الجزيرة:
2025-10-19@11:52:14 GMT

إيران والثأر من إسرائيل.. خيارات محفوفة بالمخاطر

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

إيران والثأر من إسرائيل.. خيارات محفوفة بالمخاطر

تواجه إيران معضلة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في سوريا، إذ تبحث كيفية الرد دون إشعال فتيل صراع أوسع يقول محللو شؤون الشرق الأوسط إن طهران لا ترغب فيه على ما يبدو.

وجاء هجوم يوم الاثنين الذي أسفر عن مقتل قائدين و5 مستشارين عسكريين إيرانيين في مبنى القنصلية الإيرانية في حي المَزة بدمشق، في الوقت الذي تسرّع فيه إسرائيل حملة طويلة الأمد على إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها، وتعهد الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي بالثأر.

ومن بين الخيارات المطروحة لدى إيران للرد، إطلاق العنان للجماعات المتحالفة معها لشن عمليات على القوات الأميركية، أو استخدامها لشن ضربات على إسرائيل مباشرة، أو تكثيف برنامجها النووي الذي تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة طويلة إلى كبح جماحه.

وقال مسؤولون أميركيون -تحدثوا لرويترز شريطة عدم كشف هوياتهم- إنهم يراقبون الوضع عن كثب لمعرفة ما إذا كانت الجماعات المتحالفة مع إيران ستهاجم القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا، مثلما حدث في الماضي، ردا على الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم الاثنين.

وتوقفت مثل تلك الهجمات الإيرانية في فبراير/شباط بعد أن ردت واشنطن على مقتل 3 جنود أميركيين في الأردن بعشرات الضربات الجوية على أهداف في سوريا والعراق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وفصائل مدعومة منه.

وقال المسؤولون الأميركيون إنهم لم يحصلوا بعد على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الجماعات المتحالفة مع إيران تتطلع إلى مهاجمة القوات الأميركية في أعقاب هجوم الاثنين، والذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنه أسفر عن مقتل أعضاء في الحرس الثوري من بينهم القائد الكبير محمد رضا زاهدي.

وحذرت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء طهران صراحة من مهاجمة قواتها، وقال روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة "لن نتردد في الدفاع عن قواتنا، ونكرر تحذيراتنا السابقة لإيران ووكلائها بعدم استغلال الوضع لاستئناف هجماتهم على العسكريين الأميركيين".

تجنب حرب شاملة

وقال مصدر متابع للقضية عن كثب، وطلب من رويترز عدم ذكر اسمه، إن إيران تواجه من جديد إشكالية الرغبة في الرد لردع إسرائيل عن شن مزيد من تلك الهجمات بينما تريد أيضا تجنب حرب شاملة.

وتابع "يواجهون تلك المعضلة الحقيقية.. فإذا ردوا قد يستتبع ذلك مواجهة لا يريدونها بوضوح.. يحاولون تعديل وضبط أفعالهم بطريقة تظهر استعدادهم للرد لكن ليس للتصعيد".

وأضاف "إذا لم يردوا في تلك الحالة فستكون حقا علامة على أن ردعهم نمر من ورق"، وقال إن إيران قد تهاجم سفارات لإسرائيل أو منشآت يهودية في الخارج.

وأكد المسؤول الأميركي إنه بالنظر إلى حجم الضربة الإسرائيلية قد تضطر إيران للرد بمهاجمة مصالح إسرائيلية أكثر من ميلها للنيل من قوات أميركية.

ويقول إليوت أبرامز خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية أميركية، إنه يعتقد أيضا أن إيران لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل لكنها قد تستهدف مصالح إسرائيلية.

وأضاف أبرامز "أعتقد أن إيران لا تريد حربا كبيرة بين إسرائيل وحزب الله حاليا، وبالتالي أي رد لن يأتي في صورة تحرك كبير من جهة حزب الله. لديهم العديد من السبل الأخرى للرد.. على سبيل المثال من خلال محاولة تفجير سفارة إسرائيلية".

كما يمكن أن ترد إيران بتسريع وتيرة تطوير برنامجها النووي الذي كثفت العمل عليه منذ انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، وهو اتفاق يهدف لتقييد قدرات طهران النووية مقابل منافع اقتصادية.

لكن أقوى خطوتين، وهما زيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 90% وهي نسبة صالحة لصنع قنابل وإحياء العمل على تصميم سلاح فعلي قد تكون له أضرار على طهران إذ قد يستدعي ضربات إسرائيلية أو أميركية.

وقال المصدر الذي يتابع القضية عن كثب "ستعتبر إسرائيل والولايات المتحدة الحلين بمثابة قرار للحصول على قنبلة.. ستكون مخاطرة كبرى. هل هم مستعدون لها؟ لا أعتقد ذلك".

