خبير عسكري: إستراتيجية المقاومة تقضي بنقل المعركة لشمال غزة
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
يشهد قطاع غزة تطورات ميدانية متلاحقة أبرز ما يميزها استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في تكبد الخسائر في صفوف جنوده وآلياته في منطقة شمال وجنوب القطاع، وذلك بفعل عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقد أصيب 4 جنود إسرائيليين في انفجار عبوة بمركبة عسكرية في خان يونس (جنوبي القطاع) وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وفي آخر التطورات، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاتليها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي وإصابته إصابة قاتلة في منطقة عبسان الكبيرة (شرق مدينة خان يونس).
كما كشفت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– عن تدمير آلية إسرائيلية من نوع "ميركافا" بتفجير عبوة مضادة للدروع أثناء توغلها شرق حي التفاح في مدينة غزة. كما أعلنت عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية بتفجير عبوة برميلية بمنطقة الشيخ ناصر (شرق خان يونس).
وفي قراءته لتصاعد عمليات المقاومة، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن حسن جوني -في تحليله للمشهد العسكري في غزة- إن المقاومة تتحرك وفق إستراتيجية تقضي بالتنقل بين شمال وجنوب القطاع، حيث يدور مركز ثقل عملياتها في خان يونس ومدينة غزة، وهو ما يفسر أن محيط هاتين المدينتين يعتبر منطقة للاشتباك الساخن.
تشتيت جنود الاحتلال
كما تعتمد المقاومة على إستراتيجية تشتيت جنود الاحتلال ودفعهم نحو عدة مناطق وخاصة شمال وجنوب القطاع، ويقول العميد جوني إن هدف المقاومين هو نقل المعركة بمركز ثقلها إلى منطقة الشمال، وتحويل الجهد الإسرائيلي باتجاه هذه المنطقة، رغم أن العملية العسكرية الإسرائيلية "عربات جدعون" يفترض أن تركز على خان يونس.
ومن جانبه يعتمد جيش الاحتلال على كثافة القوات في محيط ضيق جدا، وهو ما يشكل فرصة للمقاومة ويؤمّن لها وفرة أهداف، وهي تقوم باستثماره بدليل العمليات التي تنفذها في الفترة الأخيرة بحسب جوني.
إعلانكما أظهرت المقاومة تطورا لافتا في أدائها وظهر جليا في نجاح عملياتها، من خلال الرصد والتخطيط والمراقبة الدقيقة لأماكن تموضع قوات الاحتلال، بالإضافة إلى أن نجاح عمليات ترتكز بشكل أساسي على اكتشاف الثغرة الأمنية التي تتيح للمقاومين زرع ألغام أو تفخيخ أو مهاجمة مواقع جيش الاحتلال. ورغم محاولات هذا الجيش اكتشاف أسباب اختراق المقاومة لمناعته الدفاعية، فإن عمليات المقاومة تتجدد كل مرة.
والعامل الآخر -كما يضيف الخبير العسكري والإستراتيجي- أن المقاومة تحسن استخدام الأرض لمعرفتها الجيدة بها، وربما لاتزال هناك أنفاق صالحة للاستعمال تتيح للمقاتلين التحرك في باطن الأرض، كما أنهم يستغلون الركام والدمار الذي سببه جيش الاحتلال في الاقتراب وضرب الأهداف الإسرائيلية، بالإضافة إلى استخدامهم أسلحة متنوعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات جیش الاحتلال خان یونس
إقرأ أيضاً:
هل يغير تسارع وتيرة عمليات المقاومة من المعادلة بغزة؟ الدويري يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن طبيعة المعارك الدائرة في قطاع غزة، وتزامن العمليات العسكرية للمقاومة في أكثر من جبهة، تشير إلى تطور نوعي في أداء المقاتلين الفلسطينيين، مما قد يؤثر على مجريات المعركة لصالحهم رغم الفارق الهائل في القدرات.
وأكد الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن ما جرى في خان يونس والشجاعية والذي وصفه إعلام الاحتلال الإسرائيلي بالحدث الأمني الصعب، ووجود مروحيات هجومية وطائرات إجلاء يؤشر إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال، وهو ما يتكرر عادة بعد عمليات قنص أو كمائن معقدة.
