الأسبوع:
2025-05-28@07:32:09 GMT

الأجواء الرمضانية في القرى والنجوع المصرية (صور)

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

الأجواء الرمضانية في القرى والنجوع المصرية (صور)

من العادات والتقاليد الأصيلة في أيام وليالي شهر رمضان بمصر تلاوة وقراءة القرآن ليلًا داخل المنادر والمضايف الخاصة بالعائلات والأسر الموسرة بالقرى والنجوع المصرية، فقبل دخول الكهرباء إلى القرى والنجوع المصرية كانتِ المنادر والمضايف المملوكة للعائلات والأسر تقوم بالدور الروحاني والترفيهي طوال شهر رمضان من خلال السهرات الرمضانية التي كانت تبدأ بعد صلاة العشاء والتراويح لاستقبال الضيوف الزائرين سواء كانوا من عائلات وأبناء القرية أو من خلال زيارات عائلات أسر القرى المجاورة، والذين كانوا يتزاورون فيما بينهم ويجتمعون على تلاوة وقراءة القرآن وسماع الدروس الدينية المتعلقة بالعبادة وبفضل شهر رمضان وأهميته عند المسلمين، هذا مع تقديم الكرم الواجب للضيوف الزائرين.

فما تزال ووفقًا للموروث والعرف تقدَّم المشروبات الدافئة كالقرفة والقهوة والشاي بجانب تقديم التمور والحلويات والمشروبات الباردة.

وعادة ما تقوم كل عائلة أو بعض العائلات مجتمعة باختيار مقرئها الذي سيتولى طوال شهر رمضان القيام بتلاوة وقراءة القرآن وإلقاء بعض التواشيح الدينية طوال ليالي رمضان، ولابد أن تتوافر في هذا الشيخ صفات معينة ليتم اختياره ومنها: سمعته وقوة حفظه للقرآن وحلاوة صوته وحسن جمال تلاوته وقراءته للقرآن، فكلما كان الشيخ ذا صيت كثرت الزيارات إليه من أجل سماع تلاوة القرآن وزيارة العائلات أيضًا، مما كان له بالغ الأثر في زيادة العبادة بهذا الجو الرمضاني الروحاني، ودوام المحبة والتراحم والترابط والتزاور بين أهل القرية الواحدة وبين أبناء عائلات القرى المجاورة، ناهيك عن إدخال البهجة والفرحة على النفوس التواقة للاحتفال بشهر الصوم وبخاصة عند الأطفال الذين كانوا يتجمعون مع فوانيسهم وألعابهم ليلًا عند تلك السهرات الرمضانية. وعادة ما كانت ولا تزال تُستخدم تلك المضايف والمنادر لإقامة بعض المناسبات المختلفة ومنها: مراسم التعازي، إقامة حفلات الزفاف، عقد قران العروسين وغيرها، إضافة إلى إقامة السهرات الرمضانية والتجمع حول قراءة وتلاوة القرآن الكريم والإحساس بجمال وروعة وروحانيات الشهر الكريم.

ومن تلك القرى التي لا تزال تتمسك بتلك العادة الرمضانية الجميلة قرية بني قريش، إحدى قرى مركز مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، وقد اشتُهرت تلك القرى فيما مضى حتى الآن بحفظ وتجويد الكثير من أبنائها للقرآن الكريم بسبب انتشار الكتاتيب ووجود الحفظة والمعلمين الجيدين بها، فقد عرفتِ القرية عبر تاريخها الكثير من الحفظة والشيوخ الأجلاء الذين رحلوا عنا وأيضًا من الشيوخ الذين ما زالوا على قيد الحياة ويعملون بتلك المهنة لامتلاكهم لتلك الموهبة التي ورثوها وتعلموها من أسماء وعائلات محددة اشتهرت بحفظ وتعليم وتجويد القرآن بالقرية، وهو الأمر الذي ساعد قبل ستينيات القرن الماضي وقبل انتشار المدارس في تقليل الأمية بالقرية وساعد على إقبال أبنائها على حفظ القرآن وتأصيل تلك الظاهرة الجميلة عند أبنائها..

ومن تلك المضايف، مضيفة: عائلة الفقي، عائلة عمارة، عائلة الجهلان، عائلة عيد، عائلة عزام، عائلة فارس، عائلة صبح، عائلة سمن، عائلة النجار، عائلة رخا، عائلة القيشاوى عائلة كولح، عائلة الحلويات، وغيرها من العائلات. ومن المنادر والمضايف التي يمتلكها أفراد من أهل القرى والتي لا يزال البعض منها حريصًا على أداء تلك السهرات الرمضانية القرآنية، ومن تلك المضايف مضيفة الحاج عبد البديع عزام رحمه الله، فقد حرص وكما يحرص أولاده الآن على أداء تلك السهرات الرمضانية، ومن بين الذين كانوا يقيمون السهرات الرمضانية ويتلون القرآن بتلك المضيفة الشيخ محمد عامر عطية رحمه الله وشهرته "الشيخ نجيب"نسبة إلى الرئيس المصري الراحل محمد نجيب، فقد عمل بتحفيظ وتلاوة وتجويد القرآن بالقرية، كما عمل أيضًا رحمه الله كمقيم شعائر بالمسجد الشرقي التابع لوزارة الأوقاف بالقرية.

