ما راح اطلع من بيتي إلا لمّا أموت.. نساء غزة يروين قصص الحرب
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- "ما راح اطلع من بيتي إلا لمّا أموت"..هذا ما قالته إحدى نساء غزة عن التحديات التي يواجهنها خلال الحرب. وأوضحت بيانات صادرة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة في شهر يناير/كانون الثاني أنّ أزمة غزّة تؤثّر على النساء والفتيات بمستويات كارثية وغير مسبوقة، من حيث الخسارة في الأرواح، وحجم الاحتياجات الإنسانية.
كما أظهرت البيانات أنّ عدد الوفيات قد تضاعف ثلاث مرات تقريبًا خلال الخمس عشرة سنة الماضية، مع تغييرات ديموغرافية مدمّرة، حيث يُقدر الآن أن حوالي 70% من النساء والأطفال قتلوا، بما في ذلك اثنان من الأمهات تُقتلان كل ساعة منذ بداية الأزمة الراهنة.
فيما يلي، نعرض شهادات نساء يروين التحديات التي يواجهنها خلال الحرب في غزة.
ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإنّ تأثير العنف على كبار السن في غزة كان مدمّرًا بشكل كبير. وقُتل العديد منهم في الغارات الجوية، بينما دُفن البعض الآخر تحت أنقاض منازلهم، ما يُصعب عملية الوصول إليهم وإنقاذهم. ويواجه الناجون والنازحون ظروفًا معيشية صعبة في المدارس والمستشفيات جراء مشكلة توفير الغذاء، والمياه النظيفة، والأدوية الأساسية. من جهة أخرى، يعاني كبار السن الذين اختاروا البقاء في منازلهم من عدم توفر الرعاية الصحية، وصعوبة الحصول على الأدوية بسبب العنف المستمر.
تشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أنّه يتوقّع أن تنجب 5500 امرأة في غزّة الشهر المقبل، ويحتمل أن تعاني 840 منهنّ من مضاعفات الحمل أو الولادة بسبب نقص الرعاية الطبية. ومتوقع أن ترتفع حالات وفيات الأمهات بسبب هذا النقص. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنّ الأضرار النفسية الناجمة عن الأعمال العدائية تؤثّر أيضًا على الصحة الإنجابية، حيث يزيد خطر الإجهاض، والولادات المبكرة. وتُعلّق حياة الأطفال حديثي الولادة بخيط رفيع، حيث تتعرّض خدمات رعاية الأطفال والرعاية المركّزة للتهديد نتيجة نفاد الوقود من المستشفيات، ما يُعرّض حياتهم للخطر.
أدى الصراع المستمر في غزة إلى حرمان أكثر من 625,000 طالب و22,500 معلم من إمكانية الوصول إلى المدارس، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتتعرّض الأسر في جميع أنحاء قطاع غزة لهجمات يومية على المدارس، والمستشفيات، والمنازل. وتضرّرت أكثر من 76% من المدارس في غزة، ودُمّر بعضها. وأدّى تصاعد العنف إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، وتقييد الوصول إليها. ومن المرجح أن يخسر الأطفال في غزّة سنة دراسية على الأقل، مع تعليق العام الدراسي، وإغلاق الفصول الدراسية، أو تحويلها إلى ملاجئ.
نزح أكثر من 1.9 مليون شخص – 85% من إجمالي سكان غزة – وتشمل هذه النسبة ما قدّرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة بإصابة نحو مليون امرأة وفتاة، بصدمة نفسية، وإجبارهنّ على الفرار مراراً وتكراراً جرّاء القصف المستمر. وأشار مارتن غريفيث، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، إلى أنّ عدد النازحين الذين يعيشون في مساحات أصغر يتزايد وسط ارتفاع وتيرة العنف ونقص الخدمات الأساسية. وأكّد أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، معتبراً أنّ الحياة الإنسانية الكريمة "شبه مستحيلة". وأصبحت رفح التي كانت تضم حوالي 280,000 نسمة راهنًا، مأوى لأكثر من مليون نازح.
اليوم العالمي للمرأةانفوجرافيكغزةنشر الجمعة، 08 مارس / آذار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: اليوم العالمي للمرأة انفوجرافيك غزة هیئة الأمم المتحدة للمرأة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نساء غزة يلدن في خيام النزوح وسط ركام الحرب ومعاناة الإنسانية
الثورة نت /..
بين خيام النزوح ورائحة البارود، تخوض نساء غزة معركة مزدوجة بين مخاض الولادة ومخاض البقاء على قيد الحياة، في مشهد يلخص المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ عامين.
لم تكن المواطنة أرزاق الباهي (21 عامًا) تتخيل أن يرى طفلها الأول “رائد” النور داخل خيمة مهترئة في منطقة المواصي غرب خان يونس، بعد أن فقدت منزلها في حي الصبرة ودُمرت كل أحلامها في حياة آمنة.
تقول الباهي بصوتٍ متهدّج لوكالة أنباء ” وفا” الفلسطينية اليوم الاثنين: “رأيت الموت بأم عيني، جاءني المخاض في منتصف الليل، ولم أستطع الوصول إلى المستشفى بسبب القصف، فاضطر زوجي للاستعانة بطبيب من الجيران ساعدني في الولادة داخل الخيمة، دون أي أدوات طبية أو تعقيم.”
وتتابع: “كان الرمل يملأ ملابسي وملابس طفلي، ولم نتمكن من تنظيفه أو قطع حبله السري حتى الصباح.”
قصة أرزاق ليست استثناءً، فالمأساة تتكرر في كل خيمة.
آلاء مسعود (18 عامًا) فقدت مولودها بعد ولادة شاقة على قارعة الطريق أثناء نزوحها من شمال القطاع إلى دير البلح.
يروي زوجها محمد سعيد: “اشتد القصف فجاءها المخاض، حاولت امرأة من خيمة قريبة مساعدتها، وبعد ساعة وُلد الطفل ميتًا. عندما علمت زوجتي بخبر وفاته أُغمي عليها من الصدمة.”
وتشير تقارير وزارة الصحة في غزة إلى أن أكثر من 20 ألف طفل وُلدوا منذ أكتوبر 2023 في ظروف قاسية، معظمهم داخل مراكز الإيواء، مع خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة ونقص حاد في الكوادر والمعدات.
أما الأمم المتحدة فتوثّق مشاهد صادمة لنساء يُجرى لهن عمليات قيصرية دون تخدير كافٍ، وأمهات يُجبرن على مغادرة المستشفيات بعد ساعات فقط من الولادة، في ظل نقص حليب الأطفال والمستلزمات الأساسية.
بين خيمةٍ وأخرى، تصرخ نساء غزة ألماً وأملاً، يلدن أطفالاً يعرفون منذ اللحظة الأولى أن الحياة في غزة تبدأ بالمعاناة، وأنّ صرخة الميلاد هنا هي في الأصل صرخة بقاء.