الكرملين يحذر «الناتو» من إرسال قوات إلى أوكرانيا
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
عواصم (وكالات)
أخبار ذات صلةحذر الكرملين، أمس، حلفاء كييف، من أن الصراع بين روسيا و«الناتو» سيصبح حتمياً إذا أرسلت الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف قوات للقتال على الأراضي الأوكرانية.
وأصدر الكرملين تحذيراً شديد اللهجة لحلفاء كييف بعد إعلان الرئيس ماكرون نشر قوات فرنسية في أوكرانيا.
ونقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله، أمس، إن نشر القوات البرية لن يجعل الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «ناتو» مرجحاً فحسب، بل سيجعله حتمياً.
وأضاف بيسكوف أنه يتعين على الغرب أن يدرك أن العواقب لن تكون بالتأكيد في مصلحة مواطنيه.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه لا يجب استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في المستقبل، لكنه رأى أنه لا يوجد إجماع على هذه الخطوة في الوقت الحالي.
وفي ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا، قال الرئيس الفرنسي، أمس الأول: «لا يوجد إجماع اليوم على إرسال قوات على الأرض بطريقة رسمية ومضمونة، ولكن لا ينبغي استبعاد أي شيء، سنفعل كل ما هو ضروري لضمان أمن الأوروبيين»، لافتاً إلى أنه يمكن لكل دولة أن تقرر بشكل مستقل وسيادي نشر قوات برية.
وأوضح ماكرون أن الدول الأوروبية ستزيد العقوبات المفروضة على البلدان التي تساعد روسيا على تجاوز العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية أزمة أوكرانيا.
وأوضح الرئيس الفرنسي أنه في الاجتماع، تقرر تشكيل تحالف لتزويد أوكرانيا بالصواريخ لشن هجمات بعيدة المدى، وعلى المدى القصير، ينبغي أيضاً تعبئة ذخيرة إضافية لأوكرانيا من مخزوناتها الخاصة.
والتقى نحو 20 رئيس دولة وحكومة معظمهم من أوروبا، أمس الأول، في باريس، للتأكيد مجدداً على وحدتهم ودعمهم لأوكرانيا، وفق الرئاسة الفرنسية التي أعلنت أن الاجتماع يرمي إلى «إعادة التعبئة ودراسة كافة سبل دعم أوكرانيا بشكل فعال».
وانضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الاجتماع في باريس عبر الفيديو.
والأحد قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي متوجّهاً إلى حلفائه الغربيين، إن انتصار أوكرانيا على روسيا يتوقف عليكم، لكنه أبدى ثقته بأن الكونجرس الأميركي سيوافق في نهاية المطاف على حزمة المساعدة التي طال انتظارها.
وفي أول ردة فعل، صرح مسؤول في حلف شمال الأطلسي، أمس، أن الناتو «ليست لديه أي خطة» لإرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا، وقال المسؤول إن «الناتو وحلفاءه يقدمون مساعدات عسكرية لم يسبق لها مثيل لأوكرانيا، لكن لا توجد خطط لنشر قوات قتالية تابعة للحلف على الأرض في أوكرانيا».
بدوره، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان «الرئيس بايدن كان واضحاً بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا».
وفي غضون ذلك، وافق البرلمان الأوروبي خلال جلسته العامة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، أمس، على دعم طويل الأمد لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو «54.25 مليار دولار» في إطار ميزانيته العامة.
وذكر البرلمان الأوروبي في بيان أن الموافقة جاءت في إطار التصويت على مراجعة الإطار المالي المتعدد السنوات لميزانية الاتحاد الأوروبي العامة بأغلبية 536 نائباً مقابل 40 نائباً وامتناع 39 نائباً عن التصويت بإنشاء ما يسمى «مرفق أوكرانيا» لدعم أوكرانيا بقيمة «54.25 مليار دولار» في شكل منح وقروض وضمانات.
