شبكة انباء العراق:
2025-10-15@08:53:13 GMT

لا يريدونك ان تعرف الحقيقة

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

حتى الفضائيات العربية، (المصرية والسعودية منها على وجه التحديد) لا تريدك ان تعرف شيئا عن ظروف الناس في غزة. اما القنوات والمنصات الغربية فلا شغل لها سوى طمس الحقائق وقلب المفاهيم وتقديم صورة مزيفة لما ترتكبه دولة القطعان من مجازر يومية تشيب لها رؤوس الرضعان. .
اضحت الطريقة الوحيدة التي تسمح لنا الآن بتوثيق الانتهاكات المتكررة هي باستخدام هواتفنا الشخصية لتسجيل الوقائع بالصوت والصورة، وتحميلها وتوزيعها على الفور لكي يراها العالم كله.

.
لم تكن للشعب الفلسطيني في العقود الماضية القدرة على تصوير المجازر التي ارتكبت ضده، ولم يكن يعلم بحجم المؤامرات التي حاكها ضده بعض الزعماء العرب، ولم يكن يشكك بمواقف السلطة الفلسطينية التي كانت ترتبط بعلاقات حميمة مع تل ابيب. ولم تكن لديه القدرة على دحض الأكاذيب ومواجهة المضخات الإعلامية الكبيرة. .
اما الآن فقد اشتغلت المضخات الإعلامية الداعمة للقطعان باقصى طاقتها لتبرير حق اليهود المزعوم في الدفاع عن انفسهم، وحقهم في التسلح وارتكاب ما يحلو لهم من المجازر، وليس للعالم الحر الاعتراض عليهم، وكل من يحاول ان يخدش صورة نتنياهو، ولو بكلمة واحدة يطرد من عمله ويفصل من وظيفته. .
فالصحفيون الذين حاولوا نقل الحقيقة من داخل قطاع غزة قتلتهم دولة القطعان بدم بارد، وقتلت أفراد عوائلهم، وكانوا يتلقون تهديدات مباشر تخيرهم بين الكف عن نقل الحقيقة أو الموت الجماعي، حتى بلغ تعداد الشهداء في صفوف الصحفيين وعوائلهم اكثر من 600، من دون ان تعترض المنظمات الدولية. .
بات واضحاً انهم يقتلون الحقيقة، حتى بايدن وعصابته كانوا مذعورين من انتشار صور الابادة الجماعية، وبذلوا قصارى جهدهم لمنع انتشارها. ومنعوا نشر صور الخراب والدمار الذي اكتسح الاحياء السكنية المأهولة. انهم يخشون من انقلاب الشعوب الأمريكية والأوروبية ضدهم، وهذا يفسر إصرارهم على تضليل الرأي العام بأخبار لا صحة لها. وبالتالي فان الصحفيين والمراسلين والعاملين معهم يتعرضون للقتل الممنهج، حتى لا يعلم العالم بمصير سكان غزة تحت القصف والقنص والتجويع والتعطيش والحرمان من الملاذات الآمنة. لذا تراهم يستهدفون الإعلاميين والمفكرين والأطباء وأساتذة الجامعات وكل من لديه القدرة على رصد وتوثيق الكوارث الإنسانية. .
كانوا يقتحمون المستشفيات ويفخخونها ثم يفجرونها بمن فيها من مرضى ومصابين، ويتركون الأطفال الخدج يموتون في حاضناتهم، وقد انتشرت هذه الصور والأفلام في كل القارات عبر الواتساب والتطبيقات الأخرى لكنك لن تراها على شاشات الفضائيات الأمريكية ولا الأوروبية، ولن تراها على شاشات الكثير من القنوات العربية. .
لقد تعاطفت القوى الظلامية كلها مع إسرائيل، وتعاطف معها حاكم الأردن وحاكم مصر، وبات من المسلم به ان الزعيمين العربيين سيشتركان في تنفيذ فصول المسرحية الأخيرة، وذلك بتفريغ غزة من محتوها السكاني، وطرد الفلسطينيين من الضفة ومن القدس، في سيناريو جديد يظهر فيه الزعماء العرب (في الأردن ومصر) بمظهر المقاتلين الاشاوس المدافعين عن الشعب الفلسطيني المظلوم. .
فهل ستنجح الأبواق الإعلامية في تغييب الحقائق وقلب الوقائع امام هذا الكم الهائل من المقاطع المصورة من داخل غزة ؟. .
ختاماً: تذكروا كيف ان سيدنا موسى وكز رجلا فقتله بالخطأ، وفرعون قتل الآلاف عمداً ثم قال لموسى متبجحا : (وفعلت فعلتك التي فعلت). . هذا هو الاستغفال والتضليل بعينه، وهذا هو ديدنهم على مر التاريخ. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

حين تُزيّف الكاميرا الحقيقة.. هل أصبحت الفلاتر مرآة النساء الجديدة؟

في عصر باتت وسائل التواصل الاجتماعي تتحكم فيه بكل شيء تقريبا، لم تسلم الحياة بكل تفاصيلها من تدخل هذه الأداة في إعادة في تعريفنا للعديد من المعايير.

