المرض طوال فترة العلاج، ما يلقي على الوالدين عبئا إضافيا في تقديم الرعاية الصحية اللازمة لطفلهما.

خضوع الطفل لعلاج السرطان والالتزام بأنماط حياة جديدة يعرضه لمشكلات نفسية (غيتي) الدعم المعنوي أولاً

تقول المعالجة النفسية أيلا عبود للجزيرة نت، إن إصابة الطفل بالسرطان "تؤثر على نفسيته ومعنوياته بشكل كبير، لذلك من الضروري على الأهل تقديم الدعم المعنوي لطفلهما المصاب ليستعيد حياته الطبيعية".

وتضيف، "يقتضي على الطبيب أن ينقل الخبر إلى الطفل مستخدما التعابير الصحيحة بوجود أهله، فهذا الأمر يخفف من وقع الصدمة عليه كثيرا".

كما تشدد المعالجة النفسية على ضرورة حرص الأهل على مساعدة الطفل ليحظى بحياة جميلة في مرحلة العلاج وبعدها، "وعليهم الانتباه إلى أن الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى الثبات في حياته والهدوء، وألا تعم الفوضى حياته بسبب ظرف المرض".

على الأهل رسم البسمة على وجه الطفل لتجاوز ألمه النفسي (غيتي) كيف تتعامل مع الطفل المصاب؟

وتؤكد عبود أن "على الأهل عدم الاستسلام للحزن وعدم إظهاره للطفل، وضرورة تعلم تقنيات الاسترخاء وإيجاد مصدر القوة في الإيمان والثقة بالله واللجوء إليه".

وتقدم أهم النصائح التي يجب على الوالدين اتباعها حول كيفية التعامل مع الطفل المصاب:

تجنب استخدام العاطفة المبالغ فيها، كالبكاء والصراخ. فشعور الأهل بالحزن واليأس ينعكس على الطفل، فيشعر بالحزن واليأس، فتنتقل الطاقة السلبية له. تخصيص الوقت للتحدث مع الطفل حول مشاعره ومخاوفه. الإجابة عن كل أسئلة الطفل بصراحة ودون زيادة مخاوفه وقلقه.

يجب أن يكون الأهل إيجابيين، فمثلاً يجب التأكيد للطفل بأنه يمكن علاج السرطان وأنه تتوفر علاجات جديدة تشفي منه لمنحه أملاً في الشفاء.

الآباء ينصحون بتقديم كافة المعلومات للطفل حول مرض السرطان، وسبل التعافي منه ليشعر بالأمل وفرصة النجاة (غيتي) إظهار الكثير من الحب والتعاطف مع الطفل لمواجهة المواقف الصعبة التي يمر بها. التحدث إلى أصدقاء الطفل ومدرسيه حول إصابته، فذلك قد يفتح له سبلا للتعبير عن مشاعره. تقديم كافة المعلومات للطفل حول مرض السرطان، وسبل التعافي منه ليشعر بالأمل وفرصة النجاة. رسم البسمة على وجهه لتجاوز الألم النفسي؛ فمثلاً يمكن إسعاد الطفل بأمور بسيطة كأن تشتري له شيئا يحبه، أو تقوم بتزيين غرفة المستشفى، أو تحضر له مهرجا يلهو معه والمرضى الآخرين. من الضروري مشاركة الطفل في بعض الأنشطة أو ممارسة الرياضة الخفيفة المسموحة له، فلا يجب أن يشعر بالعزلة عن الآخرين. فالرياضة تمنحه الاسترخاء وتخلصه من الطاقة السلبية. أن يحرص الأهل، بمساعدة المدرسة على المساهمة في متابعة الطفل لدراسته بطريقة استثنائية في المستشفى أو في البيت حتى لا يشعر بالعزلة. أيا كانت المشكلات التي يمكن مواجهتها، من المهم المشاركة في حلقات حوار مع أشخاص مرّوا بالتجارب نفسها. من الأعراض الجانبية المعروفة لدى مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي هي تساقط الشعر، وهو أمر من الصعب أن يتقبله الطفل. من الممكن التبرع له بالشعر أو البحث عن أشخاص آخرين يمكنهم القيام بذلك، فهذا سيسعده كثيرا.

إذا كان لدى الطفل حلم بسيط، فعلى الوالدين محاولة تحقيقه له أو جزء منه، أو شيء يشبهه، مما يمنح الطفل السعادة.

لا بد للوالدين من الحرص على مساعدة الطفل ليحظى بحياة جميلة في مرحلة العلاج وبعدها (غيتي) مشاعر تظهر حاجتهم للدعم

واستعرض تقرير نشره موقع "ناشيونال لايبري أوف ميدسين"، التأثيرات النفسية التي تحدث للأطفال المصابين بمرض السرطان، والمشاعر التي تظهر حاجتهم إلى الدعم النفسي وكيفية التعامل معهم بالطريقة الصحيحة، وأهمها:

الشعور بالصدمة والحزن مع البكاء المتكرر. تقلبات المزاج مثل الغضب الحاد والانزعاج المستمر. تغييرات واضحة في السلوك.

الأرق والتوتر والرغبة بإيذاء الذات.

الخبراء ينصحون بإسعاد الطفل بأمور بسيطة في غرفة المستشفى كأن تحضر له مهرجا يلهو معه ومع المرضى الآخرين (غيتي) علاج اكتئاب الأطفال المرضى

وبحسب التقرير نفسه، من الشائع ظهور أعراض الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان بين الحين والآخر. ورغم ذلك، تكون الأعراض في الاضطراب الاكتئابي أكثر حدّة وتستمر لفترة أطول وتؤثر على الوظائف اليومية.

