السودان حاضرة على أجندة الجامعة العربية.. ونداء عاجل لأبو الغيط
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
على مدار أكثر من 10 أشهر لم تهدأ الحرب الأهلية في السودان، ومنذ 15 إبريل من العام الماضي لم تهدأ وطأة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أزهقت فيها أرواح السودانين، ودمرت فيها المباني والمؤسسات الوطنية وهجر بسببها الملايين فرارا من آلة القتل والتخريب.. وسط جهود عربية واسعة قادتها جامعة الدول العربية لوقف القتال والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في السودان.
وخلف القتال والحرب في السودان حتى الأن نحو أكثر من 13 ألفا و900 قتيل منذ اندلاعها في 15 إبريل من العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة في بيان لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في حين نزح نحو 8.1 ملايين شخص فروا من منازلهم في السودان، ويشمل ذلك حوالي 6.3 ملايين داخل السودان و 1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان لم تتوقف الجهود العربية لوقف القتال، وفي مقدمتها جهود جامعة الدول العربية والتي لم تتوقف عن مطالبة طرفي النزاع من أبناء الوطن الواحد لوقف القتال والحفاظ على ممتلكات الدولة ومؤسساتها الوطنية، والعودة للحوار حقنا للدماء، وعقدت اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في السابع من مايو من العام الماضي بعد اشتعال الأزمة لبحث تداعياتها وخطوات التحرك العربي لوقف القتال.
وخلال أعمال القمة العربية للقادة والزعماء العرب 32 التي عقدت بالمملكة العربية السعودية في 19 مايو من العام الماضي كانت الأزمة السودانية حاضرة وبقوة على جدول أعمالها ومتضمنة في قرار القمة بالعديد من الخطوات، كذلك الحال في خلال أعمال العادية لمجلس الجامعة العربية 160 على مستوى وزراء الخارجية التي عقدت في شهر سبتمبر الماضي، كانت الأزمة السودانية حاضرة وبقوة بحثا عن حل لها.
تحركات واسعة لـ أبو الغيط لوقف الحرب في السودانواليوم وقبل انعقاد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية للدورة العادية 161 والمقرر لها غدا الأربعاء، استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اللجنة رفيعة المستوى المعنية بالسودان التابعة للاتحاد الافريقي برئاسة محمد بن شمباس وعضوية سبيسيوسا وانديرا كازيبوي، نائب رئيس أوغندا الأسبق، و فرانسيسكو ماديرا الممثل الخاص السابق لرئيس المفوضية الإفريقية إلى الصومال حيث بحث الجانبان جميع جوانب الأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من ١٠ أشهر.
وخلال اللقاء بن شمباس قدم شرحاً وافياً حول طبيعة عمل اللجنة والخطوات التي تنوي القيام بها لمساعدة السودان للخروج من أزمته، وطالب السيد بن شمباس والسادة أعضاء اللجنة بالتعاون الوثيق مع الجامعة العربية في هذا الشأن، واطلع الأمين العام على نتائج لقائه مع الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في بورسودان.
وأكد أبو الغيط للجنة رفيعة المستوى على ضرورة الوصول لاتفاق وقف إطلاق نار بشكل سريع، وذلك لإنقاذ الدولة السودانية التي لحق ببنيتها التحتية دمار كبير خاصة في العاصمة الخرطوم بسبب القتال الدائر، وكذلك لإنقاذ الوضع الانساني المتردي، والذي أدى إلى تحويل ملايين السودانيين الى لاجئين ونازحين، مستعرضا الجهود التي تقوم بها الجامعة في هذا الخصوص مع الشركاء الدوليين وعلى رأسهم الاتحاد الأفريقي، مؤكدا على ضرورة التعاون والتنسيق مع حكومة جمهورية السودان لإنجاح هذه المساعي.
نداء عاجل من أبو الغيط لحقن دماء السودانيينكما وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط نداء عاجلا للفرقاء في دولة السودان لحقن دماء الشعب السوداني تعظيما لحرمة شهر رمضان الكريم، قال فيها: على أعتاب شهر رمضان المعظم الذي يحل بعد أيام قليلة لازالت الدماء السودانية الغالية تراق وجرح الوطن ينزف بسبب الحرب الدائرة في ربوع البلاد على مدار عام كامل تقريباً مهددة معها أحلام ملايين السودانيين وآمالهم المشروعة في حياة آمنة ومستقرة في وطن يسعهم.
