حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزاً كبيراً في الانتخابات الرئاسية في البلاد، حيث حصل على 87% من الأصوات. ويعزز هذا الفوز الساحق مكانة بوتين باعتباره الرئيس الأطول خدمة في روسيا منذ ستالين، مما يمثل لحظة تاريخية في المشهد السياسي في البلاد.

ووفقا لما نشرته بلومبرج، شهدت الانتخابات، التي أجريت جزئيا من خلال التصويت الإلكتروني عن بعد، إقبالا ملحوظا بنسبة 94%، مسجلة رقما قياسيا عالميا جديدا، وفقا للجنة الانتخابات الإقليمية.

ويؤكد هذا الدعم الساحق لبوتين رواية الكرملين عن الدعم الشعبي واسع النطاق لسياسات الرئيس، وخاصة فيما يتعلق بالصراع المستمر في أوكرانيا والمواجهات مع الدول الغربية.

وتشير استطلاعات الرأي والنتائج الأولية للمسؤولين الإقليميين والحكوميين إلى أن بوتين في طريقه للحصول على أكثر من 80% من الأصوات، متجاوزا فوزه السابق في عام 2018، حيث حصل على دعم بنسبة 77%. وكان الكرملين ثابتاً في جهوده الرامية إلى تأمين نصر مدوي لبوتين لإظهار الوحدة بين الروس وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وعلى الرغم من المخاوف بشأن الانشقاق السياسي والمعارضة، فقد ضمت الانتخابات الخاضعة لرقابة مشددة ثلاثة مرشحين إضافيين يمثلون الأحزاب الموالية للكرملين. وفاقت نسبة المشاركة التوقعات، وتجاوزت المستويات المسجلة في الانتخابات السابقة عام 2018.

لكن، وسط العملية الانتخابية، ظهرت علامات المعارضة على السطح، حيث دعا أنصار زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني إلى احتجاجات ضد ترشيح بوتين. وكان وجودهم في مراكز الاقتراع يمثل شكلاً خافتًا من التحدي وسط حملة قمع المعارضة التي يشنها الكرملين.

ومع استمرار انتصار بوتين في حكمه الذي دام قرابة ربع قرن من الزمان، فإن الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا مستمر. فقد أظهر اقتصاد البلاد في زمن الحرب مرونة في مواجهة العقوبات الدولية، مدعوماً بعائدات الطاقة والشراكات الاستراتيجية، وخاصة مع الصين.

وقد أكدت المقابلة التلفزيونية الأخيرة التي أجراها بوتين على التزام روسيا بالصراع في أوكرانيا، رافضاً احتمالات وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية مكتوبة. ويؤكد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014 والتأكيدات على المطالبات الإقليمية على شرق وجنوب أوكرانيا على التعقيدات الجيوسياسية القائمة.

إن فوز بوتين بإعادة انتخابه يعمل على ترسيخ مكانته كشخصية مهيمنة على السياسة الروسية، وهو ما يشكل مسار البلاد على الصعيدين المحلي وعلى الساحة العالمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

رئيس إفريقيا الوسطى يعلن ترشحه لولاية ثالثة وسط جدل دستوري وسياسي محتدم

أعلن رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، رسمياً عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في ديسمبر 2025، ساعياً لولاية ثالثة أثارت جدلاً واسعاً على المستويين السياسي والشعبي. يأتي هذا الإعلان بعد تعديل دستوري مثير للجدل سمح له بالبقاء في الحكم لفترة جديدة، ما أثار انتقادات حادة من المعارضة وبعض الفاعلين السياسيين داخل البلاد وخارجها.

خلال اجتماع عقده مساء السبت مع أعضاء حزبه "القلوب المتحدة" في العاصمة بانغي، أكد تواديرا قبوله التحدي السياسي الجديد، قائلاً: "أقول نعم بوضوح لرغبة الحركة في ترشيحي للانتخابات الرئاسية". يعكس هذا الإعلان ثقة الرئيس الحالي في استمرارية مشروعه السياسي رغم الأصوات المعارضة التي اتهمته بالسعي للبقاء في السلطة عبر إجراءات دستورية مثيرة للجدل.

الوضع الاقتصادي

تعاني جمهورية إفريقيا الوسطى من تحديات اقتصادية كبيرة، إذ يُعد الاقتصاد معتمداً بشكل رئيسي على الزراعة (بما في ذلك البن والقطن) وتصدير الموارد الطبيعية كالخشب والذهب والماس. ورغم ثراء البلاد بالموارد الطبيعية، إلا أن الاستثمارات الأجنبية محدودة بسبب الأوضاع الأمنية المتقلبة والبنية التحتية الضعيفة. كما يواجه الاقتصاد مشكلات في التنمية البشرية، حيث يشكل الفقر نسبة مرتفعة من السكان.

