أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، استمرار عملياته في جنوب سوريا، وذلك في إطار ما وصفه بتدمير مواقع عسكرية تابعة لـ "النظام السوري السابق"، وسط تصعيد واضح في وتيرة التوترات الإقليمية عند الحدود الشمالية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن قوات اللواء 810، تحت إشراف الفرقة 210، تواصل تنفيذ عمليات موجهة بدقة داخل الأراضي السورية، مستهدفة مواقع وصفها بأنها "تشكل تهديدًا مباشرًا لمواقع الجيش الإسرائيلي في منطقة جبل الشيخ".

قبيل مفاوضات الدوحة.. إسرائيل توافق على توزيع المساعدات في غزة وسط خلافات داخلية واستعدادات عسكرية اتفاق غزة على مشارف التنفيذ: رد حماس يربك إسرائيل وترامب يتوقع اختراقًا وشيكًا التعاون مع وحدة "يهلوم" لتدمير المواقع

وأوضح أدرعي، في منشور مصور عبر منصة "إكس"، أن قوات كتيبة الاحتياط التابعة للواء 810، بالتعاون مع مقاتلي الوحدة الهندسية الخاصة "يهلوم"، نفذت عملية نوعية تم خلالها تدمير عدد من المواقع العسكرية السورية، مضيفًا أن هذه المواقع كانت متمركزة على خط الجبهة الأمامي في قمة جبل الشيخ.

وأكد أدرعي أن تلك المواقع كانت تُشكل خطرًا فعليًا على القوات الإسرائيلية، معتبرًا أن العملية الأخيرة تأتي في إطار "الجهود الدفاعية لتأمين حدود إسرائيل الشمالية ومنع تمركز العدو قربها".

الجيش الإسرائيلي يواصل قصف مواقع جنوب سوريا ويكشف عن عمليات دقيقة لتدمير "مواقع عسكرية"تقارير عن محادثات مباشرة بين إسرائيل وسوريا

وفي سياق موازٍ، أفادت مصادر سورية مطلعة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن هناك محادثات مباشرة تُجرى حاليًا بين سوريا وإسرائيل، تتركز حول ترتيبات أمنية محدودة في جنوب البلاد، إلى جانب بحث انسحاب محتمل للقوات الإسرائيلية من المناطق التي تسيطر عليها داخل الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وتشير المعلومات إلى أن الجانب السوري يشترط انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها بعد انهيار النظام السابق، كما يرفض أي مقترحات لتوسيع المنطقة العازلة جنوب سوريا، في موقف يعكس توترًا حادًا حيال التحركات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية.

في ليلة عاشوراء.. خامنئي يظهر علنًا لأول مرة منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل وسط تكهنات حول صحته ‏القناة 12 الإسرائيلية: إسرائيل تدرس إقامة "منطقة إنسانية" جنوبي قطاع غزة لتجميع السكان و"تمكين حكم مدني منزوع السلاح" بعيدا عن حماس تصعيد ميداني يواكب تحولات سياسية

وتأتي هذه التطورات العسكرية بالتزامن مع مؤشرات عن تحولات سياسية وأمنية حساسة في المشهد السوري الإسرائيلي، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد على الحدود، بينما تتمسك دمشق بمطالبها المتعلقة بالسيادة والانفتاح على ترتيبات تضمن مصالحها الاستراتيجية.

يُذكر أن منطقة جبل الشيخ تُعد من أهم المناطق الاستراتيجية على الحدود السورية الإسرائيلية، وتمثل نقطة تمركز حيوية، ما يجعلها مسرحًا دائمًا للتوترات والعمليات العسكرية من الجانبين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلى جنوب سوريا جبل الشيخ اللواء 810 وحدة يهلوم النظام السوري محادثات أمنية الانسحاب الإسرائيلي المنطقة العازلة افيخاي أدرعي موقع الفجر بوابة الفجر الجیش الإسرائیلی جنوب سوریا

إقرأ أيضاً:

الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة لمسرحها

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن الكمين الذي نفذته سرايا القدس في حي الشجاعية (شرقي مدينة غزة شمالي القطاع) يمثل عملية عسكرية متكاملة، اتسمت بالتخطيط المسبق والدقة في التنفيذ، وأظهرت قدرة المقاومة على نقل المعركة من مرحلة إلى أخرى بزخم متواصل أربك الجيش الإسرائيلي وأفقده توازنه.

واعتبر الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن مراحل الكمين، من إعداد حقل الألغام إلى استهداف الدبابة والمنازل، ومرورا بالاشتباك المباشر، تؤكد أن المقاومة وضعت خطة متسلسلة شملت التحضيرات اللوجستية، مثل حفر نفق أرضي خلال 3 أيام، وهو ما يدل على قدرة تنظيمية عالية وكفاءة قتالية متميزة.

وكانت الجزيرة بثت مشاهد حصرية لكمين مركب نفذه مقاتلو سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– ضد رتل للجيش الإسرائيلي في مربع الهدى بشرق الشجاعية، بدأ بتفجير عبوات مضادة للدروع استهدفت الآليات المتوغلة في المنطقة.

وبعد التفجير، استُهدفت دبابة إسرائيلية بقذيفة "آر بي جي"، في حين تحصنت القوات الإسرائيلية داخل المنازل القريبة، ليتم قصفها لاحقًا بصواريخ "107" وقذائف "تي بي جي"، وسط اشتباكات مباشرة من المسافة صفر مع عناصر المقاومة.

