لا تزال تجارة الأغذية الدولية تتصارع مع شبكة معقدة من التحديات، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، والتغيرات في السياسات، والظواهر المناخية المتطرفة، وفقا لتقرير حديث صادر عن بلومبيرغ.

فمن الأزمة الأوكرانية التي أثرت على إمدادات الحبوب إلى السياسات الإستراتيجية التي تنتهجها الهند في مجال السكر وسياساة الاستيراد في الصين، تظل سوق الغذاء العالمية متقلبة ولا يمكن التنبؤ بها.

الأزمة في أوكرانيا وأسواق الحبوب

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، كانت أوكرانيا نقطة محورية في اضطرابات تجارة الغذاء العالمية. ويواجه الاتحاد الأوروبي تحديات مزدوجة تتمثل في دعم أوكرانيا وفي الوقت نفسه إدارة مخاوف المزارعين في الداخل الأوروبي من فائض المعروض.

ويدرس الاتحاد الأوروبي الآن توسيع نطاق الواردات المعفاة من الرسوم الجمركية من أوكرانيا، لكن دون إغراق الأسواق مما قد يلحق الضرر بمزارعي الاتحاد الأوروبي.

وتشمل التدابير إعادة فرض التعريفات الجمركية على الواردات مثل الدواجن والذرة إذا تجاوزت الحدود المسموح بها.

كما أدى نزاع داخل روسيا بين هيئة تنظيم الزراعة وأحد كبار تجار الحبوب إلى تأخير شحنات القمح، مما أثر على مصر في المقام الأول.

وقد أدى الصراع إلى توقف العديد من الشحنات، مما دفع مصر إلى البحث عن حلول مباشرة مع المسؤولين الروس.

وتسلط هذه الواقعة الضوء على الآثار الأوسع للصراع الجيوسياسي على الأمن الغذائي على مستوى العالم، يقول تقرير بلومبيرغ.

الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات مزدوجة تتمثل في دعم أوكرانيا وفي الوقت نفسه إدارة المخاوف المتعلقة بقطاعه الزراعي. (رويترز) الهند تشدد لوائح السكر

ويتزايد تأثير الهند على سوق السكر العالمية حيث تسمح الحكومة لمصانع السكر بتحويل المزيد من الإنتاج إلى تصنيع الإيثانول، مما يقلل من حجم الصادرات. والهند ثاني أكبر منتج لهذه السلعة الرئيسية.

ويتزامن هذا التحول في السياسة -الذي يهدف إلى تعزيز موارد الطاقة المحلية- مع قيود التصدير الموسعة للحفاظ على إمدادات السكر المحلية قبل الانتخابات هناك. وتعتبر مثل هذه القرارات حاسمة لأنها تؤثر بشكل مباشر على أسعار السكر العالمية وتوافره.

الصين تعدل ممارساتها التجارية

وفي آسيا، يعكس إلغاء المستوردين الصينيين شحنات الذرة الأوكرانية محاولة مواجهة العرض الزائد المحلي ودعم المزراعين هناك.

ويأتي هذا التطور وسط توترات صينية أميركية أوسع نطاقا، حيث يشير المسؤولون الأميركيون إلى أن تفضيل الصين للواردات الزراعية البرازيلية يمكن أن يكون إجراء انتقاميا ضد سياسات ملكية الأراضي الزراعية الأميركية، حيث يسعى المشرعون إلى تقييد مشتريات المستثمرين الصينيين من الأراضي الزراعية بالولايات المتحدة.

ومع ذلك، يبدو أن هناك جانبًا مشرقًا حيث من المرجح أن ترفع الصين الحظر الذي فرضته على واردات الكركند الأسترالي، وهي خطوة يمكن أن تصلح العلاقات التجارية وتفيد المصدرين الأستراليين بشكل كبير.

سعر الطن الواحد من الكاكاو يقترب من 10 آلاف دولار (رويترز) تصاعد أزمة الكاكاو

ويشهد سوق الكاكاو ضغوطا غير مسبوقة حيث تقترب الأسعار من 10 آلاف دولار للطن، بسبب النقص وزيادة الطلب.

وفي غانا، وهي واحدة من أكبر الدول المنتجة للكاكاو، ثمة ضغوط لتأخير الصادرات. وقد أدت هذه الندرة إلى زيادة الدعاوى القضائية ضد موردي الكاكاو بسبب نزاعات مالية.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الارتفاع الكبير في الأسعار يشجع البعض على اقتحام زراعة الكاكاو في أفريقيا بجانب اعتماد التكنولوجيا في هذا القطاع بالبرازيل.

