يراقب العلماء حول العالم فيروسات من الممكن انتشارها بين البشر، منذ تفشي جائحة كورونا في العديد من البلدان، وفي جائحة أخرى حذرت السلطات الصحية اليابانية من انتشار فيروس الحلق العقدي القاتل، إذ زادت حالات الإصابة به بنحو ثلاثة أضعاف عن العام الماضي خاصةً في طوكيو، ومن المتوقع انتشاره في العديد من البلدان، وهو عبارة عن التهاب يبدأ من الحلق وينتشر في جميع أنحاء الجسم، وزادت معدلات الإصابة به أربعة أضعاف عن السنوات الخمس الماضية.

التهاب الحلق العقدي

امتلأت مستشفيات الصين بحالات أمراض الجهاز التنفسي وخاصةً الأطفال الذين يشكون من التهابات فيروس الحلق العقدي القاتل، ووفقًا لتقرير وزارة الصحة فإن سجلت اليابان 474 حالة إصابة بالوباء الأكثر خطورة، ووصل معدل الوفيات إلى 30%، لأنه ينتشر في جميع أنحاء الجسم، مما قد يسبب فشل الأعضاء، وفقًا لما ذكرته صحيفة «اندبندنت» البريطانية، وهناك ارتفاعًا في الحالات المرتبطة بالفيروسات الأنفية.

وفيروس الحلق العقدي القاتل هو عدوى شائعة تصيب وتؤثر على كل الفئات العمرية، خاصةً الأطفال ضعيفي المناعة وتنتشر ببكتيريا في الجسم، وتجعل الحلق شديد الاحتقان والتشرخ، ووفقَا لما ذكره الدكتور هيتوشي هوندا، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة فوجيتا الصحية، في حديثه لوكالة «رويترز»، فإن المرض ليس مرضًا تنفسيًا فقط مثل فيروس كورونا بل هو أكثر خطورة، لذلك من الممكن أن يؤدي إلى حالة وبائية.

أسباب التهاب الحلق العقدي

التهاب الحلق العقدي هو عدوى بكتيرية، وبحسب ما ذكر الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، خلال حديثه لـ«الوطن»، فإنه التهاب الرئة الأكثر خطورة، ويسبب مضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية، وهو موجود في كل أنحاء العالم، ويزداد مع زيادة التهاب الحلق، وبحسب موقع «Mayo clinic»، المتخصص في الشؤون الطبية، فإنه له علامات وأعراض الْتهاب الحلق.

أعراض التهاب الحلق العقدي

وأضاف «الحداد»، الأعراض المرتبطة بالتهاب الحلق العقدي، وهو أكثر حدة مقارنةً بالأنواع الأخرى من التهاب الرئة:

ألم الحلق. صعوبة البلع المؤلم. احمرار وتورم اللوزتين. طفح جلدي. الشعور بالغثيان. القيء الشديد خاصة عند الأطفال الصغار. آلام الجسم.  الصداع. سيلان الأنف. ألم الأذن. ألم الصدر الناتج عن السعال. الفئات الأكثر تعرضًا

وتصيب هذه العدوى أي شخص ولكنها أكثر شيوعًا وانتشارًا بين الأطفال، ويمكن أن تنتشر عبر الرذاذ أو نقل البكتيريا إلى الأنف أو القرب من شخص مريض، كما تزيد حدة المرض لدى الأشخاص المصابين بضعف المناعة، وتشمل مضاعفات التهاب الحلق العقدي الآتي:

الإصابة بنوع أكثر حدة من التهاب الرئة. تفاقم أعراض الربو. انتشار العدوى وتسبب عدوى في اللوزتين. الجيوب الأنفية والتهابات الأذن الوسطى. تفاعلات التهابية من التهاب المفاصل والحمى الروماتيزمية. طرق الوقاية من التهاب الحلق العقدي

وتتمثل طريقة الوقاية من عدوى التهاب الحلق العقدي في:

غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار لمدة 20 ثانية. استخدم معقم اليدين. تغطية الفم بمنديل عند السعال أو العطاس. لا تشارك أدواتك الشخصية مع الآخرين. لا تُشارك أكواب الشراب أو أدوات تناول الطعام مع غيرك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التهاب الحلق فيروس تنفسي من التهاب

إقرأ أيضاً:

الموت الطائر.. لماذا تعد المروحيات أكثر خطورة وعرضة للسقوط؟

أفادت تقارير أولية صادرة من التلفزيون الإيراني بوقوع حادث "هبوط صعب" لطائرة مروحية تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في محافظة أذربيجان الشرقية، وقال التلفزيون الإيراني إن فرق الإنقاذ تحاول الوصول إلى موقع الحادث، لكن الظروف الجوية القاسية والضباب يصعّبان من مهمة هذه الفرق، ولذا يظل ما حدث للطائرة التي أقلَّت الرئيس ووزير خارجيته وعددا من المسؤولين الذين كانوا على متن المروحية معه مجهولا حتى لحظة كتابة هذه الكلمات.

