أظهرت دراسة جديدة أن التغيرات الدماغية في منتصف العمر التي لم تتم دراستها جيدا، يمكن أن تتنبأ بخطر إصابة الشخص بالخرف.

وبحلول عام 2050، سيتضاعف عدد سكان العالم البالغين من العمر 60 عاما فما فوق تقريبا، ما يؤدي إلى ما يصل إلى 153 مليون حالة من حالات الخرف. ولهذا السبب، قامت أستاذة علم الأعصاب في جامعة كوليدج كورك، البروفيسورة إيفون نولان، والطالب سيباستيان دوم هانسن ألارد، بالتحقيق في العلاقة بين مخاطر الإصابة بالخرف وما يوجد في دمائنا.

إقرأ المزيد فصيلة دمك قد تؤثر على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

لعقود من الزمن، ركز العلماء على الشيخوخة باعتبارها الوقت الذي تتراجع فيه الحدة العقلية وصحة الدماغ عادة. لكن مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أننا ربما نغفل فترة حرجة يمكن أن تشكل مستقبلنا المعرفي: منتصف العمر (المرحلة التي يتراوح فيها العمر بين 40 و65 عاما).

ونظرت الدراسة الحديثة المنشورة في مجلة Trends in Neurosciences في أدلة من الدراسات التي تركز على الإنسان والحيوان لتحليل الدماغ في مرحلة "منتصف العمر". وقاموا بمراجعة الأدلة الناشئة التي تشير إلى أن منتصف العمر هو فترة تحددها عمليات مركزية فريدة من نوعها تشكل المسارات المعرفية المستقبلية وصحة الدماغ".

ووفقا لنولان وألارد، قد يبدأ الدماغ في التغير بوتيرة أسرع في مرحلة منتصف العمر دون أن نلاحظ ذلك، وقد يكون سبب ذلك (جزئيا) ما هو موجود في الدم.

وهذه المرحلة من شيخوخة الدماغ خلال الأربعينيات إلى الخمسينيات من العمر، أو "منتصف الشيخوخة"، قد تتنبأ بصحتك المستقبلية.

ومن المهم للعلماء أن يكتشفوا عوامل خطر التدهور المعرفي قبل أن يصل المريض إلى سن الشيخوخة، عندما يكون الوقت قد فات في كثير من الأحيان للتدخل.

وبحسب ما أفاد نولان وألارد، فإنه تبين أن محتويات الدم قد تتسبب في شيخوخة الدماغ. موضحين: "مع مرور الوقت، تتدهور الخلايا والأعضاء ببطء، ويمكن لجهاز المناعة أن يتفاعل مع ذلك عن طريق بدء عملية الالتهاب. ويمكن للجزيئات الالتهابية أن تنتهي بعد ذلك في مجرى الدم، وتشق طريقها إلى الدماغ، وتتداخل مع أدائه الطبيعي وربما تضعف الإدراك".

وقال نولان وألارد: "قد يكون منتصف الشيخوخة أكثر أهمية بالنسبة لصحة أدمغتنا في المستقبل مما نعتقد".

ويقترح العلماء تعزيز الشيخوخة المعرفية الصحية من خلال التمارين الرياضية، التي يمكن أن يكون لها تأثيرات مفيدة على الدماغ. 

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألزهايمر امراض دراسات علمية مرض الشيخوخة منتصف العمر

إقرأ أيضاً:

يهدد رفاهيتهم.. كيف يؤثر إدمان الإنترنت على تعطيل أدمغة المراهقين؟ دراسة تجيب

دراسة جديدة تكشف: إدمان الإنترنت يعطل أدمغة المراهقين ويهدد رفاهيتهم

في ظل العصر الرقمي المتسارع، يشكو العديد من المراهقين من تراجع قدرتهم على التركيز في مهامهم اليومية وقضاء الوقت مع أحبائهم. 

كشف دراسة حديثة نشرت في مجلة "PLOS Mental Health" عن التأثيرات السلبية لإدمان الإنترنت على أدمغة المراهقين، مؤكدةً أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يعطل مناطق الدماغ الحيوية للتحكم في الانتباه والذاكرة. 

اقرأ أيضاً : الألعاب الإلكترونية تودي بحياة مراهق تايلاندي

هذه النتائج تأتي لتنبه الآباء والأمهات إلى ضرورة مراقبة سلوكيات أبنائهم الرقمية والبحث عن وسائل للتوازن بين العالم الافتراضي والواقعي.

أفادت دراسة جديدة بأن المراهقين الذين يقضون فترات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي يواجهون صعوبة في التركيز على مهام أخرى مهمة مثل الواجبات المنزلية وقضاء الوقت مع العائلة. وقد وجدت الدراسة أن الإدمان على الإنترنت يؤثر سلبًا على مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في الانتباه والذاكرة العاملة.