ولا تزال بعض من تلك المضايف بالقرية تحافظ على إقامة لياليها الرمضانية واستقبال ضيوفها من الزائرين، هذا مع وجود الكثير من الشيوخ الأجلاء من أبناء القرية الذين يتمتعون بموهبة حفظ وتجويد وتعليم القرآن بجانب دورهم في إقامة المناسبات المختلفة وإقامة الليالي الرمضانية وإمتاع أهل القرية والقرى المجاورة بروحانيات الشهر الرمضاني من خلال تزاور الناس واجتماعهم حول سماع القرآن الكريم طوال ليالي شهر رمضان.

وهو ما يعمل على تجديد روابط وأواصر المحبة والتسامح بين جميع أبناء القرية والقرى المجاورة، كما تسمح تلك السهرات الرمضانية في بعض الأحيان بالتصالح بين الأهالى وتسوية الكثير من الخلافات بين أهالي القرية والقرى المجاورة، ما يؤكد على وجود ارتباط قوي وعميق بين شهر رمضان ومظاهره الاحتفالية مع أهل القرى منذ القدم، إذ يحرص خلاله أهالي القرى وعلى غرار قريتنا على إحياء ليالي رمضان وتلاوة القرآن الكريم وتجمع الأهالى ليسود جو من الألفة والمحبة فيما بينهم، وليصبح قدوم شهر رمضان بالقرى بمثابة المرحلة المهمة التي ينتظرها قاطنوها كل عام يتناولون فيها عاداتهم الإسلامية الخاصة بالشهر المعظم.

فهم يجتمعون ليلة حلول رمضان لاستقباله وقراءة القرآن والدعاء مع فرحة غامرة به، كما أنهم ومنذ حلوله يستأنسون بالاجتماع بالمساجد لإقامة الصلاة والذكر وبالمضايف والمنادر حتى وقت السحور، ولهذا فان جمال شهر رمضان بالقرى والنجوع يفوق جمال الإحساس بشهر رمضان بالمدينة حيث يغلف القرية روح المودة والألفة والاجتماع والمشاركة والتزاور طوال الشهر، كما تبقى العادات والتقاليد الرمضانية أصيلة برغم التغييرات الاجتماعية والثقافية واندثار بعض العادات بالقرى، ومع ذلك لا يزال أهل القرى محافظين ومتمسكين بمواصلة ظواهر موروثهم الشعبي العريق.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القرى الأجواء الرمضانية القرى المجاورة القرى والنجوع وقراءة القرآن الکثیر من شهر رمضان من تلک

إقرأ أيضاً:

«الإمارات للتنمية المتوازنة» ووزارة الثقافة يُطلقان مبادرات لتمكين المبدعين والحرفيين

أبوظبي - وام
بحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، أعلن مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة بالشراكة مع وزارة الثقافة عن إطلاق حزمة من المبادرات والبرامج الثقافية والإبداعية لدعم وتمكين المبدعين والحرفيين وتعزيز السياحة الثقافية بالمناطق والقرى المختلفة بالدولة، وذلك على هامش النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات» الذي اختتم أعماله مؤخراً في أبوظبي.

إتاحة تجارب ثقافية افتراضية


وتشمل حزمة المبادرات والبرامج دعم 20 مشروعاً ضمن البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع، وتدريب وتأهيل 26 سفيراً للثقافة والإبداع، وتطوير سوق المبدعين والحرفيين، وإنجاز وإتاحة تجارب ثقافية افتراضية، بالإضافة إلى إعداد وتصميم «دليل استكشف الثقافة الإماراتية» لتعزيز تجربة السياح القادمين إلى الدولة في المطارات، والمنافذ الحدودية المختلفة.
وأكد محمد خليفة الكعبي، الأمين العام لمجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، أن مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان؛ يسعى إلى توسيع نطاق التعاون والشراكة مع مختلف المؤسسات والجهات، بما في ذلك المؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص ومؤسسات النفع العام بالدولة، من أجل تسريع إنجاز المستهدفات الاستراتيجية، وتعزيز جودة الحياة في جميع مناطق الدولة، وبناء نموذج تنموي مستدام يوفِّر المزيد من الفرص الاستثمارية والتنموية التي تنعكس على ترسيخ الاستقرار المجتمعي، ومواصلة توفير الحياة الكريمة لسكان تلك القرى.

دعم البرامج في الثقافة و الإبداع


وأوضح أن مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة بشراكة استراتيجية مع وزارة الثقافة سيعملان على دعم مجموعة من البرامج والمبادرات في مجالات الثقافة والإبداع، والسياحة الثقافية، وتشمل البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع، وتتضمن 20 مشروعاً إبداعياً ثقافياً، ومبادرة سوق المبدعين والحرفيين، والذي يعد مظلة فريدة تستوعب نتاجات المبدعين والحرفيين الإماراتيين، وتشكل مساحة لعرضها وتسويقها، ودليل «استكشف الثقافة الإماراتية»، والذي يستهدف السياح القادمين إلى الدولة، عبر المطارات والمنافذ الحدودية المختلفة، وهي مبادرات ذات مردود ثقافي وإبداعي داعم لأصحاب المشاريع والمواهب في مجالات الثقافة والإبداع، وتصل المدة الزمنية لتنفيذها إلى 12 شهراً.