وبالنسبة للنساء، أصبحت صورتهن الشخصية وتقديرهن لذواتهن منوطا بما يظهرن عليهم عند استخدامهن لهذه الوسائل، إذ تتوفر عبر التطبيقات ما يُعرف بـ"مرشّحات الصور" أو "الفلاتر"، التي تقدم حلولا تجميلية فورية لا تقوم فقط بتحسين الصورة، بل قد تكون لها آثار طويلة الأمد على معايير المرأة للجمال والقيمة الذاتية.

الثقة بالنفس في العالم الرقمي

لطالما كانت المرآة وسيلتنا المباشرة لاكتشاف ملامحنا الحقيقية كما هي، دون تعديل أو تزيين. لكن مع انتشار الكاميرات الأمامية في الهواتف الذكية، وأدوات التعديل والتنقيح الرقمي، تغيّر هذا المفهوم؛ إذ أصبحت الصور تُلتقط وتُعالج لتُظهر ملامح أكثر جمالًا، وبشرة أنقى، وإضاءة تجعل كل التفاصيل تبدو مثالية.

ولم يعد الفلتر اليوم مجرد أداة تجميل بسيطة، بل تحول إلى وسيلة للتعبير عن الذات أو للتوافق مع نمط جمالي معين. وهكذا أصبحت الصورة التي تُعرض على منصات التواصل الاجتماعي، بفضل تقنيات التجميل الرقمي، المرجع الذي تقارن به كثير من النساء أنفسهن، بدلًا من صورتهن الحقيقية في المرآة.

الاعتماد المفرط على الفلاتر والتعديلات الرقمية يترك آثارًا سلبية (بيكسلز)تأثيرات عميقة وتداعيات خطيرة

تكشف دراسات عدة أن الاعتماد المفرط على الفلاتر والتعديلات الرقمية يترك آثارًا سلبية على الثقة بالنفس وصورة الجسد، خصوصًا لدى الفتيات اليافعات.

فقد توصل باحثون في جامعة لندن إلى وجود علاقة واضحة بين استخدام الفلاتر وتراجع الرضا الذاتي. وفي دراسة شملت 175 مشاركة بمتوسط عمر 20 عامًا، قالت 90% منهن إنهن يستخدمن الفلاتر أو يعدّلن صورهن بشكل متكرر.

أما أكثر الفلاتر شيوعًا فكانت تلك التي تُوحّد لون البشرة وتفتحها، وتُبيّض الأسنان، وتُضيف لونا برونزيا للجسم، أو تُغيّر ملامح الوجه مثل تصغير الأنف أو الفك، وتكبير الشفاه وتوسيع العينين. وعند سؤال المشاركات عن سبب اللجوء لهذه الأدوات، أقرت 94% منهن بشعورهن بضغط كبير للظهور بمظهر مثالي يتوافق مع المعايير المنتشرة على هذه المنصات.

إعلان

وفي تجربة أخرى نشرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب، صُممت لدراسة العلاقة بين تعديل صور السيلفي وعدم الرضا عن شكل الجسم، طلب الباحثون من 130 امرأة (متوسط ​​أعمارهن 20 عاما) مشاهدة صور إنستغرام لنساء نحيفات أو متوسطات الحجم كوسيلة لإثارة عدم الرضا عن شكل الجسم لدى المجموعة الأولى.

ثم طُلب من المشاركات التقاط صورة سيلفي على جهاز آيباد، وأُعطيت لهن 10 دقائق لتعديلها. بعدها أكملن استبيانات حول حالتهن المزاجية، ومستوى عدم الرضا عن شكل الجسم، وعدم الرضا عن شكل الوجه في البداية، ثم بعد مشاهدة الصور، وبعد تعديل صور السيلفي.

أدى عرض صور النحيفات إلى زيادة المواقف السلبية وعدم الرضا عن شكل الجسم/الوجه. كما أدى التقاط وتعديل صور السيلفي إلى زيادة الحالة المزاجية السلبية وعدم الرضا عن شكل الوجه لدى كلتا المجموعتين. علاوة على ذلك، يُنبئ الوقت المُستغرق في تعديل صور السيلفي بارتفاع مستوى عدم الرضا عن الوجه.

مقارنة النفس بنسخ غير واقعية

يبدو أن الإفراط في تعديل الصور الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي أصبح ممارسة تؤثر سلبًا في الشابات، فكلما زاد الانشغال بتحسين المظهر رقميا، تعمقت آثاره الضارة على النفس والجسد.

