ماذا تتضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين فرنسا وأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد
سيعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس في مقابلة على قناتي تي إف 1 وفرانس2، مضمون الاتفاقية الأمنية التي وقعتها بلاده مع أوكرانيا بمناسبة زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فرنسا في 16 فبراير/شباط الماضي.
هذه الاتفاقية التي حظيت بمصادقة رمزية من قبل الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ هذا الأسبوع دخلت حيز التطبيق في شهر فبراير/شباط 2024.
وجاء التوقيع على هذه الاتفاقية بعد التصريح المثير للجدل الذي أدلى به ماكرون حول عدم استبعاد إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا.
لكن سرعان ما تراجع عن تصريحه بعد ثلاثة أيام من الإعلان. كما جاء أيضا بعد مرور سنتين على الحرب الروسية على أوكرانيا.
اقرأ أيضافرنسا تعلن عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا "تصل إلى 3 مليارات يورو"
هذا، وأثار تصريح ماكرون جدلا في بعض دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها ألمانيا التي أكدت أنها لن تحذو حذو باريس.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق العسكري الذي وقعته فرنسا مع أوكرانيا قد يفتح الباب لدول أوروبية أخرى للتوقيع على اتفاق مماثل. فمنذ بداية فبراير/شباط، وقعت كل من إيطاليا وكندا على اتفاقات عسكرية مماثلة مع كييف. فيما ينتظر أن تقوم دول أوروبية أخرى بنفس الخطوة.
ويدخل هذا الاتفاق في إطار الالتزامات التي تعهدت بها الدول السبع الغنية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، كندا، إيطاليا، اليابان والولايات المتحدة الأمريكية) خلال مؤتمر الحلف الأطلسي الذي نظم في مدينة فيلنيوس في ليتوانيا في شهر يوليو/تموز 2023 .
هذه التعهدات تقضي بدعم كييف لكي تنتصر على روسيا. فماذا يحتوي بالضبط هذا الاتفاق الذي صادق عليه ماكرون في 16 فبراير/شباط 2024.
دعم مالي لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات يورو خلال 2024الاتفاق الذي وقعته باريس وكييف ينص أن "فرنسا ستقدم مساعدة مالية إضافية بقيمة 3 مليارات يورو خلال العام 2024 بعد تلك التي قدمتها في 2022 والتي بلغت 1.7 مليار يورو و2.1 مليار يورو في 2023.
هذه الأموال المقدمة تدخل في إطار الشراكة العسكرية والدفاعية التي وقعتها فرنسا مع أوكرانيا وتخص العتاد العسكري والتدريبات العسكرية لجنود أوكرانيين فضلا عن دعم الإصلاحات في مجال الدفاع وتأمين الحدود.
وبالإضافة إلى ذلك، وثيقة الاتفاق تنص أيضا على إمكانية التوقيع على شراكة ما بين المؤسسات العسكرية للبلدين من أجل إنتاج الأسلحة المتطورة، لا سيما الذخائر الأكبر حجما.
تقديم الدعم في المجالين الأمني والمدنيإضافة إلى التعاون العسكري البحت، يتضمن الاتفاق مجالات أخرى، مثل التعاون في مجال الأمن السيبراني والاستخباراتي ومحاربة الجريمة المنظمة فضلا عن عمليات التجسس والتجسس المضاد. كما ستساعد باريس كييف على محاربة "المعلومات المزيفة إضافة إلى تقنيات أخرى للحد من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية".
اقرأ أيضافرنسا: ماكرون يدعو لتسريع الانتقال إلى "اقتصاد الحرب" استجابة لحاجيات أوكرانيا
أما في المجال المدني، ستواصل باريس تقديم الدعم الإنساني للشعب الأوكراني. كما ستشارك في إعطاء دفعة جديدة للاقتصاد الأوكراني وتحديثه فضلا عن إعادة بناء ما هدمته الحرب. وينص الاتفاق أيضا على تقديم الدعم في مجال المواصلات كتحديث ميترو الأنفاق في كييف وفي مجال الطاقة والزراعة والمياه والسكن والصحة فضلا عن نزع الألغام التي غرسها الجيش الروسي عند مغادرته لأوكرانيا. بشكل عام، فرنسا ستساعد أوكرانيا على التكيف مع معايير الاتحاد الأوروبي تمهيدا لانضمام هذا البلد إلى هذا الفضاء.
وفيما يتعلق بالطرف المسؤول عن اندلاع الحرب، اتفقت كل من فرنسا وأوكرانيا على أن "روسيا هي التي ستدفع ثمن إعادة بناء كل ما دمرته على المدى البعيد". كما يذكر الاتفاق بمسؤولية روسيا في الحرب التي فرضتها على أوكرانيا إضافة إلى استمرار فرنسا في فرض عقوبات اقتصادية ضد موسكو في إطار استراتيجية أوروبية مشتركة وتجميد الأصول الروسية الموجودة في فرنسا.
