عبد الله الأزرق: نعم، إحدى كوارث السودان هنا (2)
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
قد لا يعلم كثيرون أن حمدوك وافق على تسليم الأكلشيهات الحقيقية (نماذج تصاميم) طباعة الجنيهات السودانية للإمارات؛ لتتولى الأمارات طباعة عملتنا.
□ وبالفعل طبعت الإمارات مئات مليارات الجنيهات السودانية؛ وهرّبت أكثرها لأولاد دقلو؛ ومُوّلت بعض عمليات الحرب من تلك المبالغ.
□ وما زال حمدوك يطرح نفسه كمصلح للحالة السودانية دون حياء.
□ والمؤسف أن السلطات لم تطبع عملات جديدة؛ بل إن المحافظ أعلن أن كلاً من الجنيهات القديمة وتلك التي غُيّر فيها فقط توقيع المحافظ مُبرئة للذِمّة!!!
□ علماً بأن المليشيا نهبت الأموال من البنوك وأصبحت هي أكثر من يملك المال في السودان.
□ كما أن الأموال التي طبعتها الأمارات تملأ جيوب هؤلاء المجرمين.
□ ولأنه يمكن تحويل أي مبلغ (دون سقف) هُرّبت الأموال لمصر ولدبي واشتريت بها الشقق، وهربت لدول عديدة. واشتريت بها المنازل والعمارات والمزارع وقطع الأراضي داخل السودان.
□ مما يجدر ذكره أن كل الدول تُسائل الذين يحولون أموالاً تفوق سقفاً تُحدده، حتى داخل بلدها.
□ بعد هذه الحرب سنتفاجأ بطبقة جديدة من الأثرياء والملّاك، ما كنا نعرف لهم ضربا في أرض الاعمال والتجارة.
□ على أن من أخطر أسلحة المليشيا في هذه الحرب هو نظام (بنكك)؛ وذلك لسببين:
○ أولهما: أنه يكاد يكون مملوكاً للإمارات.
○ وثانيهما: أنه نظام بلا سقوف Ceiling تَحُدّ من مبالغ التحويل.
وعبر نظام بنكك تجري تجارة العملة الشيئ الذي أدى لارتفاع سعر الدولار. وقد عملت المليشيا على تجفيف الدولار عبره، ثم تهريبه، أسوة بتهريب الذهب بالأطنان الجاري حتى الآن.
□ وكوّن اولاد دقلو استثمارات في عدد من الدول مثل إثيوبيا وكينيا والإمارات وتنزانيا، مع تغيير أسماء الملاك أحياناً، بحيث لا تشير لهم. وعبر الأموال المهربة جرت رشا لرؤساء دول أفريقية.
□ ولعبد الرحيم دقلو مصفاة ذهب في تنزانيا، ولكن السلطات السودانية لم تُلاحقه عبر الحكومة التنزانية.
□ مَكّن نظام بنكك أولاد دقلو والمتنفذين في المليشيا بتحويل موجودات البنوك السودانية، مما أضطرها لإغلاق أكثر من 70% من فروعها، وإعطاء بعض موظفيها إجازات من غير رواتب، وستصبح بنوك عديدة غير قادرة على سداد مديونياتها، بل كثير منها سيعلن إفلاسه ويخرج من سوق العمل. وما عجز الحكومة عن سداد رواتب الموظفين إلّا بسبب ما فعلته المليشيا بالمصارف وتعطيلها للمرافق التي تدر الموارد للخزينة العامة، بل إيقاف عجلة الاقتصاد في ولايات عديدة.
□ وبعد:
فإن الحرب الاقتصادية التي شنتها المليشيا على الدولة ليست أقل خطراً عن قتالها بالسلاح.
□ وجراء النتائج الكارثية ضعفت قدرات الدولة المالية وهي تخوض حرباً، وهذا يؤثر مباشرة على العمليات الحربية.
□ ولولا أن الجيش السوداني جيش استثنائي؛ ولولا سنده من المجاهدين فقد كان المفترض أن ينهار.
□ الجيوش تزحف على بطونها Armies Crawl with their bellies، كما يقال، وعبر المال يتم إطعامها وإمدادها.
□ ومن هنا برزت الميزات الاستثنائية لقواتنا، فجنودها ومجاهدوها يقاتلون وبطونهم خاوية؛ ويقتاتون أحياناً ببصلة!!!
□ ورغم كل هذا تجدهم مصممون على الانتصار.
□ من هذا الباب تبرز أهمية ما قاله الفريق ياسر العطا عن بنك السودان ومرافق ومنشآت حكومية أخرى مهمة.
□ فقد حشدت قحت والحزب الشيوعي وأولاد دقلو مئات الموظفين في مرافق حيوية مثل بنك السودان ووزارة المعادن ووزارة النفط والكهرباء ووزارة الصحة.
□ ولم يكن لمعظمهم تأهيل سوى الولاء للجهة التي عيَّنتهم، وهؤلاء هم من يكبلون الدولة الآن.
□ وللتدليل على انعدام الكفاءة نذكر بتجمد النفط في الانابيب، ولم يستطع القادمون الجدد من حل تلك المعضلة إلّا بعد تطوع المفصولين بحلها.
