الأمم المتحدة تدعو إلى محاسبة إسرائيل عن جرائم الحرب في قطاع غزة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا يحث إسرائيل على محاسبة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المحتملة المرتكبة في قطاع غزة. ويسلط القرار الضوء على ضرورة ضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لإنهاء الإفلات من العقاب.
يعرب مجلس حقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفقا للجارديان، يدل التصويت، الذي حظي بموافقة 28 دولة، وامتناع 13 دولة عن التصويت، ومعارضة 6 دول، على خطوة مهمة في العزلة العالمية التي تفرضها إسرائيل على سلوكها في الصراع في غزة، والذي أسفر عن سقوط ما يقدر بنحو 33 ألف ضحية. والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وألمانيا كانتا من بين الدول الست التي صوتت ضد القرار.
وانتقدت مندوبة إسرائيل الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، ميراف إيلون شاهار، المجلس، واتهمته بالتخلي عن الشعب الإسرائيلي والانحياز إلى حماس.
ويتزامن القرار مع قرار إسرائيل الانصياع للضغوط الشديدة التي تمارسها الولايات المتحدة وفتح ممرات غذائية جديدة إلى غزة. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مكالمة هاتفية محورية بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حذر خلالها بايدن من تغييرات محتملة في السياسة الأمريكية تجاه غزة إذا لم تقم إسرائيل بتعديل نهجها في توزيع المساعدات.
وفي غضون ساعات من المكالمة الهاتفية، أعلنت إسرائيل موافقتها على إعادة فتح معبر إيريز إلى شمال غزة والسماح بالاستخدام المؤقت لميناء أشدود في جنوب إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، وافقت إسرائيل على تسهيل زيادة إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.
ويعكس هذا التحول في السياسة الإسرائيلية استعراضاً نادراً لنفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل، مدفوعاً بضغوط محلية ودولية متزايدة. وحذر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، من أنه على الرغم من أن فتح طرق جديدة للمساعدات يعد خطوة إيجابية، إلا أنه قد لا يكون كافيا لمنع المجاعة في غزة.
علاوة على ذلك، حث الرئيس بايدن نتنياهو على تبني نهج أكثر مرونة في المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس والسجناء السياسيون الفلسطينيون. كما دعا بايدن إلى وقف فوري لإطلاق النار، مما يمثل خروجا كبيرا عن المواقف الأمريكية السابقة.
رداً على التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي في الهجوم الأخير على قافلة مساعدات تابعة للمطبخ المركزي العالمي، والذي قُتل فيه سبعة من عمال الإغاثة، أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة ستراقب تصرفات إسرائيل عن كثب. وشدد بلينكن على أهمية المساءلة وأعرب عن تقديره للخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل مع التأكيد على ضرورة تحقيق نتائج ملموسة.
وتمثل الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة والضغوط الدولية المتزايدة معضلة معقدة لنتنياهو، الذي تعهد بتحقيق نصر حاسم في الصراع. ومع ذلك، مع عدم رغبة الولايات المتحدة في دعم المزيد من التصعيد العسكري، يواجه نتنياهو تحديات في رسم المسار إلى الأمام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: الولايات المتحدة تنظر لإسرائيل عبئا عليها.. تبحر في العزلة
في الوقت الذي أدركت فيه دولة الاحتلال كيف تطلب من الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن المزيد من المساعدة العسكرية فقط، فقد اكتشف خلفه دونالد ترامب أنها ليست مهتمة بالانضمام لمشاريعه التجارية لدفع الشرق الأوسط نحو حقبةٍ جديدة، وبذلك، فإنها، في جوهرها، ترفض مساعدة نفسها.
وأكد آفي شيلون الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "من الأمور المهمة التي كشفتها الحرب على غزة ارتباط إسرائيل العضوي بالولايات المتحدة، وهو أمر ليس من السهل نسيانه، لأنه في اليوم التالي للسابع من أكتوبر، كان تهديد بايدن لحزب الله وإيران واضحا، بجانب نقل حاملات الطائرات للمنطقة، مما منح إسرائيل الدعم الكافي لاستمرار الحرب، التي كان يمكن أن تتطور بصورة خطرة لولا الدعم الأمريكي الفوري".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "حتى خلال الحرب، ظهر واضحا أنه بدون إمداد ثابت أمريكي بالأسلحة، مع وجود قيود معينة في بعض الأحيان، ودعمها السياسي، فقد كانت إسرائيل ستواجه صعوبة في الصمود في معارك غزة، وفي هذه الأثناء، وخلال تبادل الضربات مع إيران، قاتلت الولايات المتحدة بالفعل بجانبها في مجال الدفاع الصاروخي".
