إيران وإسرائيل والخداع الأمريكى
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
بكلمات وتصريحات دولية مستفزة، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة ومفتوحة بشأن الرد الإيرانى على إسرائيل، بعد إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة من طهران إلى تل أبيب وبعض المناطق الأخرى، فى مشاهد أثارت السخرية والجدل لعدم وجود الرد المتوقع بعد التصريحات الإيرانية التى كانت فى عنان السماء.
وبعيدًا عن حجم الخسائر الإسرائيلية التى يقدرها البعض بأكثر من 1.
وبالتأكيد جاء الرد الإيرانى نتيجة استهداف إسرائيل قنصلية طهران فى سوريا، وسقوط ضحايا عسكريين إيرانيين بينهم القيادى البارز اللواء محمد رضا زاهدى، إلى جانب بعض المناوشات الأخرى مؤخرًا بين إسرائيل وإيران، إلا أن التصريحات الإيرانية قبل وبعد الرد على إسرائيل ونتائج الهجوم تستحق النظر فى الكثير من الأمور.
والأمر الأول، فى هذا الصدد أنه لا شك أن الملايين تترقب إلحاق الضرر البالغ بالجانب الإسرائيلى لمشاهدة الثأر من الكيان الصهيونى بأى شكل وبأى طريقة وعبر أى طرف دولى جراء ممارسات الكيان الصهيونى فى قطاع غزة، مع العلم أن الحرب لن تكون مفتوحة بين الجانبين لأسباب كثيرة.
والأمر الثانى، أن ما حدث سيكون بداية لمناوشات أخرى خلال الفترة القادمة، سواء عن طريق الجو أو البحر، وعبر إيران أو وكلائها فى المنطقة، إلا أن إلحاق الضرر ولو ماديًا بالكيان الصهيونى يشعر الملايين بالفرحة فى ظل عدم وجود رد عربى إسلامى تجاه ما يحدث فى غزة منذ أكتوبر الماضى، وهنا لا يجب التقليل من شأن أى صدام مع إسرائيل حتى لو كان الهجوم عبر الصوت وبث الرعب والخوف فى نفوس أبناء وداعمى الكيان الصهيونى.
والأمر الثالث، أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل دورها الداعم لإسرائيل، وتطلق التصريحات الكاذبة والخادعة فيما يتعلق بموقفها من الحرب على غزة، لنجدها تدافع عن أمن إسرائيل وعقد الرئيس الأمريكى لعدة اجتماعات لبحث الدفاع عن إسرئيل، فى حين لم نجد أى موقف أمريكى صارم وعاجل تجاه الممارسات الإسرائيلية فى غزة لتبقى الولايات المتحدة الأمريكية تكيل بمكيالين كما هو معتاد، إلى جانب الدعم الذى تلقاه رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو برغم الهجوم عليه مؤخرًا بسبب الحرب فى غزة من قبل دوائر إسرائيلية مختلفة.
خلاصة القول.. إن الأجواء الإسرائيلية الإيرانية لا يجب التقليل من شأنها، سواء على المستوى السياسى، أو على سبيل السخرية بمواقع التواصل الاجتماعى، ولعل أبسط الأمور هو تعليق الطيران فى بعض الدول، وغلق المجال الجوى فى بعض الدول الأخرى، الأمر الذى يعنى وجود الخطر وإن لم يتحقق بالقدر المتوقع، لكننا فى النهاية نجد أنفسنا أمام مواجهة أولية خرجت عن نطاق التصريحات فقط، ولم يكن من المطلوب على أية حال الحرب المفتوحة بين الجانبين فى هذا التوقيت.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيران إسرائيل الکیان الصهیونى
إقرأ أيضاً:
ترامب يأمر بوقف التنسيق مع إسرائيل بشأن "ضرب إيران"
أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزارة الدفاع (بنتاغون) والجيش، بوقف التنسيق مع إسرائيل بشأن شن هجوم مشترك على المنشآت النووية في إيران، حسبما كشفت القناة 12 الإسرائيلية، الخميس.
ويتناغم تقرير القناة مع إقرار ترامب بأنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن هجوم على إيران، في الوقت الذي وصلت به المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران إلى مرحلة متقدمة.
والأربعاء قال ترامب للصحفيين: "أود أن أكون صادقا، نعم فعلت"، وذلك حين سئل عما إذا كان طلب من نتنياهو خلال مكالمة الأسبوع الماضي الإحجام عن القيام بعمل عسكري.
وأضاف: "قلت إنه لن يكون ملائما في الوقت الراهن. نجري محادثات جيدة جدا معهم".
وتابع: "أبلغته أن هذا لن يكون مناسبا الآن لأننا قريبون جدا من الحل. أعتقد أنهم يريدون إبرام صفقة، وإذا تمكنا من إبرام صفقة فسننقذ أرواحا كثيرة".
وأجرت طهران وواشنطن في الأسابيع الأخيرة 5 جولات من المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني، وهو أعلى مستوى اتصال بينهما منذ انسحاب الولايات المتحدة عام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، من الاتفاق الذي وقع عام 2015.
واعلنت إيران في وقت سابق من الأربعاء إنها قد تنظر في السماح لمفتشين أميركيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها، إذا تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة.
لكن إسرائيل هددت مرارا بعمل عسكري ضد عدوها اللدود إيران.
وذكرت تقارير إعلامية أميركية الأسبوع الماضي أن إسرائيل تستعد لضرب المواقع النووية الإيرانية، رغم المحادثات الأميركية الإيرانية القائمة.
وتشتبه الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، بنية إيران امتلاك سلاح نووي، لكن طهران تنفي سعيها لذلك.