بنك الإمارات يفتتح أول فروعه بمدينة قنا
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
افتتح، اليوم الخميس، بنك الإمارات دبي الوطني- مصر، أول فروعه بمحافظة قنا، وأُختير الفرع الأول بمدينة قنا.
وحضر الدكتور حازم عمر نائب محافظ قنا، افتتاح فرع بنك الإمارات دبي الوطني–مصر بمدينة قنا.
إطلع نائب محافظ قنا، علي أقسام الفرع واستمع إلى شرح حول آلية العمل به والخدمات المقدمة للعملاء.
ولفت إلى أهمية زيادة عدد فروع المؤسسات المصرفية بالمحافظة ومنها افتتاح الفرع الجديد لبنك الإمارات دبي الوطني–مصر ، والذى يساهم فى دعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال جهاز تنمية المشروعات بالمحافظة.
الذى يهدف الى تلبية جميع احتياجات المشروعات الصغيرة الجديدة والقائمة، ويتيح لعملائه خدمات التمويل من خلال فروع البنوك التى يتعامل معها والمنتشرة بمدن ومركز المحافظة.
وتوقع الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي، أن الفرع المصرفى ، سيساهم فى زيادة فرص جذب الاستثمار، وتسهيل المعاملات المصرفية للعملاء، ويعد فرصة لتدريب طلاب وخريجى كلية التجارة بجامعة جنوب الوادى.
وقال إن الجامعة ستقدم الدعوة لفرع البنك لحضور فعاليات الملتقى التوظيفى الذى تنظمة الجامعة سنويا لخلق فرص عمل لشباب الجامعة من الخريجين.
خدمات البنك المُتوقعة:وأبرز عمرو الشافعي رئيس مجلس إدارة بنك الإمارات دبي الوطني–مصر، أن افتتاح فرع قنا يأتي في إطار سعي البنك لخدمة مجموعة أوسع من العملاء لتقديم المشورة والمساندة الفنية وتنمية قاعدة عملائه.
من خلال تقديم مجموعة من الخدمات لقطاع ( الخدمات المصرفية المتميزة، والتى تتميز بانها تتماشى مع احتياجات العملاء ، بالاضافة الى دعم خطط الدولة في تحقيق الشمول المالي من خلال تقديم تجزئة مصرفية فريدة لمزيد من العملاء بما يخدم الاقتصاد المصري.
حضر الافتتاح، النائب العمدة مبارك، والنائب محمد الجبلاوى، والنائبة حنان عبد المنعم عوض، أعضاء مجلس النواب وعمر الشافعى رئيس مجلس الإدارة، ومصطفي رمزي مدير التجزئة المصرفية.
وإيهاب كوسبر مدير شبكة الفروع، وعصام هيكل مدير ادارة كبار العملاء ووليد فرغلى المدير الإقليمي لمنطقة الصعيد والبحر الاحمر والدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم، وفوزى رضوان مدير عام المنطقة الحرة ومحمد جبلاوى مدير عام الفرع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بنك الإمارات أول فروعه بنک الإمارات دبی الوطنی من خلال
إقرأ أيضاً:
أن تكون عميلا لعدوك
ياسر أبو شباب اسم (حركي) شغل الأخبار خلال الأيام الماضية، لكن ليس من أجل القضية أو السبب الصح. ذاع صيته كأداة في يد إسرائيل ضد بني جلدته في أسوأ توقيت. ورد في الأخبار أنه يقود جماعة زوّدتها إسرائيل بالأسلحة من أجل السطو على المساعدات الإنسانية وزرع الفوضى في قطاع غزة بشكل يؤذي حماس ويفاقم الضغط عليها. ما لم يرد في الأخبار، وما لا يمكن استبعاده، أن هدف إسرائيل من تزويد جماعة أبو شباب بالأسلحة، القتل. لا يهم مَن يقتل طالما أن القتيل سيكون فلسطينيا.