ملكة الحوادث

لا يُعد هذا هو الحادث الوحيد المتعلق بالمروحيات هذا العام، ففي 23 أبريل/نيسان الماضي اصطدمت طائرة من طراز "أغستاوستلاند أ و 139" بطائرة من طراز "يوروكوبتر فنك" فوق بلدة لوموت في ماليزيا، خلال بروفة لعرض عسكري احتفالا بالذكرى التسعين للبحرية الملكية الماليزية، مما أسفر للأسف عن مقتل جميع أفراد الطاقم العشرة في الطائرتين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صناعة الدولة الهشة.. العراق واللاعبون الدوليونصناعة الدولة الهشة.. العراق ...list 2 of 2أيه كيه 47: بندقية المقاومة المفضلة لضرب جنود الاحتلالأيه كيه 47: بندقية المقاومة ...end of list

في الواقع، شهد العالم منذ عام 2000 مئات الحوادث المسجلة (المعلن عنها إعلاميا) للمروحيات، هذا النوع من الحوادث منتشر حتى في الطائرات العسكرية، فمثلا أمرت إدارة الجيش الأميركي في أبريل/نيسان الماضي بمجموعة إضافية من التدريبات في جميع أنحاء القوات الجوية بعد وقوع عشرات الحوادث المؤسفة مؤخرا خصوصا، وعموما خلال عامي 2023 و2024، بحيث يساوي ما حصل في عام واحد فقط إجمالي الحوادث الشديدة التي أُبلغ عنها منذ 2016.

الكثير من تلك الحوادث كانت من الفئة "أ"، التي تعرف على أنها حوادث تؤدي إلى خسائر في الأرواح، أو خسارة معدات يبلغ مجموع ثمنها أكثر من 2.5 مليون دولار. من هذه الحوادث ما حصل في أبريل/نيسان 2023، حينما تحطمت طائرة أباتشي في ولاية ألاسكا وأسفر ذلك الحادث عن مقتل ثلاثة أشخاص، وتصادمت كذلك مروحيتان من طراز بلاك هوك، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص في ولاية كنتاكي.

قطعة فنية خطيرة

يدفعنا ذلك كله إلى التساؤل عن السبب في أن تلك الطائرات، حتى في الفئات العسكرية منها، أكثر عرضة للحوادث مقارنة بغيرها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلِمَ يفضلها السياسيون دونا عن غيرها من الطائرات؟

أول الأسباب يتعلق بتعقيد الطائرة، فالمروحيات آلات معقدة للغاية، على عكس ما يمكن أن تظن، وتحتوي على العديد من الأجزاء والأنظمة المتحركة بالنسبة لبعضها بعضا، حتى إذا ما قورنت بالطائرات ذات الأجنحة الثابتة. هذه الأجزاء مثل الدوار الرئيسي والدوار الخلفي وناقل الحركة، وغيرها من الوصلات الميكانيكية بين جوانب الطائرة، يتطلب كلٌّ منها هندسة وصيانة ومزامنة دقيقة لضمان التشغيل الآمن والفعال، ويزيد هذا التعقيد من احتمال حدوث أعطال ميكانيكية.

أهم القطع المعقدة في المروحيات هي لا شك الشفرات الدوارة التي تولد قوة الرفع وتسمح بالإقلاع والهبوط العمودي، وترتبط هذه الشفرات بعمود مركزي متصل بالمحرك ونظام ناقل الحركة، هذا التركيب يتطلب أنظمة تحكم متطورة للحفاظ على الاستقرار أثناء التحليق والهبوط، ولا تمتلك الطائرات ذات الأجنحة الثابتة قدرة التحليق هذه، مما يؤدي إلى تبسيط الميكانيكا الخاصة بها، وبالتبعية تتطلب صيانة أقل تكرارا.

في الواقع، إن المروحيات بطبيعتها أقل استقرارا من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، لأن الأخيرة مصممة للحفاظ على طيران مستقيم ومستوٍ، مع الحد الأدنى من مساهمة الطيار، حيث تعتمد بشكل رئيسي في انزلاقها على الديناميكا الهوائية التي يتوافق معها هيكل الطائرة بشكل طبيعي، أما المروحيات فتتطلب اهتماما وتصحيحا مستمرا من الطيار للمسار لتبقى متوازنة وتحت السيطرة.

