صحف عالمية: رمضان غزة فقد بهجته ودعوة لانتخابات مبكرة بإسرائيل
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على الأجواء الحزينة لرمضان في قطاع غزة هذه السنة، وعلى متاعب الفلسطينيين في الغرب من خلال حالة امرأة، بالإضافة إلى العلاقات الأميركية الإسرائيلية والدعم الألماني لإسرائيل.
وجاء في تحقيق من غزة نشرته "وول ستريت جورنال" أن الشهر الفضيل بالقطاع فقد هذه السنة كثيرا من بهجته وتفاصيله، مشيرا إلى أن معالم رمضان في شوارع غزة هذا العام خليط من المآسي، حيث عائلات مشرّدة وأيتام جياع تائهون بالعراء، ومساجد مُسواة بالأرض، وسط رعب من قصف إسرائيلي لا يتوقف، وفق الصحيفة.
ونشرت "فايننشال تايمز" مقالا لزهيرة جاسر، وهي موظفة في بنك استثمار أميركي في بريطانيا، من أب فلسطيني وأم إيطالية، تروي فيه المتاعب التي تجلبها لها هويتها في الغرب، جراء الأحكام الجاهزة السائدة، ومنها أن الفلسطينيين إرهابيّون وأنهم مجرد اختراع لمنع حصول اليهود على أرضهم.
وقالت زهيرة إن هذه الأحكام منعتها طويلا من الكشف عن هُويتها مستفيدة من جنسيتها الأوروبية، إلا أن ما يجري في غزة من أهوال أدخلها في دوامة حزن ودفعها إلى الاعتراف بأصلها وهُويتها، والدفاع عنهما بقوة وقناعة.
ومن جهة أخرى، دعا مقال في صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى إجراء انتخابات مبكرة بإسرائيل لتفادي مزيد من التدهور، ورأت الكاتبة يديديا ستيرن أن ثقة الإسرائيليين في رئيس حكومتِهم بنيامين نتنياهو تدنّت بشكل خطير بسبب حرب غزة التي قالت "إنها تمضي في غموض، ولا أحد يعرف هل هي في بدايتها أم تقترب من نهايتها".
وركز تحليل في" فورين بوليسي" على ما قال إنه الأخذ والرد في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، مشيرا إلى "خطاب أميركي متشدد إزاء إسرائيل ثم إلحاقه بآخر متفهم متعاطف". ورأى صاحب التحليل أن ما جرى -الأسبوع الماضي- يصعب فهمه حتى على المتابع الجيد للعلاقات بين واشنطن وتل أبيب، لكنه يختم بالقول "إن هذا لا شيء أمام محنة سكان غزة".
أما "نيويورك تايمز" فكتبت أن "ألمانيا بصدد مراجعة دعمها المطلق لإسرائيل" مشيرة إلى أن هذا الدعم في ألمانيا واجبٌ تاريخي، لكن مع تدهور الوضع في غزة بسبب الحرب، بدأ مسؤولون ألمان يسألون: هل ذهبت بلادهم بعيدا في دعمها لإسرائيل؟
وتنقل الصحيفة عن خبراء ومحللين في برلين قولهم "إنَ هذا الدعم غير المحدود لم يعد ممكنا الدفاع عنه، خصوصا مع الإصرار الإسرائيلي على اقتحام رفح رغم معارضة العالم".
وسلطت "غارديان" البريطانية الضوء على اتهامات للمدارس بالمملكة المتحدة بمنع أي نقاش حول الحرب الإسرائيلية على غزة، ولفتت الصحيفة إلى تحذير مستشارة الحكومة للشؤون الاجتماعية، سارة خان، من أنَّ المنعَ قد يؤدي إلى تفاقم الغضب والاحتقان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
في مختبر بجامعة كورنيل، وقف فستان أسود على دمية عرض، لكنه لم يكن "أسود" بالمعنى المعتاد، بل بدا كأنه ثقب بصري يبتلع أي ضوء يُلقى عليه، حيث لا تظهر تفاصيل القماش.
