محمود الرحبي: «هكذا يجيب الموت عادة: كانوا هنا والآن قد رحلوا»!
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
هناك من يجيد الرحيل، والآخر يجيد الكتابة عن الرحيل، أو بمعنى آخر الكتابة عن الراحلين، ربما هو قاموس خاص، يمتلكه قلم ذو شجن بالغ، وقلب ذو قدرة فذّة على الوقوف على الجرح، ومراقبة النزف الذي يتشكل من صورة الرحيل.
هذا ما امتلكه الكاتب محمود الرحبي الذي نشر عددا من المقالات عن الراحلين، وجمع في إصدار جديد ضمن إصدارات الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في معرض مسقط الدولي للكتاب، حمل عنوان «حقائب خفيفة للراحلين».
يقول محمود الرحبي في مقدمة إصداره: «رحيل من كانوا معنا يعني أننا فقدنا أمل احتمالية أن نلتقيهم في أي صدفة مقبلة، أو فقدنا فسحة ذلك الأمل»، ويطرح أسئلة متوغلة في عمق الحزن فيقول: «حين كانوا بين ظهرانينا، هل كنا منشغلين بهم إلى الحد الذي يفجعنا رحيلهم؟ هذا سؤال آخر، ولكنه سؤال قاسٍ قد يتبادر إلى الذهن بسهولة».
ينظر للرثاء بأشكاله وأوجهه المختلفة في الكتابة، يمكن أن يكون مقالة، أو ربما رواية، حيث يتساءل بشيء من الإصرار عن حقيقة ذلك: «هل يمكن للرواية أن تكون في أحد جوانبها وثيقة رثاء؟ ولم لا! حين تبذر في ساحة موضوعها شخوصا تركوا أثرهم في دنيانا قبل أن يغادرونا».
يستحضر محمود الرحبي في كتابه مجموعة من الأشخاص ذوي الأثر، أو كما يقول: «بعضهم تجمعنا بهم علاقات فيزيقية مباشرة، والبعض الآخر علاقات أثيرية من خلال ما نقرأ لهم إن كانوا كتابا، أو ما نتذكره من فواصل في لقاءاتنا بهم، سواء تلك الحميمية أم العابرة».
يتناول كتاب «حقائب خفيفة للراحلين» رثاء سرديا لـ30 شخصا يشتركون جميعا بالحضور الوجداني في ذات الكاتب، والغياب الذي يصفه الرحبي بقوله: «جميعهم يشتركون في حالة الغياب، غياب يقترن بحضور وحياة كاتب هذه الأسطر ومدى علاقته بهم مباشرة أو قراءة أو ذكرى».
يبدأ إصداره بالكتابة عن «عبدالله الحارثي» الذي يرثيه بالحديث عن مخيمه الصحراوي «مخيم ألف ليلة»، ويصفه فيقول: الراحل عبدالله الحارثي فيما يشبه «فتحا» للصحراء.
وينتقل بالحديث عن عبدالله بن حمود الوهيبي الذي يشبّه الحديث عنه بوصفه مدينة شاسعة لا تعرف الصمت، ويقول: إن الوهيبي هو رسام للضحك، كما يستحضر الرحبي في كتابه «حسن بوس» الذي يصفه بالشخصية المليئة بأسرار النزهات، ولكنه حول رحيله يقول بأنه لا يمكن أن يوصف بالرحيل الأبدي، إنما هو شبيه بنوم الفراشات.
ويتحدث محمود في كتابه الجديد عن راحل آخر وهو «محمد نظام» الذي كان لقاؤه به قبل أيام من رحيله المفاجئ، يستعيد ذكرياته ومعرفته به، يستحضر فنه الذي ظل باقيا حتى بعد رحيله. ويقترب أكثر من أشخاص آخرين وهم شعراء وكتاب لهم بصمتهم في الأدب العماني والعربي أمثال «مبارك العامري» الذي وصفه بالنبل والإيثار والكرم، ووصفه بأنه رائد الصحافة الثقافية في عمان، و«علي المعمري» الذي يصف حياته كضحكته العالية والصاخبة والواسعة، حياة طويلة ولكن عمره قصير، و«محمد الحارثي» الذي ورثت المكتبة العمانية من بعده عددا من الإصدارات والكتب والدواوين.