من جانب آخر، لا تعمل محركات المروحيات لتوفير الدفع فقط (مثل الطائرات ذات الأجنحة الثابتة)، ولكن أيضا للحفاظ على دوران نظام الدوار، الأمر الذي يعقد إعدادات الطاقة في الطائرة وبالتبعية يسهل تعطيلها، وفي حال تعطل المحرك لا تتمتع المروحيات بالقدرة نفسها على الانزلاق على الهواء مثل الطائرات التي تطفو مثل المظلات في أثناء هبوطها، وهنا يجب على الطيار إجراء مناورة معقدة 7 تسمح للشفرات الدوارة بالاستمرار في الدوران اعتمادا على الهواء لا المحرك، مما يسمح بهبوط صعب قد تتحطم الطائرة خلاله، وخاصة أن من المعروف أن عمليات الإقلاع والهبوط تعد المراحل الأكثر أهمية وتحديا في أي رحلة، ويتعقد الأمر في حالة الظروف المناخية الصعبة.

الطقس السيئ كابوس المروحيات

في الواقع، أشار تحليل لحوادث المروحيات المدنية والعسكرية إلى أن قرابة 79% من حوادث هذا النوع من الطائرات كانت ذات علاقة تحديدا بحالات الارتفاع عن الأرض أو الهبوط، وخاصة في الظروف المناخية القاسية (وهو ملمح نلاحظه في حادث طائرة الرئيس الإيراني، لكنه بالطبع ليس دليلا على شيء)، بل إن قرابة 40% من حوادث المروحيات المدنية والعسكرية كانت بسبب له علاقة بالطقس.

تعتمد المروحيات على الشفرات الدوارة للرفع والصعود والهبوط وضبط ميل الطائرة كما أسلفنا، مما يجعلها بطبيعتها أكثر عرضة لاضطرابات الرياح وهبوبها، لأن أي تغير مفاجئ في اتجاه الرياح أو سرعتها يمكن أن يؤثر 9 بشكل كبير على استقرار المروحية، أضف إلى ذلك أن المروحيات غالبا ما تعمل على ارتفاعات منخفضة، وتحلق بالقرب من الأرض أو فوق الماء، وبالتالي تتعرض لطقس أكثر تطرفا. أما الطائرات ذات الأجنحة الثابتة فتحلق عادةً على ارتفاعات أعلى، حيث يكون الهواء أكثر استقرارا ويمكن التنبؤ بحالته. وحتى بالنسبة لمروحيات ثقيلة لها قدرة على الطيران في طقس سيء مثل ميل مي-171، التي يعتقد أنها أقلت الرئيس الإيراني في هذه الرحلة، تظل مفاجآت الطقس وتغيرات الرياح مؤثرة.

أضف إلى ذلك أن طياري المروحيات يعتمدون بشكل كبير على الرؤية البصرية والوعي الظرفي أثناء الرحلة، وبالتالي يمكن أن يؤثر ضعف الرؤية بسبب المطر أو الضباب أو السحب المنخفضة بشكل كبير على قدرتهم على تشغيل الطائرة، مقارنة بالطائرات ذات الأجنحة الثابتة التي تعتمد بشكل أكبر على أدوات الملاحة. بالإضافة إلى ذلك تطير المروحيات بسرعات أبطأ عندما يتعلق الأمر بالسرعة الأمامية مقارنة بالطائرات ذات الأجنحة الثابتة، ما يعني أنها ستمر خلال الطقس السيئ لفترة أطول ما يعرضها للحوادث بشكل أكبر.

في الحقيقة، إن أحد أسباب كون المروحيات أكثر عرضة للحوادث هو عدم وجود مسارات طيران محددة على عكس الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، التي عادة ما تتبع مسارات طيران محددة مسبقا مثل الخطوط الجوية، أما طائرات الهليكوبتر فتتمتع بمرونة أكبر في مسارات طيرانها، تُعد هذه لا شك ميزة كبيرة تهم السياسيين خاصة، وهو ما سنتحدث عنه بعد قليل.

لكن ذلك يضع على عاتقها أعباء ملاحية، حيث لا تكون دائما تحت الإشراف المباشر لمراقبة الحركة الجوية. وفي حالة الظروف المناخية يكون من الصعب تتبع المروحيات التي تعمل على ارتفاعات منخفضة وفي المناطق الحضرية، وهو في حد ذاته أمر يرفع المخاطر، فالطيران على ارتفاع منخفض يعطي القائد وقتا أقل للمناورة قبل الاصطدام بالعوائق مثل المباني والأشجار والأبراج.

