بوتين للقادة الأفارقة: مستعدون لتزويدكم بالحبوب وتعويض الصادرات الأوكرانية
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -اليوم الخميس- خلال القمة الروسية الأفريقية في سان بطرسبورغ تزويد أفريقيا بالحبوب، وذلك بعد أيام من انسحاب بلاده من اتفاق تصدير الحبوب الذي كانت ترعاه الأمم المتحدة وتركيا.
وفي كلمة ألقاها في القمة التي تستمر يومين ويشارك فيها العديد من القادة الأفارقة، قال بوتين إن روسيا قادرة على تعويض الحبوب الأوكرانية إلى أفريقيا على الصعيدين التجاري والخاص، والوفاء بما سماه دورها المحوري في الأمن الغذائي العالمي.
وأضاف أن الحبوب ستكون مجانية للدول الأكثر حاجة لها في القارة الأفريقية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده مستعدة لتزويد كل من بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا بما بين 25 و50 ألف طن من الحبوب المجانية لكل دولة في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، ورد المشاركون في القمة بالتصفيق.
وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية إن 49 دولة أفريقية من أصل 54 تشارك في قمة سان بطرسبورغ.
وعُقدت أول قمة روسية أفريقية في العام 2019، وتأتي القمة الثانية فيما تسعى روسيا إلى توطيد علاقاتها مع أفريقيا في مواجهة العقوبات الغربية التي فرضت عليها بسبب حربها على أوكرانيا.
وفي كلمته بالقمة الروسية الأفريقية وجّه الرئيس الروسي انتقادات إلى الدول الغربية ورفض اتهامها لروسيا بالتسبب في أزمة غذاء عالمية.
وقال بوتين إن روسيا انسحبت من الاتفاق، لأنه لم يتم الوفاء بأي من الوعود بشأن تسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة.
وأضاف أن أكثر من 70% من الحبوب الأوكرانية التي صدّرت بموجب الاتفاق -الذي سمح بتصدير 48 مليون طن من القمح- ذهبت إلى دول ذات دخل مرتفع أو أعلى من المتوسط، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن دولا فقيرة مثل السودان تلقت أقل من 3% من الشحنات.
وقال الرئيس الروسي "تظهر صورة متناقضة، فمن ناحية تعرقل الدول الغربية إمداداتنا من الحبوب والأسمدة فيما تلقي علينا باللوم زورا وبهتانا في الأزمة الحالية التي يشهدها سوق الغذاء العالمي".
وتابع بوتين أن روسيا صدرت العام الماضي 60 مليون طن من الحبوب، منها 48 مليون طن من القمح، مشيرا إلى أنها تتوقع حصادا قياسيا للحبوب هذا العام.
وفي مستهل قمة سان بطرسبورغ دعا رئيس الاتحاد الأفريقي غزالي عثماني إلى التعايش السلمي بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن هذا من شأنه أن ينقذ أرواح الذين يعتمدون على صادراتهم الغذائية.
وكانت رئاسة جنوب أفريقيا قالت أمس الأربعاء إن القادة الأفارقة سيناقشون مع الرئيس الروسي إجراءات لإيجاد ظروف مواتية لفتح طريق نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا.
ومن نيوزيلندا، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس القادة الأفارقة المشاركين في القمة الروسية الأفريقية للمطالبة بإجابات بشأن أزمة الحبوب.
حفنة منح لا تكفي
وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الخميس إن حفنة منح لبعض الدول لن تعالج التأثير الكبير لإنهاء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وأضاف غوتيريش في مؤتمر صحفي أن الأمم المتحدة ما زالت تحاول إعادة اتفاق الحبوب بعد انسحاب روسيا منه.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة يعلق -في ما يبدو- على إعلان بوتين استعداد بلاده لمنح دول أفريقية كميات من الحبوب مجانا.
من جهتها، حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد اليوم الخميس من أن قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تاريخي لتصدير الحبوب من أوكرانيا قد يؤدي إلى رفع أسعار المواد الغذائية ومفاقمة التضخم.
وكان صندوق النقد الدولي حذر أمس الأربعاء من أن انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود قد يرفع أسعار الحبوب إلى حوالي 15%.