وأضاف البرلمان أن قراره يمهد الطريق لاستخدام الأصول الروسية المجمدة، مؤكداً من خلال هذا الإجراء وقوفه إلى جانب أوكرانيا ودعمه لها مهما استغرق الأمر.
رفض
أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن رفضه القاطع لإرسال قوات برية من دول «الناتو» إلى الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أنه لن تكون هناك قوات برية على الأراضي الأوكرانية من دول أوروبية أو من دول «الناتو».
وقالت لندن إن المملكة المتحدة لا تخطط لنشر قوات في أوكرانيا على نطاق واسع، معتبرة أن العدد الصغير من القوات الموجودة هناك، فقط لدعم جيش كييف، فيما أعرب رئيسا وزراء بولندا والتشيك عن تشككهما تجاه فكرة نشر قوات برية في أوكرانيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكرملين الناتو أوكرانيا روسيا كييف ماكرون إلى أوکرانیا فی أوکرانیا إرسال قوات قوات بریة نشر قوات
إقرأ أيضاً:
روسيا تحتفل بعيد النصر وتتوعد بمحو أوكرانيا إذا نفذت تهديداتها
موسكو– تحيي روسيا غدا الجمعة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفياتي السابق على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وسط تساؤل الكثيرين عن سبب الاحتفال بيوم النصر في روسيا في التاسع من مايو/أيار، بينما تحتفي به بلدان أخرى، شاركت في الحرب، في الثامن من الشهر نفسه.
وما يعلمه الكثيرون أنه قبل استسلام ألمانيا، تم التوقيع على بروتوكول أولي ليلة الثامن من مايو/أيار عام 1945، بين الاتحاد السوفياتي وألمانيا، ينص على وقف الجيش الألماني عملياته العسكرية على كافة الجبهات اعتبارا من ذلك التاريخ.
وبعد ذلك مباشرة، سارعت الصحف الأميركية والبريطانية إلى إعلان استسلام الجيش الألماني للحلفاء في التاريخ المحدد. وتم بمشاركة مندوبي وسائل الإعلام وقوات الحلفاء والقوات السوفياتية، التوقيع على وثيقة الاستسلام غير المشروط لألمانيا في برلين ليلة الثامن-التاسع من مايو/أيار.
الاستعدادات والتوقيت
وبدأت المراسم عند منتصف ليل التاسع من مايو/أيار وانتهت الساعة 00:43 بعد منتصف الليل، وكانت المفارقة أن وقت الاستسلام المشار إليه في الوثيقة كان الثامن من مايو/أيار، الساعة 23:01 بتوقيت برلين، ولكن بما أن موسكو تتقدم ساعة واحدة عنه، فإن إعلان النصر النهائي على ألمانيا جرى اعتباره من وجهة النظر السوفياتية في التاسع من مايو/أيار.
إعلانومنذ الاحتفال بالنصر لأول مرة في الساحة الحمراء في موسكو عام 1945 وحتى الآن، لا يعتبر الاحتفال مكتملا من دون العرض العسكري المركزي في المكان ذاته، والذي غالبا ما يكون فرصة لاستعراض القوى العسكرية ورفع الروح المعنوية وتوجيه الرسائل السياسية.
ومنذ مطلع أبريل/نيسان الماضي تجري معظم التدريبات استعدادا للعرض في قرية ألابينو بمقاطعة موسكو، ومن هناك تنطلق المعدات العسكرية على طول الطريق المخطط لها إلى الساحة الحمراء في وسط العاصمة.
ويبدأ العرض العسكري رسميا عند 10:00 بالتوقيت المحلي ويستمر لساعتين، ولا يُسمح بدخول المدرَّجات المحيطة بالمنصة الرسمية إلا لحاملي الدعوات الخاصة، أما سكان العاصمة والسياح فسيشاهدون المعدات العسكرية وهي في طريقها إلى الساحة الرئيسية.
برا وجواويتضمن برنامج العرض عدة أجزاء رئيسية؛ أولها تشكيل احتفالي لمختلف فروع القوات المسلحة والقوات الجوية، وتحية من الرئيس الروسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين.
