خبير عسكري إسرائيلي: هل بدأ العالم يفقد صبره تجاه تل أبيب
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
حذر الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل من أن صبر العالم يبدو أنه بدأ ينفد تجاه "إسرائيل".
وقال هرئيل في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية إنه "بعد حوالي نصف سنة على اندلاع الحرب تقف إسرائيل أمام إمكانية حدوث عاصفة خطيرة على جبهتين؛ في قطاع غزة، هجوم جوي قتل فيه الجيش الاسرائيلي 7 من عاملي الإغاثة في جمعية أجنبية سيزيد الضغط الدولي حول الأزمة الانسانية.
ويضيف: "في الجبهتين يصعب تشخيص سياسة واضحة وأهداف واضحة قابلة للتحقق".
يترافق ذلك، بحسب هرئيل، بتدهور شديد في العلاقات مع الولايات المتحدة، والتشكك المتزايد في الداخل في اعتبارات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وبالنسبة لنتنياهو فإنه من الصعب فهم ما الذي يريده، يقول هرئيل.
ويضيف: "حتى أتباعه الهستيريين بدأوا يتشككون في أعماقهم بأن النصر المطلق هو فقط شعار سيبقى منقوش على القبعات، وأن توجه رئيس الحكومة بالتحديد هو نحو حرب أبدية، بحيث تؤجل الانتقاد الذاتي الوطني بخصوص المسؤولين عن الفشل الذريع في 7 اكتوبر، وربما تؤخر الإجراءات في محاكمته الجنائية".
يحذر هرئيل من المس بأعضاء منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الأجانب، الذين وزعوا الوجبات في الحرب حتى للمحتاجين في "إسرائيل"، هو الذي سيثير الآن عاصفة شديدة.
"النتيجة المستخلصة من الأحداث الأخيرة أصبحت واضحة: الصبر ينفد، حتى لدى أصدقاءنا في الغرب، تجاه استمرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية، والمطالبة بزيادة المساعدات الإنسانية، أيضا إزاء التقارير المتزايدة عن مجاعة أو خطر مجاعة في أرجاء القطاع".
ويزيد هرئيل أنه "إذا أملت إسرائيل بأن سيطرتها على إدخال المساعدات الإنسانية يمكن استخدامها كأداة ضغط لإطلاق سراح المخطوفين المحتجزين لدى حماس، فإن هذه الورقة تم أخذها أخيرا من يدها".
وعن تداعيات الحادثة يقول هرئيل إنهم "في إسرائيل قلقون من إمكانية أن الحادثة ستزيد الضغط الدولي لتطبيق وقف لإطلاق النار في القطاع بدون اتفاق مرضي في موضوع المخطوفين، وبدون تفكيك سلطة حماس بالكامل في القطاع".
الفرق بين نظرة "إسرائيل" والمجتمع الدولي لاستمرار القتال في القطاع برز أيضا في قضية العملية في مستشفى الشفاء في غزة، بحسب هرئيل.
الصورة الإسرائيلية وكأن جميع القتلى والمعتقلين هم مخربون، استقبلت بتشكك. إضافة إلى ذلك فإن ما تم التأكيد عليه هو التدمير الشديد للمنشأة الأكبر في المستشفى، التي تم تدميرها تقريبا بشكل كامل.
يقول هرئيل إن "تفسير المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي بأن المسلحين صمموا على مواصلة القتال من داخل المنشآت الطبية يقنع بالأساس الساحة الداخلية، أما مستهلكو الإعلام في الغرب سيشاهدون الدمار وآثار الحرائق في مستشفى الشفاء".
أما بخصوص الهجوم على القنصلية الإيراني في دمشق واغتيال قادة كبار من الحرس الثوري يقول هرئيل إن "طهران هددت علنا بأنها سترد بسرعة وبشكل حاد على اغتيال الجنرال مهداوي". مضيفا: "الآن هي تقريبا أصبحت ملزمة بالرد. ومن المرجح أن الإيرانيين ومن يرعونهم في حزب الله سيحتاروا بخصوص قوة الرد، والساحة التي سينفذ فيها والفترة الزمنية التي سيستغرقها.
