أسدل الستار على فعاليات الملتقى القمى للمبادرات الطلابية بالجامعات والمعاهد، الذي نظمه المعهد تحت شعار "مبدعون باختلاف" للعام الثالث على التوالي، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير المعهد، الدكتورة شيرين يحيي مستشار الوزير لشئون الطلاب ذوي الإعاقة، وإشراف الدكتور حسام الشريف، وكيل المعهد.

وشهد اليوم الختامي تقديم المجموعات الطلابية لعروض تقديمية عن مبادراتهم أمام لجنتي تحكيم متخصصة، ضمت نخبة من أساتذة الجامعات المصرية.

وتكونت لجنة التحكيم الاولى من الدكتور محمود حامد عميد كلية التربية الفنية السابق بجامعة حلوان رئيس اللجنة وعضوية كل من الدكتور عبد المنعم الجيلانى الأستاذ بكلية الخدمة الإجتماعية، الدكتور باسم المؤذن الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية، الدكتورة منار سليم الأستاذ بكلية التربية.

كما تكونت اللجنة الثانية من الدكتور عبد الله سامي الأستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس ورئيس اللجنة وعضوية كل من، الدكتور إلهامي صباح الأستاذ بكلية التربية الفنية، الدكتور عمرو منصور الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية، الدكتور عمر عبد الفتاح المعيد بكلية التربية الرياضية، الدكتور عبد الرحمن عبد الفتاح المدرس المساعد بكلية التربية الرياضية

وأعلنت اللجنة عن المبادرات الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، حيث حصلت مبادرة مبتكرون على المركز الأول وجائزة قدرها 10 آلاف جنيه، فيما نالت مبادرة لنتواصل المركز الثاني وجائزة قيمتها 8 آلاف جنيه، بينما حصلت مبادرة علشانك على المركز الثالث وجائزة بقيمة 7 آلاف جنيه.

كما أعلنت اللجنة عن جائزة لجنة التحكيم حيث حصل على المركز الرابع مبادرة قاموس الإشارة الأكاديمى، والمركز الخامس مبادرة طاقة مش إعاقة، بينما حصلت مبادرة رؤية تكنولوجية على المركز السادس.

ومن جانبه، أشاد الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير المعهد، بالمستوى المتميز للمبادرات الطلابية المشاركة، مؤكدًا أن هذا الملتقى يعكس حرص الوزارة على دعم الأنشطة الطلابية والمبادرات الشبابية الهادفة.

وقال "همام" في تصريح له "يسعدنا أن نرى هذا العدد الكبير من الطلاب المبدعين الذين يطرحون أفكارًا مبتكرة ومبادرات رائدة، ونحن نؤمن بأن الشباب هم ثروة مصر الحقيقية، ولذلك نسعى جاهدين لتوفير كافة سُبل الدعم لهم وصقل مواهبهم".

بينما أكدت الدكتورة شيرين يحيي، مستشارة الوزير لشئون الطلاب ذوي الإعاقة، على أهمية تمكين الطلاب من ذوي الإعاقة ودعم مبادراتهم الإبداعية.

كما أشاد رؤساء لجان التحكيم، الدكتور محمود حامد والدكتور عبد الله سامي، بجودة المبادرات المقدمة وإبداع الطلاب، مشيدين بدور المعهد في تنمية مهارات الطلاب وصقل مواهبهم.

هذا وأعرب الدكتور سامح شراقى عن سعادته لما وجده من حماس من الشباب تجاه تقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه الطلاب من ذوى الهمم.

وأشرف على إعداد الطلاب للمبادرات الطلابية، لجنة "Think Tank" المكونة من نخبة من أساتذة الجامعات المصرية، وهم الدكتور سامح شراقي أستاذ بكلية الإعلام ورئيس اللجنة، الدكتور محمد العوضي أستاذ بكلية التجارة، الدكتور عاصم عبد القادر أستاذ بكلية اللغة العربية، الدكتور محمد عبد الحليم أستاذ بكلية التربية بجامعة الأزهر، الدكتورة أميمة أحمد الأستاذ بكلية الدراسات الإنسانية، الدكتورة مروة فرج أستاذ بكلية الإعلام.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتور أيمن عاشور الدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة وزير التعليم العالي والبحث العلمي للمبادرات الطلابیة الأستاذ بکلیة بکلیة التربیة الدکتور عبد أستاذ بکلیة على المرکز

إقرأ أيضاً:

