وحدة الشعب الفلسطيني ضدّ الكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
لعل أهم هدف لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني هو الموقف من الكيان الصهيوني والاتحاد ضدّه.
ثمة مشكلة من بين مشاكل كثيرة، تحول دون توحّد الموقف الفلسطيني، هو عدم إعطاء أولوية للوحدة ضد الكيان الصهيوني، وليس عل أساس وحدة مع هذه القيادة، أو تلك، أي مع هذا الفصيل أو ذاك. فالمشكلة هي في مع من أو مع من نتفق وإياه.
إن "مع" مفرقة، للأسف، ومشوّشة، على حسن تقدير الموقف، لا سيما حين يأتي لتحديد مع ماذا؟
لنأخذ مثلاً حياً نعيشه منذ ستة أشهر، وسيواجهنا في المرحلة القادمة. وربما بقدرٍ أكبر مستقبلاً.
فرضت معادلة توزع القوى والمواقف الفلسطينية، أن تطلق عملية طوفان الأقصى من جانب كتائب عز الدين القسّام، كما فرضت، وبغض النظر عن أسباب تلك المعادلة، أو تفهمها، أو الموقف منها، أن تتحمل قيادة حماس وقيادة كتائب عز الدين القسّام مسؤولية قيادة الحرب، وذلك بالرغم من الدور الكبير والنشط، والفعال لسرايا القدس في المقاومة المسلحة، والحرب البريّة الدائرة في قطاع غزة الآن. وبالرغم مما تشكل الآن من تنسيق وتشارك في القيادة والتشاور.
هذه المعادلة وتطورّها بالشكل الذي اتخذته الآن من اختلاف مواقف النخب (لنتخذهم مثلاً فقط) من عملية طوفان الأقصى، أو ما بعدها من حرب وتطوّرات، اتسّمت بها الأشهر الستة الماضية.
الكل أو الأغلبية الغالبة أيّدوا العملية، ويؤيدون ما تلاها من مقاومة حتى الآن. والبعض أعلن ذلك، عموماً، والبعض أكده في كل لقاء. وكان العنوان: "نحن مع المقاومة ، نحن مع صمود الشعب البطل".
فرضت معادلة توزع القوى والمواقف الفلسطينية، أن تطلق عملية طوفان الأقصى من جانب كتائب عز الدين القسّام، كما فرضت، وبغض النظر عن أسباب تلك المعادلة، أو تفهمها، أو الموقف منها، أن تتحمل قيادة حماس وقيادة كتائب عز الدين القسّام مسؤولية قيادة الحرب، وذلك بالرغم من الدور الكبير والنشط، والفعال لسرايا القدس في المقاومة المسلحة، والحرب البريّة الدائرة في قطاع غزة الآن. وبالرغم مما تشكل الآن من تنسيق وتشارك في القيادة والتشاور.ولكن ثمة عدد مقدّر من النخب لا يؤيدون أو يتحفظون، بالنسبة إلى قيادة حماس وعز الدين القسّام (عسكرياً). الأمر الذي يوجد هوّة كبيرة أو صغيرة، بين من هم مع من، ومع ماذا، وبين من يتحفظ. مما يحول بين وحدة قويّة، ومساهمة فعالة على مستوى الوحدة الفلسطينية، وبين خوف من الانتصار، لما سيعكسه مستقبلاً، بالنسبة إلى من ستكون القيادة.
وقد يذهب البعض إلى التشكيك بإمكان الانتصار، أو عدم وضع كل نشاط، في خدمة الانتصار العسكري، الذي يقرّر مستقبلنا جميعاً. وهو المقرّر كيف سيكون الوضع والمعادلة، بعد أن تضع الحرب أوزارها. وهؤلاء، عملياً، يطرحون أولويات غير أولوية الانتصار العسكري.
الحكمة تقتضي والحالة هذه، أن يقود تفكيرنا ومواقفنا، ليس نحن مع من، وليس كيف سيكون توازن القوى لاحقاً، وإنما علينا أن نضع الأولوية التركيز على هزيمة العدو العسكرية، وخروج المقاومة والشعب منتصرين. ومن ثم تأجيل ما بعدهما، إلى ما ما بعدهما.
إذا جعلنا همنا الأول إنزال الهزيمة بالعدو. وبغض النظر عما سيؤول إليه الوضع. فعندئذ تشكل وحدة فلسطينية عريضة ضدّ العدو، وننتصر. ثم ماذا بعد؟ نواجهه بعد، وليس الآن.
وبكلمة أخرى، نؤيّد المقاومة والشعب، وقيادة الميدان. أما ماذا بعد، فلكل حادث حديث.