كيف تجرأت إسرائيل على هذه العملية في هذه الظروف العصيبة عليها وعلى غزة؟ والأهم كيف تجرأ أبو شباب على خوض هذه المغامرة وهو يعرف أن نهايته، إذا ما انكشف أمره، وما من شك أنه سينكشف يوما، الموت المؤكد وبأبشع طريقة؟
لا أحاول في هذا النص البحث عن ذرائع لياسر أبو شباب أو تبرير ما فعل، بل أسعى لمحاولة الفهم والتفسير. والتفسير لا يعني التبرير، كما يقال.
تجرأت إسرائيل وتجرأ أبو شباب لأن العملاء والخونة ظاهرة أزلية وُجدت منذ وُجد الإنسان. لم يخض الإنسان حربا من دونهم. كانوا دائما السلاح الأقوى لأنهم «منك وفيك».
اسألوا الجزائريين قبل الفلسطينيين. واسألوا الفيتناميين ثم الإيرلنديين الشماليين والأفغان
في سياقات الاحتلال الاستيطاني تصبح الأرضية خصبة لتجنيد العملاء وتُسهّل الإيقاع بهم. اسألوا الجزائريين قبل الفلسطينيين. واسألوا الفيتناميين، ثم الإيرلنديين الشماليين والأفغان وأقواما أخرى. لا غرابة إذاً أن تكون نسبة العملاء في المجتمع الفلسطيني مرتفعة، فكلما كان الاستعمار متوحشا وقاسيا كانت ظاهرة العملاء أكثر انتشارا. في فلسطين العملاء حديث يومي. كلما اغتالت إسرائيل قياديا في الضفة الغربية أو غزة بدأ البحث عن العميل الذي سهّل العملية. لولا العملاء لبقي كثير من قادة النضال الوطني الفلسطيني والمقاومة الإسلامية على قيد الحياة إلى اليوم.
لا يختلف الحال مع تاريخ النضال الجزائري. في الجزائر نسميهم «الحَرْكى». ورغم دخول كلمات جديدة مثل «البيَّاع» و«الشكّام» على الخط، تأبى كلمة «حرْكي» أن تختفي، وتبقى الأقوى فتُطلق إلى اليوم حتى بين الأطفال على مَن يتخلى عن أصدقائه أو زملائه. ونسمع باستمرار عبارة «لولا «الحَرْكى» لَما استمر الاستعمار 132 سنة».
قصة العملاء الجزائريين مأساة إنسانية واجتماعية قبل أن تكون سياسية. لا زال المجتمع يعيش شذراتها رغم مرور أكثر من 60 عاما على استقلال البلاد. مكانتك الاجتماعية منقوصة ونظرة الناس إليك تحمل الاحتقار والاستصغار إذا كنت تنحدر من عائلة مشبوهة بعمالتها للاستعمار. من السهل أن ترفض عائلة تزويجك ابنتها لهذا السبب. وقد تُمنع من مناصب عليا في الدولة إذا كانت لك صلة مباشرة بـ«حَرْكي».
كانت قيادة الثورة تتعامل بقسوة مع كل مشتبه به، وقسوة أكبر مع مَن تثبت عمالته: الإعدام، مهما كان ومهما كانت مسوِّغاته.
في فيتنام شكّل المخبرون عنصرًا حاسمًا في حرب الاستخبارات، وتجاوزت الاستعانة بهم نطاق المتوقَّع برعاية الاستخبارات المركزية الأمريكية. امتلكوا سطوة ونفوذا هائلين وزرعوا الرعب في المدن والأرياف وساهموا كذلك في وحشية الصراع وغموضه. يكشف استخدامهم أن حرب فيتنام لم تكن مجرد قتال عسكري، بل كانت أيضا صراعا شخصيا ومجتمعيا عميقاً.