الاتفاق سيكون على مدار عشر سنواتكل الالتزامات التي قطعتها فرنسا وأوكرانيا ستكون فعالة خلال عشر سنوات ابتداء من تاريخ التوقيع على الاتفاق. فيما سيبقى هذا الاتفاق ساري المفعول لغاية الانضمام المحتمل لإوكرانيا إلى حلف الناتو. ففي حال انضمت كييف إلى هذه المنظمة العسكرية في 16 فبراير/شباط 2034، فالطرفان (فرنسا وأوكرانيا) سيقرران حينها عما إذا كانا سيستمران في التعامل بهذا الاتفاق أو توقيفه.
كما يمكن أيضا لكل من فرنسا وأوكرانيا فسخ الاتفاق شرط أن يبلغ الطرف الذي يريد ذلك الطرف الآخر وبشكل كتابي. لكن صلاحية الاتفاق لن تنتهي إلا بعد مرور ستة أشهر. كما يمكن أيضا إثراء أو تعديل الاتفاق وفق الضرورة ومصالح كل عضو.
هذا، وصوت كل من نواب الجمعية الوطنية وأعضاء مجلس الشيوخ بشكل رمزي على هذا الاتفاق، فيما عارضه حزب فرنسا الأبية (أقصى اليسار) وامتنع عن التصويت حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف).
وانتقد بعض النواب تصريح إيمانويل ماكرون إرسال جنود فرنسيين إلى أوكرانيا، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رد عليهم بالقول "أولادكم لن يموتوا لصالح أوكرانيا".
وأضاف في حوار مع قناة "بي إف إم" طالما أوكرانيا تقف بالمرصاد أمام روسيا، يمكن للجيش الفرنسي أن يبقى في بلاده، لكن في حال هاجمت روسيا بلدا أوروبيا آخر في الناتو، ففي ذلك الوقت دول حلف شمال الأطلسي هي التي ستقرر فيما إذا كانت سترسل جيوشا غربية أم لا للمشاركة في الحرب على أرض البلد المهاجم".
وسيقدم إيمانويل ماكرون توضيحات أكثر حول هذا الموضوع في الحوار الذي يجريه مساء الخميس مع عدة قنوات تلفزيونية فرنسية. وستنقل فرانس24 المقابلة هي أيضا.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي كييف روسيا الجيش الروسي موسكو أوكرانيا فرنسا إيمانويل ماكرون دفاع الحرب في أوكرانيا أخبار كاذبة روسيا فولوديمير زيلينسكي تسلح الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل الولايات المتحدة للمزيد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فرنسا وأوکرانیا فبرایر شباط هذا الاتفاق فضلا عن فی مجال
إقرأ أيضاً:
الكرملين يُعلّق على مهلة ترامب.. وأوكرانيا تعلن مقتل 16 شخصا بقصف على منشأة إصلاحية في زابوريجيا
أعلن الكرملين أنه لا يزال "ملتزما" في تسوية النزاع في أوكرانيا، غداة مهلة جديدة حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب. اعلان
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ردا على صحافيين "أخذنا علما بتصريح الرئيس ترامب بالأمس" مضيفا "العملية الخاصة تتواصل"، في إشارة إلى استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ نحو 3 سنوات.
وتابع بيسكوف: "نواصل أيضا التزامنا بعملية سلام لحل النزاع بشأن أوكرانيا والمحافظة على مصالحنا".
تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن
وأسف الكرملين لـ"تباطؤ" تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن الذي شجعه ترامب بعد عودته إلى السلطة لكنه عاد وشدد من لهجته حيال روسيا مع تعطل المفاوضات حول النزاع في أوكرانيا.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية "حصل تباطؤ بالفعل" مؤكدا أن موسكو "مهتمة بدينامية" أفضل في عملية تطبيع العلاقات.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الأوكراني وحاكم زابوريجيا أن غارات روسية على منشأة إصلاحية في منطقة زابوريجيا الحدودية جنوب غرب أوكرانيا، ليل أمس، أسفرت عن مقتل 16 شخصًا وإصابة 35 آخرين على الأقل.
وكتب حاكم زابوريجيا، إيفان فيدوروف، عبر تطبيق تلغرام، أن مباني المنشأة قد دُمرت، كما تضررت منازل خاصة مجاورة.
"جريمة حرب"
وقال فيدوروف إن القوات الروسية شنت ثماني ضربات على مقاطعة زابوريجيا مستخدمةً، بحسب التقارير، قنابل جوية شديدة الانفجار.
