ألغى الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير مايلي تمويل معهد السينما والتلفزيون، مما يعني وقف النشاط السينمائي في البلاد سواء كان ذلك النشاط مهرجانات سينمائية مثل "مارديل بلاتا"، أو صنع الأفلام في المؤسسات التابعة للدولة، وأيضا مدارس السينما.

ومن المرجح أن يتعرض سوق السينما والتلفزيون في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس -المعروف باسم "فينتانا سور"- لخطر الإغلاق.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كوميديا وحركة وتاريخ.. أهم أفلام السينما الهندية في 2024list 2 of 4تكريم مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام على هامش مهرجان برلين 74list 3 of 4أفلام الإبادة الجماعية.. 5 أعمال رصدت "لحظات العار" في تاريخ الإنسانيةlist 4 of 4أحدثها "الحرب الأهلية".. أفلام تخيّلت انقسام الولايات المتحدة الأميركيةend of list

ويعد "فينتانا سور" أهم سوق للمحتوى السمعي البصري في أميركا اللاتينية، وينظمه كل من المعهد الوطني للسينما والفنون السمعية والبصرية وسوق السينما بمهرجان "كان" السينمائي، ويجمع المشاركين في صناعة السينما والتلفزيون لتعزيز الإنتاج الدولي المشترك وتمويل وتوزيع محتوى أميركا اللاتينية.

ويستقبل الحدث 3 آلاف مشارك معتمد كل عام، بمن فيهم أكثر من 250 مشتريًا وبائعًا من جميع القارات الخمس، بالإضافة إلى ممثلين عن أهم الشبكات والمنصات الدولية.

وكانت وزارة رأس المال البشري الأرجنتينية أصدرت بيانا يوم 11 مارس/آذار الجاري، أشارت فيه إلى أنها اكتشفت عجزا قيمته 4 ملايين دولار أميركي، لذلك قررت خفض نفقات معهد السينما والتلفزيون بشكل كبير، وتعليق كافة الأنشطة التي تتطلب مصروفات ومن بينها السفر والإقامة، كما قررت عدم تجديد العقود الخاصة بالعاملين.

محاولة سابقة

وتأتي هذه الخطوة بعد فشل تمرير مشروع القانون الشامل الذي اقترحته مايلي في يناير/كانون الثاني الماضي، والذي كان يهدف إلى إلغاء المعهد نفسه، قبل أن يتم وقف مشروع القانون بعد احتجاجات ضخمة وتوقيع أشهر صانعي الأفلام في العالم على عريضة.

قال رئيس الأكاديمية الأرجنتينية لفنون وعلوم الصور المتحركة هيرنان فيندلينغ لمجلة "فارايتي" الفنية "ستجمد الصناعة لمدة أربعة أشهر على الأقل. فيما يتعلق بسوق فينتانا سور نعتقد اعتقادا راسخا أن المعهد وسوق السينما يجب الدفاع عنهما والحفاظ عليهما. أوضحنا ذلك للمسؤولين، لكنهم أوضحوا لنا بشدة أنه لا توجد أموال للسوق هذا العام".

من جانبها، قالت المخرجة الأرجنتينية سيلينا مورغا إن من المقرر تنظيم احتجاج ضخم غدا الخميس، حيث رد مجتمع السينما الأرجنتيني -الذي شكل مؤخرا ائتلافا تحت اسم "اتحاد السينما الأرجنتينية"- على الحكومة بالقول "يفرض الرئيس الجديد للمعهد الوطني للسينما في الأرجنتين كارلوس بيروفانو تدابير تقييدية ورجعية في جميع الجوانب دون تقديم معلومات عن خطة إستراتيجية وفنية طويلة المدى للمنظمة والصناعة السمعية البصرية".

وأضاف البيان أن "عدم الوضوح فيما يتعلق بالمدفوعات المستحقة للمشاريع الجارية يعرض أكثر من 600 ألف أسرة للخطر"، مشيرا إلى أن إلغاء العقود وتعليق مدفوعات العمل الإضافي لموظفي معهد السينما من شأنه أن يعيق عمليات التعليم التي تديرها الدولة. لا توجد وسيلة لضمان بدء الدراسة في المناطق الداخلية، مما يترك مئات الطلاب ضائعين".

واعترض الاتحاد بشكل خاص على الجملة الأخيرة في بيان الوزارة التي جاء فيها "إن التزامنا بعجز بنسبة 0% غير قابل للتفاوض. لقد ولت السنوات التي كانت تُموَّل فيها المهرجانات السينمائية على حساب جوع آلاف الأطفال".