وفي مقال آخر حول الراحلين، كتب عن القاص العماني «عبدالعزيز الفارسي» الراحل في عمر مبكر، والذي شكل رحيله وجعا كبيرا في الساحة الثقافية، ونعاه كُثُر، وفي مقال يستعيد لقاءه الأول بالفارسي، وتفاصيل كثيرة خلال فترة معرفته به. وكتب أيضا عن ثاني السويدي، وعن شاكر عبدالحميد، وصباح فخري، وحسن الفارسي، وأمجد ناصر، وإدريس الخوري، وصالح شويرد، وموسى عمر، وغسّان كنفاني، وفتحي عبدالله، وأحمد المجاطي، وعن ماركيز ومارادونا وأبو بكر سالم، وعن عبدالله الطائي، وفريد رمضان، وسركون بولص، ونجيب محفوظ، وسعود الدرمكي، وبهاء الدين الطود، وإلياس فركوح، وبهاء طاهر، وميلان كونديرا. وقّع الكاتب محمود الرحبي على كتابه «حقائب خفيفة للراحلين» مساء اليوم في ركن الجمعية، وسط إقبال على شراء الكتاب من زوار المعرض.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«خلاف حاد».. هاني رمزي يكشف سبب رحيله عن الأهلي
أكد هاني رمزي نجم النادي الأهلي السابق، أن تجربة عمله في لجنة الاسكاوتنج بالنادي الأهلي كانت جيدة للغاية، كما أن بداية عمل اللجنة بالكامل كانت من "الصفر"، وتم وضع قاعدة بيانات جيدة في الوقت الحالي تضم العديد من اللاعبين، مشيرًا إلى أن اللجنة كانت تضم عناصر جيدة، وأي تجربة يكون فيها ايجابيات وسلبيات، لكنه سعيد بوضع أساس جيد للاسكاوتنج داخل القلعة الحمراء.
وقال رمزي في تصريحات عبر برنامج بلس 90 مع أمير هشام: النادي الأهلي أصبح لديه مخططات جيدة بشأن استراتيجية المستقبل، خصوصا أن الأهلي لديه اكاديميات وهناك نادي "دلفي" في دوري الدرجة الأولى، وفرق الشباب والناشئين، وقمنا بوضع قاعدة بيانات لعدد من الدوريات التي نستطيع شراء عقود لاعبين منها مثل السويدي والدنماركي والبلجيكي والتركي، وقمنا بعمل علاقات جيدة.
وأضاف: خلال رحلة غانا ونيجيريا وساحل العاج، اكتسبنا علاقات جيدة رغم الانتقادات التي تعرضنا لها، ومنها وكيل جراديشار الذي يرتبط بعلاقات جيدة أيضا مع الأندية التركية، وتم الاتفاق معه على امكانية إقامة بروتوكولات تعاون.
وأكمل: اسم النادي الأهلي خلال رحلات الاسكاوتنج كان موجود وبقوة، واكتسبنا علاقات مع فرق ومسئولين في تلك الدول الافريقية، وتم تقديم مقترحات على إقامة اكاديميات للأهلي في غانا ونيجيريا.
وزاد: قمنا بتقديم أسماء معينة مثل صامويل اوبونج وريندوف، وقدمنا لهم رؤية بأن هؤلاء اللاعبين يحتاجون لتجارب معينة للتطور، وتم عرضهم على مدربي القطاع وخضعوا للمعايشة لمدة 10 أيام، تحت قيادة بدر رجب ومحمد شوقي ووليد سليمان، والثلاثي المسؤول وافقوا على التعاقد معهم. والجزء الذي ينقص معظم الأندية هي عملية التطوير لهؤلاء العناصر، والأهلي ينقصه برنامج تطوير في قطاع الناشئين بالكامل، ولذلك تصعيد اللاعبين يكون صعب للفريق الاول.
وتابع: حتى بالنسبة لاعارة اللاعبين، لابد من انتقالهم لأندية تساعدهم على المشاركة المستمرة، لاكتساب الخبرات والتطور، وكان من ضمن الأسماء المعروضة أيضا، كان عبد العزيز عيسي لاعب دريمز الغاني، وتم تأجيل البت في موقفه، لكنه ذهب لاحقا لنادي برشلونة الذي ارسله لفريق الشباب.
وأضاف: اتمنى أن تأخذ إدارة النادي الأهلي خطوة لإقامة اكاديميات في إفريقيا، وخلال رحلتي في غانا شاهدنا اكاديمية خاصة لنادي يوفنتوس الإيطالي، ولابد من وضع استراتيجية لاكتشاف المواهب عن طريق تلك الاكاديميات.
أكمل: قمت بعقد اجتماعات مع بعض الأشخاص التي تم ترشيحها للعمل في لجنة الاسكاوتنج، لم نكن سوى 4 أفراد، ورحلت عن اللجنة بسبب خلاف في وجهات النظر مع محمد رمضان المدير الرياضي السابق، ولن أذكر الأسباب، كان هناك تحفظ على (سيستم العمل) والرؤية كانت مختلفة بيننا.
وأشار إلى أنه فوجئ بأنه خارج إدارة الاسكاوتنج، ولم يكن هناك تمهيد لهذا الأمر مطلقا، وكنت أعمل جيد في ملف بعض اللاعبين، ولكن فوجئت بانقطاع الاتصال مع محمد رمضان، ثم أبلغني لاحقًا أنني خارج الاسكاوتنج، موضحًا: "التمست العذر لـ رمضان أيضا، لأنه جاء في ظروف صعبة، ولدي تحفظ على طريقة رحيلي بشكل أو بآخر، كان المفترض أن يكون رحيلي بشكل أكثر احتراما".
وأتم: محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي لديه ضغوط كثيرة، وكان يتصل بي كثيرا للسؤال حول بعض الأمور، منها لاعبين مميزين كي ينضموا للأهلي، وأنا واحد من أبناء الأهلي الذي وقف بجانبي كثيرًا.. وقدمت العديد من الأفكار وعرضت رؤيتي على بعض الأمور، منها ما تم تنفيذه بالفعل.