ويتابع: "إسرائيل أرادت حتى الآن التركيز على محاربة حماس في قطاع غزة والامتناع عن الانزلاق إلى حرب شاملة في الشمال. لكن العملية الأخيرة تعكس التصعيد الواضح، كما يبدو في محاولة لضعضعة الإيرانيين وجعلهم يدركون أن استمرار إطلاق النار على مستوطنات الشمال هو أمر غير محتمل بالنسبة لإسرائيل. ولكن في لعبة التلميح والتهديدات الشرق أوسطية العملية يمكن أن تحقق أيضا نتيجة معاكسة وتجر إيران إلى تصعيد سيقرب الطرفين أكثر من حافة الحرب. هذا بالتأكيد يمكن أن يحدث حتى لو كما يقول الشعار القديم "هم غير معنيين بذلك حقا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة المطبخ المركزي العالمي غزة الاحتلال المطبخ المركزي العالمي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: تعيين رئيس الشاباك الجديد لتعطيل صفقة التبادل وتجنب التحقيقات
في خطوة أثارت عاصفة من الجدل والانتقادات داخل إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن نيته تعيين اللواء في الاحتياط ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، وهو قرار يرى يوسي فيرتر، المحلل السياسي البارز وخبير الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس، أنه لا يهدف إلى تعزيز الأمن القومي بقدر ما يهدف إلى تعزيز السيطرة السياسية لنتنياهو.
ويرى فيرتر أن الهدف الحقيقي من تعيين زيني هو منع وتعطيل أي صفقة تبادل محتملة للإفراج عن الأسرى في غزة.
ويقول المحلل السياسي إن التعيين "يجب أن يثير الذعر في نفوس عائلات الأسرى، وكل مواطن إسرائيلي"، معتبرا أن زيني، الذي كان حتى وقت قريب مرفوضا كمُرشّح لمنصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، بات اليوم فجأة مؤهلا لرئاسة أخطر جهاز أمني في البلاد، فيما وصفه بـ"مسار سياسي مشبوه".
إفشال الصفقة والتحريض ضد القضاء
ووفقا للمقال، فإن تعيين زيني لا يأتي من فراغ، بل يرتبط -بحسب فيرتر- بمساعٍ من نتنياهو لعرقلة التحقيقات المستقبلية في إخفاقات الحرب، ولإجهاض أي صفقة تبادل أسرى.
فبعد أن فقد السيطرة على المفاوضات التي كانت تُدار بوساطة مصرية وقطرية، قرر نتنياهو استبدال كل من قد يدفع باتجاه اتفاق، وعلى رأسهم رئيس الشاباك المستقيل رونين بار، الذي "لم يكف عن إزعاج" رئيس الحكومة باقتراحات وأفكار ومبادرات جديدة لإعادة الأسرى، بحسب المصدر نفسه.
إعلانويشير فيرتر إلى أن زيني عبّر صراحة عن موقفه من هذه القضية، حين قال في اجتماع لهيئة الأركان العامة: "أنا أعارض صفقات الأسرى، هذه حرب أبدية"، وهي كلمات يعتبرها نتنياهو "الموسيقى الأجمل التي يمكن أن يسمعها"، على حد وصف الكاتب.
ويستشهد فيرتر بسابقة أخرى لنتنياهو، حين أقال رئيس الشاباك الحالي، رونين بار، بطريقة مخالفة للقانون، وهي الإقالة التي أبطلتها المحكمة العليا. واليوم، يعود رئيس الوزراء ليكرر الأمر نفسه بتعيين زيني "دون أي احترام للنظم واللوائح أو فحص تعارض المصالح"، رغم أن المستشارة القضائية للحكومة قد أصدرت رأيا أوليا بأن التعيين "يعاني من خلل قانوني واضح".