هكذا تعلّمت التربية

لم تقتصر مصادر تعلّمي على كتب التربية ومراجعها فقط، فقد اطلعتُ على العديد من الدراسات، ودرستُ في مراحل دراسية وأكاديمية متعددة، غير أن جوهر التربية لم يتجلَّ لي بالكامل إلا عندما عشتُها واقعًا ملموسًا، وتنفَّستُ أجواءها في الميدان، وعايشتُ تفاصيلها بين جدران الفصول الدراسية وقاعات الجامعة، وعلى وجوه الطلاب المختلفة، وفي تفاعل المعلمين وأولياء الأمور، وفي كل نواحي الحياة التعليمية التي تتجاوز حدود النظريات لتصل إلى الإنسان بكل أبعاده، وأبعاده الإنسانية.
في بداية مسيرتي، كنت أظن –كما يظن كثيرون– أن التدريس يقتصر على نقل المعرفة، وأن النجاح يتحقق بإيصال المعلومة بوضوح ودقة. غير أن تجربتي علمتني أن التربية ليست مجرد كلمات تُقال، أو معلومات تُلقّن، بل هي علاقة إنسانية عميقة، ورسالة سامية، ومسؤولية تتجاوز حدود المنهج والسبورة.
أول درس تعلمته في هذا المضمار لم يكن من أستاذ جامعي، بل من طلاب أول فصل دراسي قمت بتدريسه في مدرسة نائية، حيث كنت حديث العهد بالتدريس، متحمسًا، أحمل أوراق التحضير ودفتر تقويم الطلاب، وأحاول تطبيق ما تعلمته في مقرر “طرق التدريس”. وبينما كنت أشرح بحماس أمام الطلاب، رفعتُ عيني لأجد نصفهم منشغل عنيّ، وبعضهم لا ينظر إليّ، وبعضهم يستند برأسه على الطاولة، ما أثار في نفسي شعورًا بالخذلان، وربما بالغضب. بعد انتهاء الحصة، استشرت أحد معلمي المدرسة المخضرمين، فأجابني بهدوء: “بعض هؤلاء الطلاب يقطعون أكثر من ساعة مشيًا على الأقدام في برد قارس كل صباح، وبعضهم يخرج من منزله قبل أن يتناول وجبة الإفطار، فهل تعتقد أن تركيزهم سيكون محصورًا في طريقة شرحك؟”
كانت تلك لحظة تأمل عميق وصمت داخلي مديد، أدركت خلالها أن التربية لا تنبع من المنهج وحده، بل من الواقع المعاش، وأن نجاحها مرهون بمدى استجابتنا لظروف من نعلمهم، وعندئذ فقط بدأ يتضح لي أن التعليم ليس مجرد عملية نقل للمعلومات، بل هو حضور إنساني عميق وفاعل، وإذا غابت هذه الحضور فلا قيمة ولا جدوى لأي وسيلة تربوية مهما كانت.
وعلى مدى سنوات، خضت تجربة أزعم أنه قد تكون غنيّة في ميادين التربية والتعليم، فلقد درّست في مدارس داخل المملكة وخارجها، وعملت مشرفًا تربويًا، ثم انتقلت للعمل الأكاديمي في الجامعة أستاذًا جامعيًّا. وأقول هذا، ليس من باب الاستعراض، وليس من باب التباهي، بل من باب التأكيد على أن كل مرحلة من هذه الرحلة كانت مدرسة مستقلة، علمتني من الدروس ما لم يكن لي أن أتعلمه من المقررات وحدها.
في التعليم العام، عرفت أن الطالب لا يحتاج فقط إلى معرفة، بل إلى قدوة ومُلهم. وفي الإشراف التربوي، أدركت أن الدعم الحقيقي للمعلمين لا يكون بالأوامر، بل بالاستماع، والتحفيز، والمرافقة المهنية الصادقة. وفي التعليم الجامعي، تعمّقت رؤيتي للتربية كفكر، ونظرية، ومنهج، لكنها بقيت دومًا مرتبطة بالحياة.
علّمني الواقع أن التربية فعلٌ أخلاقي قبل أن تكون إجراءً تدريسيًا، وأن قيمة المعلم لا تُقاس بدرجات طلابه فحسب، بل بقدرته على بناء الإنسان. وكلما ازدادت خبرتي، كلما أدركت أن المربّي الجيد هو من يربّي نفسه قبل أن يربّي غيره.
ولا أنسى أن ثقافتنا الإسلامية كانت دومًا منجمًا ثريًا للمفاهيم التربوية العميقة، التي تجعل من الرحمة والعدل والصبر والتزكية أُسسًا لا غنى عنها في التعامل مع النشء. فكيف نعلّم أبناءنا القيم إن لم نكن نحن قدوة فيها؟ وكيف نغرس الاحترام، ونحن نفتقد لغة الحوار؟ كيف نطلب من طلابنا أن يثقوا بأنفسهم، ونحن لا نمنحهم مساحة للتعبير؟
إنني أكتب هذه الكلمات اليوم، وأنا أؤمن أن التربية ليست مهنة فحسب، بل هي رسالة ممتدة، وتعلّمٌ لا ينتهي. لا أدّعي الكمال، لكنني أزعم أن كل يوم في حياتي المهنية كان يضيف لبنة جديدة في بنائي التربوي، وكل طالب مرّ بي كان معلمًا بطريقة ما.
وهكذا تعلّمت التربية: من الحياة، ومن المواقف، ومن الميدان، ومن الناس. وما زلت أتعلم.ـ
*أستاذ علم النفس بالجامعة الإسلامية

al_mosaily @

مقالات مشابهة

  • فوز الدكتور سامح اللبودي الأستاذ بلغات الأزهر بجائزة دبي للصحافة العربية
  • هكذا تعلّمت التربية
  • الدكتور إسماعيل كمال يطلق مبادرة " أسوان بلا إدمان "
  • نائب محافظ الأقصر يشارك فى حفل ختام مبادرة تعلم
  • نائب رئيس جامعة أسيوط يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية الخدمة الاجتماعية
  • بنسعيد يعلن إعداد قانون جديد لمجلس الصحافة... وحموني: لا يمكن استمرار هذا العبث
  • «صحية الداخلية» تختتم النسخة الثالثة من «إعداد القادة»
  • وفاة الدكتور هاني يونس الأستاذ بكلية الإعلام جامعة الأزهر
  • العبري: تطبيق أنظمة تعليمية حديثة بكلية الطب جامعة ظفار
  • رئيس جامعة قناة السويس يتابع سير الاختبارات الإلكترونية بكلية الصيدلة