وأدان أندريه يرماك، رئيس ديوان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغارات ووصفها بأنها "جريمة حرب أخرى" ارتكبتها روسيا.
قال يرماك على حسابه على "إكس" (تويتر سابقاً): "يجب على نظام بوتين، الذي يُصدر أيضًا تهديدات ضد الولايات المتحدة عبر بعض أبواقه، أن يواجه ضربات اقتصادية وعسكرية تُجرّده من قدرته على شن حرب".
ولم تصدر روسيا أي تعليق على هجماتها على زابوريجيا يوم الثلاثاء.
قتلى في هجمات متبادلة
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على بلاده أسفرت عن مقتل 22 شخصا وإصابة 85 آخرين على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وكتب زيلينسكي على "إكس" (تويتر سابقاً): "بالنسبة للوضع الآن، من المعروف أنه في يوم واحد فقط في اليوم الماضي، عندما شعر الجميع مرة أخرى بالأمل في أن القتل قد يتوقف، قتل الجيش الروسي 22 شخصا في أوكرانيا".
كما أدت ثلاث هجمات على منطقة دنيبروبتروفسك إلى سقوط ما لا يقل عن أربعة قتلى وثمانية جرحى، بحسب ما ذكر رئيس الإدارة المحلية سيرغي ليساك على تلغرام.
وأشار إلى أن هذه الهجمات بواسطة مسيرات متفجرة وقنابل مسيرة استهدفت بلدات ميجييفسكا ودوبوفيكيفسكا وسلوفيانسكا.
Related روسيا: غارات المسيرات الأوكرانية على محطات الطاقة في زابوريجيا تركت 600 ألف مدني دون كهرباء لا مؤشرات على استعدادات روسية لإعادة تشغيل محطة زابوريجيا النووية بأوكرانياغارات روسية على أوديسا وزابوريجيا بعد 24 ساعة من انتهاء هدنة عيد الفصحوفي روسيا، قتل شخص ليل الإثنين الثلاثاء في منطقة روستوف الجنوبية إثر هجوم أوكراني بمسيرات، على ما أعلن حاكم المنطقة يوري سليوسار.
وكتب سليوسار على تلغرام أن الهجوم استهدف مناطق سالسك وكامنسك شاختينسكي وفولغودونسك وبوكوفسكي وتاراسوفسكي.
وفي سالسك "تضرّرت سيارة في شارع أوترافسكي وقتل السائق الذي كان فيها للأسف"، بحسب الحاكم.
كما أفادت السكك الحديد الروسية أن حطام مسيرات سقط على محطة سالسك ملحقًا اضرارًا بقطار ركاب وقطار بضائع، بدون التسبب بإصابات.
وقال القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف في جنوب روسيا يوري سليوسار يوم الثلاثاء، إن هجمات متعددة بطائرات أوكرانية مسيرة في المنطقة أسفرت عن مقتل شخص واندلاع حريق في محطة للسكك الحديدية.
وقال سليوسار عبر تلغرام إن سيارة في بلدة سالسك تضرّرت نتيجة للهجوم، مما أسفر عن مقتل السائق. وأضاف أن حريقًا اندلع أيضًا في محطة القطار بسالسك، وأنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات هناك.
مهلة من ترامب ومفاوضات متعثرة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين إنه يعتزم تقصير الموعد النهائي الذي كان قد حدده لمدة 50 يوما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، وذلك بعدما واصلت روسيا قصف المدن الأوكرانية.
وأشاد زيلينسكي بترامب على "عزمه الواضح" في الدعوة إلى تقصير الموعد النهائي لإنهاء الحرب وشكره "على تركيزه على إنقاذ الأرواح ووقف هذه الحرب الفظيعة".
ولم تغير جولة المفاوضات الثالثة بين روسيا وأوكرانيا التي عقدت في اسطنبول الأسبوع الماضي كثيراً في مجريات الحرب رغم الاتفاق على تبادل ما لا يقل عن 1200 أسير حرب.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن روسيا وأوكرانيا ستجلسان إلى طاولة السلام في تركيا "خلال وقت غير بعيد"، لبدء الجولة الرابعة من المفاوضات.
شنّت روسيا هجمات منتظمة على زابوريجيا باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ وقنابل جوية، منذ بداية الحرب التي بدأتها روسيا بغزو شامل لأوكرانيا عام 2022.
وأعلنت روسيا من جانب واحد في بداية الحرب ضمها لأجزاء من زابوريجيا ومناطق داخل وحول ثلاث مناطق أوكرانية أخرى. ووصفت كييف وحلفاؤها الغربيون هذه الخطوة بأنها استيلاء غير قانوني على الأراضي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة