قلق إسرائيلي من مفاوضات مسقط.. نتنياهو يحذر ترامب وإيران تتوعد برد مدمر
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الاثنين، اتصالًا هاتفيًا مطوّلًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استمر نحو 40 دقيقة، تركز على تطورات الملف النووي الإيراني، وسط جمود المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.
ووفقًا لما أوردته قناة “i24news” الإسرائيلية، ناقش الجانبان مخاوف تل أبيب من أي اتفاق نووي جديد قد يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، إضافة إلى ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
في المقابل، أكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن ترامب أبلغ نتنياهو خلال الاتصال أن الولايات المتحدة قدمت لإيران “عرضًا معقولًا”، وتنتظر الآن ردًّا رسميًّا من طهران، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين البلدين.
وأفادت رئاسة الوزراء الإسرائيلية بأن نتنياهو سيعقد اجتماعًا أمنيًا موسعًا، في وقت لاحق من مساء اليوم، بحضور وزراء في حكومته وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، لمناقشة التحركات الإيرانية الأخيرة والسيناريوهات المحتملة في ظل البيانات التي حصلت عليها طهران مؤخرًا بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، على لسان المتحدث إسماعيل بقائي، أن الجولة السادسة من المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة ستُعقد يوم الأحد المقبل، 12 يونيو، في العاصمة العمانية مسقط، بعد جولات سابقة جرت في روما ومسقط خلال الأشهر الماضية.
وكان ترامب قد أكد خلال حديث للصحفيين أن اللقاء مع الإيرانيين “سيُعقد يوم الخميس”، ملمّحًا إلى تطورات مهمة قد يشهدها الأسبوع الجاري على صعيد التفاهمات النووية.
وتخوض الولايات المتحدة ضغوطًا متصاعدة على طهران، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، فرض حزمة جديدة من العقوبات شملت 10 أفراد و27 كيانًا، من بينهم شركتان مرتبطتان بشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية، في محاولة للحد من تمويل الأنشطة النووية والعسكرية الإيرانية.
تهديدات إيرانية: استهداف منشآت إسرائيلية سرية
في المقابل، تصاعدت حدة الخطاب الإيراني، إذ قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إن “أي اعتداء إسرائيلي على إيران سيُقابل برد مدمر”، مضيفاً أن “إيران باتت تعرف مواقع المنشآت النووية والعسكرية الإسرائيلية السرية، وهي ضمن بنك الأهداف في حال اندلاع مواجهة مباشرة”.
وأضاف سلامي: “الكيان الصهيوني كيان هش، وضرباتنا الأمنية الأخيرة أثبتت ضعف أسطورته الاستخباراتية. الرد الإيراني لن يكون تقليدياً إذا تجاوز العدو خطوطنا الحمراء”.
وأكد مصدر في الخارجية الإيرانية أن طهران لا تمانع استئناف المفاوضات، لكنها ترفض تقديم تنازلات مجانية مقابل رفع جزئي للعقوبات، معتبرة أن واشنطن “تسعى لكسب الوقت سياسياً مع اقتراب الانتخابات الأمريكية”.
وصرح عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، بأن “لم يعد هناك أي موقع سري بعيد عن مرمى النيران أو آمن في إسرائيل”، جاء ذلك في منشور له على حسابه في منصة “إكس”، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته وزارة الاستخبارات الإيرانية، والذي أسفر عن نقل كمية كبيرة من الوثائق الإسرائيلية إلى إيران.
وأضاف رضائي في منشوره: “لم يعد هناك مكان سري، مخفي، بعيد المنال، وآمن في الأراضي المحتلة!”، مؤكداً بذلك نجاح العملية الاستخباراتية التي كشفت هشاشة الأمن الإسرائيلي.
وكان صعّد الحرس الثوري الإيراني من لهجته، إذ صرّح القائد العام اللواء حسين سلامي بأن “الضربة الاستراتيجية” التي وجهتها وزارة الأمن الإيرانية لإسرائيل ونقل كمية كبيرة من الوثائق، أدت إلى “انهيار أسطورة الموساد”، مؤكدًا أن بلاده باتت تملك معلومات حساسة حول المنشآت النووية الإسرائيلية، مما يعزز قدرة طهران على الرد في حال تعرّضها لهجوم.
وفي بيان منفصل، قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن البيانات التي حصلت عليها إيران “تمكنها من ضرب المنشآت النووية الإسرائيلية السرية إذا لزم الأمر”.
غروسي: جمع إيران لوثائق سرية تخص الوكالة الدولية للطاقة الذرية خطوة سيئة وتعرقل التعاون
أكد رافائيل غروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن جمع إيران لوثائق سرية خاصة بالوكالة يُعد خطوة سلبية تتعارض مع روح التعاون التي يجب أن تسود العلاقة بين الوكالة وطهران.
وقال غروسي في مؤتمر صحافي: “لقد تم تحديد بوضوح منذ سنوات أن وثائق تخص الوكالة كانت بحوزة السلطات الإيرانية، وهذا أمر سيئ”.
وأضاف أن هذا التصرف لا يتوافق مع مبادئ التعاون، مشيرًا إلى أن الوثائق التي حصلت عليها الوكالة كانت من دول أعضاء، وليس من إسرائيل كما يُشاع.
هذا وكات ذكرت الوكالة في تقرير سري صدر في 31 مايو أن إيران جمعت بنشاط وثائق سرية للغاية، ما يثير مخاوف جدية حول تعاونها وقد يقوض عمل الوكالة في البلاد، وردت طهران الأسبوع الماضي بوصف الاتهامات بـ”الافتراء” دون تقديم أي أدلة، من جانبها، تخطط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لطرح قرار في مجلس محافظي الوكالة يدين انتهاك إيران لالتزاماتها النووية.
يُشار إلى أن المفاوضات بين واشنطن وطهران شهدت في مايو الماضي جولة خامسة في روما، حيث أشار وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي إلى “تحقيق بعض التقدم”، لكنه وصفه بـ”غير الحاسم”، فيما تواصل طهران تأكيدها على حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، نافية وجود أي نية لامتلاك سلاح نووي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل المفاوضات النووية دونالد ترامب نتنياهو الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: ترامب أبلغ نتنياهو بمعارضته مهاجمة إيران في الوقت الحالي
نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي وآخر أميركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من طرف المحكمة الجنائية الدولية– بأنه يعارض القيام بعمل عسكري ضد إيران في الوقت الحالي لأنه يعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي معها.
وقال أكسيوس إن الرئيس الأميركي أدلى بهذه التصريحات خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو الاثنين، بيد أن شبكة فوكس نيوز نقلت عن ترامب قوله اليوم إن إيران أصبحت "أكثر تشددا" في المحادثات النووية.
وأضاف ترامب أن الجولة المقبلة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران ستنعقد الخميس، في حين قال مسؤول إيراني كبير وآخر أميركي إنه ليس من المرجح عقدها في ذلك اليوم.
في غضون ذلك، أكد قائد القيادة الوسطى الأميركية أنه قدم للرئيس ترامب ووزير الدفاع خيارات للتعامل عسكريا مع طهران إذا فشلت المفاوضات.
وكان أكسيوس نقل الخميس الماضي عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين قولهم إن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة أنها لن تضرب المنشآت النووية الإيرانية إلا إذا أشار ترامب إلى فشل المحادثات مع طهران.
اجتماع كامب ديفيد
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين ومصدر آخر مطلع قولهم إن ترامب وأعضاء فريقه للسياسة الخارجية اجتمعوا في كامب ديفيد لساعات الأحد الماضي لمناقشة الإستراتيجية الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني والحرب على قطاع غزة.
إعلانوقال الموقع إن الاجتماع بشأن إيران وغزة حضره إلى جانب ترامب نائبه جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف ومسؤولون آخرون.
وردا على تبني واشنطن والترويكا الأوروبية مشروع قرار ضدها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أبلغت طهران الولايات المتحدة رفضها وقف تخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن مساعي عرقلة تقدمها لن تفلح.
مسودة قرار يدين إيران
وحصلت الجزيرة على مسودة مشروع قرار غربي يدين عدم امتثال إيران للاتفاق النووي، وتشدد على ضرورة تعاون طهران الكامل والفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكدت المسودة على دعم حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني.
وأعربت الدول الغربية في المسودة عن قلقها من عدم تقديم إيران تفسيرات لوجود جزيئات يورانيوم في مواقع غير معلنة، كما تبدي قلقا بالغا بشأن التراكم السريع لليورانيوم العالي التخصيب من قبل إيران.
وأجرت طهران وواشنطن 5 جولات من المباحثات بوساطة عُمانية منذ أبريل/نيسان الماضي، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم رغم التباين المعلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على التخصيب.
وتشكل مسألة تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف رئيسية، إذ تؤكد إيران حقها في مواصلة التخصيب لأغراض مدنية، وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة.
ووفق وكالة الطاقة الذرية، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تخصب اليورانيوم بنسبة 60%، علما أن سقف مستوى التخصيب كان محددا عند 3.67% في اتفاق عام 2015.