عامان على غزو أوكرانيا.. كيف يبدو مستقبل الحرب؟
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
مع دخول الحرب في أوكرنيا عامها الثالث، حض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت، حلفاءه الغربيين على زيادة الدعم العسكري لبلاده، متعهدا تحقيق النصر.
متحدثا خلال قمة لمجموعة السبع التي وصل عدد من قادتها إلى كييف لمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي، قال زيلينسكي إن "دعمهم الحيوي" سيساعد بلاده على الانتصار في ساحة المعركة.
وأضاف زيلينسكي خلال القمة "يمكن لـ(فلاديمير) بوتين أن يخسر هذه الحرب"، وزاد "تذكروا أن الطموحات الإمبريالية والانتقامية لا يمكن التغلب عليها إلا معا".
وفي بيان عقب القمة، دعت مجموعة السبع مانحي كييف إلى مزيد من التمويل لتعويض عجزها المالي.
عندما أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن "عملية عسكرية خاصة" في 24 فبراير 2022، توقع كثيرون أن تنتصر موسكو في غضون أيام لكن أوكرانيا تصدت للهجوم وألحقت بالقوات الروسية عدة هزائم مذلة وأرغمتها على التراجع أكثر من مرة.
غير أن أوكرانيا منيت بانتكاسات مع فشل هجومها المضاد في عام 2023. وفي المقابل تمكن الجيش الروسي من اكتساب موقع قوة بفضل تعزيز إنتاجه الحربي، في حين تعاني القوات الأوكرانية من نقص في العدد والعدة من مدفعية ودفاعات جوية يزودها بها الغرب، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
ويشير تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي إلى أن "الرئيس الروسي بوتين يراهن على أن الانقسامات والتردد في الغرب سوف يمنحه النصر الذي فشل في تحقيقه على الأرض".
أنجيلا ستنت، مؤلفة كتاب "عالم بوتين: روسيا ضد الغرب مع البقية" قالت إنه مع دخول الحرب عامها الثالث، لا أحد من الطرفين يفوز أو يخسر، فيما يحقق الروس مكاسب إقليمية متزايدة على حساب خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وتشير للمجلة إلى أن المقترحات حول كيفية انتهاء الحرب بما في ذلك هدنة أو معاهدة سلام وضمانات أمنية غربية لأوكرانيا، تفترض أن روسيا سوف تقبل استقلال أوكرانيا، ولكن طالما بوتين في السلطة لن يحصل ذلك.
جو إنجي بيكيفولد، باحث في المعهد النرويجي لدراسات الدفاع قال للمجلة إنه بعد عامين على الحرب من الواضح أننا "أصبحنا أقرب بشكل كبير إلى انقسام عالمي ثنائي القطب يذكرنا بالحرب الباردة" مقارنة بما كنا عليه قبل عامين.
وأكد بيكيفولد أن حرب روسيا على أوكرانيا كشفت المزيد من "الضعف المتزايد للكتلة الغربية، فيما لا تزال أوروبا تعاني من أحلام وأوهام ما بعد الحرب الباردة".
وأشار إلى الغزو الروسي يأتي على "هيئة حرب باردة"، وهو يسلط الضوء على القومية والشعبوية والاستقطاب في الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية.
كريستي رايك، نائبة مدير المركز الدولي للدفاع والأمن، ومقره إستونيا، قالت إن الغزو الشامل لأوكرانيا يجب أن يمثّل "صدمة كهربائية لدفاع أوروبا المتدهور"، وهو ما تدعمه تحذيرات أطلقها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
وتخوفت رايك في رأيها للمجلة أنه بعد ثلاث سنوات تمتلك روسيا "اليد العليا في ساحة المعركة" وإذا استطاعت النجاح في أوكرانيا، فهذا يعني أن موسكو قد تتجه قدما لاستعادة مجال نفوذها السابق، وتقويض حلف شمال الأطلسي.
أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي "الناتو" يؤكد أن "وسائل تحقيق النصر الأوكراني تظل في أيدي الغرب، ولكن يتعين على الزعماء في أوروبا والولايات المتحدة أن يظهروا الشجاعة السياسية اللازمة لتحقيق هذا".
وقال للمجلة إن النصر الأوكراني يحتاج لأمرين: الأول ضمان حصول كييف على ما تحتاجه لهزيمة روسيا، والثاني وضع خطة قابلة للتطبيق من أجل أوكرانيا آمنة ومزدهرة بعد الحرب.
وأشار إلى أن فشل الدول الغربية في إعداد صناعاتها الدفاعية لتوفير الأسلحة لأوكرانيا في سبيل خوض "حرب طويلة" يعني أن روسيا وبمساعدة من كوريا الشمالية وإيران يفوق إنتاجها القوة المجتمعة للعالم الديمقراطي.
ودعا راسموسن الدول الغربية إلى "كشف خدعة بوتين وإصدار دعوة لأوكرانيا للانضمام لحلف الناتو"، بما يبعث رسالة مباشرة لموسكو أن الحرب لا طائل منها، وبهذا يصبح انضمام أوكرانيا للناتو ممهِّدا لطريق السلام.
من جانبها، تقول أغاث ديمارايس، باحثة سياسية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية للمجلة إن العقوبات الغربية على روسيا لم توقف آلة الحرب في موسكو، ويجب وضع ضوابط أكبر في بعض الجوانب، وأنها تسببت في أضرار مباشرة على القطاع الخاص.
