المتقاعدون والحكومة: مأزق لا يصنع حلاَّ
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
كتب جان فغالي في" نداء الوطن": الأزمة الناشئة بين الحكومة والمتقاعدين ليست وليدة اليوم، بل هي مزمنة تعود إلى «نظام التقاعد» في لبنان، والذي يشكِّل نزيفاً مرهِقاً للإيرادات، وكلما تقدمت السنون، كلما استفحلت هذه الأزمة.
نظام التقاعد المعمول به في لبنان، لا مثيل له في العالم. ففي العالم، حين يصل الشخص المعني إلى سن التقاعد، يُعطى راتباً معيناً، لمدة معيَّنة، إلى حين إيجاد عمل له، وما لم يتوافر هذا العمل، يوضَع في فئة «العاطلين عن العمل» ويُصرَف له مبلغٌ مقطوع إسوةً بهذه الفئة.
كان الأمر محتملاً، إلى حدٍّ ما، قبل الأنهيار المالي في تشرين من العام 2019، وأكثر من ذلك، دُقَّ ناقوس الخطر عام 2017 حين أُقرَّت سلسلة الرتب والرواتب، بما شكَّل ضربةً قاسمة لخزينة الدولة.
اليوم يكاد التاريخ أن يعيد نفسه، فنكون أمام «كارثة سلسلة رتب ورواتب جديدة»: بالأرقام، ما يقارب الـ350 ألف لبناني يتقاضون رواتبهم من الخزينة اللبنانية، بين مدنيين وعسكريين. عشرات الآلاف من هؤلاء «دخلوا إلى الدولة» عبر المحسوبيات والتوظيف السياسي، من دون الحاجة إلى الكثير منهم، ما جعل القطاع العام ملاذاً لمن لا وظيفة له في القطاع الخاص.
المأزق اليوم أن الظرف ليس ظرف القول للكثيرين أنهم «عالة» على خزينة الدولة، وأنه يستحيل صرفهم من الخدمة، خصوصاً أنّ رواتبهم فقدت قيمتها بعد انهيار قيمة الليرة من 1500 للدولار إلى 89000 ليرة للدولار، هذه الإستحالة ليست وحدها، هناك استحالة ثانية تتمثل في تلبية ما يطلبه المتقاعدون. الأرقام هنا ليست وجهة نظر على الإطلاق، الحكومة غير قادرة على تلبية ما يطلبه المتقاعدون، تحت أي ظرفٍ من الظروف، والمتقاعدون ليسوا في وارد التراجع عن مطالبهم. كيف سيكون الإنفجار؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
العليمي: الملفان الاقتصادي والخدمي التحدي الأهم للمجلس الرئاسي والحكومة
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أن الملف الاقتصادي والخدمي سيبقى التحدي الأهم للمجلس الرئاسي والحكومة، مشددا على أهمية مضاعفة الجهود الحكومية من أجل الوفاء بالالتزامات الحتمية للدولة، ومعالجة إنهيار العملة الوطنية.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيس العليمي بقصر معاشيق في العاصمة المؤقتة عدن، برئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب، ورئيس الفريق الاقتصادي حسام الشرجبي.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن الاجتماع بحث المستجدات المحلية وفي المقدمة الأوضاع الاقتصادية والخدمية، والمتغيرات المتعلقة بأسعار العملة الوطنية، ومسار الإصلاحات الحكومية، والإجراءات المطلوبة لتحسين وصول الدولة إلى مواردها السيادية، ومضاعفة تدخلاتها المنسقة مع مختلف الجهات للحد من وطأة الأزمة الإنسانية في البلاد.
وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش مؤشرات الأداء الاقتصادي، وخطة الإنفاق المعتمدة للوفاء بالتزامات الدولة، بما في ذلك انتظام دفع مرتبات الموظفين، واستدامة الخدمات الأساسية، وخصوصا توفير المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء الحكومية.
وخلال اللقاء، قدم رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ورئيس الفريق الاقتصادي إحاطات حول المؤشرات المالية والنقدية في ضوء استمرار توقف الصادرات النفطية وانعكاساتها الكارثية على الأوضاع المعيشية، والتدابير المتخذة لاحتواء تداعيات ممارسات جماعة الحوثي المدمرة للاقتصاد الوطني.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى القرارات والإجراءات العاجلة التي اتخذها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير لاحتواء أزمة الطاقة الكهربائية، بما في ذلك توفير كميات إسعافية من الوقود لمحطات التوليد في العاصمة المؤقتة عدن، ورفع مخصصاتها اليومية من النفط الخام والمازوت.
وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على أهمية مضاعفة الجهود الحكومية من أجل الوفاء بالالتزامات الحتمية للدولة، والمضي قدماً بالإصلاحات الشاملة، وتعزيز دور البنك المركزي في إدارة السياسة النقدية، واستخدام أدواته لكبح التضخم، ودعم موقف العملة الوطنية.
وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي التأكيد أن الملف الاقتصادي والخدمي سيبقى التحدي الأهم للمجلس والحكومة وفي صدارة أولوياتهما القصوى.