ويضيف الكاتب أن نتنياهو اختار هذا المسار، لأنه يعلم أنه قد يُرفض من قبل المحكمة، مما سيمنحه فرصة جديدة لمهاجمة القضاء والتحريض ضده، كما يفعل دائما حين يُمنع من تنفيذ مشاريعه السياسية.
ويعلق على ذلك بالقول إن "أي سيناريو، مهما بدا مَرَضيا أو مرعبا يصبح مع نتنياهو معقولا تماما".
"رئيس جهاز أمن العائلة"
ويصف يوسي فيرتر في مقاله إجراءات تعيين خليفة لرئيس الشاباك رونين بار بأنها "معيبة وغير قانونية"، مشيرا إلى أن القرار تم من دون التشاور مع الجهات الأمنية العليا، وعلى رأسها رئيس الأركان الحالي الجنرال إيال زامير، الذي علم بالأمر من وسائل الإعلام.
ويرى فيرتر أن هذا التجاهل لم يكن مجرد خلل إداري، بل "إهانة متعمدة" لزامير، الذي يُعد من بين المسؤولين الذين يدعمون إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، كما كان الحال مع سلفه هرتسي هاليفي.
وبحسب فيرتر، فإن هذه الطريقة السرية التي تم بها استدعاء زيني للاجتماع مع نتنياهو، عبر اتصال من مدير مكتبه تساحي بروفرمان، حيث صعد إلى سيارة رئيس الحكومة دون علم قيادته العسكرية، تشبه "مشهدا من أفلام المافيا"، وتهدف إلى توجيه رسالة واضحة: القرار سياسي بالكامل، ولا علاقة له بالتسلسل العسكري أو المهني.
إعلانويتحدث فيرتر بسخرية سوداء عن أن زيني، إن تمت المصادقة على تعيينه، سيكون "رئيس الشاباك الأول الذي يخضع ليس فقط لرئيس الحكومة، بل أيضا لزوجته"، في إشارة إلى الدور غير الرسمي الذي تتهم سارة نتنياهو بلعبه في التعيينات الحساسة.
ويسخر الكاتب من تحويل جنون التشدد الذي يتسم به زيني من عائق إلى ميزة، في نظر رئيس الوزراء، مشيرا إلى أن صلاته بالمتطرفين في حزب "الصهيونية الدينية" الذي يتزعمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تجعله شريكا مثاليا لمشروع نتنياهو السلطوي.
وينبّه المحلل السياسي إلى أن 3 من رؤساء الشاباك السابقين، يورام كوهين، ونداف أرغمان، والحالي رونين بار، قالوا إن نتنياهو طلب منهم استخدام الجهاز ضد مواطنين إسرائيليين، ولكنهم رفضوا. ويقول إن زيني، المرتبط بالرؤى الدينية المتطرفة، فليس هناك ما يضمن أنه سيفعل الشيء نفسه. ويعلق على ذلك بالقول "حقوق الإنسان ليست مكتوبة في التوراة"!
ويختم المقال بالحديث عن وزير الدفاع الحالي، يسرائيل كاتس، الذي يصفه الكاتب بأنه مجرد "عضو آخر في آلية التخريب". ويستعرض كيف سارع كاتس إلى التنكيل بالجنرال المتقاعد يائير غولان، الذي اتهم الجيش الإسرائيلي بأنه يقتل الأطفال في غزة كهواية، بحرمانه من دخول قواعد الجيش، ومنعه من ارتداء زيه العسكري، والترويج لقانون يسحب منه رتبته.
ويصف المحلل فيرتر حالة نتنياهو وحزب الليكود الحاكم بأنهم "يتصرفون مثل مجموعة من الزومبي المتعطشين للدماء الذين أكل فطر قاتل أدمغتهم".