قالت السلطات الروسية إن مقاتلين أجانب اعتقلوا في داغستان متورطون في تمويل هجوم وقع الشهر الماضي على قاعة حفلات موسيقية قريبة من موسكو، في حين نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر مطلعة قولها إن إيران أبلغت روسيا باحتمال وقوع "عملية إرهابية" كبيرة على أراضيها قبل ذلك الهجوم.

فقد نقلت وكالة تاس للأنباء عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي قوله -اليوم الاثنين- إن مقاتلين أجانب اعتقلوا -أمس الأحد- في منطقة داغستان جنوب روسيا متورطون في تمويل هجوم وقع الشهر الماضي على قاعة حفلات موسيقية قريبة من موسكو.

وذكرت وكالة إنترفاكس نقلا عن الجهاز قوله أيضا إن أحد الرجال الأربعة المعتقلين اعترف بأنه أحضر بنفسه أسلحة للمهاجمين.

وقالت السلطات الروسية -أمس الأحد- إنها اعتقلت مجموعة من الرجال كانوا يخططون للقيام بأعمال عنف، لكنها لم تكشف عن جنسياتهم.

والرجال الأربعة، الذين تتهمهم روسيا بتنفيذ الهجوم، من عرقية الطاجيك.

تحذير إيراني

من جانب آخر، نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر مطلعة قولها إن إيران أبلغت روسيا باحتمال وقوع "عملية إرهابية" كبيرة على أراضيها قبل ذلك الهجوم.

وأطلق مسلحون النار من أسلحة آلية على رواد حفل موسيقي يوم 22 مارس/آذار الماضي داخل قاعة مدينة كروكوس، مما أسفر عن مقتل 144 شخصا على الأقل في أكثر هجوم إزهاقا للأرواح على الأراضي الروسية منذ 20 عاما، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.

وحذرت الولايات المتحدة روسيا أيضا من هجوم محتمل، إلا أن موسكو -التي على خلاف حاد مع واشنطن- قللت من أهمية تلك المعلومات. لكن من الصعب أن تتجاهل روسيا معلومات مخابرات واردة من حليفتها إيران بشأن الهجوم.

وقال أحد المصادر "قبل أيام من الهجوم في روسيا، قدمت طهران معلومات لموسكو حول هجوم إرهابي كبير محتمل داخل روسيا، تم الحصول عليها في أثناء استجواب معتقلين على خلفية تفجيرات مميتة في إيران".

واعتقلت إيران يناير/كانون الثاني الماضي 35 شخصا على صلة بتفجيرين وقعا في الثالث من يناير/كانون الثاني في مدينة كرمان جنوب شرقي البلاد وتسببا في مقتل نحو 100 شخص. ومن بين المعتقلين قائد فرع لتنظيم الدولة الإسلامية يعرف باسم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان في أفغانستان.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن تفجيرات إيران، وهي الأكثر دموية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وقالت مصادر مخابرات أميركية إن تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان نفذ هجمات الثالث من يناير/كانون الثاني في إيران وعمليات إطلاق النار يوم 22 مارس/آذار في موسكو.

تأكيد أميركي

وقال مصدر ثان -طلب أيضا عدم نشر هويته نظرا لحساسية الموضوع- إن المعلومات التي قدمتها طهران لموسكو عن هجوم وشيك كانت تفتقر إلى تفاصيل محددة في ما يتعلق بالتوقيت والهدف الدقيق.

وأضاف هذا المصدر "تلقوا (أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان) تعليمات بالاستعداد لعملية كبيرة في روسيا.. قال واحد من الإرهابيين (جرى اعتقاله في إيران) إن بعض أعضاء الجماعة سافروا بالفعل إلى روسيا".

وقال مصدر ثالث -وهو مسؤول أمني كبير- "بما أن إيران كانت ضحية لهجمات إرهابية لسنوات، فقد أوفت السلطات الإيرانية بالتزامها بتنبيه موسكو بناء على المعلومات التي تم الحصول عليها من الإرهابيين المعتقلين".

وقال مصدر مطلع على معلومات المخابرات الأميركية بشأن الهجوم الوشيك في روسيا إن المعلومات استندت إلى اعتراض محادثات بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان.

وفي تحد للتأكيدات الأميركية، قالت روسيا إنها تعتقد أن أوكرانيا مرتبطة بالهجوم، من دون تقديم أدلة. ونفت كييف بشدة هذا التأكيد.

وشمل الهجومان في كرمان وقرب موسكو مشاركة عناصر من طاجيكستان. وأكد مصدر دبلوماسي في طاجيكستان أن طهران ناقشت مؤخرا مع دوشنبه مسألة زيادة تورط العرق الطاجيكي في الأنشطة المسلحة.

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -اليوم الاثنين- إنه ليست لديه معلومات عن تحذير إيراني لموسكو من "عملية إرهابية" في روسيا قبل وقوع مذبحة قاعة الحفلات الموسيقية، على حد قوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات تنظیم الدولة الإسلامیة ولایة خراسان فی روسیا

إقرأ أيضاً:

هجوم صاروخي على خاركيف وزيلينسكي يتهم روسيا بالخداع

أفادت مصادر أوكرانية بتعرض مدينة خاركيف الليلة الماضية لهجوم صاروخي روسي، في حين قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تمارس "خدعة أخرى" بعد تسليم مقترحها للتسوية السلمية.