وتابع أبو الغيط: وعلى أعتاب شهر رمضان المبارك فإنني أدعو الأشقاء السودانيين إلى عدم ادخار أي جهد في البحث عن كل ما يقرب من خيارات السلام والحوار وإيثار الوطن على واتخاذ كل خطوة جادة تسكت المدافع وتضمد الجروح وتعيد الأمل في المستقبل.. لقد شردت هذه الحرب الضروس ملايين السودانيين من منازلهم وقراهم، وضربت العاصمة القومية للبلاد، وعرضت أسر وقرى بأكملها إلى جرائم يندى لها الجبين، وبذرت الخوف والرعب في قلوب الأبرياء بعد أن فقدوا أحبتهم وممتلكاتهم، ونشرت خطابات الكراهية والثأر والانتقام فيما بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف أبو الغيط في رسالته: أذكر جميع السودانيين بأن التسامح وصفاء القلب من صفاتهم المشهورة التي عرفوا بها وسط جيرانهم، وأن المساهمات القيمة للأجيال السابقة في الدفاع عن أمتهم وقارتهم وبناء نهضتها لم تمح من الذاكرة، وأن لهم أن يستذكروا هذه الصفات وهذه الجهود في هذه اللحظات المصيرية التي تمر بها بلادهم ومؤسساتهم القومية.
وتابع قائلا: على أعتاب شهر التسامح الذي يتسابق فيه المسلمون إلى الخير والعفو وإيثار الغير أدعو الأشقاء السودانيين إلى حقن دمائهم تعظيماً لحرمة الشهر، وحرمة الوطن، وحرمة أعراضهم ودمائهم.. وستظل يد جامعة الدول العربية ممدودة لكل مسعى يرنو نحو استعادة السلام والاستقرار والأمل في السودان ولصالح السودانيين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الجامعة العربية الدول العربية الحرب في السودان العاصمة الخرطوم المملكة العربية السعودية جامعة الدول العربية جهود جامعة الدول العربية قوات الدعم السريع جامعة الدول العربیة الجامعة العربیة من العام الماضی لوقف القتال فی السودان أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن حرب الاستنزاف التي تقودها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي تختلف عن حرب الاستنزاف التي قادتها الجيوش العربية بعد عام 1967، والتي قال إنها وُظفت لتحقيق أهداف مستقبلية.
وحرب الاستنزاف -حسب اللواء الدويري- هي حرب طويلة الأمد يتم خلالها استنزاف العدو بأقل جهد من قبل القوات المدافعة.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلن في إحدى كلماته أن المقاومة "مستعدة لمعركة استنزاف طويلة للعدو ولسحبه لمستنقع لم يجنِ فيه ببقائه أو دخول أي بقعة من غزة سوى القتل لجنوده واصطياد ضباطه".
ويعتقد اللواء الدويري أن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة غير متناظرة، لأن المقاومة الفلسطينية بحوزتها إمكانات بسيطة مقارنة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ لا تملك سوى القذائف والحشوات والألغام والمقذوفات قصيرة المدى منها، "الياسين"، و"تي بي جي"، و"تاندوم"، و"آر بي جي 9″، وغيرها من الأسلحة.
ويتم استخدام تلك الإمكانات البسيطة من قبل مجموعات صغيرة تستند إلى أهم عنصر وهو الاستطلاع، الذي تتولاه -حسب الدويري- مجموعات متخصصة لرصد تحركات قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتتواصل مع بعضها بشكل مباشر لا يخضع للاختراق الإلكتروني.
إعلان
وقال إن المجموعات التي تقوم بعمليات المقاومة باتت تعتمد على الكمائن المركبة والبسيطة، وهو ما يجري من بيت لاهيا حتى رفح جنوبي قطاع غزة.
فرصة للمقاومةومن جهة أخرى، يرى اللواء الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن قادة الاحتلال يعتقدون أن المقاربة العسكرية الحالية في غزة هي الأنجح، لأنها تعتمد على القصف الناري المكثف وعلى تدمير المربعات السكنية ثم تقدم القوات، ويقول اللواء الدويري إن هذه الخطة تصنف ضمن جرائم الحرب، لأنها تتضمن التهجير القسري والتدمير والقتل الجماعي.
وأوضح أن الخطة الإسرائيلية تعطي فرصة للمجموعات التابعة للمقاومة الفلسطينية، لأنها تمكنها من التحرك أكثر من السابق وتجعل المدنيين يتجنبون القصف الإسرائيلي الذي يتبع عادة كل عملية يقومون بها.
وتواصل المقاومة الفلسطينية إيقاع الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أقر في وقت سابق بمقتل 4 من جنوده وإصابة 17 آخرين -بعضهم بجروح خطيرة- في عمليات في قطاع غزة، بينها كمين ناجح في خان يونس جنوبي القطاع.
ويذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق منذ مطلع مايو/أيار الماضي عملية عسكرية تحت اسم "عربات جدعون" بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل.