ويتكوف يزور برلين لبحث حرب أوكرانيا وقادة أوروبا يطالبون بضمانات
تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT
أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي وزعماء أوروبيين في برلين بعد غد الاثنين، في ظل مساعي واشنطن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في حين طالبت فرنسا واشنطن بتقديم "ضمانات أمنية" قبل أي تفاوض بشأن أراضي شرق أوكرانيا.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض لوكالة الصحافة الفرنسية صحة ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال أمس بشأن لقاء ويتكوف مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين نهاية الأسبوع لبحث مفاوضات السلام.
وكانت الحكومة الألمانية أعلنت أن برلين ستستضيف القادة -بمن فيهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته- بعد غد الاثنين بعد حضور زيلينسكي منتدى الأعمال الألماني الأوكراني برفقة المستشار فريدريش ميرتس.
ولم يقرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد ما إذا كان سيحضر اجتماع القادة الأوروبيين المقرر في برلين، وفق قصر الإليزيه.
ضمانات أمنيةوتكثف واشنطن ضغوطها على كييف للتوصل إلى اتفاق، لكن الأوروبيين والأوكرانيين يطالبون الأميركيين بأن يقدموا "ضمانات أمنية" قبل أي تفاوض بشأن الأراضي في شرق أوكرانيا الذي أعلنت روسيا سيطرتها عليه، وفق الرئاسة الفرنسية.
وقال مستشار للرئيس الفرنسي إن "المطلوب هو شفافية كاملة بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن للأوروبيين والأميركيين تقديمها للأوكرانيين قبل أي تعديلات تطال قضايا الأراضي المتنازع عليها".
وأوضح أن ما ينتظره الأوروبيون من واشنطن هو ضمانة أميركية بالنسبة إلى من "يشاركون في تحالف الراغبين"، وهو ما يضم نحو 30 دولة مستعدة لمساعدة الجيش الأوكراني للمشاركة في قوة "طمأنة" في أوكرانيا بمجرد إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار، لمنع أي هجوم روسي جديد.
وأكد المستشار الرئاسي الفرنسي أن هذا الضمان الأميركي يجب أن يبعث رسالة واضحة إلى "الروس أنه إذا كانوا يخططون لمهاجمة أوكرانيا مرة أخرى فسيتعين عليهم مواجهة ليس فقط الأوروبيين والأوكرانيين ولكن أيضا الأميركيين".
إعلانكما نفى موافقة كييف على أي تنازلات إقليمية في مناقشاتها مع واشنطن، وذلك في أعقاب تقارير صحفية أشارت إلى أنها منفتحة على نزع السلاح من الأراضي التي لا يزال الجيش الأوكراني يسيطر عليها ويطالب الروس بضمها.
النفوذ الأميركيوشدد المستشار الرئاسي الفرنسي مجددا على ضرورة أن يتفق الأميركيون أولا مع الأوروبيين والأوكرانيين على تقديم مقترحات سلام مشتركة قبل أي مفاوضات مع روسيا.
وأشار إلى أن "هذه الأرضية المشتركة يجب أن تجمع الأوكرانيين والأميركيين والأوروبيين، ويجب أن تتيح لنا معا تقديم عرض تفاوض وعرض سلام متين ودائم يحترم القانون الدولي ومصالح أوكرانيا السيادية".
وأفاد بأن "الأمر سيكون متروكا للأميركيين لممارسة نفوذهم وموهبتهم لإقناع الروس بأن هذا الخيار الموحد (الأرضية الأوروبية الأوكرانية الأميركية المشتركة) هو الخيار الذي يُبنى عليه السلام".
وقال مسؤولون أوكرانيون إنهم أرسلوا مؤخرا إلى واشنطن خطة محدثة تستند إلى مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأصلي المكون من 28 نقطة لإنهاء الحرب التي بدأت في فبراير/شباط 2022.
ووُجهت اتهامات إلى خطة ترامب التي كُشف عنها الشهر الماضي بأنها تعكس المطالب الرئيسية لموسكو، بما في ذلك تنازل أوكرانيا عن أراض حيوية لروسيا.
كما أن فكرة انضمام أوكرانيا السريع إلى الاتحاد الأوروبي -وهي خطوة تعارضها موسكو- مدرجة في أحدث نسخة من الخطة الأميركية.
وكشف مصدر رفيع مطلع على الأمر لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الجمعة أن أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في وقت مبكر من يناير/كانون الثاني 2027 بموجب أحدث خطة أميركية.
وعادة ما تستغرق عملية الانضمام المعقدة إلى الاتحاد الأوروبي سنوات طويلة، وتتطلب موافقة بالإجماع من الدول الـ27 الأعضاء في التكتل.
وعبّرت بعض الدول -وفي مقدمتها المجر- مرارا عن معارضتها انضمام أوكرانيا.
وتعتبر أوكرانيا أن واشنطن تمتلك النفوذ الكافي لإقناع القادة الذين يعارضون عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي بتغيير موقفهم.
ومع ذلك، أبدت روسيا أمس شكوكا في الجهود المبذولة لتعديل الخطة الأميركية التي دعمتها ولبت معظم مطالبها الأساسية، معتبرة أن نقاش الخطة "سيكون طريقا طويلا"، وفق مستشار الكرملين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف الذي تحدّث مع صحيفة كوميرسانت الاقتصادية.
وأكدت موسكو أنها لم تطّلع على صيغة محدثة من الخطة منذ المحادثات التي جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في موسكو الأسبوع الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الاتحاد الأوروبی قبل أی
إقرأ أيضاً:
صدع يضرب ضفتي الأطلسي| ترامب يهدد بالتصعيد ضد أوروبا.. وقادة القارة العجوز يتعهدون بالاستقلال عن واشنطن
يبدو أن الخلاف بين ضفتي الأطلسي وصل إلى مرحلة الغليان، وأصبح هناك صدع حقيقي في العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا بعد أشهر من الخلاف المستتر، والسبب هنا يرجع إلى أوكرانيا.. القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل العربي.
استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة. بداية الصدعذروة هذا الصدع جاءت مع إعلان الولايات المتحدة عن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة ، التي أعلنت فيها واشنطن أن القارة الأوروبية تواجه محوا حضاريا، متهمة الحكومات الأوروبية بتقويض العمليات الديمقراطية.
تصعيد أمريكي تجاه الدول الأوروبيةبجانب هذه الاستراتيجية، أطلق سيد البيت الأبيض ترامب سهامه أيضا نحو أوروبا، وصعّد من لهجته تجاه حلفاء واشنطن التقليديين، ووصف قادتهم بأنهم ضعفاء، وهي التصريحات التي أحدثت زلزالا في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، استدعت ردا رسميا من قادة الدول الثلاث، هو الأخطر خلال العقود الماضية.
ميرتس يدعو أوروبا للاعتماد على نفسهاالبداية كانت مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي رفض هجوم ترامب اللاذع ووصفه بأنه غير مقبول، بل وذهب بقوله إن على الأوروبيين إعادة بناء جيوشهم التي ضعفت بعد عقود من الإهمال، ما جعلهم يعتمدون بشكل كبير على الجيش الأمريكي في الدفاع عن أنفسهم.
أوروبا قوية.. رسالة ستارمر لترامبوبالانتقال إلى عاصمة الضباب ، لندن ، رد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على تصريحات الرئيس الأمريكي بقوله إن أوروبا قوية، وإن بلاده وحلفاءها الأوروبيين سيقفون صفا واحدا مع أوكرانيا، وسيتصدون لما وصفه بعدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كييف.
فرنسا تدعو للاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدةوفي رد فعل فرنسي، دعا وزير الخارجية، جان نويل بارو، أوروبا، إلى تسريع خطواتها نحو تحقيق الاستقلال الاستراتيجي للرد على استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلى تصريحاته تجاه قادة أوروبا، موضحا أن هذه التصريحات أثبتت أن فرنسا كانت على حق في دعوتها لأوروبا "منذ عام 2017 إلى تحقيق الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة.
مناورة جيوسياسية لمنع تحول أوروبا لقوة موحدةولم يغب مفوض الدفاع في الاتحاد الأوروبي، أندريوس كوبيليوس عن الأزمة، حيث صرح بأن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة تنطوي على نبرة عدائية صريحة تجاه الاتحاد، منتقدا أيضا تصريحات ترامب تجاه قادة أوروبا وواصفا بأنها مناورة جيوسياسية تهدف إلى الحيلولة دون تحول أوروبا إلى قوة موحدة.
مشهد مرتبك ، وتحركات متضاربة، ومستقبل غامض ، ثلاثة عناوين تلخص مرحلة هي الأصعب بل والأخطر في تاريخ العلاقات الأمريكية الأوروبية ، فمن سيفرض إرادته في معركة ضفتي الأطلسي؟.