الأسبوع قبل الماضي حسمت محكمة في دبلن لصالح جيري أدامز، الزعيم السابق لحزب «شين فين» الذي قاد حملة المطالبة باستقلال إيرلندا الشمالية عن بريطانيا. رفع أدامز قضية ضد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بسبب تحقيق اتهمه بالإيعاز بقتل قيادي كبير في الجيش الجمهوري، الذراع المسلّح لـ«شين فين»، للاشتباه في أنه كان جاسوسا للمخابرات البريطانية.
دامت المحاكمة عشر سنوات وكلفت الملايين، وكانت مشحونة بالعواطف وذكريات الصراع الدامي، ومناسبة تكشَّف فيها عمق موضوع العملاء الذين جنّدتهم لندن وكيف تصرف معهم الجيش الجمهوري: الإعدام ولو بعد سنوات. تبيّن أن من يختار طريق الخيانة يعرف سلفا أن مصيره القتل لو انكشف أمره. وحتى بعد سنوات من نهاية الصراع المسلح بموجب ما يسمى «اتفاق الجمعة العظيمة» سنة 1998 بين لندن ودعاة الاستقلال، صفّى الجيش الجمهوري العديد ممن اشتبه فيهم أثناء سنوات الصراع.
كانت أحكام إعدام مع وقف تنفيذ مؤقت. أبرز مَن دفعوا الثمن دينيس دونالدسون القيادي الذي زعمت «بي بي سي» أن أدامز أوعز بقتله والذي اغتيل سنة.. 2006. وكشفت المحاكمة أن الجيش الجمهوري قتل مُخبراً سنة 1999، بعد عام من توقف الصراع، ثم قطع لسانه، في رسالة لمن يهمه الأمر.
عندما سئل بنيامين نتنياهو عن تهريب أسلحة إلى جماعة أبو شباب هزَّ كتفيه وردَّ بما معناه أنها الحرب وكل الأساليب مقبولة. صدق في قوله لكن كان عليه أن يواصل صدقه ويُقر بأن الجيش الذي يلجأ إلى مثل هذه الألاعيب القذرة لا يمكن أن يكون الأكثر أخلاقا في العالم.
في الأثناء تأكد أن نتنياهو كتم القضية حتى عن كبار القادة السياسيين والعسكريين. السرية شرط أساسي في كل العمليات القذرة، غير أن ما لن يعترف به نتنياهو أن غزة صغيرة لا أسرار فيها، وأن نهاية أبو شباب ستكون مثل نهاية أيّ عميل، لكن ذلك آخر هموم نتنياهو.
التعاون مع العدو في أوقات الحرب أكبر من فعل عابر. الخيانة قرار، لكنها في الصراعات ظاهرة إنسانية جديرة بالتأمل. عندما يصبح الاحتلال جزءا من النسيج الاجتماعي، كما هو الحال في الجزائر وفلسطين، لا تكون العمالة مجرد علاقة مع ضابط أو جندي يحمل بندقية. تصبح قريبة وعميقة. لهذا يجب أن توضع حالات العمالة للمحتل في سياقها ليسهل الحكم على المتهم أو البحث له عن أعذار.
الملاحظة المهمة أنه بقدر ما يبدو فعل العمالة جريئا، فردُّ الفعل دائما أكثر جرأة. ذلك أن الخيانة في لاوعي الإنسان ممقوتة لأنها، عدا عن الأبعاد الأخلاقية والإنسانية والدينية، ترفضها الفطرة البشرية.
لا يوجد مجتمع أفضل من الآخر. كل مجتمع يتعرّض للاختبار سيفرز نصيبه من العملاء. المجتمعات العربية ليست استثناءً. التاريخ حافل بالأمثلة. تذكروا فرنسا عندما احتلها الألمان في 1940. لا أعرف مجتمعا تسامح مع العملاء، بما في ذلك المجتمعات الأوروبية خلال حروبها الكثيرة. ولا أتصوّر أن أكثر المجتمعات الغربية انفتاحا وتسامحا ستكافئهم بالورود لو توضع تحت الاختبار.
القدس العربي