□ جرى تعيين من يتيح المال بالدولارات من بنك السودان لبنك الخليج وأمثاله من المصارف التي تمول حرب أولاد دقلو.
□ كما تواصل تلك الكوادر المليشياوية والقحاتية العمل عبر نظام بنكك الذي ( شفطت) Syphoned عبره أموال السودان.
□ وبعد البعد سعادة الفريق البرهان ورفاقه:
اسمحوا لي أن أذكركم أن الحاكم لا يَشتكي، الحاكم يُِشتكى إليه وهو من يحل المشكلة.
□ فالمطلوب منكم تطهير كل مرافق الدولة ممن يعطلها ويكبلها ويدعم المليشيا المجرمة. Don’t complain please , rather take action
□ واعلموا أنه «لا يضرنا العدو الخارجي، حين لا يكون هناك عدو بين ظهرانينا»
« When there is no enemy within , the enemies outside cannot hurt you»
ومن كبّل أجهزة الدولة ولوثها بموالاة المليشيا والعملاء، لا مُشاحّة من تطهيرها Purge منه، واستبدالهم بكوادر وطنية ذات كفاءة، وبخاصة في مناصب اتخاذ القرار، وتلك المتخصصة في نظام الصيرفة الإلكترونية Electronic Banking System.
□ حفظ الله السودان.
○ السفير عبد الله الأزرق
○ 6 أبريل 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نزوح أكثر من 165 ألف شخص بسبب الحرب في جنوب السودان
أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن أكثر من 165 ألف شخص نزحوا بسبب الحرب في جنوب السودان خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من بينهم حوالى 100 ألف فروا إلى دول مجاورة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان إن "أكثر من 165 ألف شخص فرّوا جراء تصاعد التوترات والصراع في جنوب السودان خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
وأشارت المفوضية إلى أن حوالى مئة ألف منهم فرّوا إلى دول مجاورة (جمهورية الكونغو الديموقراطية وإثيوبيا والسودان وأوغندا)، لافتة إلى أنها تحتاج إلى 36 مليون دولار لدعم ما يصل إلى 343 ألف نازح في جنوب السودان أو المنطقة خلال الأشهر الستة المقبلة.
وتشهد الدولة الأحدث نشأة في العالم، الغنية بالنفط ولكنها فقيرة للغاية، محطات متكررة من العنف السياسي والعرقي في مناطق عدة، وقد اشتد هذا العنف في الأشهر الأخيرة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
قال مامادو ديان بالدي، المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شرق أفريقيا والقرن الإفريقي ومنطقة البحيرات العظمى، في تصريحات أوردها البيان إن "الكثير من اللاجئين يبحثون عن الأمان في بلدان تواجه تحدياتها الخاصة، أو تواجه حالات طوارئ في ظل تخفيضات حادة في التمويل، ما يُثقل قدرتنا على تقديم المساعدات الحيوية الأساسية".
ونددت سفارات عدة في أيار/ مايو الماضي، بالتدهور الكبير في الوضع الأمني في جنوب السودان، عقب أشهر من الاشتباكات المتفرقة بين قوات الرئيس سلفا كير والقوات الموالية لنائب الرئيس الأول ريك مشار.
أثار اعتقال مشار في آذار/ مارس مخاوف من عودة الحرب الأهلية، بعد نحو سبع سنوات من انتهاء صراع دام بين مؤيدي الرجلين خلّف نحو 400 ألف ضحية وأربعة ملايين نازح بين عامي 2013 و2018.
وقال ديان بالدي "لا يستطيع جنوب السودان تحمّل أزمة أخرى. فقد استضافت الدولة الأحدث نشأة في العالم أكثر من مليون شخص فروا من الحرب الدائرة في السودان، بينما يواصل ملايين من مواطنيها التعافي من سنوات الصراع والأزمات في وطنهم".
وبسبب القتال والقيود على الحركة في ولاية أعالي النيل ومناطق أخرى، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى ما يقرب من 65 ألف نازح جديد داخل جنوب السودان "محدودا للغاية"، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأضافت المفوضية أن المساعدات، بما فيها الأدوية والرعاية الصحية لمكافحة ارتفاع حالات الكوليرا، قد توقفت، ومن المرجح أن تؤدي الأمطار المتوقع هطولها قريبا إلى تفاقم الوضع، حيث تزيد الفيضانات من تعقيد عمليات النقل وكلفتها.
وحصلت جمهورية جنوب السودان التي تعتبر أحدث دولة في العالم، على استقلالها عن السودان في استفتاء أجري عام 2011.
وانزلقت البلاد إلى حرب أهلية بعد أن أقال الرئيس ميارديت نائبه مشار في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2013، بزعم أنه كان يخطط لـ"محاولة انقلاب".
ورغم توقيع اتفاقيتي سلام عامي 2018 و2022، فإن النظام العام والأمن لا يمكن الحفاظ عليهما في البلاد، وتحدث أعمال عنف من حين لآخر بين القبائل والمجموعات المختلفة.
وفي الآونة الأخيرة، سيطرت قوة مليشيا تسمى "الجيش الأبيض"، والتي تتكون في معظمها من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، على مدينة ناصر في ولاية أعالي النيل الشمالية في البلاد.
وفي أعقاب ذلك، تم اعتقال عدد من الجنرالات والوزراء من الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة مشار.