إقامة مشاريع متنوعة في الأنماط السياحية الترفيهية
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
العُمانية: تعمل وزارة التراث والسياحة خلال العام الحالي 2025م على تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تنويع الأنماط السياحية وتعزيز الجانب الترفيهي، وذلك عبر مجموعة من المشروعات النوعية التي تُنفّذ بالتنسيق مع مكاتب المحافظين في مختلف محافظات سلطنة عُمان وذلك ضمن الإطار العام لخطة التنمية السياحية الشاملة، بما يسهم في تعزيز المقومات السياحية وتوسيع قاعدة التجارب المتاحة للزوار.
وأوضحت الوزارة أن من بين أبرز هذه المشروعات، مشروع المزالق الترفيهية، ومشروع بوابة الأشخرة، ومشروع الصيد الترفيهي، ومشروع منحدرات الجبل، ومشروع تجارب السياحة العطرية، ومشروع تفعيل تجربة الفلج، ومبادرات لتفعيل سياحة المغامرات، ومشروع تجربة رحلة عُمان الكبرى.
وقالت فخرية بنت خميس الغسانية، مديرة دائرة تطوير المنتج والتجارب السياحية بوزارة التراث والسياحة: إن هذه المشروعات تأتي ضمن التوجهات المحددة في خطة التنمية السياحية الشاملة والتي تهدف إلى تعزيز جودة المنتج السياحي، ورفع مستوى التنافسية، وإتاحة فرص وتجارب فريدة في المواقع والمقاصد والوجهات السياحية، بما يدعم جهود رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، ويُعزز من جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى سلطنة عُمان، ويوفر تجارب مميزة للسياحة المحلية والداخلية والوافدة ويستقطب مختلف الفئات الديموغرافية.
وأكدت أن الوزارة تواصل جهودها لتعزيز السياحة الثقافية في سلطنة عُمان كأحد المرتكزات الرئيسية لتنويع المنتج السياحي وترسيخ الهُوية الوطنية. حيث أطلقت برنامج "سياحة المأكولات وفنون الطهي العُماني" يشمل مبادرات عديدة منها مبادرة توثيق المطبخ العُماني وتطوير مسارات سياحية مخصصة لفنون الطهي تشمل زيارات إلى مطابخ تقليدية ومطاعم تقدم وصفات أصيلة، مما يعزز من مكانة المطبخ العُماني كعنصر أساسي في التجربة السياحية.
وأشادت بالدور المحوري للمتاحف العُمانية في عرض التاريخ والثقافة والتراث الحي، حيث تعمل الوزارة على تطوير محتوى المتاحف من خلال عروض رقمية تفاعلية تُمكن الزائر من التفاعل والانغماس في عمق الحضارة العُمانية. وتُعد المتاحف مؤسسات تعليمية وسياحية في الوقت نفسه، تجمع بين المعروضات المادية والتقنيات الحديثة لسرد القصص التاريخية بشكل جذاب.
وأشارت فخرية الغسانية إلى أن الإحصائيات تشير إلى نمو ملحوظ في أعداد زوار المواقع التراثية، حيث استقبلت محافظة الداخلية، التي تحتضن معالم بارزة مثل قلعة نزوى وحصن جبرين، أكثر من 415 ألف زائر في عام 2024، بزيادة تجاوزت 32 بالمائة مقارنة بالعام السابق، وهو ما يُعزى إلى تطوير الحارات التراثية وتحسين الخدمات وتنوع التجارب السياحية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
نزوى .. توازن فريد بين الهوية العُمانية والتحول السياحي العصري
أكد عدد من المواطنين والمهتمين أن ولاية نزوى باتت تمثل نموذجًا فريدًا في سلطنة عُمان للعيش المتوازن بين التراث العريق ومظاهر الحداثة المتسارعة، مشيرين إلى تحوّلها إلى وجهة سياحية واقتصادية جاذبة بفضل مشاريع التطوير المستمرة وابتكار أساليب تقديم الخدمات.