في السنوات الأخيرة، سعت الحكومة إلى جذب الاستثمارات وتحسين بيئة الأعمال عبر بعض الإصلاحات التشريعية، بالإضافة إلى التعاون مع شركاء دوليين ومنظمات مالية بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز النمو المستدام. ورغم ذلك، تظل البلاد تعاني من عجز في الميزانية وأزمات في التمويل، مما يفاقم الضغوط على إدارة الاقتصاد الوطني.

العلاقات الخارجية

تتمتع إفريقيا الوسطى بعلاقات دبلوماسية مع دول إفريقية عدة، إضافة إلى علاقات متينة مع بعض القوى الكبرى مثل فرنسا، الصين، وروسيا، التي تقدم دعماً عسكرياً واقتصادياً للحكومة. وتعتبر فرنسا الشريك التاريخي الأبرز، رغم بعض التوترات التي شهدتها العلاقات في السنوات الأخيرة بسبب تدخلات عسكرية سابقة واتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية.

تسعى بانغي أيضاً إلى تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، خصوصاً في مجال حفظ السلام ومكافحة الجماعات المسلحة التي تزعزع الأمن في البلاد. كما تحاول الحكومة توسيع شبكة شركائها الاقتصاديين في المنطقة وفي القارة بشكل عام، عبر اتفاقيات للتجارة والاستثمار.

أبرز القوى السياسية المعارضة

يواجه تواديرا معارضة داخلية قوية تمثلت في عدة أحزاب وحركات سياسية، أبرزها:

ـ ائتلاف المعارضة الديمقراطية: مجموعة من الأحزاب المعارضة التي تطالب بإجراء انتخابات نزيهة ومحاربة الفساد وضمان احترام الحقوق المدنية.

ـ الحركة الوطنية للإصلاح: تدعو إلى إنهاء تمديد فترة الرئاسة وتدعم مبادرات لإعادة هيكلة الدولة وتحقيق مصالحة وطنية شاملة.

ـ الجماعات المسلحة المعارضة: لا يمكن إغفال دور الجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء من البلاد، والتي تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار، رغم أنها ليست جهات سياسية تقليدية، لكنها تؤثر بشكل كبير على المشهد السياسي.

تتهم المعارضة الرئيس تواديرا بالسعي لاحتكار السلطة وتهميش الأصوات المعارضة، مما يزيد من حدة الانقسامات السياسية ويهدد وحدة البلاد.

بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية، من المقرر أن تشهد البلاد تنظيم انتخابات تشريعية وبلدية متزامنة، والتي كانت قد أجلت في العام الماضي بسبب نقص التمويل وتأخر تحديث السجل الانتخابي. هذه الانتخابات تمثل اختباراً حاسماً لمستقبل المشهد السياسي في جمهورية إفريقيا الوسطى، وتعد خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار السياسي والأمني في بلد يعاني منذ سنوات من أزمات متلاحقة.

تحتل إفريقيا الوسطى موقعاً حساساً في قلب القارة، وتواجه تحديات أمنية وسياسية معقدة تتمثل في نشاط جماعات مسلحة، ضعف البنية التحتية، وأزمات تنموية، مما يجعل الانتخابات القادمة محطة مفصلية في تحديد مسار البلاد ومستقبل حكمها. وفي ظل هذه المعطيات، يترقب الداخل الإفريقي والمجتمع الدولي بقلق نتائج الانتخابات وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.

يظل إعلان تواديرا ترشحه لولاية ثالثة خطوة تحمل في طياتها فرصاً وتحديات كبرى للبلاد، ويدعو إلى مراقبة دقيقة لما ستؤول إليه المرحلة القادمة، خاصة في ظل دعوات المعارضة لإجراء انتخابات نزيهة تعكس إرادة الشعب وتضمن استمرارية الديمقراطية والتنمية في إفريقيا الوسطى.


مقالات مشابهة

  • دعم إعادة التمويل العقاري
  • المنتخب الوطني يحقق فوزا مثيرا في البطولة العربية لكرة السلة
  • نائب: لا ثقة بالانتخابات بوجود المال السياسي
  • نحو ولاية رابعة… رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
  • بوتين يؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا في اتصال مع نتنياهو
  • ترامب: بوتين أمامه مهلة 10 أيام لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يعلن أنه سيمهل بوتين 10 أيام أو 20 يوما لإنهاء حرب أوكرانيا
  • ترامب: سنمهل بوتين من 10 لـ 20 يوما لإنهاء حرب أوكرانيا
  • رئيس إفريقيا الوسطى يعلن ترشحه لولاية ثالثة وسط جدل دستوري وسياسي محتدم