وهذا هو الخط الصحيح في المرحلة الراهنة، ونحن نواجه المعركة المصيرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني أولوية الحرب غزة احتلال فلسطين غزة حرب أولوية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
حزب الله وفـلسطين: وحــدة الدم والمصير
عبدالله علي صبري
يحتفل حزب الله هذه الأيام بالذكرى 25 لعيد المقاومة والتحرير، التي شهدت تحرير جنوب لبنان في 25 مايو / آيار 2000 من الاحتلال الصهيوني، وانسحاب قوات العدو دون قيد أو شرط، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. وقد أدت مفاعيل هذا النصر الاستراتيجي إلى تحرك الشعب الفلسطيني، واندلاع انتفاضة الأقصى التي استمرت لأكثر من أربع سنوات.
ومنذ انطلاقته في مطلع الثمانينيات، رسم حزب الله اللبناني لنفسه مسارًا سياسيًا وعسكريًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضية الفلسطينية، وجعل من تحرير القدس محورًا مركزيًا في برامجه وعلاقاته الخارجية. وعبر السيد الشهيد حسن نص.ر الله في خطاباته السياسية والدينية عن حالة تعبوية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة بمختلف فصائلها، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وكما شكل الحزب بمقاومته وبانتصاراته العسكرية على إسرائيل في 2000، و2006، حافزا كبيرا للمقاومة الفلسطينية في غزة منذ 2008، وإلى “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، فإن تشكل ما يعرف بمحور أو جبهة المقاومة، الذي اضطلع حزب الله بالدور الأكبر في بناء منظومته السياسية والجهادية، قد اتخذ من فلسطين والقدس البوصلة الجامعة لكل المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني على مستوى الأمة العربية والإسلامية، وعلى مستوى العالم.
لم يكتف حزب الله بتحرير الأراضي اللبنانية، بل قدم نفسه جزءا من مشروع أشمل يهدف إلى تحرير فلسطين، ومقاومة المشروع الصهيوني الأمريكي، بمختلف أبعاده وتجلياته، ما جعله حاضرا في معادلات الحرب والسلم، وفاعلاً في الاشتباك السياسي والثقافي مع المخططات الغربية والأمريكية، الداعمة لنفوذ إسرائيل وضمان أمنها وتفوقها على حساب العرب وفلسطين.
امتد نشاط حزب الله ومن خلال علاقاته بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، إلى دعم المقاومة الفلسطينية في غزة بالسلاح وبالخبرات القتالية، بالموازاة مع إشارات الدعم السياسي والمعنوي، وتنسيق العلاقات بين مختلف أطراف وجبهات المقاومة خارج لبنان، وخاصة في الساحتين اليمنية والعراقية. وأمكن للحزب وللسيد الشهيد نصر الله تجاوز الورقة الطائفية، التي عملت أمريكا وإسرائيل على تغذيتها وإذكائها منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وإبّان تدخل حزب الله في الأزمة السورية عام 2013.
وخلال الحروب الكبرى التي شنتها إسرائيل على غزة، لاسيما في أعوام 2008، 2012، 2014، ثم في معركة “سيف القدس” 2021 لم يقف حزب الله صامتاً أو متفرجاً، بل شجع وبارك انتصارات المقاومة، ووصل إلى حد التهديد بحرب إقليمية في الرد على الاعتداءات الصهيونية التي تطال المسجد الأقصى في الضفة الغربية. وبإعلان السيد عبدالملك الحوثي عن مباركته لهذه المعادلة، ودخول اليمن فيها، كانت “وحدة الساحات” قد أعلنت عن نفسها قبل أشهر من معركة طوفان الأقصى.
التزاما بمبدأ وحدة الساحات، ومن منطلق ديني وأخلاقي أعلن حزب الله في اليوم التالي مباشرة لطوفان الأقصى، الدخول في معركة إسناد غزة وإشغال العدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، وقدم في سبيل القضية الفلسطينية مئات الشهداء على طريق القدس، وكان على رأسهم الأمين العام السيد الأسمى حسن نص.ر الله رضوان الله عليه.
قدم الحزب أغلى ما يملك في سبيل فلسطين، وخط بدماء الشهداء وحدة الموقف والمصير مع غزة وأهلها ومقاومتها، وهو ما يعني أن حزب الله كان وسيبقى شريك النصر والتحرير في فلسطين المحتلة، وعاملا من عوامل زوال “بيت العنكبوت” كما يسميه نصرالله، الذي طالما بشر بنهايته الحتمية.
28-5-2025