روسيا تلوح بالتخلى عنه.. وتسريبات «الماضى» تعيد تشكيل مستقبل سوريا
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
نشرت صحيفة معاريف العبرية تقريراً موسعاً حول ما وصفته بأخطر أزمة يمر بها الرئيس السورى المخلوع بشار الأسد منذ سقوط نظامه قبل عام واحد فقط، حيث تشير تقديرات سياسية وأمنية عربية وغربية إلى أن سلسلة التسريبات الأخيرة التى ظهرت بصوت وصورة الأسد ومستشارته السابقة لونا الشبل التى قتلت فى حادث سيارة قد تكون مقدمة لسيناريو أوسع يستهدف تسليمه إلى السلطات فى سوريا الجديدة تمهيداً لمحاكمته على الجرائم التى يزعم أنه ارتكبها داخل البلاد.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام عربية تعمل عدة أجهزة استخبارات غربية وأمريكية وأوروبية بالتعاون مع شخصيات روسية على صياغة واقع سياسى جديد يتعلق بمستقبل الأسد إذ أكدت التقارير أن موسكو وعدت بدراسة طلب صريح من الرئيس السورى الحالى أحمد الشرع لتسليم الأسد ومسئولين سابقين فى النظام يقيمون حالياً فى روسيا ومطلوبين للاستجواب أمام السلطات السورية الجديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطلب الرسمى المقدم للروس ترافق مع نقاشات واسعة داخل الدوائر السياسية حول ما إذا كانت موسكو ستستجيب أم ستواصل حماية الأسد كما فعلت خلال السنوات الماضية خاصة أن الشرع المعروف بلقبه الجولانى يتمتع بدعم أمريكى سعودى واضح منذ توليه الحكم.
وفى المقابل شددت معاريف على استحالة التحقق من مصداقية التسريبات أو التأكد من الجهة التى تقف وراءها رغم أن مصادر متعددة بعضها ينتمى للمعارضة السورية أكدت أنها اطلعت على المقاطع الكاملة التى جرى بثها مباشرة والتى تظهر الأسد والشبل وشخصاً ثالثاً وقد حظيت هذه الفيديوهات باهتمام خاص بعد بثها حصرياً عبر قناتى العربية والحدث السعودية ما أثار تكهنات واسعة باحتمال نشر المزيد من المواد خلال الفترة المقبلة.
وبحسب التقرير خطفت التسريبات الضوء بشكل غير مسبوق بسبب مضمونها الحساس وظهور الأسد وهو يتحدث عن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ويذكر بشكل ساخر استخدامه للبوتوكس وهو ما اعتبرته مصادر دبلوماسية عربية فى موسكو محاولة متعمدة لاستفزاز روسيا ودفع بوتين نحو خيار التخلى عن الأسد وتسليمه إلى السلطات السورية الحالية.
وتهمس مصادر دولية مختلفة وفق معاريف بان هذه التسريبات ليست عفوية بل منظمة ومدبرة وستأخذ بعداً سياسياً أوسع خلال الأسابيع المقبلة خاصة فى ظل النقاشات التى تجرى داخل حكومة دمشق الجديدة حول ضرورة استدعاء مسئولين كبار من نظام الأسد القديم ممن يقيمون فى روسيا أو دول أخرى للاستماع إلى شهاداتهم فى إطار عملية قانونية محتملة تتعلق بملفات القمع والانتهاكات.
وتضيف الصحيفة أن زيارة الرئيس أحمد الشرع الأخيرة إلى الولايات المتحدة تزامنت مع تقديم طلب رسمى من دمشق لواشنطن يهدف إلى المساعدة فى تعقب كبار المسئولين السابقين المتهمين بالتورط فى أعمال قمع وجرائم ونقلهم إلى سوريا الجديدة. ويرى مراقبون أن واشنطن قد تلعب دوراً محورياً فى هذا الملف إذا قرر البيت الأبيض فتح أرشيف السنوات الماضية ودعم جهود الشرع فى ملاحقة رموز النظام السابق.
كما تطرقت الصحيفة إلى ردود أفعال داخل الأوساط العراقية بعد عاصفة سياسية غير متوقعة تمثلت فى إدراج الحكومة العراقية جماعة الحوثيين وحزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية ثم تراجعها عن القرار بعد ساعات وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على حجم التوترات الإقليمية ومدى ارتباط الملفات بعضها ببعض بما فى ذلك ملف سوريا المستقبل.
