كتب- محمد أبو بكر:

قالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الله خلق الإنسان متميزًا فريدًا، إذ يقول الكتاب المقدس عن خلقة الإنسان "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك ١: ٢٦)، أي أن الله أراد من البدء أن يكون الإنسان على صورته في القداسة والبر والحرية "فَخَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ.

عَلَى صُورَةِ الله خَلَقَهُ. ذكرًا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ أَثمِرُوا وَاكْثُرُوا وَاملأوا الأرضَ" (تك ١: ٢٧، ٢٨).

وأضافت "الكنيسة"، بحسب بيان لها، هذا هو إيمان الكنيسة أن الله خلق الإنسان في القداسة ذكرًا وأنثى وربطهما برباط الزواج المقدس لأنه إله قدوس، "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (تك ٢: ٢٤).

وأوضحت"القبطية الأرثوذكسية": استمرت دعوة الله للإنسان أن يحيا في القداسة (١تس ٤: ٣ - ٥) و(عب ١٢: ١٤) و(١تس ٤: ٧).

وأشارت "الأرثوذكسية"، إلى أن الله أعطى الإنسان حرية الإرادة؛ بهدف أن يحيا وفق مشيئته المقدسة، وأن يحيا حسب التصميم الإلهي الذي وضعه الله للزواج: ذكرًا يرتبط بأنثى.

وتابعت: إن من يعاني من ميول مثلية ويضبط نفسه عن السلوكيات الجنسية يُحسب له جهاده، وتتبقى له حروب الفكر والنظر والانجذابات شأنه شأن الغيريين، أما من يسقط بالفعل في سلوكيات جنسية مثلية، فشأنه شأن الغيري الذي يسقط في خطية الزنا، يحتاج إلى توبة حقيقية.

وأكملت "الكنيسة": كلاهما يحتاج إلى المتابعة الروحية والنفسية، التي أثبتت فاعليتها مع الميول المثلية غير المرغوبة، أما من اختار أن يتصالح مع ميوله المثلية تاركًا نفسه للممارسات الجنسية المثلية، رافضًا العلاج الروحي والنفسي، واختار بإرادته الحرة كسر وصية الله، يصبح حاله أردأ ممن يحيا في الزنا، لذا يجب أن يُنذَر ويُمنَع من الشركة لحين تقديم توبة.

واستطردت "القبطية الأرثوذكسية": الكنيسة تؤمن بأن الكتاب المقدس بعهديه هو كلمة الحق الصالحة في كل العصور، وهو يدين ويحذر وينهى عن الممارسات الجنسية بين اثنين من نفس الجنس، فمثلًا يقول القديس بولس: "لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّ كُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ" (رو ١: ٢٦ -٢٨)، وكذلك تتحدث شواهد أخرى مثل: (١كو ٦: ٩ - ١٠)، (لا ١٨: ٢٢)، (لا ٢٠: ١٣).

وأردفت " الأرثوذكسية": على هذا ترفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما يسمى بالانحراف الجنسي في مفهومه العام الشامل كل أنواع ممارسة الجنس خارج الإطار المقدس في الزواج. وترفض بشكل قاطع التذرع بفكرة اختلاف الثقافات لتبرير العلاقات المثلية تحت مسميات الحرية المطلقة للإنسان، التي تسبب تدميرًا للإنسانية، فالكنيسة إذ تؤكد على إيمانها الكامل بحقوق الإنسان وحريته، تؤكد أيضًا أن حرية المخلوق ليست مطلقة إلى حد التعدي وكسر شرائع الخالق.

وأكدت، على تمسكها بدورها الرعوي في مساعدة أبنائها ممن يعانون من الميول المثلية، وكذلك على عدم رفضها لهم أو لتقديم دعمها ومساندتها لهم وصولاً إلى الشفاء النفسي والروحي، واضعة ثقتها في مسيحها القدوس القادر أن يشفي ويغير وينمي بأكثر جدًّا مما نطلب أو نفتكر.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: رمضان 2024 كأس مصر طالبة العريش مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طوفان الأقصى المزيد القبطیة الأرثوذکسیة

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي يعدد 4 مغانم في يوم عرفة: مغفرة ذنوب عامين كاملين

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن المسلمين يعيشون فى أيام مغفرة وجود وكرم، حيث بدأ العد التنازلي لخير يوم تطلع فيه الشمس، وهو يوم عرفة الذي جعله الله رحمة وبركة وفضل.

«الجندي»: عفو ومغفرة الله في هذه الأيام

وأضاف «الجندي»، خلال تقديمه احدى حلقات برنامج «لعلهم يفقهون»، والمُذاع على شاشة «قناة DMC»، اليوم الثلاثاء، أن الله تبارك وتعالى يفتح أبواب المغفرة على العباد جميعا، لافتا إلى أن يوم عرفة به 4 جوائز أولها مغفرة الذنوب عامين كاملين من العام الماضي حتى العام المقبل.

صوم يوم عرفة سنة عن النبي محمد

ولفت إلى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال إن صوم يوم عرفة احتسبه عند الله عز وجل أن يكفر سنة قبله وسنة بعده، موضحا أنه عندما يقول الرسول ذلك فهو لا يمضي لك على بيض أن تعصي الله كيفما تريد، ولذا فإن العلماء على الأرجح يقولون إن هذه الذنوب التى يتم تكفيرها هى الصغائر وليست الكبار، أما الأخيرة فهى تحتاج إلى توبة خاصة، فمن وقع في ذنب من الكبائر عليه أن يتوب منها توبة خاصة.

وتابع عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: «هذا اليوم أكثر يوم يعتق الله فيه العباد من النار، ويضاعف فيه أجور الأعمال الصالحة، وخير الدعاء على الإطلاق يوم عرفة».

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية تشارك في حفل السفارة البريطانية بعيد ميلاد الملك تشارلز
  • رئيس الأساقفة جاستين بادي: نشكر مصر على استضافة مؤتمر نصف الكرة الجنوبي
  • خالد الجندي يعدد 4 مغانم في يوم عرفة: مغفرة ذنوب عامين كاملين
  • المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية
  • باحث إسلامي يوجه رسالة بعد تدريس مواد مثلية في مصر
  • لتدريسها المثلية الجنسية.. تأجيل دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية
  • مصر.. مدرسة أجنبية خاصة تدرس مادة المثلية الجنسية لطلاب الصف السادس!
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد الأنبا إبرام أسقف الفيوم غدا.. من هو؟
  • بعد قليل.. النظر في دعوى إلغاء تصريح مدرسة ألمانية تُدرس المثلية الجنسية
  • روسيا: العالم العربي لديه قيم حقيقية ويحترم حقوق الإنسان وتقاليد البلاد الأخرى