تم نشر هذه النتائج في مجلة "PLOS Mental Health"، وهي مستندة إلى مراجعة شملت 12 دراسة خاصة بالتصوير العصبي لمئات المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا، بين عامي 2013 و2022. وكتب الباحثون في الدراسة أن الإدمان السلوكي الناتج عن الاستخدام المفرط للإنترنت أصبح مصدر قلق متزايد منذ العقد الماضي.

تشمل معايير التشخيص السريري لإدمان الإنترنت استمرار انشغال الشخص بالإنترنت، وظهور أعراض الانسحاب عند الابتعاد عنه، وتضحية الشخص بالعلاقات الاجتماعية لصالح الوقت الذي يقضيه على الإنترنت.

ماكس تشانغ، المؤلف الأول للدراسة بسان فرانسيسكو، أوضح أن هذا النمط السلوكي يؤدي إلى خلل أو ضيق كبير في حياة الفرد. وأشار الباحثون إلى أن أدمغة المراهقين، مقارنة بالبالغين، تتأثر بشكل مختلف، مما يجعل من الضروري فهم تأثيرات إدمان الإنترنت على أدمغتهم.

وكشفت الدراسة أن مناطق الدماغ المسؤولة عن السلوكيات التنفيذية مثل الانتباه والتخطيط واتخاذ القرار، أظهرت اضطرابًا في قدرتها على العمل معًا لدى المراهقين المدمنين على الإنترنت مقارنة بأقرانهم. وأكد الباحثون أن هذه التغييرات قد تجعل تنفيذ هذه السلوكيات أكثر صعوبة، مما يؤثر على تطور الشخص ورفاهيته.

وقال الدكتور ديفيد إليس من معهد الأمن الرقمي والسلوك بجامعة باث أن الدراسة تقدم مراجعة منهجية تشير إلى ارتباطات بين الاتصال الوظيفي في الدماغ وإدمان الإنترنت، لكن هناك قيودًا يجب معرفتها. وأوضح أن هذه الدراسات لا يمكن أن تستخلص الأسباب والنتائج، وأن التركيز على الاتصال الوظيفي يأتي على حساب نقد المقياس الرئيسي للانتباه.

وفي الولايات المتحدة، إدمان الإنترنت غير مدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-V)، بينما يتم إدراج اضطراب الألعاب عبر الإنترنت. وأشارت الدكتورة إيفا تيلزر، أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة نورث كارولينا، إلى أن جميع الدراسات أُجريت في وقتٍ واحد، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت الاختلافات في أنماط اتصال الدماغ هي السبب أو النتيجة لإدمان الإنترنت.

وأضافت الدكتورة سميتا داس، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة ستانفورد، أن الإدمان على الإنترنت قد يكون مرتبطًا بالمسارات العصبية المرتبطة بالإدمان، مشيرة إلى أن بعض السلوكيات مثل الانسحاب من العلاقات يمكن أن تكون مؤشرات على إدمان الإنترنت.

اقترح الدكتور تشاغلار يلدريم، أستاذ مشارك في علوم الكمبيوتر بجامعة نورث إيسترن، العثور على أنشطة تشجع المراهقين على الابتعاد عن الإنترنت. وأضافت داس أنه يمكن للطبيب تقديم استراتيجيات سلوكية أو أدوية لعلاج إدمان التكنولوجيا في الحالات الشديدة.

 

مقالات مشابهة

  • دراسة ألمانية: الضحك يطيل العمر والتفاؤل والابتسامة هما أصل الدواء
  • دراسة تحدد الأطعمة التي تمنع شيخوخة الدماغ
  • مرحلة الإدراك والنضج
  • هل تستطيع خلايا الدماغ التنبؤ بالمستقبل خلال النوم؟.. دراسة علمية تجيب
  • هل تستطيع الدماغ التفكير بالمستقبل خلال النوم؟.. دراسة علمية تجيب
  • هل تستطيع خلال الدماغ بالمستقبل خلال النوم؟.. دراسة علمية تجيب
  • يهدد رفاهيتهم.. كيف يؤثر إدمان الإنترنت على تعطيل أدمغة المراهقين؟ دراسة تجيب
  • هكذا يؤثر إدمان الإنترنت على أدمغة المراهقين بحسب دراسة جديدة
  • ارتفاع الصوديوم في الدم في منتصف العمر يرتبط بتسارع الشيخوخة
  • مجلس الشيوخ يبدأ مناقشة دراسة تحديات الشباب والذكاء الاصطناعي