ونقل مراسل الجزيرة عن عمدة خاركيف شرقي أوكرانيا قوله إن هجوما صاروخيا شنته روسيا على  المدينة، مؤكدا الطلب من السكان التزام الملاجئ.

ويأتي ذلك في ظل تبادل الجانبين الهجمات لاسيما بالمسيّرات، إذ تصاعد ذلك الأسبوع الماضي بعد أن هاجمت روسيا أوكرانيا بأكبر سرب من المسيّرات منذ بدء الحرب.

وأمس الخميس، أعلن الجيش الأوكراني أنه خاض أكثر من 200 اشتباك مع القوات الروسية خلال 24 ساعة، في حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية اعترضت 48 طائرة مسيرة أوكرانية أثناء الليل، وأوضحت أن 30 منها جرى اعتراضها فوق منطقة بيلغورود.

سياسيًا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن روسيا تمارس "خدعة أخرى" بعد تسليم مقترحها للتسوية السلمية قبل اجتماع محتمل بين موسكو وكييف.

وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي المصور "لم يطلع أحد بعد حتى على المذكرة، التي تعهدوا بإرسالها وأعدوها فيما يبدو قبل ما يزيد على أسبوع".

وتابع قائلا "أوكرانيا لم تتسلم الخطة، ولم يتسلمها شركاؤنا، حتى تركيا، التي استضافت الاجتماع الأول، لم تتسلم جدول الأعمال الجديد".

زيلينسكي: روسيا تبذل قصارى جهدها لتفريغ الاجتماعات من مضمونها (غيتي)

وكان المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبنزيا قال إن هدف الرئيس الأوكراني وشركائه هو خداع وتضليل الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الساعي لتحقيق السلام".

إعلان

وأضاف  نيبنزيا أنه سيكشف المزيد حول ما وصفها بتكتيكات زيلينسكي في جلسة للمجلس ستعقد في وقت لاحق اليوم الجمعة بطلب روسي.

وقال المنسق السياسي في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة جون كيلي إن واشنطن قد تتراجع عن جهودها التفاوضية لإنهاء الصراع إذا قررت روسيا مواصلة حربها على أوكرانيا.

ودعا كيلي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قبول الصفقة المعروضة على طاولة المفاوضات.

بدروه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الخميس إن موسكو لم تتلق أي رد من كييف بشأن مشاركتها في محادثات إسطنبول يوم الاثنين المقبل.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الأربعاء الماضي إن موسكو صاغت مذكرة تفاهم تحدد موقفها من تسوية الصراع ، واقترح عقد جولة ثانية من المحادثات المباشرة الاثنين القادم، مرة أخرى في مدينة إسطنبول التركية.

كما قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -للصحفيين- إن دعوة روسيا لمزيد من المحادثات عززت آمال أنقرة في السلام، مشيرا إلى أن "الطريق إلى الحل يمر عبر المزيد من الحوار والدبلوماسية".

وكان البيت الأبيض قال  إن الرئيس ترامب، الذي يضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق، يأمل في عقد الاجتماع المقترح في إسطنبول.

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على البلدان الغربية وأوكرانيا تحديد "مهلة نهائية" جديدة للرئيس الروسي بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار، مع فرض "عقوبات ضخمة" على موسكو إذا لم تحترم الموعد.

واعتبر ماكرون أن الولايات المتحدة أمام "اختبار لمصداقيتها" بشأن مسالة فرض عقوبات على روسيا إن رفضت الالتزام بوقف إطلاق نار في أوكرانيا.

وكان زيلينسكي اقترح لقاء يجمعه بنظيره الروسي خلال الجولة الأولى من المحادثات في إسطنبول لكن بوتين لم يحضر، مما دفع الرئيس الأوكراني إلى عدم المشاركة أيضا وترك وفدا من المسؤولين لتمثيل بلاده.

إعلان

وفي فبراير/شباط 2022 شنت روسيا هجوما عسكريا واسع النطاق على أوكرانيا وباتت اليوم تسيطر على نحو 20% من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إلى أقاليمها بقرار أحادي الجانب عام 2014.

وتسبب النزاع في مقتل أو إصابة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين من الجانبين وفرار الملايين، ودُمرت مدن وبلدات في شرقي أوكرانيا وجنوبها، وأثار النزاع أكبر أزمة في العلاقات بين الغرب وروسيا منذ الحرب الباردة.

مقالات مشابهة

  • روسيا تتقدم في منطقة سومي.. ومخاوف أوكرانية من هجوم كبير
  • موسكو: الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد جمدت بمبادرة من ستوكهولم
  • قائد الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة ينشر سيناريو الهجوم على إيران: القضاء على جميع المنشآت النوويّة والجيش
  • مقتل جنود في هجوم جديد بموزمبيق يعيد المخاوف الأمنية
  • روسيا تحبط هجوما إرهابيا بموسكو وتتهم أوكرانيا بالضلوع في التخطيط
  • تعرف على موسكو أكبر مدن أوروبا وقلب روسيا النابض
  • إصابة ثمانية أشخاص في هجوم بمسيرات روسية على خاركيف شرقي أوكرانيا
  • هجوم صاروخي على خاركيف وزيلينسكي يتهم روسيا بالخداع
  • روسيا تشن هجوما بمسيرات يستهدف خاركيف شرقي أوكرانيا
  • ترامب يأمر بإيقاف التنسيق مع إسرائيل بشأن شن هجوم على إيران