فجوة بين أمريكا وإسرائيل.. صحيفة تكشف تفاصيل جديدة بشأن زيارة جانتس لواشنطن
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الأربعاء، عن مزيد من تفاصيل الزيارة السياسية التي قام بها الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني جانتس إلى الولايات المتحدة.
والتقى جانتس خلال زيارته بنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي انتقدت تعامل إسرائيل مع القضية الإنسانية في قطاع غزة، بحسب ما ذكرته صحيفة الأمريكية نقلا عن مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر.
وبحسب التقرير، قال جانتس إنه يجب على إسرائيل تدمير حماس في جنوب قطاع غزة، لأنه إذا لم تتحرك إسرائيل في مدينة رفح، فستتمكن حماس من إعادة تنظيم نفسها وتسليح نفسها مرة أخرى بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال جانتس لمسؤولين أميركيين خلال لقاءاته: إن "إنهاء الحرب دون التعامل مع كتائب حماس في رفح يشبه إرسال رجال إطفاء لإخماد 80% من النار".
وبحسب الصحيفة الأمريكية لا يؤيد البيت الأبيض علنا الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة رفح دون وجود خطة ملموسة لإدارة أكثر من مليون نازح غمروا المدينة في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب المصدر نفسه، فقد فوجئ جانتس بـ"الفجوة الكبيرة" بين إسرائيل والبيت الأبيض بشأن مسألة ما إذا كانت العملية في رفح جديرة بالاهتمام وضرورية في الوقت الحالي.
وأضاف المصدر نفسه أن "هناك الكثير من الانتقادات وعدم الثقة في الإدارة الأمريكية فيما يتعلق برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وتابع "لقد تم سماع رسائل صعبة حول موضوع المساعدات الإنسانية برمته وخاصة حول "اليوم التالي" والوضوح الاستراتيجي على المستوى السياسي".
وزعم جانتس في محادثاته مع المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، إن إسرائيل دمرت جزءا كبيرا من البنية التحتية العسكرية لحماس في الأشهر الخمسة الماضية ولكن ليس كلها.
ورفض مكتب نتنياهو التعليق على الأمر، وفي أحداث سابقة شهدت خلافات علنية مع الرئيس بايدن والإدارة الأمريكية، ادعى نتنياهو أنه كان ينفذ السياسة التي يعتقد أنها الأفضل لإسرائيل.
نتنياهو يرفض زيارة جانتسوقالت وسائل إعلام عبرية إن مكتب رئيس الوزراء عارض زيارة جانتس إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بل وزاد من الصعوبات عليه، حيث صدرت تعليمات للسفارة الإسرائيلية في المملكة المتحدة بعدم المساعدة في زيارة جانتس، وقبل الزيارة، صدرت تعليمات للسفارة في المملكة المتحدة بعدم التعاون مع زيارة جانتس وعدم المشاركة في التنسيق.
من جانبه هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد التوجيهات الصادرة عن مكتب نتنياهو، بل ودعا السفارة إلى رفضها، وكتب لابيد على موقع X: من الواضح أن هذا أمر غير قانوني من رئيس وزراء غير مسؤول، هذا الأمر يعرض وزيرا في الحكومة ورئيس الأركان السابق للخطر، ناهيك عن الإحراج مع البريطانيين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إسرائيل كتائب حماس في رفح إسرائيل والبيت الأبيض بنيامين نتنياهو زیارة جانتس
إقرأ أيضاً:
زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا
حل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وأفريقيا، ضيفا على طرابلس وبنغازي، ومع زياراته تعدد التكهنات حول أسباب الزيارة، ونوايا البيت الأبيض حيال الأزمة الليبية، وظلت تلك التكهنات رهينة القبول والرفض، ذلك أن تصريحات بولس أثناء الزيارة لم تتعد المتعارف عليه من المسائل التي تتقدم أجندة معالجة النزاع الليبي من منع الانزلاق للعنف ودعم المسار السياسي وتوحيد الميزانية...ألخ.
