كتب- نشأت علي:

تقدم النائب أحمد عبد السلام قورة، عضو مجلس النواب عن محافظة سوهاج، وعضو الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم، بشأن رسوب أعداد كبيرة بكليتي طب وصيدلة سوهاج.

وقال "قورة"، في طلب الإحاطة: بالرغم من الاهتمام غير المسبوق من الدولة بقيمة وأهمية التعليم باعتباره من أهم الحقوق الدستورية المكفولة للمواطنين بهدف بناء الشخصية المصرية للحفاظ على الهوية الوطنية وتأصيل المنهج العلمي في التفكير وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز وعلى الرغم من أن القيادة السياسية قد أولت هذا الملف أهمية خاصة، من خلال دعم مشروع تطوير التعليم في مراحله المختلفة، لضمان الموائمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، إلا أننا نلاحظ قصورًا حادًا في تنفيذ سياسة الدولة في هذا الاتجاه.

ودلل "قورة "على هذا القصور من خلال زيادة حالات الرسوب بين الطلاب الدارسين بكليتي الطب والصيدلة في جامعة سوهاج على سبيل المثال، وما تناولته وتداولته منصات الإعلام عن زيادة في حالات الرسوب بين طلاب المرحلة الأولى بكليتي الطب والصيدلة والذين من المفترض أنهم التحقوا بهذه الكليات نتيجة لنجاحهم وتقدمهم الصفوف في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.

وتابع: هذا الرسوب يؤكد أن نجاح هؤلاء الطلاب في مرحلة الثانوية العامة لم يكن نجاحًا موضوعيًا، وإنما كان نجاحًا شكليًا، ومرجعه إما إلى اجتياز هؤلاء الطلاب للامتحانات عن طريق الغش، أو عدم موائمة مخرجات التعليم ما قبل الجامعي مع متطلبات الدراسة الجامعية، وبدأنا نلاحظ انتشار حالات أمية بين صفوف المتعلمين فبات طلاب الجامعات يتخرجون من كلياتهم، وبضاعتهم كاسدة، ومستوى تحصيلهم الأكاديمي ضعيف جدًا، ونجاحهم إما بسبب الغش، أو سوء التقييم والذي يتسبب في نجاح طلاب لا يستحقون النجاح.

وتساءل النائب أحمد عبد السلام قورة: إلى متى ستخرج مدارسنا وجامعاتنا طلابًا منفصمين عن واقع سوق العمل؟، وكيف للمواطن العادي أن يأمن للطبيب أو المهندس أو القانوني أو المعلم الذي تخرج من جامعته؟، وهو لا يحمل المفاهيم الموضوعية الصحيحة لمجال التخصص الذي درس فيه.

وقال "قورة": نواجه مشكلة مركبة ومتشعبة، وليس لها سبب محدد، وإنما هي نتيجة لتراكم عدة مشكلات، بدأت من تصفية طلاب الثانوية العامة، وتخريج أعداد غير مؤهلة للدراسة الأكاديمية، مما يؤدي إلى التحاق آلاف من طلاب الثانوية العامة سنويًا بالجامعات، من غير أن يكون لدى أي منهم أوليات فهم الدراسة الأكاديمية التي تعينهم على استمرار المسير في الدراسة الجامعية، واجتياز مراحلها بنجاح ودون إخفاقات، ومن غير أن يتم عمل تصفية للطلاب المتقدمين للدراسة في كليات الجامعات، عن طريق إجراء اختبارات لهم للوقوف على مدى جدارتهم للدراسة في هذه الكليات، بما يضمن تقدمهم في دراستهم الجامعية، وهو ما ينعكس بالإيجاب على اقتصاديات التعليم التي تأثرت بالسلب نتيجة لتضخم الإنفاق على التعليم الجامعي بغير فائدة أو جدوى نتيجة التحاق كثير من الطلاب للدراسة في كليات الجامعات المصرية الحكومية من غير الجديرين بدعم الدولة للتعليم الحكومي.

وذكر "قورة"، سببا آخر تمثل في فقدان الاتصال بين أجهزة الدولة بعضها بالبعض، وبينها وبين النقابات المهنية ذات الصلة بالتخصصات العلمية التي تمنح فيها كليات الجامعات درجات علمية، لكي يتم دراسة احتياجات السوق وتطوراته، وتخريج كوادر قادرة على التعامل مع هذه الاحتياجات وتلبيها، وتمكين خريجي الجامعات من الانخراط في سوق العمل بشكل فعال.

