(قلب الدمية).. جائزة أفضل نص في الجزائر ودرع مهرجان قرطاج الدولي بتونس
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
دمشق-سانا
نال عرض مونودراما دمى “قلب الدمية” جائزة أفضل نص خلال المهرجان الدولي لـ “المونودرام النسائي” في الجزائر، ودرع مهرجان قرطاج الدولي في تونس.
العمل الذي يتميز بأنه الأول من نوعه بكل الدول العربية لأنه يقدم مونودراما دمى، عبر إنتاج مشترك بين نقابتي الفنانين السوريين والعراقيين، عُرض لغاية الآن في سورية والعراق ودبا الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، وفي الجزائر وتونس خلال الشهر الجاري.
ففي الجزائر، شارك العمل في المهرجان الدولي للمونودرام النسائي بطبعته الثالثة بولاية وادي “دورة فلسطين” دورة الفنانة “فاطمة حليلو”، وذلك تحت شعار “المونودراما والموروث الثقافي العالمي”، وعُرض في قاعة مسرح دار الثقافة بمشاركة عربية ودولية من إفريقيا وآسيا وأمريكا، ونال جائزة أفضل نص، وذلك وفق الفنانة الشابة إيمان لطفي عمر بطلة العمل.
أما في تونس، فبينت الفنانة إيمان لـ سانا الشبابية أن العمل شارك خلال الدورة الخامسة لأيام قرطاج الدولي لفن العرائس، وأُقيم على مسرح الجهات بمدينة الثقافة بدعمٍ من المركز الوطني التونسي لفن العرائس ومصرف التنمية، وفي حفل الختام تم تكريم فريق العمل بدرع المهرجان مع شهادة مشاركة علماً أنه لا توجد مسابقة ولا جوائز بالمهرجان الذي أعقبه ندوة حول العرض حَفُلت بجلسة نقاش تفاعلية.
وحول مجريات العرض تحدثت الفنانة الشابة إيمان: إنه يبدأ بالدمية التي تنطق أولى كلماتها “لا تتركني” لينمو مونولوج مرافق لحركتها.. لماذا تركني؟.. وكيف لي بالتحرك بدونه؟”.. ثم تحلق بنا أجواء العرض بين اللحن والكلمات والحركة والتساؤلات والضحكة المختنقة الحزينة للدمية وفق إطار فني مونودرامي ليصل إلى عشقها الفريد من نوعه بين عالم الدمى لمحركها ماهر الذي وقعت في حبه كما لو أن لها قلباً وروحاً وأحاسيس جيّاشة، لتجد نفسها غارقة في بحرٍ من التساؤلات: “هل للدمى قلب وروح؟، هل ما يحدث معي مألوف لدى بقية الدمى؟، هل أنا أول دمية ينبض قلبها بأسمى المشاعر؟.. هل يحق لدمى لا تحلم أن تتمنى بأن تشكل حلماً لأحدهم؟، وكيف طرق الهيام باب قلبي أصلاً؟،.
الدمية المتيمة عشقاً عادت إلى قرون طويلة ووصلت إلى علاقة تربط قصتها بقصة النحات “بيجماليون” الذي عاش وحيداً فنحتَ منحوتة امرأة مذهلة كما يتمناها وأخذ يتغزل بها ويعاملها كجسد بشري حقيقي ويكلمها ويغدق عليها بالهدايا حتى أصبحت محور حياته وبات يقدم القرابين للآلهة لتبث فيها الروح، فتحولَ الحجر إلى جسم طري قابله حباً… لكن ماهر لم يكترث بها سوى لتحريكها بعد أن تعلق قلبه بصانعتها، وفق إيمان.
وبحسب إيمان، فإن الصراع الداخلي للدمية والتشويش والصراخ والإرهاق الفكري واختلاط المشاعر بين العشق والوفاء لصانعتها، والحقد عليها والغيرة منها أنهكت قواها وبدأت تشعر بالاختناق الذي سرعان ما تحول إلى فضول لمعرفة ماهية الاحتفالات خلف النافذة.
وبخطوات مثقلة بالألم والأسى صُعقت برؤية فرحة ماهر مع صانعتها، فشعرت أن روحها المزعومة تفارقها، ثم أعلنت الانسحاب من عالم البشر لعدم قدرتها على تحمل المأساة والصبر وكسر الخاطر، فكانت أول دمية تنتحر.
و”قلب الدمية” الذي ينبض طيبةً وحباً وحياةً يصف وجعه بأسلوب درامي متقن عبر تجربة واعية مميزة بالفكر المحنّك من تأليف وإخراج الدكتور حسين علي هارف من العراق، فيما السينوغرافيا لـ عباس قاسم وعلي جواد الركابي، وأداء الفنانة المسرحية السورية الشابة إيمان لطفي عمر وهي الدمية التي تتحرك خلال كامل مدة العرض 40 دقيقة.
دارين عرفة
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی الجزائر
إقرأ أيضاً:
كنوز الجزائر تكشف أسرارها..ما الذي ينتظر الزوار في الصحراء الغامضة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "هل أنتِ بخير؟" يسأل المرشد السياحي الجزائري بابا أتانوف سائحة أثناء محاولتها جاهدةً أن تتجاوز صخرة كبيرة خلال رحلة صعود شديدة الانحدار في الصحراء الكبرى بالجزائر.
تُشكِّل هذه الصحراء 83% من مساحة أكبر دولةٍ في إفريقيا. وهي محور خطةٍ حكوميةٍ طموحة لتطوير السياحة بحلول عام 2030، تهدف إلى جعل الجزائر وجهةً سياحيةً رئيسيةً بعد عقودٍ من الاعتماد الذاتي عقب انتهاء الاستعمار الفرنسي في عام 1962.
حمل أتانوف حقيبة الكاميرا الخاصة بالسائحة، مع أنّه كان يحمل بالفعل حقيبة ظهرها الصغيرة. بمجرد أن تخلّت عن كل ما يثقلها، استعادت المرأة ثباتها.
في هذه الأثناء، يحمل 20 حمارًا معداتٍ وإمداداتٍ شاملة للتخييم تكفي لعشرات الأشخاص. هناك أربعة سياح وثمانية موظفين، بمن فيهم مرشدون، وطهاة، ورعاة.
ساهم أتانوف في تثبيت السائحة، مرتديًا حذاءً رياضيًا باليًا، وشاشًا يلفّ رأسه ووجهه كما يفعل رجال الطوارق، وثوبًا فضفاضًا طويلاً، بالإضافة إلى حقيبة ظهره الخاصة، وشاحن شمسي كبير.
خاض هذا الأب لسبعة أطفال، البالغ من العمر 57 عامًا، هذه الرحلة الشاقة مرات عديدة بحكم عمله كمرشد سياحي لـ 30 عامًا.
بصفته من الطوارق، ومن أصول أمازيغية، وانتمائه إلى شعب رعوي اعتاد الترحال في الصحراء، يعرف أتانوف كيفية التنقل عبر هذه المساحة الواسعة.
يعمل الجزائري لدى شركة "Touareg Voyages" المعتمَدة للسفر، والتي تُسهّل عملية الحصول على التأشيرات للزوار الدوليين إلى الصحراء الجزائرية.
في يناير/كانون الثاني 2023، أطلقت الحكومة برنامج التأشيرة عند الوصول لجميع السيّاح الأجانب غير المُعفيين المتوجهين إلى الصحراء، أي جميع الجنسيات تقريبًا باستثناء مواطني دول المغرب العربي الخمس، وماليزيا، وسيشل.
شهد شهر ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام إطلاق رحلة جوية للخطوط الجوية الجزائرية بين العاصمة الفرنسية باريس وبلدة جانت في الجزائر.
في عام 2023، حققت الجزائر رقمًا قياسيًا مع وصول عدد السياح إلى حوالي 3.3 مليون شخص، من ضمنهم 2.2 مليون أجنبي تقريبًا، بزيادة سنوية قدرها ما بين 44% و65% على التوالي، وفقًا لوزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية.
غابات صخريةيقود أتانوف السياح إلى قمة منتزه "طاسيلي ناجر" الوطني، وهو موقع مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويزخر بمنحوتات عملاقة من الحجر الرملي نحتتها الطبيعة الأم، و"غابات صخرية" تشكّلت بفعل التآكل على مدى 7 ملايين عام.
تضم هذه التكوينات الصخرية ما يقارب الـ15 ألف من النقوشات الصخرية التي يعود تاريخها إلى ما بين عامي 10,000 و750 قبل الميلاد. يُعد أتانوف من بين القلائل الذين يعرفون مواقعها بدقة.
تتضمن رحلة مشاهدة هذا الفن القديم مغامرة استثنائية، إذ يحتاج المرء لخوض رحلة تمتدُّ لحوالي 120 كيلومترًا عبر هضبةٍ وعرةٍ فارغة من أي شيء.
بمعنى آخر، سيقضي السائح أسبوعًا بلا استحمام، أو مرحاض، أو كهرباء، ومن دون غالبية وسائل الراحة التي اعتدنا عليها في القرن الـ21.
يعتبر هؤلاء السياح التجربة "منتجعًا صحراويًا"، على حدّ تعبيرهم، حيث يمارسون الرياضة بشكلٍ يومي، ويتناولون طعامًا صحيًا، ويستغنون عن شرب الكحول وسط الهواءٍ النقي والسكينةٍ.
أفاد مرشد آخر يُدعى سيدي بايكا أنّ "سكان الصحراء يتمتعون بصحةٍ جيدة".
نشأ بايكا في خيمةٍ كأحد أفراد الطوارق، ولكنه يعيش الآن بمنزلٍ في بلدةٍ صحراوية، ويعمل مهندساً للأرصاد الجوية في محطةٍ عالميةٍ لمراقبة الغلاف الجوي.
أهمية الشاي