تنويع وشمولية المجالات


وأشار محمد خليفة الكعبي إلى أن المبادرات والبرامج تتضمن إنجاز وإتاحة تجارب ثقافية افتراضية يستفيد منها قطاع كبير من أبناء المجتمع، وخصوصاً أصحاب المواهب والاهتمامات في مجالات الثقافة والإبداع، ومبادرة سفراء الثقافة والإبداع، والتي سترفد المجتمع بـ26 موهبة متميزة في مجالات الثقافة والإبداع المختلفة على دراية بمقومات الهوية الوطنية، والدور الرئيسي الذي يمثله الموروث الثقافي المحلي في خصائصها من خلال تعزيز إمكاناتهم ودعم مواهبهم، وذلك في إطار زمني محدد بستة أشهر، على أن يتم رصد إنجاز كافة البرامج والمبادرات وفق المؤشرات والمستهدفات بشكل سنوي، للوقوف على مدى الحاجة لتطوير أي منها بناء على المخرجات والنتائج المنجزة، منوهاً إلى سعي مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة إلى شمولية دعمه لتطوير كافة القرى والمناطق المستهدفة من خلال تنويع وشمولية المجالات التي تستهدفها المبادرات والبرامج المختلفة على نحو متكامل في مختلف قطاعات الاقتصاد والأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والبنية التحتية والسياحة وتنمية المجتمع والتوازن بين الجنسين وغيرها، وذلك ضمن رؤية المجلس التي تستهدف تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة في قرى الإمارات.

أهمية الشراكة الاستراتيجية


وبدوره تطرق مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة، إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة ووزارة الثقافة، والتي ستسهم في إثراء العديد من القطاعات الاقتصادية والمجتمعية والثقافية وغيرها لتحقيق المستهدفات خلال الفترة القادمة،
وأكد على أهمية تعزيز التكاتف بين مختلف مؤسسات المجتمع من الجهات الحكومية والخاصة، لاسيما ما يرتبط بالأبعاد الثقافية والمجتمعية والاقتصادية والسياحية من جهة، وتعزيز الهوية الوطنية وترويج التراث الثقافي من جهة أخرى، لافتاً سعادته في الوقت ذاته إلى الأولوية الوطنية في ترسيخ القيم التاريخية والثقافية للتراث الإماراتي الأصيل، ودعم الابتكار والإبداع في مجالات التراث الثقافي المادي للدولة بما يُعزز التلاحم الوطني والتكاتف المجتمعي بشكل مستدام.

بناء نوذج تنموي


جدير بالذكر أن مشروع قرى الإمارات يهدف إلى تعزيز جودة الحياة في جميع مناطق الدولة، وبناء نموذج تنموي مستدام يوفِّر المزيد من الفرص الاستثمارية والتنموية التي تنعكس على ترسيخ الاستقرار المجتمعي، ومواصلة توفير الحياة الكريمة لسكان تلك القرى، ويرتكز على مسارات تطويرية متعددة تعتمد على تطوير مشروعات مستدامة وتنسيق وتجميل القرى، والتوعية بالبُعد التاريخي والأثري لها، بوصفها مكوِّناً أساسياً في تاريخ دولة الإمارات، بالإضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لخلق اقتصاد مصغَّر في القرى، وتسليط الضوء على أهم المقوّمات والمعالم التي تحتويها القرى، ما يعزِّز مكانتها على خريطة السياحة الداخلية في الدولة، ويُسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية المرجوّة.

مقالات مشابهة

  • أحمد مالك وأمينة خليل يحصدان جائزة جديدة بحفل الإبداع للدراما الرمضانية
  • المحكمة العليا: الوقوف بعرفة يوم الخميس 5 يونيو وعيد الأضحى الجمعة 6 يونيو
  • المحكمة العليا: الأربعاء غرة ذي الحجة وعيد الأضحى الجمعة 6 يونيو
  • عبير قباني: “الصحة” حجر الزاوية في تنمية القرى
  • محافظ مسندم يوقّع اتفاقيات لتطوير القرى البحرية بالمحافظة
  • كيف تستعد المرأة لاستقبال العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. أمينة الإفتاء تجيب
  • «الإمارات للتنمية المتوازنة» ووزارة الثقافة يُطلقان مبادرات لتمكين المبدعين والحرفيين
  • حمل جثمانها شباب القرية.. تشييع جثمان محفظة القرآن جنات مبارك في المنوفية
  • المحكمة العليا في السعودية تدعو المسلمين إلى ترائي هلال ذي الحجة
  • المحكمة العليا تدعو إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء يوم الثلاثاء