فرد على ذلك قائلا "نحث الحكومة الوطنية على توضيح كيف تؤدي زيادة البطالة إلى حل مشكلة الفقر والجوع في الأرجنتين. نطالب السلطات الأكاديمية بالعمل مع مجتمع السينما لإيجاد حلول تحمي وتعزز الصناعة التي تولد فرص العمل، مع الحفاظ على التراث الثقافي الذي لا يقدر بثمن".

وكان الرئيس الأرجنتيني قد وعد أثناء حملته الانتخابية بإلغاء وزارة الثقافة الأرجنتينية والوكالة الوطنية للسينما والتلفزيون، وأثار فوزه قلقا سرعان ما تحقق.

رأسمالي متقشف

وكان الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي قد أعلن فور تسلمه للحكم يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنه لا بديل عن سياسة العلاج بالصدمة، كما قدم خطة تقشف وقال "لا يوجد مال".

وخافيير ميلي رجل اقتصاد وسياسي ينتمي للتيار اليميني المتطرّف، ويصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي". دخل معترك السياسة عام 2019، ونال عضوية مجلس النواب عام 2021، ثم فاز برئاسة الأرجنتين بعد حصوله على 55% من الأصوات، وهزم وزير الاقتصاد الوسطي سيرخيو ماسا.

يتمتع ميلي بموهبة خطابية وقدرات استعراضية تمكن عن طريقها من كسب ثقة الفئة الشبابية، مما جعله يحقق مفاجأة كبيرة بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية. ويعدّ شخصية مثيرة للجدل تعوّدت على حضور البرامج النقاشية التلفزية ذات البعد السياسي.

ويطرح برامج سياسية واقتصادية مثيرة للجدل، منها إغلاق البنك المركزي الأرجنتيني الذي يرى أن سياساته النقدية سبب في إفلاس البلاد، و"دَوْلرة" الاقتصاد والتركيز على التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وخفض الإنفاق الحكومي، والتخلص من "الطبقة الطفيلية" و"تقليم الدولة المعادية"، في إشارة منه إلى الطبقة السياسية المستفيدة من تدهور الأوضاع في الأرجنتين.

كما رفض الرئيس الأرجنتيني التعامل مع الشيوعيين والاشتراكيين، ولم يظهر أي حماس للعمل مع روسيا أو المشاركة في تكتل "بريكس".

السينما الأرجنتينية

وتعد صناعة السينما الأرجنتينية واحدة من أكثر ثلاث صناعات تطورًا في أميركا اللاتينية إلى جانب المكسيك والبرازيل. وظل إنتاج الأفلام في الأرجنتين طوال القرن العشرين مدعومًا من الدولة، ومن خلال قائمة طويلة من المخرجين والممثلين، أصبح إحدى الصناعات السينمائية الرئيسية في العالم الناطق بالإسبانية.

وفازت الأرجنتين بثماني عشرة جائزة "غويا" لأفضل فيلم أجنبي باللغة الإسبانية، مما يجعلها الدولة الأكثر حصولا على الجوائز. كما أنها أول دولة في أميركا اللاتينية تفوز بجوائز الأوسكار تقديرا لفيلمي "الحكاية الرسمية" (1985) و"السر في عيونهم" (2009).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات السینما والتلفزیون الرئیس الأرجنتینی أمیرکا اللاتینیة فی الأرجنتین

إقرأ أيضاً:

