لقاء ثلاثي مغاربي.. هل هو محاولة لصياغة جديدة للاتحاد المغاربي؟
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
احتضنت العاصمة الجزائرية الأحد الماضي اجتماعا ثلاثيا مغاربيا، ضم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، وذلك على هامش قمة منتدى الدول المصدرة للغاز.
وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي، في بيان، إنه تقرر خلال الاجتماع عقد لقاء مغاربي ثلاثي كل ثلاثة أشهر، يكون الأول في تونس عقب شهر رمضان المبارك.
ويأتي ذلك في إطار "تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب"، وفقا للبيان.
وتابع: كما تناول الاجتماع "مستجدات القضية الفلسطينية، بالإضافة لتطورات الأوضاع الإقليمية في المنطقة المغاربية".
ولاحقا أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اتصالا هاتفيا بنظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث اطلعه على اللقاء الذي جمعه مع سيعد والمنفي.
وقالت الرئاسة الجزائرية، في بيان، إن تبون أجرى اتصالا هاتفيا مع الغزواني أطلعه خلاله على "اللقاء المغاربي الثلاثي الذي جمع رؤساء كل من الجزائر وتونس وليبيا، عقب القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي احتضنته الجزائر".
ويأتي اللقاء الذي ضم تبون وسيعد والمنفي، في ظل عقبات تحول دون تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي منذ تأسيسه بسبب خلافات بين بعض دوله.
عراقيل تواجه الاتحاد
وتأسس اتحاد المغرب العربي 17 فبراير 1989 في مدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول هي: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، ويهدف إلى فتح الحدود بين الدول الخمس لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين.
وبسبب الخلافات بين دوله لم تُعقد أي قمّة على مستوى قادة الاتحاد منذ قمة 1994 في تونس.
وأهم هذه العراقيل التي تواجه الاتحاد، بحسب مراقبين، هو الخلاف حول ملف الصحراء.
وبدأ النزاع حول الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، إلى نزاع مسلح توقف في 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.
وتصر الرباط على أحقيتها في "إقليم الصحراء" وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين.
نواة لتكتل جديد
ويرى الصحفي الجزائري عبد الله نادور، أن الاجتماع الثلاثي الذي ضم تبون وسعيد والمنفي، هو "محاولة عملية لصياغة جديدة لاتحاد المغرب العربي.
ولفت نادور، في تصريح لـ"عربي21" إلى أن عمل اتحاد المغرب العربي مجمد منذ العام 1994، مضيفا أن اللقاء هو بداية لتفعيل التعاون بين هذه البلدان المغاربية.
وأضاف: "هذا التجميد الحاصل لعمل اتحاد المغرب العربي لا يخدم المنطقة المغاربية، في ظل التحديات الراهنة سواء الأمنية أو الجيوسياسية وأيضا التحديات الاقتصادية، هذه التحديات تفرض على الدول المغاربية تعزيز تحالفاتها".
ولفت إلى أن اللقاء الثلاثي المغاربي، هو نواة أو لبنة أولى في تكتل مغاربي جديد، مضيفا أن هذه التكتل قد يتطور مستقبلا إلى تحالف اقتصادي، قد يضم دولا أفريقية أخرى مثل السنغال والنيجر ومالي.
وبخصوص غياب موريتانيا عن الاجتماع، قال عبد الله نادور، في حديثه لـ"عربي21" إن الرئيس عبد المجيد تبون اطلع نظيره محمد ولد الشيخ الغزواني على الاجتماع، مضيفا: "لا استبعد أن تحضر موريتانيا للاجتماع القادم المقرر في تونس" فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من موريتانيا على اللقاء الثلاثي المغاربي.
ولفت المتحدث إلى أن العلاقات الموريتانية الجزائرية شهدت تطورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، مع تدشين أول معبر بري بين البلدين، ووضع حجر أساس طريق بري بطول أكثر من 700 كم يربط الزويرات الموريتانية بتيندوف الجزائرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجزائرية التونسي ليبيا ليبيا الجزائر تونس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتحاد المغرب العربی
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: لقاء القيادات الدينية يعزز رسائل التسامح
في خطوة تجسد روح التسامح والانفتاح الثقافي والديني الذي تتميز به دولة الإمارات، التقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الراهب الكبير فرافاواناثمابينان سيسوك، كبير رهبان معبد «ناه لوانغ» في إقليم أودون تاني بمملكة تايلند، وذلك خلال زيارة رسمية إلى مقر سفارة مملكة تايلند في أبوظبي.
خلال اللقاء، أكد سورايوت شاسومبات، سفير مملكة تايلند لدى الدولة، أن زيارة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان تمثل محطة مهمة في مسيرة التعاون والتقارب الثقافي بين البلدين، لاسيما في عام يشهد الاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة تايلند.
ويأتي هذا اللقاء ضمن برنامج زيارة وفد من الرهبان البوذيين من معبد «ناه لوانغ» إلى دولة الإمارات.
ورحب الشيخ نهيان بن مبارك، خلال اللقاء، بزيارة الوفد التايلندي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، معرباً عن تقديره العميق للعلاقات المتينة التي تجمع بين الشعبين الإماراتي والتايلندي، وأكد أن اللقاء مع القيادات الدينية من مختلف أنحاء العالم يعزز من رسائل التسامح والتعايش والسلام، ويخدم القيم المشتركة في بناء مجتمعات سلمية تقوم على الاحترام والتآخي.
من جهته، أعرب الراهب الكبير فرافاواناثمابينان سيسوك عن شكره وامتنانه للشيخ نهيان بن مبارك على هذه الزيارة الكريمة، مشيداً بحرص دولة الإمارات على تعزيز التعايش والتقارب بين الثقافات، وأكد أهمية هذا التفاعل الثقافي في ترسيخ أسس التسامح والتعايش حول العالم.
وقد اختُتم اللقاء بالتقاط الصور الجماعية، في مشهد يعكس عمق العلاقات الإنسانية والروحية التي تسعى الدولتان إلى تعزيزها من خلال الحوار والتعاون المستمر.