ويعد العلاج السلوكي الإدراكي، أحد أكثر أنواع العلاج النفسي للاكتئاب فعاليةً. ويساعد المرضى في التعرف على الأفكار السلبية والسلوكية والتفاعل مع المواقف بطريقة أكثر إيجابية. وقد يركز العلاج النفسي كذلك على تطوير المهارات لحل المشاكل أو تحسين العلاقات أو السيطرة على التوتر.

وهناك استراتيجيات تكيف معينة مثل تقنيات الاسترخاء أو التأمل والعلاج بالفن والعلاج بالموسيقى والعلاج باللعب قد تساعد الأطفال والمراهقين في التعامل مع الاكتئاب.

ويتمثل العلاج النفسي في ظروف متنوعة، بما في ذلك العلاج الفردي أو الجماعي أو العائلي، فمن المهم رعاية الطفل المصاب بمرض السرطان من خلال محاولة إعادته إلى نمط روتين يومي يتضمن المشاركة بأنشطة اجتماعية وفنية وأنشطة منزلية منها الطهي وتنظيم المنزل وممارسة بعض الأنشطة البدنية سواء في الهواء الطلق أو في أماكن مفتوحة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مع الطفل

إقرأ أيضاً:

بايدن يُصارع السرطان.. إصابة «شرسة» انتشرت إلى العظام وخيارات العلاج قيد البحث

أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الأحد، إصابته بنوع “شرس” من سرطان البروستاتا، مع تأكيد انتشار المرض إلى العظام. وأوضح البيان أن بايدن، البالغ من العمر 82 عاماً، يدرس حالياً مع عائلته والأطباء الخيارات العلاجية المتاحة، مؤكداً أن الورم لا يزال قابلاً للسيطرة عبر العلاجات الهرمونية.

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريح عبر منصته “تروث سوشال”، عن حزنه على خبر الإصابة، متمنياً لبايدن وعائلته الشفاء العاجل.

ترامب يعرب عن أسفه بعد إعلان إصابة بايدن بسرطان البروستات “العدواني”

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعاطفه مع سلفه جو بايدن بعد إعلان إصابته بنوع “عدواني” من سرطان البروستات، في خطوة لاقت تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية.

وقال ترامب في منشور على منصته “تروث سوشال”: “ميلانيا وأنا حزينان لسماع نبأ التشخيص الطبي الأخير لجو بايدن. نتقدم بأحر وأفضل التمنيات لجيل والعائلة، ونتمنى لجو تعافياً سريعاً وناجحاً”.

ويأتي موقف ترامب رغم تاريخه الحافل بانتقادات حادة لبايدن، سواء بشأن قدراته الإدراكية أو سياساته، وخصوصاً خلال التجمعات الانتخابية واللقاءات الإعلامية.

كامالا هاريس تتمنى الشفاء العاجل لبايدن بعد تشخيص إصابته بسرطان البروستات العدواني

أعربت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس، مع زوجها دوغ، عن حزنهما العميق عقب إعلان تشخيص الرئيس السابق جو بايدن بإصابته بسرطان البروستات من النوع العدواني. وجاء في بيان هاريس: “نضم جو والسيدة الأولى السابقة جيل بايدن وعائلتهم بأكملها في قلوبنا وصلواتنا في هذا الوقت الصعب”.

وأضافت: “جو مقاتل، وأعلم أنه سيواجه هذا التحدي بنفس القوة والصلابة والتفاؤل التي ميزت حياته وقيادته دائمًا. نتمنى له الشفاء التام والعاجل”.

يُذكر أن بايدن، الذي شغل منصب الرئاسة في الفترة من 2021 حتى 2025، أعلن في يوليو الماضي انسحابه المفاجئ من السباق الرئاسي، وسط تدقيق إعلامي مكثف حول صحته البدنية والذهنية.

ويعتبر سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، ويشكل حوالي 15% من حالات السرطان لديهم. رغم طبيعة المرض الشرسة، تظهر أورام البروستاتا حساسية للعلاجات الهرمونية، مما يسمح بإدارة فعالة للحالة.

مقالات مشابهة

  • بيئة تحتضن الاختلاف
  • "عم سباعي" يتحدى السرطان ويحتفل بعيد ميلاده وسط جلسة الكيماوي بأورام الأقصر
  • عم سباعي يتحدى السرطان ويحتفل بعيد ميلاده وسط جلسة الكيماوي بالأقصر
  • علاجات مختصرة تحسن حالات مرضى السرطان.. ماذا نعرف عنها؟
  • بايدن يُصارع السرطان.. إصابة «شرسة» انتشرت إلى العظام وخيارات العلاج قيد البحث
  • القانون يواجه منتحلي مهنة العلاج النفسي .. اعرف الإجراءات
  • استشاري الطب النفسي: «لما الكلمة توجع.. بقت تنمّر مش هزار»
  • هكذا علق ترامب بعد تشخيص أكبر رؤساء أمريكا عمرًا بسرطان البروستاتا
  • تشخيص إصابة بايدن بسرطان البروستاتا من الدرجة 9 وترامب يعلق
  • بعد إصابة بايدن.. ماذا يعني "انتشار السرطان في العظم" طبيًا؟