في ظل عدم الإفصاح عن أسباب الزيارة والتعتيم حول ما نقله بولس للساسة الليبيين في الغرب والشرق، فإن تلمس ملامح الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الليبية في العهد الثاني من حكم ترامب يمكن أن يستجلى من خلال الرؤية والسياسات والخيارات التي تحكم سلوك ومواقف البيت الأبيض من مختلف القضايا خارج الحدود الامريكية، والتي يمكن أن تستنطق من تصريحات المسؤولين الأمريكين بداية من الرئيس ثم وزارئه ومستشاريه.
عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.في تصريح للرئيس الأمريكي حول زياره بولس لليبيا ذكر بشكل صريح أنه لا يقبل بالوضع الراهن في البلاد، وأن هناك ضرورة للتقدم في المسار السياسي باتجاه التغيير على أسس ديمقراطية، وأن قادة جدد ينبغي أن يكونوا في مقدمة هذا التغيير.
بولس نفسه في كلام له عن تقييم الحالة الليبية سبق الزيارة بفترة أشار بوضوح إلى الحاجة لتغيير شامل يقلب المشهد الراهن رأسا على عقب، بداية من عدم قبول الطبقة السياسية الراهنة، مرورا بألية فعالة لدفع المسار السياسي إلى الامام، وصولا إلى تصدر قيادات مستقلة ليست متورطة في عبث السنوات الماضية للمشهد.
وتبدوا تصريحات الساسة الأمريكان جانحة لمصلحة ليبيا والليبية، غير أن هذا لا يلغي حقيقة دامغة وهي أن أي مقاربة لواشنطن لتسوية أزمة أو تفكيك نزاع تحركها أولا المصالح الأمريكية، والساسة الأمريكيون لا يسوسون بدافع إنساني بحت، فالولايات المتحدة متورطة في الكارثة التي تواجهها غزة، وتجويع سكان غزة هو ضمن خطة تقرها واشنطن.
في لقاء متلفز عقب زيارة مسعد بولس لخمس دول في القارة الأفريقية، وبالتركيز على النزاع بين الكنغو وروندا، والدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في التوصل إلى إعلان مبادئ بين الطرفين والدفع باتجاه اتفاقية سلام شامل، عرج بولس على المعادن التي تمتلك منها الكونغو مخزونا كبيرا، وحاجة الولايات المتحدة لهذه الثروة المعدنية، وكيف أنها تنافس الصين المستفيد الأكبر من خيرات القارة السمراء.
بولس في حديثه الحماسي حول ما تمتلكه أفريقيا من ثروات هائلة، إنما يعكس المنطق والتفكير الذي يؤطر عقل ترامب ونزوعاته، الرجل الذي يندفع في اختياراته بدافع مصلحي اقتصادي بحت، ولا يجد حرجا في التصريح بذلك، وبالتالي فإن الاقتراب من ليبيا لن يخلو من مصالح لا تخرج عن البعدين الاقتصادي والأمني.
بولس أشار في أكثر من مناسبة إلى ثنائية القوة والشراكات الاقتصادية لمعالجة الأزمات في المناطق التي تعتبرها الولايات المتحدة حيوية بالنسبة لها، فالقوة تفرض الحل وتبعد كل العراقيل أمامه، والشراكات تعززه وتكون أداة قطف الثمار بالنسبة لواشنطن، وهذا سيكون المسار ذاته في حال استمرت الولايات المتحدة في الدفع باتجاه تحريك المسار السياسي في ليبيا الذي أصابه الموات، واتجهت إلى تنفيذ خطتها للتغيير في البلاد، ذلك أن أي تطورات خطيرة تتعلق بقضايا كبرى كالحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة المبطنة مع الصين والحرب على غزة قد تدفع البيت الأبيض إلى صرف النظر عن المسألة الليبية.
عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.