يأتي ذلك في سياق عبء شديد يتحمله طيارو المروحيات بسبب الحاجة إلى إدارة أكثر من أمر في الوقت نفسه، وأثناء المناورات أو العمليات المعقدة في البيئات الصعبة مثل المناطق الحضرية أو التضاريس الجبلية أو فوق الماء أو في حالة الطقس الصعب، يمكن أن يؤدي عبء العمل الكبير إلى زيادة خطر الخطأ البشري.

أما عسكريا، فتكون المروحيات أسهل في الاستهداف لا شك كونها أقرب للأرض، وعلى عكس المقاتلات مثلا التي تحتاج إلى أنظمة دفاع جوي متقدمة، يمكن استهداف المروحيات بأسلحة مضادة للطائرات يمكن أن يشغلها شخص واحد فقط أو اثنان، مثل قذائف "سام 18″، وهي نظام دفاع صاروخي أرض-جو، روسي الصنع، محمول على الكتف، ويمكنه ضرب الأهداف الجوية القريبة نسبيا، يستخدم باحثا موجَّها بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن البصمة الحرارية المنبعثة من محركات المروحيات، ويمكن لهذا النظام ضرب طائرة على مسافة 3500 متر في السماء. والواقع أن الطائرات المروحية أكثر عرضة كذلك للتشويش كما أن لها توقيع صوتي مرتفع ما يكشفها بسهولة، أضف لذلك أن مناوراتها محدودة، يجعلها كل ذلك هدفا للعمليات العسكرية والاستخباراتية.

معشوقة السياسيين

ورغم حوادثها الكثيرة، فإن المروحيات تظل الخيار الأقرب للسياسيين حول العالم، وفي الهند مثلا شهدت إيجارات المروحيات ارتفاعا مقداره 15-20% خلال موسم الانتخابات الأخير بعد إقبال الكثير من السياسيين عليها، يأتي ذلك لأسباب عدة أولها يتعلق بالكفاءة الزمنية، حيث تسمح طائرات الهليكوبتر للسياسيين بالسفر بسرعة بين المواقع، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو حيث يكون النقل البري بطيئا بسبب الازدحام المروري.

إلى جانب ذلك، يمكن لطائرات الهليكوبتر الوصول إلى الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها عن طريق البر أو وسائل النقل الأخرى، مثل المناطق الريفية أو المنكوبة، أضف إلى ذلك أن منصات طائرات الهليكوبتر يمكن أن تُبنى على أسطح المنازل أو الحقول المفتوحة.

من جانب آخر، فإن الطيران بالمروحيات يجذب الانتباه بشكل كبير مقارنة طبعا بالطائرات الأخرى التي لا تهبط إلا في المطارات وتطير على ارتفاعات عالية، ويولد ذلك تغطية إعلامية كبيرة بالتبعية، ويعطي أهمية للشخصية السياسية، ولذا فغالبا ما يستخدم السياسيون الطائرات المروحية للوصول إلى الكثير من المناطق داخل البلاد، لإظهار حضورهم، وخاصة في الشؤون المتعلقة بالكوارث أو افتتاح المشاريع الجديدة. في النهاية، إن الوصول إلى مكان ما بطائرة هليكوبتر يمكن أن ينقل إحساسا بالأهمية والحسم، مما يعزز صورة السياسي.

مقالات مشابهة

  • الموت الطائر.. لماذا تعد المروحيات أكثر خطورة وعرضة للسقوط؟
  • الصف التعليمي.. مبادرة تعيد أطفال غزة النازحين إلى مقاعد الدراسة
  • فساد كبير في وحدة صحية بالمنيا.. موظفون يسرقون ألبان أطفال مدعمة ويبيعونها بـ 7.5 مليون
  • بوتين: تجنبنا العواقب الأكثر خطورة للفيضانات بفضل الاستجابة في الوقت المناسب
  • صيف 2024 الأشد حرارة.. تحذيرات من انتشار فيروس خطير
  • أكثر من 15 ألف طفل قُتلوا في حرب غزة
  • كيف تقي نفسك من غرغرينا السكري؟.. «الجافة» أكثر خطورة و«الرطبة» سريعة الانتشار
  • متحور كورونا الجديد الأشد خطورة.. مخاوف دولية وتحذير من «الصحة العالمية»
  • دروس تعليمية وسط الدمار وتحت القصف..ماذا عن التعليم في غزة؟
  • ذمار.. تحركات حوثية لتجنيد الأطفال والسجن مصير الرافضين