وختمت معاريف تقريرها بالتأكيد على أن مصير الأسد بات اليوم أقرب من أى وقت مضى إلى نقطة تحول جذرية فاما ان تواصل موسكو حمايته مقابل أثمان سياسية معقدة ومرتفعة وأما أن تختار التخلى عنه وفتح صفحة جديدة مع دمشق الجديدة وهو خيار قد يغير شكل التحالفات فى الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحيفة معاريف العبرية ع بشار الأسد منذ
إقرأ أيضاً:
سوريا الانتقالية.. مكاسب دبلوماسية في الخارج وتحديات كبيرة في الداخل
رغم مظاهر الاحتفال التي ملأت شوارع عدة مناطق سورية في الذكرى السنوية لسقوط النظام، وفيما تواصل الحكومة الانتقالية حصد المكاسب الدبلوماسية على الساحة الدولية، يبقى الداخل السوري مسرحًا لتوترات متصاعدة ودوائر عنف قديمة تستعيد حضورها، مهددةً محاولات إعادة بناء الدولة.
بعد عام على سقوط الأسد، تمكّنت الحكومة السورية الانتقالية من إعادة دمج البلاد في المشهد الدولي بوتيرة أسرع من توقعات أكثر داعميها حماسة. وبدت الحملة الدبلوماسية التي قادها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لافتة، خصوصًا أنه كان قياديًا جهاديًا سابقًا: بناء علاقة مباشرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تخفيف العقوبات الأمريكية على سوريا، وحضور مكثّف في المؤتمرات الدولية.
وقد ولّدت مشاهد لقاءات الشرع مع ترامب وعودة سوريا إلى المنصات العالمية شعورًا جديدًا بالفخر لدى شريحة واسعة من السوريين. ولكن داخل البلاد، تتصاعد التوترات بفعل تعثّر العدالة الانتقالية، ما أعاد فتح الباب لدورات جديدة من العنف تهدد ما تحقق من استقرار هش.
يروي أيمن علي لصحيفة "الغارديان" البريطانية حكايته مع "الثورة السورية" من خلال جسده. إصاباته الممتدة على أكثر من عقد تلخّص فصولًا من حياته: عينه اليمنى فقدها في هجوم عام 2012، وإصابته الدائمة في ساقه نتيجة هجوم صاروخي عام 2014، وعصا لا تفارقه.
أربعة عشر عامًا حلم خلالها بالحرية والعدالة. وبعد عام على الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، نال نصف الحلم: عاد إلى دمشق حُرًّا، لكنه لم يجد العدالة التي انتظرها، فالشخص الذي حلم بمحاسبته – فرد من عائلته كان منتمياً لنظام الأسد – غادر البلاد قبل عودة علي.
يقول علي: "نحن نعرف من ارتكب المجازر ضدنا. ما زالوا موجودين في منازلنا، لكن لتقديم شكوى تحتاج أدلة، ومن يمتلك تلك الأدلة؟".
في آذار/ مارس، شهد الساحل السوري أربعة أيام من المجازر ارتكبتها، بحسب عدة تقارير، قوات حكومية وفصائل مسلّحة بحق مدنيين معظمهم من العلويين، ما جعل أفراد هذه الأقلية يشعرون بأنهم محاصرون.
وفي تموز/ يوليو، أقدم عناصر من قوات الأمن الحكومية ومجموعات عشائرية على قتل مدنيين دروز في السويداء، ما عمّق المخاوف لدى الأقليات الدينية والعرقية. ومنذ تلك الأحداث، أصبحت السويداء شبه معزولة، وأبدى سكانها تشددًا أكبر تجاه دمشق.
وفي حمص، شهد أواخر تشرين الأول/ أكتوبر حادثة هزّت المدينة: مهاجمون قفزوا فوق سور منزل ريهام حمّوية، المعلمة العلوية البالغة 32 عامًا، وألقوا قنبلة داخل الحديقة، فقتلوها أمام طفليها. وكانت حمّوية قد تعرّضت لمضايقات متكررة منذ اعتقال زوجها، الميكانيكي السابق في جيش الأسد، قبل شهرين.
Related عام على السقوط: الشرع بالزيّ العسكري وهدية من بن سلمان.. ماذا عن ساعات الأسد الأخيرة؟عودة النازحين السوريين بعد عام على سقوط الأسد: الفرحة لا تُخفي مرارة الواقعتحولات ما بعد سقوط الأسد.. مفوضية اللاجئين تكشف لـ"يورونيوز" تغيرًا واضحًا في رغبة السوريين بالعودةيقول والد زوجها، محمد عيسى حميدوش (63 عامًا)، لصحيفة "الغارديان": "لا أحد مرتاح، كلنا مرهقون. زوجتي انهارت، ولم تعد تفتح الباب".
واغتيال حمّوية كان حلقة ضمن سلسلة من الاغتيالات التي تستهدف ضباطًا سابقين وأفرادًا من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وبحسب الصحيفة، تجري هذه الاغتيالات بشكل شبه يومي في مدينة حمص متعددة الطوائف، رغم العفو العام الذي أصدرته السلطات الانتقالية بحق الأشخاص غير المتورطين بسفك الدماء.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة