تامر أفندي يكتب.. عظمة الله وأوان الآه وحكمة التفاحة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
انفقت سنوات كثيرة من محفظة عمري، حتى أصل إلى الإيمان والتسليم بتلك الجملة، دفعت منها لباعة الكتب على الأرصفة، ولتجارب الحب الفاشلة، ولمنادي البخت والحظ ولاعب النرد.
أعطيت منها عشر سنوات بقشيش لعامل المقهى حتى لا يغش البن ولا يطفئ الجمر ويطفئ المذياع إذا شرعت أم كلثوم في غناء فات الميعاد، لعشر سنوات وأنا أجهد "ثومة" أن تعيد ألف ليلة وليلة، غير عابئ بما صار بي وحولي من أطلال، لم أرفع عيني من قلبي لأرى أن الأيام دارت والعرض انتهى والجماهير غادرت المسرح.
قال لي الصيدلي:إن أول مراحل الشفاء هي التوجع..بعضا من المرض والألم يخرج مع الآه.. تبسمت وقلت له:" هذه حكمة جديدة اكتسبتها ولكن بعد فوات الأوان".
آه تلك الجملة التي كنت أحدثك عنها في بداية المقال هي أن لكل شئ أوان.. الفرح والحزن والحب والموت.. نحن ننصح بعضنا البعض دائما بذلك، لكننا لا نصبر حتى يحين الأوان فإما أن نقطف الثمر من على شجره قبل ميعاد طرحه فنأكله" نئ" تظهر مرارته لدى مضغه فنزيحه من على ألستنا، نبصقه جيفة في الهواء أو نمرره مرغما إلى بطوننا فتصير نضف الأحلام فضلات.. أو نهمل الميعاد غباء أو استحياء أو خداعا بالتأني فتضيع اللذة والنشوى وتحدث نفس المرارة.
قليلون هم من تصادف أرواحهم أوان الطرح.. في البداية ظننت أن هذا اصطفاء وأنهم الأفضل لذا ذاقوا "الثمر" في أوانه، لكني وجدت ما هو أشهى حينما وقفت أمامي سيارة فارهة وفتح صاحبها النافذة، وأعطى أحد الشحاذين "تفاحة"، أكلها بنهم وسعادة مع أنه ليس أوان طرح التفاح، وهنا اكتشفت المعنى الحقيقي "لكل شئ أوان" وهو "أوان الوصول إليك" نعم هو ذلك الأوان لا على حسب ساعتك ولا توقيتك ولكن حسب ساعة الله وتوقيته، حسب احتياجك وتأهلك وتحملك وتهيئتك، فربما كان أوان الطرح ليس أوان التحمل.. فتموت من الفرحة أو من الحزن.. وأخيرا يا صاح إذا ما جاءك الأوان امشي متئدا على الفرح أو على الحزن فلكلاهما ألق وحكمة تبق في القلب ومعرفة تضاف إلى روحك لتدرك عظمة الله.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: رساله لمن يهمه أمر الوطن !!
لا حل للخروج من مأزق التخلف الذى نعانيه فى مناحى الأنشطة الحياتية فى مصر سواء كان ذلك فى مجال الإقتصاد أو الإجتماع أو السياسة إلا بحسن إختيار "مدير ناجح" يعلم أدوات الإدارة المعاصرة.
فلا شيىء تقدم فى "مصر" أو فى العالم إلا بحسن إختيار المدير وتشكيل الإدارة لأى مرفق إقتصادى أو تعليمى أو صحى أو أجتماعى أو سياسى !!
ولعل بعض النماذج "الإدارية المؤسسية" فى "مصر"، الناجحة والتى تعانى من الحرب التى يشنها عليها الحاقدين وضعفاء النفوس والفاسدين !! خير دليل على إن "مجتمع المحروسة" يعانى بشدة من فقر فى الإدارة المحترمة !!
وهذا لا يعنى إفتقارنا إلى الإفراد والشخصيات المدربة والمتعلمة والمؤهلة للإدارة!
ولكن نحن "نفتقر للشفافية " نفتقر للصفوف الثانية فى كل الإدارات القائمة " نفتقر للضمير " الذى "نام وشبع نوم" فى مراحل الحياة المصرية المعاصرة !!
فالقتل للمتميزين يوميًا فى الجامعات وفى الحكومة وفى المؤسسات العامة القتل لكل كفاءة وتكفيرها فى حياتها اليومية قائم !!منذ أكثر من ثلاثون عامًا !!
والهجوم على كل ناجح وكل بادرة أمل فى أى وزارة أو مؤسسة له تنظيمات وله أنياب وله أقلام فى الصحف وله أصوات فى البرامج الإعلامية !!
التخلف أقوى من التقدم، لأن المتخلفون والفاسدون يستطيعوا أن يجتمعوا وأن يقتربوا من بعضهم البعض بأسرع مما يتخيله أحد، والمثل الشعبى المصرى صادق 100% (البيض المِمَشْشْ يتدحَرجْ على بعضه أو بجانب بعضْ ) إن التخلف والفساد شيىء واحد عملة واحدة يدافع عن وجوده بشكل منظم، وشرعى، أما الخير وأما التميز وأما الشيىء الناجح النافع فلا شيىء يجمعهم، ولا شيىء يحفزهم فى مجتمع أطلق عليه د/صبرى الشبراوى، أستاذ التنمية البشرية بالجامعة الأمريكية أن المصريون "بيدلعوا التخلف " هذه المقولة حقيقية وإن كانت تحتاج لبعض التطوير والتوصيف الأكثر !!
إن "الفساد والتخلف " لهم منابع مستمرة ولعلنا حينما نرى من يحتل المناصب ومن يحتل منصب مساعد لتلك المناصب "مجموعة من المتخلفين " الغير قادرين على الإبداع والذين يتحولون فى مراحل متقدمة إلى فاسدين ومفسدين !
ولا أمل على الإطلاق فى مستقبل يتحكم فيه" فاسد أو خامل أو غبى " !!
كلهم أسماء لشخص واحد وللأسف الشديد هم المسئولين عن تقدم الأمة !!
نجدهم فى أشد المناصب حساسية، والتى تحتك بالجمهور يوميًا من خلال إدارة سيئة، إدارة جائت بالواسطة، أو بالصدفة، أو بخفة الدم، أو مكافأة لقيامه بنفاق أو رياء، أو مكافأة نهاية خدمة !!
لن تتقدم مصر إلا بإدارة ناجحة لها معايير عالمية مثل كل شعوب الأرض الناجحة والناجعة !هذه رساله لمن يهمه أمر هذا الوطن !!
[email protected]