العدو الصهيوني يقر بمصرع العشرات من قادته العسكريين بنيران المقاومة في غزة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
الثورة / متابعة / حمدي دوبلة
بينما لا يزال العدو الصهيوني مصدوما وحائرا إزاء الإخفاق الذريع الذي لحق بأجهزته الأمنية والعسكرية عقب عملية طوفان الأقصى لمجاهدي المقاومة الفلسطينية يتعرض في عدوانه المستمر لخسائر فادحة في صفوف جنوده وقادته العسكريين الذين يتساقطون صرعى وجرحى بالعشرات يوميا بنيران المجاهدين في مختلف مناطق قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان وحشي منذ خمسة أشهر بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن ما يسمى رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (الشاباك) رونين بار وجّه لأول مرة منذ معركة طوفان الأقصى وبدء العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة بفتح تحقيق داخلي في أحداث 7 أكتوبر الماضي.
ويأتي تحقيق الشاباك بعد تحقيق لجيش العدو وتحقيق لما يعرف بمراقب الدولة بشأن معركة طوفان الأقصى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الجهاز لم تسمه أن التحقيق قد يستمر لعدة أسابيع لأنه يجري خلال الحرب على قطاع غزة. ووفقا للصحيفة، فإن الشاباك سيحقّق فيما حدث ليلة 6 و7 أكتوبر 2023.
يذكر أن رئيس الشاباك رونين بار أعلن تحمّله المسؤولية عما وقع في ذلك اليوم، وأن الشاباك فشل “في إصدار التحذير اللازم”.
وعقب عملية طوفان الأقصى، أقر مسؤولون صهاينة بالمسؤولية عما حدث، ووصفوه بالفشل والإخفاق الأمني باستثناء رئيس الوزراء الإرهابي بنيامين نتنياهو.
وفي السياق ذاته، قال زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد إن نتنياهو هو المسؤول والمذنب بشأن أكبر كارثة وقعت بتاريخ “إسرائيل” يوم 7 أكتوبر الماضي، ولا يمكنه الاستمرار في منصبه.
وكان العديد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين الصهاينة قالوا خلال الأشهر الماضية إن ما جرى في ذلك اليوم بمثابة إخفاق أمني وعسكري واستخباري وسياسي “إسرائيلي”، مما دفع رئيس أركان جيش الاحتلال الإرهابي هرتسي هاليفي لبدء تحقيقات داخلية الشهر الماضي في كافة الوحدات في أحداث 7 أكتوبر2023.
وقالت إذاعة جيش العدو إن من المتوقع استمرار التحقيقات 3 أشهر، وأن تطال كل وحدات الجيش.
وكان هاليفي قد شكّل فريقا أمنيا من خارج الجيش في يناير الماضي للبدء في إجراء تحقيق في إخفاقات أحداث 7 أكتوبر الماضي بجوانبها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية.
لكنه أوقف عمل الفريق بعد الانتقادات الحادة التي وجهّت له من قبل نتنياهو وأعضاء حكومته.
وفي ديسمبر الماضي، تعهد مراقب الدولة في كيان الاحتلال متانياهو إنجلمان بالتحقيق في المسؤولية عن تلك الأحداث على المستويات السياسية والعسكرية والمدنية.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن إنجلمان في حينه قوله إن مكتبه سيفحص بدقة الأخطاء التي وقعت في الفترة التي سبقت الهجوم، الذي نفذته حركة حماس يوم 7 أكتوبر الماضي، وأثناء الهجوم وفي أعقابه.
وأكد إنجلمان أن من بين القضايا التي سيحقق فيها مكتبه “سلوك المجلس الوزاري المصغر للحكومة، وسلوك صانعي السياسات والجيش في 7 أكتوبر الماضي، والاستعداد الاستخباراتي قبل ذلك التاريخ، والوضع الدفاعي على حدود غزة قبل هجوم حماس”.
في سياق متصل أعلن جيش الاحتلال أمس الخميس مقتل 4 من قادة الألوية و39 قائد فصيل و13 قائد سرية و6 ضباط يحملون رتبة مقدم، إضافة لضابط أركان حرب منذ 7 أكتوبر الماضي.
وذكرت إذاعة الجيش الصهيوني أمس أن رقيبا من “لواء الجبل” قُتل خلال معارك جنوبي قطاع غزة، كما أكد جيش الاحتلال إصابة 13 جنديا، بينهم 6 في حالة خطيرة، في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الرقيب القتيل والمصابين سقطوا في كمين بمدينة حمد غربي خان يونس.
إلى ذلك أعلن مستشفى سوروكا الإسرائيلي استقبال 9 جنود مصابين، اثنان منهم مصابان بجروح بليغة، وقال المستشفى إنه يعالج الآن 42 جنديا في مختلف الأقسام، 9 منهم في حالة خطيرة، مؤكدا استقباله 2819 جنديا مصابا بدرجات متفاوتة الخطورة منذ بداية الحرب.
وسبق هذا الإعلان تصريح لرئيس أركان العدو هرتسي هاليفي، قال فيه “على الرغم من الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي في الحرب، فإنه دفع أثمانا باهظة وخسر قادة وجنودا”.
ومنذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضي، تشن دولة الاحتلال عدوانا وحشيا مدمرا على قطاع غزة خلف نحو 31 ألف شهيد وأكثر من 72 ألف جريح -أغلبهم أطفال ونساء- ودمارا هائلا في البنية التحتية، وأزمة إنسانية غير مسبوقة قادت الكيان إلى محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رهائن الحقول في إسرائيل: لماذا كان التايلانديون في صدارة أسرى حماس في طوفان الأقصى؟
كان المزارعون التايلانديون يشكّلون أكبر مجموعة من الأجانب الذين احتُجزوا رهائن لدى حماس بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، نتيجة لوجود أكثر من 30 ألف عامل تايلاندي في إسرائيل، يعمل معظمهم في الزراعة. اعلان
أعلنت إسرائيل استرجاع جثمان الرهينة التايلاندي ناتابونغ بينتا، البالغ من العمر 35 عامًا، والذي اختطف إلى قطاع غزة خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، الهجوم الذي فجّر الحرب الحالية. وأكّدت وزارة الخارجية التايلاندية، في بيان صادر يوم السبت، وفاة بينتا، الذي كان آخر رهينة تايلاندية في القطاع، مشيرة إلى أنّ جثتي رهينتين تايلانديتين أخريين لم يُسترجعا بعد.
وتُظهر الإحصاءات أنّ 46 مواطنًا تايلانديًا لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب، فيما كانت تايلاند تمثّل أكبر جنسية أجنبية بين الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس. فكيف ولماذا كان هذا العدد الكبير من التايلانديين موجودًا في إسرائيل؟
خلفية وجود العمال التايلانديين في إسرائيل
في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)، بدأت إسرائيل بالاعتماد بشكل متزايد على العمالة الأجنبية، بعد أن كانت تعتمد إلى حد كبير على العمال الفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين، أصبح العمال التايلانديون يشكّلون النسبة الأكبر من العمال الزراعيين الأجانب في إسرائيل، نظراً للفارق الكبير في الأجور مقارنةً بما يمكنهم كسبه في وطنهم.
ولتنظيم تدفّق هذه العمالة، وقّعت تايلاند وإسرائيل قبل أكثر من عقد من الزمن اتفاقًا ثنائيًا يسّهل توظيف التايلانديين في القطاع الزراعي الإسرائيلي. لكن هذا التوظيف لم يكن بمنأى عن الانتقادات.
فقد أفادت "هيومن رايتس ووتش" عام 2015 بأنّ العديد من هؤلاء العمال يعيشون في مساكن مؤقتة وغير ملائمة، ويتقاضون أجورًا تقل عن الحدّ الأدنى القانوني، ويُجبرون على العمل لساعات طويلة تفوق المسموح به قانونًا، إضافة إلى تعرضهم لظروف عمل غير آمنة ومنعهم من تغيير أصحاب العمل.
ورغم مرور سنوات، تشير تقارير رقابية حديثة إلى أن معظم العمال التايلانديين لا يزالون يتقاضون رواتب دون الحد الأدنى للأجور.
Relatedبعد تحذير أبو عبيدة من إمكانية مقتل الأسير تسنغاوكر.. الجيش الإسرائيلي ينفي محاولة تحرير الرهينةفي ثاني أيام عيد الأضحى.. قصف إسرائيلي لحي الصبرة في غزة يسفر عن مقتل 15 شخصا منهم 6 أطفال عائلات الرهائن الإسرائيليين تُطالب بإنهاء الحرب وتتّهم نتنياهو بتقويض جهود التوصل لاتفاقأعداد العمال التايلانديين قبل وبعد الحرب
قبل الهجوم الذي شنّته حركة حماس، كان هناك نحو 30 ألف عامل تايلاندي يعملون في إسرائيل، غالبيتهم في القطاع الزراعي. وبعد اندلاع الحرب، عاد حوالي 7,000 منهم إلى بلادهم عبر رحلات إجلاء نظمتها الحكومة. ورغم المخاطر، استمر تدفّق العمال الجدد إلى إسرائيل، مدفوعين بارتفاع الأجور مقارنة بما هو متاح في تايلاند.
وفي تصريح حديث، أكّدت السفيرة التايلاندية لدى إسرائيل، بانابا تشانداراميا، أنّ عدد العمال التايلانديين في إسرائيل تجاوز الآن 38 ألفًا.
جهود لتعويض النقص في العمالة
في ظل النقص الحاد في اليد العاملة الناتج عن مغادرة آلاف العمال، أطلقت وزارة الزراعة الإسرائيلية حوافز لجذب العمالة الأجنبية مجددًا إلى المناطق التي تم إخلاؤها. وشملت هذه الحوافز تمديد تأشيرات العمل، ومنح مكافآت شهرية تصل إلى 500 دولار.
من جهتها، سمحت وزارة العمل التايلاندية لما يقارب 4,000 عامل بالسفر إلى إسرائيل للعمل خلال عام 2024، مما أبقى إسرائيل ضمن أبرز أربع وجهات للعمالة التايلاندية في الخارج.
يُذكر أنّ معظم هؤلاء العمال يأتون من المناطق الفقيرة في شمال شرق تايلاند، حيث الفرص محدودة، ما يجعل الرواتب المرتفعة في إسرائيل مغرية رغم التحديات والمخاطر التي تواجههم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة