مصر تصادق على أول تعاقد للطاقة الخضراء بين جهات القطاع الخاص بقدرة 400 ميجاواط
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
حققت إصلاحات سوق الطاقة في مصر خطوة متقدمة بعد أن صادقت الحكومة على أولى اتفاقيات ثنائية لشراء الكهرباء بين منتجين ومستهلكين الكهرباء من القطاع الخاص.
وتمت الموافقة على أربعة مشاريع للطاقة المتجددة بطاقة إجمالية 400 ميجاواط لإبرام تعاقدات مباشرة مع مستهلكي الكهرباء النهائيين في إطار تجربة أولية لتطبيق قواعد التعاقد المباشر بين جهات القطاع الخاص والتي تم تطويرها بدعم فني من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لصالح جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك في مصر وتم اعتمادها العام الماضي، .
والمشاريع الأربعة المعتمدة هي:
· شركة كرم سولار، التي ستُنشئ محطة طاقة شمسية بقدرة 100 ميجاواط لتزويد شركة السويس للصلب بالكهرباء.
· شركة AMEA Power، التي تبني محطة طاقة شمسية بالقدرة نفسها لتغذية كل من مجموعة BEFAR ومحطة الحاويات التابعة لقناة السويس.
· شركة طاقة للطاقة الشمسية (TAQA PV)، التي ستقوم بتركيب قدرة هجينة (شمسية ورياح) تبلغ 100 ميجاواط لتشغيل مرافق حديد عز.
· شركة إنارة (Enara)ـ التي تطور محطة هجينة لتوريد 100 ميجاواط إلى شركة منتجات السيليكون بالعلمين وشركة حلوان للأسمدة
وتحدد قواعد التعاقد المباشر بين جهات القطاع الخاص الشروط التي يُسمح بموجبها لمنتجي الطاقة باستخدام شبكة الكهرباء لبيع الكهرباء مباشرة للمستهلكين، وذلك في تحوّل جوهري عن نموذج المشتري الوحيد المعمول به حالياً، فيما يُعد خطوة كبيرة في جهود مصر لتحرير سوق الكهرباء وتحقيق الهدف الذي نص عليه قانون الكهرباء 2015.
وتحقق هذه الآلية مبدأ التنافسية في قطاع الكهرباء كما توسع الخيارات المتاحة أمام المستهلكين وتشجع الاستثمارات الخاصة في مجال الطاقة المتجددة. كما تفتح الأبواب أمام الشركات المصرية خاصة ذات الاستهلاك الكثيف للطاقة والتي تركز على التصدير، للتعاقد مباشرة مع منتجي الطاقة المتجددة، وهي ميزة تتزايد أهميتها لهذه الشركات في ظل اشتراط اثبات للبصمة الكربونية المنخفضة لمنتجات مثل الهيدروجين الأخضر، المخصصة للتصدير للسوق الأوروبية.
ونظراً لأن توليد الكهرباء بموجب هذه التعاقدات سيتم تمويله بالكامل من قبل القطاع الخاص، فإن آلية التعاقد المباشر بين القطاع الخاص تمثل مساراً مهماً لزيادة انتاج الكهرباء في مصر دون الحاجة إلى عقود حكومية.
وقال مارك ديفيس، المدير الإقليمي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط: "تعد هذه الخطوة المهمة دليلاً واضحاً على أن وجود إطار تنظيمي سليم يمكن أن يُطلق العنان للاستثمارات الخاصة ويُسهم في التحول في قطاع الطاقة. فمن خلال تمكين الشركات من شراء الطاقة الخضراء مباشرة من منتجيها، فإن مصر تفتح آفاقاً جديدة لهذا القطاع وتعزز قدرته التنافسية. ونحن نفخر بدعمنا لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك في تطوير هذه الآلية الرائدة، وسنواصل التعاون الوثيق مع الشركاء اثناء مراحل تنفيذ هذه المشاريع".
قال الدكتور محمد موسى عمران، رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك في مصر: "إن هذه الخطوة التجريبية هي خطوة مهمة نحو زيادة التنافسية في سوق الكهرباء في مصر. فمن خلال إتاحة التعاقد المباشر بين منتجي ومستهلكي الكهرباء، فإننا نُفسح المجال للقطاع الخاص للقيام بدور أكبر في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة في مصر، وهو الأمر المهم لتسريع استخدام مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع وتحقيق أهدافنا طويلة الأمد في هذا المجال".
وقدّم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية دعمه الفني بتمويل سخي من أمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية، وهي شريك رئيسي للبنك في العديد من برامجه وسياساته الحالية الهادفة إلى إزالة الكربون من قطاع الطاقة في البلدان التي يعمل فيها.
البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنميةالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بنك متعدد الأطراف يشجع تطوير مبادرات ريادة الأعمال والقطاع الخاص في أكثر من 36 اقتصادًا عبر ثلاث قارات. البنك مملوك لـ 75 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي. تستهدف استثمارات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن تجعل الاقتصادات في المناطق التي يستثمر فيها تنافسية، وشمولية، وجيدة الإدارة، وخضراء، وقادرة على التصدي للتحديات (مرنة)، ومتكاملة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطاقة الكهرباء القطاع الخاص البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية جهاز تنظيم مرفق الكهرباء حماية المستهلك البنک الأوروبی لإعادة الإعمار والتنمیة تنظیم مرفق الکهرباء القطاع الخاص فی مصر
إقرأ أيضاً:
ملحمة جزيرة الدهب.. سواعد لا تهدأ في وزارة الكهرباء لإعادة التيار
يطلق عليهم في العادة أبطال الظل، على الرغم من عملهم تحت وطأة الشمس في عز الحر، يواصلون الليل بالنهار أحيانا، أو يتم استدعائهم بشكل مفاجئ في جوف الليل أو في آخر النهار، دائما تجدهم في حالة استعداد فهذه طبيعة عملهم.
إنهم العمال والفنيين في قطاع الكهرباء سواء في شركات نقل الكهرباء أو التوزيع، ترس المنظومة المهم بل الأهم، هم من يسارعون دائمًا لحل المشكلات وتنفيذ التعليمات، وبفضلهم تتحول هذه التعليمات إلى نجاح ملموس.
في ملحمة محطة محولات جزيرة الدهب التى أصاب كابلتها الأعطال ظلوا هم الأبطال الحقيقين على الأرض، إضافة إلى عمال وفنيي المقاول الخاص المكلف بالمشاركة في مد الكابلات وربط الدوائر الجديدة لعودة التيار الكهربائي بعد انقطاع دام أربعة أيام.
بابتسامة كبيرة واجه أحد العمال تذمرات بعض المارة في منطقة ساقية مكي مرددا "أنا ذنبي أيه ثم وجه حديثه لي قائلا: الناس زعلانة مننا وإحنا غصب عننا حضرتك شايفة إحنا شغالين كام يوم في الشارع" ليلتقط زميله الكلمة قائلا : “أنا زوجتي زهقت عشان مالناش مواعيد شغل في أي وقت بننزل”.
هذه الكلمات لخصت طبيعة عملهم الشاق فقد ظلوا في الشوارع طيلة الأيام الماضية يذهبون سويعات قليلة لبيوتهم ثم يعودون ليتسلموا الوردية.
في قلب الأزمة: فرق عمل متكاملة لإعادة النورخلال متابعة “صدى البلد” لإصلاح محطة جزيرة الدهب في موقع الأعطال شهدنا كيف يبذل الجميع جهودا جبارة، فكل فريق له مهامه، فريق يعمل على إصلاح الكابلات المعطلة، وفريق آخر يقوم بالحفر لتركيب كابلات جديدة لإضافة دائرتين جديدتين للمحطة ضمانات لاستقرار التغذية الكهربائية ومواجهة زيادة الاستهلاك الذي تسبب في خروج المحطة عن العمل، أما الفريق الثالث فكان يعمل على توصيل المولدات الاحتياطية وعربات الطوارئ لتغذية الأماكن الحيوية والاستراتيجية خاصة محطات مياه الشرب التى تسبب فصل الكهرباء في انقطاعها في بعض الأماكن لليوم الخامس.
ونجحت الفوق الفنية فى مهامها حين أعلنت وزارة الكهرباء عصر أمس عن نجاح الأطقم العاملة في إصلاح الكابل رقم 2، وإطلاق التيار الكهربائي على مستوى شبكة التوزيع، مع استمرار العمل لتأمين التغذية في نطاق محطة محولات جزيرة الدهب. وبذلك أصبحت المحطة تعمل من خلال الكابلين المغذيين 1 و2، وهو ما ساعد في تخفيف حدة الأزمة.
وواصلت الفرق الفنية بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، برئاسة المهندسة منى رزق، العمل المكثف على توصيل الدائرتين الجديدتين بمحطة محولات جزيرة الدهب، بهدف إعادة التيار الكهربائي المستقر إلى كافة مناطق محافظة الجيزة، حيث بدأت أعمال الحفر ورفع الكابلات المتهالكة منذ صباح الثلاثاء، تلتها مباشرة أعمال تمرير المواسير والكابلات أسفل خطوط مترو الأنفاق والسكة الحديد، بعد الانتهاء من المناطق الأخرى ومد الكابلات الجديدة في الرابعة عصرًا، ثم اللحام قرب منتصف الليل، وصولًا إلى اختبار الكابلات حتى فجر اليوم استعدادًا لإطلاق التيار تدريجيًا.
جهود حثيثة بقيادة الوزيرنجحت كل هذه الأعمال بمتابعة دقيقة ومستمرة من الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء، حيث تواجد الوزير شخصيًا في مواقع الأعطال أكثر من ثلاث مرات في يوم واحد، مما كان له أثر كبير في نجاح الجهود المبذولة.
فيما واصلت المهندسة منى رزق إشرافها المباشر والمتواصل على أعمال مد الكابلات، حيث تواجدت في موقع العمل على مدار الساعة لضمان سير الأمور بسلاسة وسرعة، تمهيدًا لإعادة التيار الكهربائي.
في بيان رسمي، أعربت وزارة الكهرباء عن بالغ شكرها وتقديرها لأهالي الجيزة على ما أبدوه من صبر وتعاون مع الأطقم الفنية العاملة ميدانيًا. ومن المتوقع أن تصدر الوزارة بيانًا آخر عند حل الأزمة بشكل كامل، يتضمن شكرًا خاصًا للجنود (المعلومين) الذين عملوا بجد. هذا الشكر لن يكون مجرد كلمات على ورق، بل سيشمل مراعاة لمطالبهم العادلة من حوافز وبدلات، فهم وجميع العمال والفنيين ثروة حقيقية لوزارة الكهرباء.