هذا ليس سحرا ولا مرشحا رقميا، بل نتيجة مادة نسيجية جديدة تصنف ضمن ما يُسمّى "السواد الفائق"، أي الأسطح التي تعكس أقل من 0.5% من الضوء الساقط عليها.
وراء هذه الدرجة المتطرفة من السواد قصة "هندسة" و"فيزياء" أكثر مما هي قصة صبغة، إذ استلهم باحثو مختبر تصميم الملابس التفاعلية الفكرة من ريش طائر من طيور الجنة يُدعى "الرفلبِرد الرائع"، وهو طائر معروف بلمعان أزرق على صدره يحيط به ريش أسود مخملي يوحي بأن الضوء يختفي داخله.
في معظم الأقمشة، يكون السواد "سطحيا"، أي صبغة تمتص جزءا من الضوء، فيما يرتد جزء آخر إلى عينك. أما السواد الفائق فيعتمد على حيلة إضافية، وهي إجبار الضوء على الدخول في متاهة مجهرية تطيل مساره وتزيد فرص امتصاصه، بدل أن يرتد مباشرة.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "نيتشر كومينيكيشنز"، فإن هياكل نانوية ترفع فرص امتصاص المادة لفوتونات الضوء، ما يسمح لنا برؤية السواد الأشد على الإطلاق.
طائر الرفلبرد يفعل ذلك طبيعيا، فريشه لا يعتمد على صبغة الميلانين وحدها، بل على ترتيب دقيق لشعيرات الريش يدفع الضوء للانحراف إلى الداخل. لكن هناك مشكلة: هذا السواد الطبيعي يكون غالبا اتجاهيا، أي مذهلا حين تُشاهَد الريشة من زاوية معيّنة، وأقل "سوادا" عندما تتغير زاوية الرؤية.
حل العلماء لتلك المشكلة جاء بخطوتين بسيطتين في المبدأ، أنيقتين في التنفيذ، حيث صبغ صوف ميرينو بمادة البوليدوبامين، وهو ما يصفه الباحثون بأنه "ميلانين صناعي".
إعلانبعد ذلك يُعرَّض القماش لعملية حفر ونحت داخل حجرة بلازما تزيل جزءا بالغ الدقة من السطح، وتترك خلفها نتوءات نانوية حادة، هذه النتوءات تعمل كمصايد ضوئية، أي يدخل الضوء بينها ويرتد مرات كثيرة حتى يفقد طريق العودة.
النتيجة ليست أسود داكنًا، بل استثناء رقميا صارما، فمتوسط انعكاس القماش الجديد عبر الطيف المرئي (400-700 نانومتر) بلغ 0.13%، وهو، بحسب الورقة العلمية، أغمق قماش مُبلّغ عنه حتى الآن.
تطبيقات مهمةقد يبدو الأمر كترف بصري أو نزوة "موضة"، لكنه في الحقيقة يلامس تطبيقات عملية حساسة، فالسواد الفائق مهم لتقليل الانعكاسات الشاردة داخل الكاميرات والأجهزة البصرية والتلسكوبات.
ويمكن لهذا المستوى من اللون الأسود أن يساعد في بناء ألواح وتقنيات شمسية أو حرارية عبر تعظيم امتصاص الإشعاع.
كما يشير الباحثون أيضا إلى إمكانات واعدة لهذه المادة الجديدة في عمليات التمويه وتنظيم الحرارة، لأن السطح الذي يمتص الضوء بكفاءة قد يحوّل جزءا منه إلى حرارة قابلة للإدارة.
أما الفستان الذي صممه العلماء، فكان برهانا بصريا لطيفا على نجاح التجارب، وقد استُخدم لإظهار أن هذا السواد لا يتبدّل بسهولة حتى عندما تُعدَّل إعدادات الصورة، مثل التباين أو السطوع، مقارنة بأقمشة سوداء أخرى.