مصر تطلق خطة وطنية لإحياء صناعة السينما

أعلن وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو إطلاق خطة وطنية شاملة لإحياء صناعة السينما المصرية، ترتكز على تطوير الأصول السينمائية المملوكة للدولة وتحويلها إلى مراكز إنتاج حديثة تواكب تطورات العصر، مع الحفاظ على التراث السينمائي وتقديمه للأجيال الجديدة بصيغ رقمية تليق بقيمته التاريخية والفنية.
وقال  الوزير، في بيان نشرته وزارة الثقافة  المصرية على صفحتها في موقع فيسبوك، اليوم السبت، إن هذه الخطة تأتي تنفيذا للتوجيهات بضرورة استثمار الأصول الثقافية المعطلة وتعظيم دورها في دعم الاقتصاد الإبداعي، وفي ضوء تكليفات واضحة بإحياء صناعة السينما وتوفير بيئة إنتاج احترافية تعيد لمصر مكانتها الرائدة في هذا المجال.
وأوضح أن الخطة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية تشمل: تحديث البنية التحتية للاستوديوهات ودور العرض، وإعادة تشغيل الأصول المتوقفة وتعظيم الاستفادة الاقتصادية والثقافية منها، إلى جانب تأسيس كيان إنتاج وطني محترف يقدم خدمات متكاملة للمبدعين والمستثمرين.
ووفق البيان، تتولى الشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية، بالشراكة مع شركة إدارة الأصول السينمائية التابعة لها، تنفيذ خطة طموحة لتحديث مدينة السينما واستوديو نحاس واستوديو الأهرام، وتزويدها بأحدث تقنيات ما بعد الإنتاج، بما في ذلك أجهزة المونتاج، وتصحيح الألوان، والمكساج، والأرشفة الرقمية، ومنظومات الحريق والتكييف، بالإضافة إلى تطوير البلاتوهات ودور العرض مثل سينمات ميامي، ديانا، ونورماندي.
ونجحت الشركة بالفعل في إعادة تشغيل عدد من دور العرض المتوقفة، وبدأت أعمال التطوير في سينمات ميامي ونورماندي لأول مرة منذ أكثر من 25 عاما، إلى جانب تسوية نزاعات مع شركات التوزيع ورفع كفاءة الأنظمة الصوتية والبصرية.
كما تعمل الشركة القابضة على تأسيس شركة وطنية للإنتاج الفني، تقدم خدمات احترافية في مجالات التصوير والمونتاج والمكساج وتصحيح الألوان، بهدف دعم الإنتاج السينمائي والدرامي وتقديم نماذج إنتاج قادرة على المنافسة عربيا وإقليميا.
وأشار البيان إلى أن الشركة القابضة، بالتعاون مع مركز ترميم التراث السمعي والبصري بمدينة الإنتاج الإعلامي،  رممت عددا من كلاسيكيات السينما المصرية وحولتها إلى نسخ رقمية فائقة الجودة. ومن أبرز هذه الأعمال: "الزوجة الثانية"، و"الحرام"، و"السمان والخريف"، و"غروب وشروق"، و"الرجل الذي فقد ظله"، و"قنديل أم هاشم"، و"الطريق"، و"القاهرة 30"، و"شيء من الخوف"، و"زوجتي والكلب"، و"بين القصرين"،  و"قصر الشوق"،  و"مراتي مدير عام"، و "الشحات"، و"المستحيل"،  و"الناس والنيل"، و"جريمة في الحي الهادئ"، و"السراب".
وأوضح المهندس عز الدين غنيم، الرئيس التنفيذي للشركة القابضة، أن هذه المبادرة تمهد لعرض تلك الكنوز السينمائية على المنصات الرقمية والمهرجانات الدولية، بما يسهم في استعادة الريادة الثقافية لمصر وتعزيز مكانتها كقوة ناعمة رائدة في المنطقة والعالم.
كما أطلقت الشركة موقعا إلكترونيا رسميا لإدارة الأصول السينمائية، إلى جانب قناة متخصصة على يوتيوب لعرض الأفلام المملوكة للدولة، مع التعاقد مع شركة لحماية المحتوى من القرصنة وتعظيم العائد الرقمي.
وتدرس الشركة القابضة تنظيم مهرجان خاص بالأفلام المرممة، يتضمن عروضا جماهيرية للأعمال النادرة بصيغتها الرقمية الحديثة داخل قاعات عرض مجهزة، إلى جانب ندوات ولقاءات مفتوحة مع نقاد وكتاب وفنانين شاركوا في هذه الأعمال، بما يضفي بعدا تفاعليا يثري تجربة المشاهدة ويعمق فهم الجمهور لمكانة هذه الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

أخبار ذات صلة كريم عبد العزيز: التكنولوجيا لا تكفي أحمد العوضي.. «البوب» المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • رمضان صبحي مهدد بالسجن .. اعرف السبب
  • تأجيل وظروف قاسية.. عام دراسي صعب في سوريا يوقف الدورات التكميلية
  • مستقبل وطن: خطاب الرئيس وثيقة للضمير العالمي.. ومصر لا تسمح بإعادة إنتاج النكبة
  • ريفر بليت يتعادل مع سان لورنيزو في الدوري الأرجنتيني
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • الاحتلال يوقف عملياته العسكرية في 3 مناطق بغزة
  • إطلاق خطة شاملة لإحياء السينما المصرية.. ما تفاصيلها؟
  • الأرجنتيني دي بول ينضم إلى إنتر ميامي قادما من أتلتيكو مدريد
  • الهلال يوقف مفاوضاته لضم لاعب أتالانتا
  • مصر تطلق خطة وطنية لإحياء صناعة السينما