تقرير/ جميل القشم

أسهمت وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية في محافظة الحديدة، بدور فاعل خلال العام الماضي 1444ھ والنصف الأول من العام الجاري، في دعم سلسلة من المشاريع التنموية في القطاعين الزراعي والسمكي.

وتوجت الوحدة رؤيتها التنموية والأهداف المنشودة من إنشائها، بمؤشرات أداء زاخرة بالعطاء التنموي خلال فترة قياسية، انعكس أثرها في انجاز المشاريع الزراعية والسمكية ذات الأولوية وتحقيق خطوات ملموسة في طريق تنمية العمل بقطاع الثروة السمكية.

أثمرت جهود تنفيذ الخطط والبرامج في مسار التوجه العام للدولة وقيادة السلطة المحلية بالحديدة، في تبني تنفيذ عدد من الدراسات الفعالة لمعالجة جزء من التحديات التي تواجه النشاط الزراعي في مناطق السهل التهامي، وتنفيذ الورش الخاصة بتطوير سلسلة القيمة للأسماك والأحياء المائية، ودعم وتأهيل الجمعيات التعاونية الزراعية.

نقلة نوعية :

مثل تمويل برامج بناء قدرات الهيئات الإدارية للجمعيات التعاونية في عدد من مديريات المحافظة في مجال الزراعة والإنتاج والتسويق وتحسين وتجويد المحاصيل الزراعية، جانباً مهماً لتوجهات وحدة تمويل المشاريع لتحريك عجلة التنمية الزراعية بالحديدة في إطار التوجه العام لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

تنوعت المشاريع الممولة من الوحدة بين دعم تأهيل بنى تحتية وإنشاء سدود وحواجز وكرفانات مائية وتحفيز مبادرات مجتمعية واستصلاح أراضٍ زراعية وتحسين أوضاع المزارعين وشراء وتوفير معدات زراعية، وتأهيل فرسان التنمية، ودعم قدرات تحسين إنتاجية وتسويق الألبان والأسماك.

وحققت الوحدة بالتنسيق مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا والسلطة المحلية بالمحافظة، نقلة نوعية في دعم المزارعين وتوفير أبرز الاحتياجات وتوسيع الرقعة الزراعية ودعم جهود تنسيق العمل التعاوني وتعزيز نشاطها في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

مشاريع حيوية :

يعد مشروع تأهيل البوابة البحرية لميناء الاصطياد السمكي في الحديدة، بقيمة 250 مليون ريال، أحد المشاريع الحيوية للوحدة نظرا لما يمثله من أهمية في تحسين البنى التحتية للقطاع السمكي وخدمة الصيادين، وتسهيل حركة دخول وخروج قوارب الصيادين من وإلى الميناء.

ومن ضمن المبادرات التي تم تمويلها مشروع ترميم المسلخ المركزي بالمحافظة بقيمة 38 مليون ريال ويشمل ترميم الصالة المركزية وقسم الجلود والخزان الرئيسي وإنشاء مختبر إضافة إلى إعادة ترميم سور المبنى، بما يسهم في تحسين الخدمات التي تقدمها مؤسسة المسالخ في اطار تدخلات الوحدة لإعادة تأهيل المباني ذات الأولوية.

وفيما يتعلق بمشاريع حصاد مياه الأمطار والاستفادة منها لري المحاصيل الزراعية المختلفة، تم تمويل مشروعي بناء وتأهيل حاجزين بوادي سهام، ومعالجة الأضرار التي خلفتها سيول الأمطار في الحاجزين بقيمة 150 مليون ريال.

ونظراً لما تمثله الأودية المعروفة على امتداد أراضي مديريات ساحل تهامة من أهمية للقطاع الزارعي، قامت الوحدة بتمويل مشروع تنفيذ حاجز مائي في وادي مور بقيمة 68 مليون ريال، وكذا مشروع حاجز بعشوش بقيمة سبعة ملايين ريال، ومشروع حماية قريتي بعشوش وبيت الشعفوف بمبلغ سبعة ملايين ريال.

وموّلت الوحدة تنفيذ مشاريع حفر ثلاث آبار مياه مع منظومة شمسية لمزارعي النخيل في مديرية التحيتا بقيمة 80 مليون ريال، وإنشاء حواجز مائية وترابية بقيمة 250 مليون ريال.