وتشير إلى أن النقاش حول احتياطات وأصول روسيا في الدول الغربية لا يزال النقاش حوله محتدما، إذ تريد بعض الدول وضع يدها عليها وتخصيصها لأوكرانيا بحجة أن على المعتدي أن يدفع، وترفض بعض الدول هذا الأمر حتى لا تتقوض الثقة في البنية التحتية المالية.
وحث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أوكرانيا وحلفاءها على "الحفاظ على بأسها وشجاعتها" وأشادت المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "بالمقاومة الاستثنائية" التي أبدتها أوكرانيا.
تواجه كييف واحدة من أصعب اللحظات منذ بدء الغزو الروسي، في ظل عرقلة الكونغرس الأميركي حزمة مساعدات حيوية بقيمة 60 مليار دولار والتأخير في وصول إمدادات أوروبية موعودة.
وتكثف روسيا هجومها في الشرق وكانت بلدة ماريينكا المدمرة بالقرب من دونيتسك آخر النقاط الساخنة التي سيطرت عليها بعد أفدييفكا الشديدة التحصين، في 17 فبراير.
وفي مدينة بوكروفسك الواقعة في الشرق الأوكراني، بعثت القوات برسالة واضحة إلى القادة الأجانب المجتمعين في كييف. وقال جندي أوكراني يبلغ 31 عاما عرف عن نفسه باسم وودي لوكالة فرانس برس: "أعطونا مدفعية وطائرات بدون طيار وبطاريات مضادة وقذائف".
لم يعلن أي من الطرفين عن أعداد القتلى والجرحى العسكريين، فيما تؤكد كل جهة إلحاقها خسائر فادحة بالجهة الأخرى.
في أغسطس عام 2023 نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أوكرانيا خسرت 70 ألف قتيل و120 ألف جريح من العسكريين.
وأشارت تسريبات استخباراتية أميركية في ديسمبر إلى مقتل أو جرح 315 ألف عسكري روسي.
وقال الجيش الروسي، السبت، إن وزير الدفاع، سيرغي شويغو، تفقد قواته في المناطق المحتلة من أوكرانيا ليؤكد لها أنه "فيما يتعلق بنسبة القوات، فإن الوضع في صالحنا".
عززت موسكو إنتاجها من الأسلحة بشكل كبير وحصلت على مسيّرات من إيران، فيما أكدت كييف استخدام روسيا صواريخ كورية شمالية.
وزادت الحرب من عزلة روسيا عن الغرب، مع فرض الولايات المتحدة وحلفائها سلسلة من العقوبات عليها. وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، فرض عقوبات إضافية على روسيا لوقف "آلة الحرب" والتي تعد الأكبر منذ شن موسكو حربها على كييف.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الدول الغربیة مع دخول الحرب عامها الثالث الغزو الروسی مجموعة السبع إلى أن
إقرأ أيضاً:
بغواصة مسيّرة.. فيديو يظهر ضرب أوكرانيا لناقلة نفط بأسطول الظل الروسي بالبحر الأسود
(CNN)-- أفادت مصادر في جهاز الأمن الأوكراني (SBU) بأن أوكرانيا شنت هجوماً على ناقلة نفط تابعة لما يُسمى بالأسطول الروسي غير الرسمي "أسطول الظل" في البحر الأسود، الأربعاء.
وصرح مصدر أمني أوكراني لشبكة CNN بأن القارب "سي بيبي" المسيّر استُخدم في عملية مشتركة بين جهاز الأمن الأوكراني والبحرية. ويُعد هذا الهجوم الثالث الذي يستهدف ناقلات نفط روسية خلال أسبوعين.
وأوضح المصدر أن ناقلة النفط "داشان"، التي كانت ترفع علم جزر القمر، تعرضت لأضرار بالغة، وتشير المعلومات الأولية إلى أنها أصبحت معطلة، ولم يصدر أي تعليق فوري من روسيا.
ويُظهر مقطع فيديو حصلت عليه شبكة CNN قاربا مسيرا من طراز Sea Baby يغوص أسفل ناقلة النفط قبل وقوع سلسلة من الانفجارات في مؤخرة السفينة. ثم غطت أعمدة كثيفة من الدخان الناقلة.
وتستخدم روسيا مئات الناقلات، التي ترفع أعلاماً مختلفة، لتهريب نفطها سراً إلى عملائها في تحدٍّ للعقوبات الغربية.
ولم يتضح على الفور نوع الشحنة التي كانت تحملها السفينة أو ما إذا كان القصف قد تسبب في تسرب نفطي.
وأفاد مصدر في جهاز الأمن الأوكراني أن السفينة كانت تبحر بأقصى سرعة عبر المنطقة الاقتصادية الخالصة لأوكرانيا، وكان جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها مُطفأً، عندما تعرضت للقصف.
أضاف المصدر أن السفينة كانت متجهة نحو ميناء نوفوروسيسك الروسي، وهو مركز نفطي روسي رئيسي.
وقد تعرض الميناء للهجوم الشهر الماضي، عندما استهدفت أوكرانيا أحد أكبر منشآت تصدير النفط في موسكو. ويمثل هذا الهجوم، الذي أقر به مسؤولون من كلا البلدين، تصعيدًا لجهود كييف الرامية إلى استهداف مصدر رئيسي لإيرادات الحرب الروسية.
وتابع المصدر: "يواصل جهاز الأمن الأوكراني اتخاذ إجراءات فعّالة لتقليص عائدات النفط بالدولار في الميزانية الروسية".
ويذكر أن هذه العملية العسكرية الأوكرانية تأتي في أعقاب هجوم مماثل استهدف ناقلتين تابعتين لأسطول الظل الروسي في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني. وذكر جهاز الأمن الأوكراني أن الهجوم وجّه "ضربة قوية لنقل النفط الروسي".