ووضح أن ما يميز هذه العمليات أنها استهدفت الفرقة 36 المدرعة، والفرقة 98 التي تضم وحدات المظليين، وهما من أبرز تشكيلات النخبة في الجيش الإسرائيلي، بالتالي تشير هذه الضربات إلى اختراق نوعي لقدرات الاحتلال في عمق مواقعه المحصنة.
وسبق أن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع اشتباكات عنيفة وجها لوجه في القطاع، وهو ما اعتبره الدويري ساحة تبرز فيها "مهارات المقاتل الفلسطيني الفردية"، حيث لا تُجدي الأسلحة الثقيلة والطيران، وتُحيد قدرات الدعم الناري، مما يمنح المقاومة أفضلية ميدانية.
المسافة صفر
وأضاف أن المقاتل الفلسطيني بات يفضل الاشتباك من مسافة صفر، لأنه يضمن له معادلة قتال عادلة نسبيا، ويمنع تدخل الطائرات أو المدفعية، مشيرا إلى أن عقيدة المقاومة تعتمد على إعداد قتالي صارم يبدأ بالعقيدة، ويمر عبر مراحل التدريب الجسدي والمهاري وصولا إلى القتال الجماعي والمنفرد.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلنت تدمير دبابة ميركافا في حي الزيتون، ونشرت صورا لمحاولة أسر جندي إسرائيلي في خان يونس قبل تصفيته، بينما بثت سرايا القدس صورا لقنص جندي على جبل الصوراني، وتدمير جرافة شرق المدينة، مما يعكس شراسة المعارك وتنوع تكتيكات المقاومة.
إعلانولفت الدويري إلى أن المقاومة لا تملك ترف المبادرة دائما، وأن تزامن المعارك يعكس بالأرجح محاولة إسرائيلية لتشتيت الجهد المقاوم، لكن المفاجأة تكمن في قدرة المقاومة على التعامل مع ذلك، وتوظيف تكتيكات حرب العصابات بمهارة من خلال كمائن وقنص وإغارات ليلية.
واعتبر أن ما يجري حاليا هو استمرار واضح لحرب استنزاف، بدأت مع مواجهة عربات "جدعون" وتفجيرها بأدوات محلية مثل "شواظ" و"العبوات البرميلية"، مما يدل على قدرة المقاومة على التصنيع العسكري الابتكاري تحت ظروف الحصار والعدوان.
رواية المقاومة
وفي هذا السياق، قال إن الفيديوهات الأخيرة تثبت صدق رواية المقاومة، وتفند أكاذيب الناطقين العسكريين الإسرائيليين، مستشهدا بمشهد الجندي الذي فرّ من حفارة في خان يونس، وهو ما يكشف ارتباك الجنود الإسرائيليين وتراجع معنوياتهم تحت ضغط المواجهات القريبة.
وأكد الدويري أن نجاح المقاومة في أسر جندي، أو حتى المحاولة لذلك، يمثل ضربة نفسية وسياسية لإسرائيل، مشيرا إلى أن فشل الاحتلال في تحرير الأسرى منذ 3 أشهر رغم الخسائر الكبيرة، يفضح عبثية المعركة، ويمنح المقاومة أوراق قوة إضافية.
وبحسب الدويري، فإن فصائل المقاومة باتت تدير المعركة وفق آليات متطورة، تشبه من حيث الوظيفة "هيئات الأركان"، وتعمل بتنسيق عالٍ يصعب اختراقه، مستفيدة من تعدد وحداتها، واستخدامها لتكتيكات مرنة وفق المعطيات الميدانية.
وتحدث عن تحول جوهري في الأداء الميداني للمقاتلين، الذين باتوا لا يطلقون رصاصاتهم إلا بدقة، وتطور عملهم نحو تشكيلات صغيرة أشبه بـ"الذئاب المنفردة"، قادرة على تنفيذ مهام نوعية بإمكانات محدودة، كما ظهر في كمين بيت حانون الأخير.