وبخصوص دعم شراء وتوفير المعدات الزراعية، سلمت الوحدة الشهر الماضي عدداً من المعدات الثقيلة للهيئة العامة لتطوير تهامة شملت ثلاثة شيولات وبوكلين بقيمة 240 مليون ريال، ضمن التوجهات الرامية لتفعيل نشاط الهيئة في المجال الزراعي وتنفيذ المشاريع المائية والسدود.

وساهمت الوحدة في تمويل عدد من التجارب البحثية لأصناف القمح في مديرية باجل بواقع 20 صنفا تكللت بالنجاح وتحقيق إنتاجية من 2- 3 أطنان في الهكتار الواحد بالنسبة للحقول البحثية، حيث ركزت هذه التجارب على تشجيع المزارعين وتزويدهم بمعارف حول الممارسات والعمليات الزراعية للمحصول وكيفية التعامل معه كونه دخيلاً على تهامة، وما تتطلبه هذه المحاصيل من عناية جيدة.

وتركز جهود الوحدة على دعم مثل هذه التجارب والمشاريع الهادفة، من خلال خطوات عملية في إطار توجيهات قائد الثورة واللجنة الزراعية والسمكية العليا للوصول بالمحاصيل خاصة القمح إلى الاكتفاء بدلا من الاستيراد الخارجي الذي يقدر بثلاثة ملايين و800 طن سنويا.

حضور تنموي واسع :

تحرص وحدة تمويل المبادرات والمشاريع الزراعية والسمكية بالحديدة، على تعزيز حضورها الإيجابي في الميدان التنموي، بدعم مختلف المشاريع والمبادرات المجتمعية والزراعية والسمكية وفق لائحة مهامها، التي تنطلق من الرؤية التنموية المستدامة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأوضح مدير عام الوحدة بالمحافظة يحيى الوادعي، أنه تم تنفيذ وإنجاز سلسلة من المشاريع خلال الفترة الماضية في مجالات ومسارات مختلفة ذات علاقة بالنشاط الزراعي وتنمية الثروة السمكية ومساندة دور هيئة تطوير تهامة والجمعيات التعاونية والسمكية والتنموية في توفير الاحتياجات ودعم الورش والدورات.

ونوه إلى أن 37 مشروعا ممولا من الوحدة بقيمة تزيد عن مليارين و800 مليون ريال، موزعة على 24 مشروعاً قيد التنفيذ و13 مشروعا تحت الدراسة والتخطيط لتنفيذها، ستمثل نهضة حقيقية للقطاعين الزراعي والسمكي في مختلف مناطق مديريات المحافظة، وبما يلبي الاحتياجات الماثلة.

وأفاد الوادعي بأن مجلس إدارة الوحدة بالمحافظة، أقر في اجتماعه الأخير، تنفيذ 18 مشروعا زراعيا وسمكيا، بقيمة مليارين و500 مليون ريال، بتمويل محلي، تتضمن إنشاء خمسة مراكز إرشاد زراعي في مديريات المنيرة وبيت الفقيه وبرع، وترميم خمسة مراكز أخرى في بيت الفقيه، والتحيتا والجاح، والدريهمي والمعرس بالزهرة.

وتشمل المشاريع المقرة صيانة وإعادة تأهيل محلج القطن المدمر في زبيد، وترميم وتأهيل خمسة مبانٍ إدارية ومرافق في المنطقة الجنوبية لتطوير تهامة، وإعادة تأهيل وترميم وتركيب أدوات مختبر المياه والتربة المركزية في هيئة تطوير تهامة.

كما تتضمن شراء أربع معدات زراعية ثقيلة، وصيانة وتأهيل حوض الحاجز التحويلي في وادي رماع بزبيد، وإنشاء بوابة من الجابيونات بعرض 15 مترا بوادي مور، وإنشاء جدارين من الجابيونات بطول 60 مترا بوادي مور، ورفع الترسبات وإزالة الأشجار بأودية سهام ومور وزبيد ورماع وسردود، والمساهمة في زراعة 30 ألف هكتار في الصحراء بمحاصيل الحبوب، وإنشاء خمسة مشاتل في المديريات النموذجية.

وأشار مدير الوحدة الوادعي، الى أن المشاريع المقرة التي تخدم القطاع السمكي، تشمل توسعة وتعميق حوض الاصطياد السمكي بالخوبة في مديرية اللحية، وصيانة مراكز الإنزال السمكي في الطور وغليفقة والمتينة والصليف وابن عباس وكمران.

جهود ملموسة ودعم متنوع:

تشكل الحديدة، أهمية كبيرة نظرا لما تتمتع به من مزايا للزراعة والثروة السمكية، وتطرق مدير وحدة تمويل المشاريع، إلى ما تقوم به الوحدة من جهود نوعية في دعم وتمويل مشاريع أعمال التشجير الهادفة لمكافحة التصحر وإعادة الحياة للمزارع التي دمرها العدوان، ودعم النشاط الزراعي ومساندة الجمعيات والمزارعين الذين يمثلون العنصر الأساسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل الأمن الغذائي.

وأفاد بأن المشاريع الممولة تتركز في جانب تشجيع المبادرات المجتمعية في مختلف مجالات التنمية خاصة الزراعية والتركيز على بناء السدود والحواجز المائية لحصاد مياه الأمطار والاستفادة منها لري المحاصيل الزراعية، والتركيز على دعم المشاريع التي تكون دراستها مكتملة وشاملة.

ولفت إلى ما تم تنفيذه في جانب تأهيل الكوادر التنموية ودعم ورش ودورات التطوع في مجال العمل التنموي والزراعي والمبادرات المجتمعية، وتقييم وتطوير سلسلة القيمة الإنتاجية للألبان المحلية ومشتقاتها، وتقليص الفجوات التنموية، وورش شركاء التنمية، وتأهيل كوادر الجمعيات.

ونوه الوادعي إلى حرص الوحدة على دعم الأبحاث العلمية في مجال الثروة السمكية وتعزيز التعاون مع كلية علوم البحار وتشجيع إعداد الدراسات العلمية التي تنسجم مع متطلبات استغلال خيرات البلاد في هذا القطاع وبما يواكب توجهات الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يمثل ركيزة أساسية للأمن الغذائي.

وتطرق إلى التدخلات في دعم مشروع التوسع في زراعة الحبوب بمديرية زبيد، وتسليم 300 مزارع 12 ألفا و500 كيلو جرام من بذور الذرة الشامية، وأربعة آلاف من بذور القمح، وألف كيلو من بذور الفاصوليا الرقشاء ضمن مشروع التمكين الاقتصادي لتوفير قروض بيضاء، بتمويل وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية.

وبين أن الوحدة ساهمت في دعم كلية الزراعة بجامعة الحديدة، بحافلتي نقل، مبادرة منها لتلبية جزء من احتياجات الكلية ضمن التوجهات الرامية لدعم التعليم الأكاديمي الزراعي، مؤكداً أن الوحدة تولي الجانب الزراعي والسمكي المزيد من الاهتمام لترجمة توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي وصولاً إلى تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.

وأكد مدير وحدة التمويل يحيى الوادعي، الحرص على التنسيق مع الجهات المعنية بالمحافظة، لرفع مستوى العمل التشاركي في تنفيذ المبادرات ضمن الجبهة التنموية الزراعية التي تستدعي تعزيز كل الجهود والطاقات للاعتماد على الذات بتجارب ناجحة، وحشد الدعم للمشاريع.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: لتحقیق الاکتفاء الذاتی المشاریع والمبادرات وحدة تمویل المشاریع الزراعیة والسمکیة ملیون ریال فی دعم

إقرأ أيضاً:

وزير الطاقة يطلق أول وحدة لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة في «كابسارك»

أطلق الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، تشغيل أول وحدة اختبار لتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة بعد تركيبها داخل مرافق مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك"، في الرياض، بالشراكة مع شركة كلايموركس.

وقد بدأت الوحدة المتنقلة عملها فعليًا، حيث تقوم بالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة، مما يؤكد فعالية هذه التقنية الرائدة حتى في الظروف المناخية الحارة والجافة.

ويعكس هذا الإطلاق ريادة المملكة في مجال الاقتصاد الدائري للكربون، كما يؤكد حرص المملكة على تطبيق حلول التقاط الكربون من الهواء مباشرة لتحقيق أهدافها المناخية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وإستراتيجياتها الوطنية.