وأوضح أن هناك أسبابًا أخرى جوهرية تؤدي إلى إفساد مساعي الدولة لضمان جودة التعليم منها عدم الاهتمام بالمعلم الذي يعتبر بمثابة حجر الزاوية في العملية التعليمية؛ فهو أداة ووسيلة المعرفة في نفوس وعقول التلاميذ والطلاب، ويحتاج إلى اهتمام على مختلف الأصعدة، بداية من المعاملة المالية، وضمان أحد أدنى للأجر له -سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة- يكفل له الحياة الكريمة، ومنحه امتيازات على صعيد الضمان الصحي والاجتماعي له ولأسرته، حتى يتسنى له العطاء بغير انقطاع، وهو ما ينعكس بالإيجاب على العملية التعليمية في أحد أضلاعها.

وأكد أن المشكلات التي تم سردها في طلب الإحاطة تحتاج إلى دراستها ووضع الحلول لها على المستوى القومي من خلال فريق يجمع ممثلين عن الحكومة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها النقابات المهنية وممثلين عن الجامعات ومعاهد البحث العلمي، وهيئات ضمان الجودة والاعتماد، تحت مظلة مجلس قومي للتعليم والبحث العلمي يتدارسون المشكلات المحيطة بالعملية التعليمية في مراحلها المختلفة، ورسم ملامح سياسة قومية للدولة بتبني خطة طويلة المدى تعني بحصر الإمكانيات الذاتية واستغلال الطاقات المتاحة بالدولة وترشيدها لتحقيق الأهداف القومية على صعيد التعليم.

وشدد "قورة"، على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان نزاهة العملية التعليمية في مرحلة ما قبل الجامعة، وتقييم الإجراءات الحالية وتحليل الأخطاء الإجرائية التي وقعت وكان من نتيجتها زيادة معدلات الرسوب بين طلاب الكليات العملية في بعض جامعات مصر على سبيل المثال جامعتي سوهاج وأسيوط، وضرورة ضمان التنسيق الفعال بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتعليم، وبين الجهات ذات الصلة، بما يكفل تحقيق الموائمة بين مخرجات التعليم الجامعي وقبل الجامعي مع متطلبات سوق العمل.

كما شدد على ضرورة دراسة تكليف الحكومة باقتراح قانون بإنشاء مجلس قومي للتعليم والبحث العلمي، برئاسة رئيس الوزراء، يضم في عضوية مجلسه ممثلين عن الوزارات ذات الصلة بالتعليم والبحث العلمي، والثقافة، والمالية، وممثلين عن النقابات المهنية، وبعض الجامعات والمعاهد العلمية ومراكز البحوث، وهيئات الجودة والاعتماد، ويكون من ضمن اختصاصات هذا المجلس رسم السياسة العامة للدولة في مجال التعليم والبحث العلمي ووضع خطط وبرامج وآليات تنفيذ هذه السياسات بما يكفل الارتقاء بجودة التعليم وتقييم الأداء وضمان موائمة مخرجات التعليم لمتطلبات سوق العمل، وأن يؤخذ رأي المجلس في كل ما يتعلق بشئون التعليم والبحث العلمي وعلى الأخص القوانين والقرارات التي تصدر في هذا الخصوص.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: رمضان 2024 كأس مصر طالبة العريش مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان مجلس النواب طلب إحاطة جامعة سوهاج طوفان الأقصى المزيد العملیة التعلیمیة مخرجات التعلیم والبحث العلمی سوق العمل طلاب ا

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تصعد.. هل يرحل طلاب هارفارد إلى الجامعات الأوروبية؟

في لحظة احتفالية، ومع اختتام جامعة هارفارد الأمريكية أحد أكثر مواسم التخرج تميزا، طغى القلق والخوف على المشهد، حيث وجد آلاف الطلاب الأجانب، أنفسهم في قلب أزمة سياسية مفاجئة، بعدما أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارات استثنائية تستهدف قدرة الجامعة على استضافة طلاب وباحثين دوليين.

وأبلغت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية هارفارد مؤخرًا بسحب اعتمادها من "برنامج الطلاب والزوار الأجانب" المعروف باسم SEVP، وهو النظام الذي يتيح للجامعات الأمريكية استضافة الطلاب الدوليين.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية جاء القرار بعد اتهامات وجهتها إدارة ترامب للجامعة بـ"تشجيع معاداة السامية" و"انتهاك قوانين الهجرة"، دون تقديم أدلة علنية تدعم هذه المزاعم.