يلي ذلك عرض للمعدات العسكرية، بما فيها تلك التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، إضافة لأحدث أنواع الأسلحة الجديدة، بينها مركبات مدرعة وطائرات هجومية مسيّرة وأنظمة صواريخ "إسكندر-إم"، وأنظمة الدفاع الجوي "إس-400″، وأنظمة الصواريخ الإستراتيجية "يارس".
ولم يُكشف بعد، ما إذا كان سيتم عرض قاذفة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى "أوريشنيك" المتنقلة في الساحة الحمراء، كما سيشمل العرض العسكري الأسلحة والتقنيات المستخدمة في الحرب مع أوكرانيا، وتلك التي تم الاستيلاء عليها من قواتها.
إضافة إلى ذلك سيكشف -لأول مرة خلال العرض- عن الأسلحة والمعدات الغربية التي تم الاستيلاء عليها وجلبت خصيصا إلى موسكو من مناطق القتال في أوكرانيا، بينها دبابات أبرامز الأميركية ودبابة ليوبارد 2 الألمانية، وناقلات الجند المدرعة من طراز إنترناشونال ماكس برو بلس، وغيرها.
وحسب التوقعات، ستسمح الظروف الجوية في موسكو بإقامة العرض الجوي من موكب النصر في التاسع من مايو/أيار، حيث نُظِّمت أوائل الشهر الحالي "بروفات" للعرض، شوهدت خلالها طائرات مقاتلة ومروحيات مختلفة وهي تحلق فوق العاصمة.
إعلانومن المتوقع أيضا، تحليق طائرات حاملة الصواريخ الإستراتيجية من طراز "تو-160" و"تو -95 إم إس"، إضافة لطائرات التزود بالوقود والنقل العسكري والهليكوبتر الهجومية، فضلا عن نماذج الطائرات الحديثة الأخرى.
وستحلق الطائرات والمروحيات على ارتفاع يتراوح بين 180 إلى 550 مترا بسرعة تصل إلى 550 كيلومترا في الساعة، حيث ستصطف في تشكيلات استعراضية ليتاح مشاهدتها من نقاط مختلفة في موسكو.
تشديدات أمنيةوتأتي إقامة فعاليات "يوم النصر" هذا العام، وسط أجواء سياسية وأمنية متوترة بسبب الحرب مع أوكرانيا، ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اقتراح بوتين وقف إطلاق النار لـ3 أيام تزامنا مع حلول التاسع من مايو/أيار، وإصراره -بدلا من ذلك- على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.
وقال نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي يوري شفيتكين، إن "كييف تبذل كل ما في وسعها لتقليل وصول القادة الأجانب للمشاركة في الاحتفالات".
وكان زيلينسكي صرَّح أن بلاده لا تستطيع ضمان سلامة الزعماء الأجانب الذين سيأتون إلى موسكو لحضور عرض النصر، كما ألمح رئيس مكتبه أندريه يرماك، إلى توجيه ضربات ضد موسكو في التاسع من مايو/أيار.
ويتوقع أن تشدد الإجراءات الأمنية المحيطة بفعاليات هذا العام، وربما غير مسبوقة، بفعل تهديدات بـ"تعكير" أجواء الاحتفالات.
وعلى أساس ذلك، أعلنت مصادر رسمية روسية الجهوزية الكاملة لأجهزة الأمن والشرطة ووزارة الدفاع، وتفعيل منظومات الدفاع الجوي ووسائل أخرى، كإجراءات وقائية عملياتية عشية الاحتفالات بعيد النصر، ونشر قوات الدفاع الجوي في الاتجاهات المحتملة للهجوم على العاصمة.
ومن المحتمل كذلك، فرض قيود على الوصول إلى الإنترنت في موسكو لضمان سلامة الفعاليات الاحتفالية، وفق ما أعلنت الهيئة الموحدة للوقاية من حالات الطوارئ والقضاء عليها.
إعلان