ورأى قيس بن بدر الشرياني أن نزوى مكان مثالي للإقامة، لما تتميز به من بيئة هادئة وآمنة وأسعار مناسبة، إلى جانب توفر مختلف الخدمات الأساسية من مستشفيات ومدارس وأسواق، ومقاهٍ راقية تضاهي تلك الموجودة في كبرى المدن. وأشاد بطبيعة السكان المعروفين بالبشاشة وكرم الضيافة، لافتًا إلى أن الزائر يلمس ذلك من الانطباعات الإيجابية للسياح.
وسلّط الشرياني الضوء على التطورات اللافتة في البنية السياحية، ومنها إعادة تأهيل سوق نزوى وحارة العقر، بما حافظ على روح التراث وسط تنظيم ونظافة متقدمة، فضلًا عن التحسينات الجمالية في قلعة نزوى ومحيطها التاريخي. وأضاف: إن مشاريع توسعة الطرق خففت الزحام، وساهمت في تسهيل الحركة، مؤكدًا أن سور العقر أصبح متنفسًا مثاليًا لمحبي المشي والهدوء.
التجارة .. حيوية تراثية بلمسة عصرية
من جانبه، أوضح موسى بن عزيز الدرعي أن ما يميز نزوى هو جمعها بين جمال الطبيعة وحيويتها التجارية التي تُجسّد التقدم دون التفريط في الهوية، مؤكدًا أن التجار هناك قد حولوا النشاط التجاري إلى تجربة فنية وسياحية متكاملة، قائلا: «في كل زيارة لي أُبهر بابتكاراتهم في ترويج المنتجات، وتصميم المحلات التي تمزج بين الحداثة والتراث، إلى جانب تقديم الأطعمة والمشروبات بأساليب مبدعة وتغليف يحكي قصة المكان».
وأضاف: إن هذه الروح الإبداعية أوجدت نوعًا من الجاذبية التي تدفع الزوار إلى العودة ليس للشراء فقط، بل لاكتشاف ما هو جديد، ما جعل التجارة وسيلة فعّالة للترويج الثقافي والسياحي.
وفي السياق نفسه، عبّر قصي بن علي الشحي عن إعجابه بحارة العقر، واصفًا تجربته بـ«المفعمة بالإيجابية»، ومعتبرًا ما يقدمه التجار هناك نموذجًا متفردًا في الجمع بين التمسك بالجذور والانفتاح الذكي على المستقبل.
وأكّد أن الإبداع في العروض، والاهتمام بتجربة الزبون، والتفاصيل العصرية التي تخدم المنتج التراثي دون المساس بهويته، كلها عوامل أسهمت في جعل نزوى وجهة سياحية وتجارية بارزة تُعزز الاقتصاد المحلي وتعكس الوجه الحضاري لسلطنة عُمان.
ووصف رجل الأعمال محمد بن عبد الله الإسماعيلي زيارته لنزوى بأنها «رحلة إلهام» وسط أجواء أصيلة تتجدد بروح معاصرة، لافتًا إلى نجاح التجار في تطوير أساليب العرض والتسويق من خلال المزج الذكي بين التراث والابتكار. وأضاف: إن ترميم البيوت القديمة وتحويلها إلى نزل وبيوت ضيافة شكل عاملًا محوريًا في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية، مشيدًا بالجهود المبذولة في تجميل الممرات وتبليطها وصيانتها. وأوضح أن السياحة في نزوى لم تعد تقتصر على فئة محددة من المهتمين بالتراث، بل باتت تجربة نابضة بالحياة تستقطب المواطنين والزوار من مختلف المحافظات والدول، بما يعكس تطورًا لافتًا في المشهد السياحي للولاية.
تختزل نزوى اليوم روح سلطنة عُمان في مشهد فريد يجمع بين الأطلال التاريخية والخدمات العصرية، محافظة على هويتها، ومنفتحة على المستقبل، وفق رؤية تنموية تضع الإنسان والتراث في صميم اهتماماتها. وكما يردد زوارها: «نزوى.. ولاية تسكن القلب»، فهي لم تعد مجرد وجهة للزيارة، بل خيارًا للاستقرار، وفرصة للاستثمار، وتجربة لا تُنسى في عناق التراث للحداثة.