ولا يتوقع جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن ردا إيرانيا ضخما على الهجوم على سفارتها.

وقال "اهتمام إيران بتلقين درس لإسرائيل أقل من اهتمامها بإظهار عدم ضعفها أمام حلفائها في الشرق الأوسط".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

أبو سلمان المغني.. رئيس عشائر غزة الذي رفض التعاون مع إسرائيل

ليس من قادة المقاومة في القطاع، ولا يحمل أي صفة رسمية في حكومة غزة ولا في السلطة الفلسطينية برام الله، لكنه أصبح حديث منصات التواصل بعد تصريحاته الصحافية والتلفزيونية التي كانت تشبه المشي وسط حقول الألغام.

المختار، أو كما يحب البعض وصفه، بـ"مختار المخاتير"، رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة، حسني سلمان حسين المغني، أو كما يعرف حاليا للنشطاء الفلسطينيين والعرب، أبو سلمان المغني.

الانضمام إلى حركة فتح

ولد حسني المغني في حي الشجاعية في مدينة غزة في عام 1941، ودرس المرحلة الأساسية في مدرسة حطين، ونال دبلوم المعلمين في التربية الرياضية في مدينة غزة عام 1960، ودرجة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب في جامعة بيروت العربية عام 1985.

عمل مدرسا في مصر بين عامي 1960 و1968، ثم مدرسا في الكويت بين عامي 1969 و1992، وبعد عودته إلى فلسطين التحق بالتوجيه السياسي في السلطة الفلسطينية إلى أن تقاعد برتبة عميد عام 2005.

انتمى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عام 1968، ونشط في العمل الوطني المؤسسي، فكان أمينا لسر المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وعضوا في جمعية المعلمين الفلسطينيين، وعضوا متفرغا في مكتب حركة فتح في الكويت في عام 1982.

هدم الاحتلال الإسرائيلي منزله أثناء حرب "حجارة السجيل" عام 2012، وهدمه مرة أخرى أثناء حرب "العصف المأكول" عام 2014، وجرف أرضه الزراعية.

انخرط في العمل العشائري والمجتمعي والوطني عام 2005، وعُين منسقا عاما للهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة، التي عقدت 3 مؤتمرات شعبية استهدفت إنهاء الانقسام، ونفذت أنشطة عدة من أجل الحفاظ على السلم الأهلي، والترابط العائلي.

أُسس التجمع العشائري من أجل الوحدة الوطنية عام 2018، وكان أحد أعضاء الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة لكسر الحصار عام 2018.

معارضة أوسلو

كان صوتا معارضا لـ"اتفاق أوسلو" الذي يرى بأنه مزق حركة فتح، ودمر حلم تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وتحرير القدس، وحاصر غزة، وهو ما يعتبره المغني "مؤامرة لإنهاء القضية الفلسطينية".

إعلان

يعتقد أن الانقسام الفلسطيني أخطر ما مر على القضية الفلسطينية منذ النكبة، وتتحمل مسؤولية وقوعه حركتا "فتح" و"حماس". ويعتبر أن الشراكة الوطنية مقدسة، ويدعو السلطة الفلسطينية إلى تحقيق الشراكة الحقيقية والوحدة وإنهاء الانقسام.

يؤيد المقاومة بما فيها المقاومة المسلحة، ويساند أي حل مرحلي يؤسس لتحرير كامل تراب فلسطين التاريخية، مع عودة اللاجئين.

إقامة الحد على العملاء

عاش المختار أبو سلمان المغني كل أيام الحرب الوحشية على قطاع غزة بكل تفاصيلها المؤلمة والموجعة، وعانى من الحصار والجوع مع أبناء شعبه، وكانت له مواقف واضحة في رفض التهجير من غزة، ومحاولة حماية المساعدات وتوزيعها بعدالة على مستحقيها.

ويرفض أبو سلمان المغني "الحملة الهوجاء" الرافضة للاقتصاص من العملاء، ويقول بهذا الخصوص في أكثر من تصريح صحافي "سنلجأ للقانون عندما تستقر أمورنا لكن في الوقت الحاضر لا بد من إقامة الحد".

ويضيف "التعامل مع العملاء والمليشيات الذين استغلوا حالة الفراغ الأمني خلال الأعوام الماضية كان لا بد منه لمنع انزلاق المجتمع إلى حرب أهلية"، لكنه كرر مواقف عشائرية واضحة برفض "التجاوزات وأي أعمال انتقام غير منظمة".

وذكر أن هؤلاء ارتكبوا "جرائم شنيعة خلال الفترة التي غابت فيها مؤسسات الضبط، إذ سرقوا شاحنات المساعدات والمواد التموينية في أوقات الجوع، وشكلوا حواجز، وأشاعوا الفوضى والقتل، وتعاونوا مع الاحتلال" بحسب تعبيره.