وبالتالي وفقا للكاتب، "فقد ظهر واضحا لأي مراقب في الشرق الأوسط، أن إسرائيل لا يمكنها الاستغناء عن أمريكا، لأن الاعتماد عليها هو، أولاً وقبل كل شيء، ضرورة للظروف".
وأوضح أنه "بغض النظر عن مدى قوتها، فإن إسرائيل مُحاطة بالعديد من التهديدات، خاصة العداء السياسي في العالم، وقد كان التحالف مع قوة عظمى جزءا من استراتيجيته السياسية والأمنية منذ تأسيسها، منذ أيام بن غوريون، ربط نفسه بتحالف مع قوة عظمى من أجل التعامل مع مجموعة متنوعة من التهديدات التي تواجهها: في الخمسينيات وأوائل الستينيات كانت فرنسا، ومنذ الستينيات اعتمد على الولايات المتحدة".
كما أشار شيلون إلى أن تحالف الاحتلال مع الولايات المتحدة يمنحه مزايا هائلة مثل "تكنولوجية وعسكرية واقتصادية وسياسية، لكنه يُلزمه أيضا بمراعاة مصالحها العالمية، يجب أن يعرف القائد الإسرائيلي الحكيم ليس فقط كيفية المناورة بين الأشياء، ولكن أيضا ربط المصالح، لأن السياسات الأمريكية مؤخرا، ما يبدو، بمعزل عن مصالح إسرائيل، أو حتى بمعارضتها، يعود في الواقع إلى أنه، باستثناء طموحه لتحقيق نصر شامل على حماس، لم تكن لديه استراتيجية واضحة منذ بداية الحرب".
ولفت إلى أن "الاحتلال بسبب هذه السياسة أصبح، رغم أهميته للولايات المتحدة لكونه الركيزة المستقرة والقوية في المنطقة، عبئا عليها أكثر من كونه رصيدا، ورغم محاولة إدارة بايدن منذ اللحظة الأولى استغلال الحرب لتحقيق نصر استراتيجي، لكن الاحتلال واصل التركيز على تحقيق نصر شامل" في غزة".
وأضاف أنه "عندما دخل ترامب البيت الأبيض، كان من الواضح أنه، بجانب تصريحات الدعم الحماسية، عيّن عددًا لا بأس به من الانفصاليين في مناصب رئيسية في إدارته، وأثبت بالفعل أنه يُهدد كثيرًا، لكنه يعارض من حيث المبدأ الحروب، خاصةً الحروب المطولة، لأنها، من وجهة نظره، إهدار للموارد التي يمكن تحقيقها من خلال اتفاقيات دون إطلاق رصاصة واحدة".
وأردف الكاتب، أنه "كان ينبغي على الاحتلال أن يفهم أنه لا يوجد رئيس منذ جورج بوش، مرورا بأوباما، وترامب في ولايته الأولى، وبايدن لديه أي مصلحة في محاربة إيران، وأن الجميع يُفضل التوصل لاتفاق، لذلك، كان ينبغي استغلال ولاية ترامب للتوصل لاتفاقيات مع الدول العربية، بما فيها سوريا، وفي غزة، بشروط ربما كان صعبا تحقيقها في عهد بايدن".
كما ختم قائلا، إن "إسرائيل التي عرفت كيف تطلب من بايدن المزيد من المساعدة العسكرية فقط، اكتشفت أن ترامب أنه ليست مهتماً بالاندماج في محاولته التجارية لدفع الشرق الأوسط لحقبة جديدة، وبهذا، يرفض أساسا مساعدة نفسه، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن، والمفارقة المروعة أن الولايات المتحدة تبحر الآن في عزلة عن إسرائيل، ليس بسبب بايدن ولا بسبب ترامب، بل لأن حكومتها لا تُساعدها على العمل من أجل استراتيجية تخدم مصالح إسرائيل نفسها".