وقبل أيام، حذر المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من ارتفاع أسعار الحبوب العالمية ومن تبعات كارثية لخطر اتساع دائرة الحرب بأوكرانيا، والتي قد تشمل احتمال حدوث مجاعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القمة الروسیة الأفریقیة الرئیس الروسی سان بطرسبورغ الیوم الخمیس من الحبوب
إقرأ أيضاً:
تشمل وقف إطلاق النار مع روسيا.. التفاصيل الكاملة لخارطة الطريق الأوكرانية
تعتزم أوكرانيا طرح وثيقة رسمية تتضمن خارطة طريق للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة مع روسيا، وذلك خلال جولة المحادثات المباشرة المرتقبة في إسطنبول، التي تنطلق اليوم الإثنين بمشاركة وفدين من موسكو وكييف، وسط ترقب دولي واسع.
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن الوثيقة التي سيقدمها الوفد الأوكراني إلى الجانب الروسي تتضمن خطة متكاملة تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة لا تقل عن 30 يومًا، على أن تتبعها إعادة الأسرى من الجانبين، وعودة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى مناطق تسيطر عليها روسيا.
وتقترح خارطة الطريق، في مرحلتها التالية، عقد اجتماع مباشر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك ضمن محاولة لتقريب وجهات النظر، ووضع حد للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات والتي تُعد الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتشير الوثيقة إلى ضرورة أن تُشارك الولايات المتحدة وأوروبا في صياغة شروط السلام النهائية، بما يضمن اتفاقًا دوليًا ملزمًا للطرفين، ويمنح أوكرانيا ضمانات أمنية واقتصادية.
تبادل أسرى وعودة الأطفالوتتضمن خارطة الطريق، التي سُلّمت إلى الجانب الروسي قبل بدء اللقاء، عودة جميع الأسرى المحتجزين لدى الطرفين، إضافة إلى إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا.
وتنص الوثيقة كذلك على عقد قمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لدفع المفاوضات إلى مستوى سياسي أعلى.
شروط أوكرانية ثابتةوتؤكد خارطة الطريق على عدة شروط ثابتة تطالب بها كييف، منها عدم فرض أي قيود على القدرات العسكرية لأوكرانيا بعد توقيع اتفاق السلام، ورفض الاعتراف الدولي بالسيادة الروسية على الأراضي التي سيطرت عليها موسكو ودفع تعويضات مالية لأوكرانيا جراء الدمار والخسائر الناجمة عن الحرب وبدء مفاوضات بشأن وضع الأراضي المتنازع عليها من الموقع الحالي لخط المواجهة.
وتشير "رويترز" إلى أن هذه البنود تشابه إلى حد كبير المقترحات السابقة التي قدمتها أوكرانيا، لكنها لا تزال بعيدة عن المطالب التي أعلنتها روسيا مؤخرًا، ما يُنذر بصعوبات في تقريب وجهات النظر خلال هذه الجولة.
ترامب يدعو للسلام.. وروسيا تقترح استمرار المحادثاتفي السياق، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موسكو وكييف إلى "العمل معًا بشكل جاد لإنهاء الحرب"، مشددًا على ضرورة تحقيق تسوية سياسية عاجلة تجنّب المنطقة المزيد من التوتر والانقسام.
من جهتها، اقترحت روسيا عقد جولة ثانية من المحادثات هذا الأسبوع في إسطنبول، في وقت أكد فيه زيلينسكي، أمس الأحد، إرسال وفد رسمي من المسؤولين الأوكرانيين للمشاركة في هذه الجولة، رغم عدم استلام كييف بعد لأي وثيقة روسية تحدد موقف موسكو من المقترحات المطروحة.
يُذكر أن أوكرانيا أعربت في أكثر من مناسبة عن التزامها بتحقيق السلام، لكنها ترفض التنازل عن سيادتها أو شرعنة أي احتلال، وهو ما يجعل مهمة التوصل إلى اتفاق دائم تتطلب ضغوطًا دولية وتنازلات متبادلة من الطرفين.
وتترقب العواصم الأوروبية والدول المعنية بالملف الأوكراني نتائج هذه الجولة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لإيجاد مخرج سياسي يُنهي النزاع الدامي المستمر منذ عام 2022.