فالفتيات لا يقارنَّ أنفسهن اليوم بصور المشاهير أو الأصدقاء المثالية فحسب، بل أيضًا بنسخ مصفّاة من ذواتهن؛ إذ أصبحت صور السيلفي المُفلترة مرجعًا لتقييم الجمال الشخصي. هذه المقارنة المستمرة -كما يوضح خبراء سيكولوجي توداي- تضعف الثقة بالنفس وتشوه الصورة الإيجابية للجسد.

وتؤكد الدراسات أن هذه الظاهرة تُغذّي ما يُعرف بـ المقارنة الاجتماعية، حيث يسعى المستخدمون إلى بلوغ معايير جمال غير واقعية تفرضها الفلاتر الرقمية.

ومع الوقت، تنشأ فجوة مؤلمة بين المظهر الحقيقي والصورة المُعدّلة التي تُعرض للعالم، ما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة، أبرزها اضطراب تشوّه الجسم -وهو انشغال مَرَضي بعيوب جسدية متخيلة- إضافة إلى مشكلات أعمق مثل القلق والاكتئاب.

الفتيات لا يقارنَّ أنفسهن اليوم بصور المشاهير أو الأصدقاء المثالية فحسب، بل أيضا بنسخ مصفّاة من ذواتهن (بيكسلز)غياب الفاصل بين الواقع والخيال

لم يتوقف الأثر النفسي العميق لاستخدام الفلاتر عند حدود المظهر الخارجي؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن هذه التقنية قد تُحدث تشويشًا في إدراك الذات، ففي عام 2018، كشفت دراسة نُشرت في مجلة (JAMA Facial Plastic Surgery) أن الصور المُفلترة تُضعف قدرة الأفراد على التمييز بين الواقع والخيال، ما يزيد احتمال الإصابة باضطراب تشوّه الجسم.

وفي السياق نفسه، أوضحت بيريز إشبيلية، المتخصصة في جراحة تجميل الوجه والفكين، في حديث لمجلة (El Pais)، أن الاستخدام المتكرر للفلاتر يُعيد برمجة الدماغ تدريجيا، قائلة: "عندما تنظر إلى نفسك من دون مكياج أو فلتر، قد تشعر بالنفور من ملامحك، لأن دماغك أصبح يفضّل النسخة المحسّنة رقميا".

وتُظهر الإحصاءات حجم انتشار الظاهرة، إذ يستخدم أكثر من 90% من الشباب في الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة فلاتر الواقع المعزّز عبر تطبيق سناب شات، بينما تشير بيانات "ميتا" (Meta) إلى أن أكثر من 600 مليون شخص جرّبوا هذه التأثيرات على فيسبوك وإنستغرام. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن نسب الاستخدام في العالم العربي لا تختلف كثيرًا.

إعلان

ومع هذا الانتشار، يتزايد الهوس بالمقارنة الرقمية والحكم الذاتي عبر الصور المعدّلة، فقد رصدت الباحثة أشنا حبيب هذا الاغتراب عن الواقع في دراستها المنشورة عام 2022 حول تأثير فلاتر سناب شات على الشابات.

وقالت: "تبدأ الفتيات بملاحظة عيوب لم يكن أحد يراها -مثل شكل الأنف أو عرض الجبهة- ثم يقضين وقتا طويلا في تعديل الصور للوصول إلى مظهر مثالي، قبل أن يحاولن لاحقًا مطابقة هذه النسخة الرقمية من خلال عمليات التجميل".

وفي الختام، ورغم تزايد حملات التوعية الإيجابية بالجسد والتحذير من مخاطر الفلاتر، فإن الطريق نحو بناء علاقة صحية مع الصورة الذاتية ما زال طويلًا.

فالمسؤولية، كما يرى خبراء الصحة النفسية، تقع في المقام الأول على الفرد نفسه، من خلال تنظيم وقته أمام الشاشة، ومراجعة المحتوى الذي يتابعه، والابتعاد عن الحسابات التي تُضعف ثقته بذاته بدل أن تعززها.

مقالات مشابهة

  • الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
  • ماذا تعرف عن قلادة النيل التي منحها السيسي للرئيس الأمريكي؟
  • يوسف الشرقاوي: مصر لديها القدرة على التواصل مع جميع الأطراف لحل القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: القيادة الحقيقية ليست في شن الحروب وإنما في القدرة على إنهائها
  • الحقيقة المزعجة في «انتصار» نتنياهو
  • أرامكو تؤكد القدرة على الحفاظ على الطاقة الإنتاجية دون تكلفة
  • السمدوني: العمل جارٍ لتحويل الموانئ المصرية إلى منظومة أكثر ذكاءً وكفاءة
  • منزل وسيارة للاستخدام الشخصي.. لماذا يدخلان ضمن القدرة المالية في حساب المواطن؟
  • حين تُزيّف الكاميرا الحقيقة.. هل أصبحت الفلاتر مرآة النساء الجديدة؟
  • لجنة الزكاة بضنك تبحث تطوير الجوانب الإعلامية