صناعة المشروبات وآمال التعافي

يتوقع قطاع المشروبات العالمي، انتعاشًا مدعومًا بموسم الصيف والأحداث الكبرى المخططة خلاله مثل يورو 2024. ومع ذلك، فإن انتعاش الصناعة مقارنة بـ2023 المليء بالتحديات لا يزال غير مؤكد، وربما تواجه صعوبات طويلة الأمد وفقا لبلومبيرغ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

مستعدون للرد.. الاتحاد الأوروبي يهدد ترامب بسبب الرسوم على الصلب والألومنيوم

أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه الشديد حيال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم إضافية على الصلب والألومنيوم، والتي تقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل تفاوضي مع الولايات المتحدة في هذا الصدد، حسبما ذكرت المفوضية الأوروبية، اليوم السبت.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوربي، إن تدابير مضادة أوروبية ستدخل حيز التنفيذ تلقائيًا في 14 يوليو 2025، أو حتى قبل هذا التاريخ إذا اقتضت الظروف ذلك؛ في حال لم يتم التوصل إلى حل مقبول للطرفين، مؤكدًا استعداد الاتحاد للرد على هذا الإجراء.

وانتقدت المفوضية الأوروبية قرار ترامب، معتبرةً أنه يزيد من حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، ويزيد من التكاليف على المستهلكين والشركات على جانبي المحيط الأطلسي.

و أعلن الرئيس الأمريكي أمس الجمعة أن الرسوم الإضافية على الصلب والألمنيوم سترتفع إلى 50% يوم الأربعاء المقبل، في تصعيد جديد في حربه التجارية.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، جعل ترامب الرسوم الجمركية محورًا رئيسيًا لسياساته.

وبعد فترة من تفاقم التوتر؛ كانت أوروبا تأمل في زخم جديد في المفاوضات عقب محادثة هاتفية بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قبل أسبوع.

وتحدث مفوض التجارة الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، مع وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، عدة مرات في الأيام الماضية.

ومن المتوقع أن تُعقد مناقشات جديدة الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين، على هامش اجتماع وزاري في باريس لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تضم بشكل رئيسي الدول الغربية.

وكانت الإدارة الأمريكية قد فرضت في الأشهر الماضية رسومًا جمركية على الاتحاد الأوروبي 3 مرات:

الأولى: 25% على الصلب والألومنيوم، أُعلن عنها في منتصف مارس.

الثانية: 25% على السيارات في أبريل.

الثالثة: 20% على جميع المنتجات الأوروبية الأخرى في أبريل.

وعلّقت إدارة ترامب هذه الرسوم الإضافية حتى 9 يوليو المقبل؛ لإتاحة المجال للمفاوضات.

ومع ذلك، لا يزال من المفترض أن تُطبق رسوما جمركية بنسبة 10% على معظم السلع التي تُصدّرها الدول الأعضاء الـ 27 إلى الولايات المتحدة، ما لم تمنع المحاكم الأمريكية دخولها نهائيًا للبلاد. 

وقضت محكمتان ابتدائيتان، هذا الأسبوع،بعدم أحقية دونالد ترامب في فرض بعض هذه الرسوم الجمركية، ومع ذلك، ستظل سارية المفعول حتى تُحسم هذه المسألة نهائيًا.

طباعة شارك الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب رسوم إضافية

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يكشف عن تحرك جديد بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية
  • "لافتة من المدرجات هزّت العالم".. غزة تحضر في ليلة التتويج الأوروبي
  • ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
  • وزير الصحة: تحديد مقدار الاستطاعة الصحية للحج بتقييم المخاطر الوبائية على مستوى العالم
  • الاتحاد الأوروبي يهدد ترامب برسوم جمركية مضادة حول الصلب
  • الاتحاد الأوروبي يعلّق على الرسوم الأميركية على الصلب
  • مستعدون للرد.. الاتحاد الأوروبي يهدد ترامب بسبب الرسوم على الصلب والألومنيوم
  • قانون العملاء الأجانب يهدد انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي
  • انخفاض صادرات السيارات في المغرب بسبب ضعف الطلب الأوروبي
  • حملة عالمية لمواجهة موجات الحر في العالم