وجاء القرار بالنسبة للطلاب كصدمة، حيث قال الطالب الدنماركي "ماتياس إيسمان"، الذي يدرس الإدارة العامة، في حديث لشبكة "بي بي سي": " عشت في أمريكا ثلاث مرات وكنت أشعر بالترحيب، لكن اليوم أشعر بأننا مجرد أوراق مساومة في صراع سياسي".

ويتكرر المشهد مع المصري "خالد إمام"، الزميل التدريسي في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، الذي فوجئ بإمكانية منعه من العودة لمواصلة عمله بعد زيارة لأسرته في القاهرة.


وقال إمام: "اخترت هارفارد لأنها تمثل النخبة العلمية والالتزام العام.. واليوم لا أعلم إن كنت سأتمكن من العودة للعمل".

وفي استجابة سريعة، تدخلت قاضية فيدرالية بوسطن الخميس 23 أيار / مايو وأعلنت عن نيتها تجميد القرار مؤقتًا، مانحة هارفارد فرصة لإثبات امتثالها القانوني خلال 30 يومًا.

ومن جانبه صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الحكومة ستبدأ إلغاء تأشيرات مئات الطلاب الصينيين، ضمن ما وصفها بـ"حملة أوسع لحماية الأمن القومي".

وتعزز هذه الإجراءات، رغم أنها لا تستهدف هارفارد مباشرة، الشعور باللايقين داخل الحرم الجامعي، خصوصًا بين طلاب الدول النامية والشرق الأوسط، الذين قد يواجهون قيودًا إضافية. بحسب تقرير لـ "سي إن إن".

ويري المتخصص في العلوم السياسية بهارفارد، الأستاذ ستيف ليفيتسكي، أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة أوسع تهدف لـ"تطويع الجامعات الكبرى سياسيًا". حيث قال: "ما يحدث لا يتعلق فقط بالهجرة، بل بمحاولة للضغط على الجامعات لتغيير توجهاتها الأكاديمية."

وأضاف أن مستوى معاداة السامية في الجامعة لا يختلف عن باقي المؤسسات الأميركية، بل هو أقل من المعدلات في الحزب الجمهوري نفسه.

وتشير تقارير NAFSA إلى أن الطلاب الدوليين يضخون أكثر من 40 مليار دولار سنويًا في الاقتصاد الأمريكي، ويوفرون أكثر من 300 ألف وظيفة.


وفي جامعة هارفارد وحدها، يشكل الأجانب نحو ربع إجمالي الطلاب، فيما تصل النسبة إلى 50 بالمئة في برامج مثل الطب والهندسة.

ورغم أن الأزمة الحالية قد تجد حلاً قانونيًا مؤقتًا، فإن الأثر البعيد المدى لا يمكن تجاهله، حيث يفكر كثير من الطلاب بالهجرة العكسية، فيما بدأت جامعات أوروبية وآسيوية بعرض بدائل للطلاب الأجانب المترددين في الالتحاق بالولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • امتحانات الثانوية الأزهرية .. انتظام وهدوء في مادة الرياضة البحتة للقسم العلمي
  • الحكومة تستعرض إنجازات تطوير التعليم الجامعي: 12 جامعة أهلية جديدة تبدأ الدراسة العام المقبل
  • «مجلس الوزراء» يستعرض إنجازات الدولة في تطوير التعليم الجامعي والتوسع في إنشاء الجامعات الأهلية
  • إدارة ترامب تصعد.. هل يرحل طلاب هارفارد إلى الجامعات الأوروبية؟
  • اليوم .. طلاب العلمي بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان الرياضيات البحتة
  • سلطان بن أحمد القاسمي يثمن حصول جامعة الشارقة على “بلاتيني التعليم والأبحاث”
  • إدارة جامعة هارفارد تزيل لافتتين خلال حفل التخرج (شاهد)
  • قاضية تعلق قرار ترامب بشأن منع هارفارد من استقبال طلاب أجانب
  • صحيفة لطلاب الجامعة: إزالة لافتات مؤيدة لغزة بسرعة خلال حفل تخريج طلاب هارفارد
  • مجتمع مبتكر | انطلاق المؤتمر العلمي السنوي لـ طب قصر العيني