ويُعد تشغيل الوحدة خطوة مهمة في دعم جهود المملكة لتطوير تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، لا سيما في مجال التقاط الكربون من الهواء مباشرة، كما يهدف المشروع إلى تقييم النظام في ظروف مناخية قاسية ودرجات حرارة مرتفعة، تختلف عن المناخات الباردة التي تعمل فيها الوحدة عادة مثل أيسلندا، وستقدم هذه التجربة رؤى مهمة حول إمكانية تطبيق هذه التقنية في مناطق أخرى من المملكة، وفي بيئات مناخية مشابهة حول العالم.

كما تعكس استضافة الوحدة داخل مرافق "كابسارك" دور المركز بصفته جهة فكرية رائدة في قطاع الطاقة في المملكة، وأحد المساهمين الرئيسيين في تطوير إستراتيجيات المناخ وإدارة الكربون على المستوى الوطني، كما يمتلك مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" خبرة واسعة في مجال التقاط الكربون والنمذجة التقنية والاقتصادية وتحليل سياسات المناخ، مما جعله الشريك الأمثل لهذه التجربة.

وتُمكن هذه المقومات المملكة من قيادة جهود إزالة الكربون على نطاق صناعي وبتكاليف مجدية، بما يعزز مساهمتها في تحقيق أهدافها المناخية طويلة المدى.

وجاء تركيب الوحدة في إطار مبادرة دراسة جدوى أوسع أُطلقت بموجب مذكرة تفاهم وُقّعت خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء في ديسمبر (2024)، وتهدف هذه التجربة إلى توسيع استخدام تقنيات التقاط الكربون في المملكة، دعمًا لطموحها نحو الوصول إلى الحياد الصفري.

وأظهرت هذه الشراكة ما تتمتع به المملكة من إمكانات اقتصادية في توطين تقنيات التقاط الكربون من الهواء مباشرة بفضل وفرة مصادر الطاقة المتجددة، وبنية تحتية عالمية، وموقع إستراتيجي، مما يجعلها مركزًا رائدًا في تطبيق حلول التقاط الكربون من الهواء مباشرة، من خلال قدرتها على توسيع استخدام تقنيات التقاط الكربون على نطاق صناعي وبتكلفة مجدية، والاستفادة من وفرة موارد الطاقة مما يسهم في تحقيق أهدافها المناخية نحو تحقيق الحياد الصفري.

ويُعد نجاح التجربة خطوة مهمة تتخذها المملكة لتطوير حلول متقدمة لإدارة الكربون، فقد أعلنت المملكة عن طموحها في التقاط واستخدام ما يصل إلى (44) مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2035، من خلال تطوير مراكز كبرى لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)، في كل من المناطق الشرقية والغربية، وتهدف هذه المراكز إلى تجميع الانبعاثات الصناعية لإعادة استخدام الكربون وتحويله إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية، كما تواصل الدراسة المتعلقة بتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة تقييم إمكانية توطين المواد والمكونات الأساسية، ما يعزز فرص تطوير سلسلة إمداد محلية، ويعكس هذا التوجه الدور الريادي للمملكة في توسيع نطاق استخدام التقنيات التي تسهم في خفض الانبعاثات، مع دعم الابتكار الصناعي وتعزيز التنويع الاقتصادي.

أخبار السعوديةكابساركأخر أخبار السعوديةوزير الطاقةأول وحدة لالتقاط الكربون من الهواءقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • توسع المشاريع الزراعية بقرى وادي العين في "عبري"
  • أمير تبوك يستعرض المشاريع والمبادرات لشركة الاتصالات السعودية بالمنطقة
  • مشاريع تنموية جديدة لتعزيز العرض الصحي وتعزيز البنيات التحتية والرياضية بإقليم اشتوكة
  • مجمع سياحي متكامل بولاية صلالة بقيمة 80 مليون ريال
  • تمويل عقاري بفائدة 8% لمنخفضي الدخل و12% لمتوسطي الدخل بـ«سكن لكل المصريين 7» |إنفوجراف
  • الهلال للمشاريع الناشئة تشارك في جولات تمويل بقيمة 657 مليون دولار
  • «مسار» توقع اتفاقيات لبيع 5 قطع أراضٍ بقيمة 628.5 مليون ريال
  • تشغيل أول وحدة لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة في كابسارك
  • وزير الطاقة يطلق أول وحدة لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة في «كابسارك»
  • في قبضة الأمن تعز.. أمن مديرية صالة يستعيد مسروقات بقيمة 14 مليون ريال ويضبط المتهمين