عاجل | فصائل المقاومة الفلسطينية: الحملة الأمنية بغزة ضرورة وطنية لحماية المواطن وندعو العائلات لتسليم المتورطين
– الحملة الأمنية بغزة تحظى بإجماع وطني لإعادة الأمن وملاحقة المرتزقة وأذناب العدو#حرب_غزة pic.twitter.com/bgDlNykJsc

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 15, 2025

كسر حلقة الثأر والانتقامات

وحول ما إذا كانت العشائر تدعم عمليات إعدام العملاء، رد المغني بأن "العشائر رفعت الغطاء العشائري عن هؤلاء، وأعلنت عن رفضها تماما لأفعالهم. العدد معروف وهم قلة، وعيب أن يستغل أحد ظروفنا ليكون تابعا للاحتلال".

وحذر المغني من أن غياب ضبط الحالة الأمنية قد يؤدي إلى موجات انتقامية بين العائلات إذا لم تتولَّ أجهزة الأمن والقضاء معالجة الموضوع سريعا.

وأشار إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الفرق الأمنية هدفت بالأساس إلى كسر حلقة الثأر وضمان "أخذ الحق عبر مؤسسات متوافرة أو بدائل مؤقتة من الأمن المحلي".

وأكد في الوقت نفسه على أن "أي تصفية أو تجاوز لا يمكن أن تشكل بديلا عن محاكمات عادلة وإجراءات قانونية شفافة".

المغني اعتبر أن ما وصفها بـ"الفِرق الضالة التي ارتمت في أحضان الاحتلال" يجب أن تدفع الثمن اليوم.

رئيس اللجنة العليا للعشائر في قطاع #غزة: لن نقبل أن نكون بديلا عن الحكومة وعمن اختاره الشعب#حرب_غزة pic.twitter.com/sO9SsFB8v0

— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 14, 2024

العشائر ليست بديلا عن الحكومة

وكان رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة قد رفض سابقا أي دور للعشائر في إدارة قطاع غزة، وأوضح أن "القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية هي مكون أصيل من مكونات شعبنا الفلسطيني، وقد شكلت سدا منيعا أمام أحد أخطر مخططات العدو، الذي حاول إيجاد بدائل محلية عشائرية موالية له".

إعلان

تصريحاته هذه جاءت بعد اتصالات إسرائيلية وإقليمية ودولية تطالب العشائر بأن تكون بديلا عن الحكومة في قطاع غزة.

وقال المغني "موقفنا ثابت وواحد لا يمكن أن يتغير. جميع العشائر وأنا أتحدث باسمهم جميعا، لا يمكن أن تقبل بأن تكون بديلا عن الحكومة، لن نكون بديلا عمن اختاره شعبنا ممثلا له، وسنظل مع اختيار شعبنا حتى إجراء الانتخابات".

وأضاف أن العشائر لا تستطيع أن تحكم، وهي ليست مؤهلة لهذا الأمر، وهي فقط لإصلاح ذات البين، ومساندة الحكومة في تأدية أعمالها.
وشدد المغني على أنه رغم الدمار ومسح العوائل من السجل المدني، "لكن شعبنا الفلسطيني لم يتذمر، بل يقف مع مطالب المقاومة في إنهاء العدوان".

تصريحات المغني الأخيرة أشاعت جوا من الارتياح في الساحة الفلسطينية والشعبية العربية حيث كان منسجمة تماما مع تصريحات أدلت بها المقاومة وجناحها السياسي، وأكد أبو سلمان المغني أن الاحتلال "لم ولن ينجح في تحقيق أي هدف من أهدافه في قطاع غزة" بحسب مختار المخاتير.

مقالات مشابهة

  • مشاورات أمنية إسرائيلية بين نتنياهو وكاتس وبن غفير
  • انفجار في آلية عسكرية إسرائيلية برفح الفلسطينية
  • مادورو يعلن اكتمال خطة الدفاع ضد “التهديدات الأميركية”
  • إيران: لم نعد ملزمين بالقيود المرتبطة ببرنامجنا النووي
  • وزير خارجية إيران ينتقد سلوك الترويكا وأمريكا في الملف النووي
  • التعرف على هوية جثة الرهينة العاشر الذي عاد إلى إسرائيل من غزة
  • الأمم المتحدة: ضربات إسرائيل على لبنان جريمة حرب
  • وزير الدفاع الصيني يحذرأمريكا: محاولات تسليح تايوان محفوفة بالمخاطر
  • أبو سلمان المغني.. رئيس عشائر غزة الذي رفض التعاون مع إسرائيل
  • تعرف على المدن الأميركية المستضيفة لكأس العالم 2026