شمولية التخطيط

وأوضح الفلاحي أن أحد أبرز المؤشرات في هذا الكمين هو تعدد الأسلحة المستخدمة وتنوعها، بما يعكس مدى شمولية التخطيط، إذ تم توظيف العبوات الناسفة، والصواريخ المضادة للتحصينات، والهاونات، إلى جانب إشراك مجاميع قتالية صغيرة تتمتع بخبرة عالية، وهو ما يشكل السمة الأساسية لحروب العصابات.

وأشار إلى أن المقاومة امتلكت زمام المبادرة في جميع مراحل العملية، خاصة في قدرتها على رصد تحركات العدو وإحكام السيطرة النارية عليه، مع توثيق دقيق لكل خطوة عبر منظومة قيادة وسيطرة متقدمة، وهذا ما ظهر في التصوير الميداني الذي رافق العملية منذ بدايتها حتى لحظات الاشتباك النهائي.

إعلان

من جهته، أكد قائد عملية الشجاعية في سرايا القدس -في تصريح للجزيرة- أن نحو 40 جنديا وضابطا إسرائيليا وقعوا بين قتيل وجريح في هذا الكمين، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال فقدت القدرة على رد الفعل واكتفت بالهروب والصراخ، في حين رُصدت جثث متفحمة لجنود داخل المنازل المستهدفة، وفق تعبيره.

وتابع الفلاحي أن اللافت في العملية أن المقاومين توقعوا تحركات العدو، فقد أدركوا أن الجنود سينسحبون إلى المنازل المجاورة بعد تفجير الدبابة، وهو ما دفعهم لتجهيز صواريخ لاستهداف تلك المباني، مما يعكس فهما دقيقا لأسلوب القتال الإسرائيلي ومهارة استباقية في رسم رد الفعل المحتمل.

قدرات لوجستية عالية

وأبرز الفلاحي -في حديثه- الدور الحيوي الذي أدته وصلة النفق الأرضية التي حفرت خلال 72 ساعة، قائلا إن إنجازها بهذه السرعة وفي منطقة متوغلة يعكس قدرة لوجستية عالية في ظروف استثنائية، ويؤكد مرة أخرى أن المقاومة باتت تعتمد في إستراتيجيتها على مبدأ المبادرة وتحديد أرض المعركة وفق إرادتها.

وفي المقابل، رأى الفلاحي أن مشاهد فرار الجنود الإسرائيليين إلى داخل أحد المنازل الذي ضم نحو 10 عناصر ثم استُهدف بصاروخ "107"، أظهرت حالة من الارتباك في صفوف الجيش وفقدانه القدرة على المناورة، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير شبه كامل للمبنى.

وكان القائد الميداني في سرايا القدس قد أشار -عبر قناة التنظيم في تلغرام- إلى أن جنوده نفذوا كمينا مركبا ضد رتل آليات إسرائيلية، بدأ بتفجير حقل ألغام، ثم استُهدفت القوات التي لجأت إلى المنازل بصواريخ موجهة وقذائف متخصصة، قبل أن يتطور الاشتباك إلى مواجهة مباشرة على الأرض.

وأضاف الفلاحي أن استخدام القاذفة من داخل غرفة مغلقة لاستهداف الدبابة يظهر إصرار المقاومين، رغم أن الرد الناري من الفوهة يشكل خطرا على الرامي نفسه، فإنه عكس إقداما واضحا لدى المنفذين الذين تعاملوا مع العملية بروح قتالية عالية وخبرة تراكمية مكتسبة من تجارب سابقة.

طمس الخسائر

وحول تدخل الطيران المروحي الإسرائيلي، أوضح أن هذه المروحيات غالبا ما تستخدم لتقديم إسناد قريب أو لنقل القتلى والجرحى، لكن في معارك المدن وعند تتداخل مواقع الاشتباك، يصبح التمييز بين الصديق والعدو أمرا بالغ الصعوبة، مما يفقد الغطاء الجوي فعاليته في لحظة الاشتباك.

وتابع أن الجيش الإسرائيلي يسعى في كل مرة لطمس خسائره وتخفيف وقعها على الجبهة الداخلية، موضحا أن الإعلان عن عدد القتلى لا يعكس الواقع، خاصة في حال استهداف مركبات -كالمدرعات والدبابات- التي تحمل أكثر من فرد، وهو ما يجعل الخسائر أكبر مما يُعلن رسميا.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد ذكرت أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا منذ استئناف الحرب في 18 مارس/آذار الماضي، في حين أشارت صحيفة هآرتس إلى مقتل 20 جنديا خلال يونيو/حزيران الماضي، وأعلنت وسائل إعلام عبرية مقتل 3 جنود يوم الجمعة شمالي وجنوبي القطاع.

وأكد الفلاحي أن العملية كشفت عن منظومة متكاملة لدى المقاومة، تبدأ من جمع المعلومات واختيار مسرح المواجهة، وتصل إلى استدراج القوات وتكبيدها خسائر مؤثرة، مرجحا أن تكون حصيلة القتلى الإسرائيليين في كمين الشجاعية أكبر بكثير مما اعترف به جيش الاحتلال.

إعلان

مقالات مشابهة

  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل ونعمل على اعتراضه
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مواقع عسكرية جنوب سوريا
  • إسرائيل تضرب في عمق سوريا.. عمليات خاصة وتفتيش في جبل الشيخ
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية عسكرية داخل سوريا.. مساندة أردنية بإخماد الحرائق
  • ‌الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية استباقية في سوريا
  • المزارعون في سوريا يستعدون لموسم حصاد كارثي بسبب إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفيه قيادي بـ "حزب الله" في جنوب لبنان
  • الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة لمسرحها
  • إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغلات عسكرية في درعا وجنوب سوريا