شاهد.. عن المقاومة والأمل يكتب الغزيون على جدران خيامهم
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
غزة- "سنعود يوما إلى غزة". هذه واحدة من شعارات كثيرة خطّها الفلسطيني الثلاثيني أحمد الطلاع على خيمته في مدينة دير البلح التي نزح إليها من مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة.
تتزاحم كثير من الأقوال والشعارات على جدران من القماش لخيمة الطلاع، جعلت منها لوحة فنية. وقال للجزيرة نت إنه وجد كل الدعم والتشجيع من مارة يطرقون عليه باب الخيمة ويستأذنون لالتقاط صور تذكارية معها، وآخرون يطلبون منه أن يخط بقلمه على خيامهم ومحالهم التجارية.
يقيم الطلاع في هذه الخيمة مع أسرته وأطفاله، وقد خسر منزله في مخيم النصيرات جراء قصف إسرائيلي قبل نحو 3 أشهر، غير أنه يُظهر قدرا كبيرا من الصبر والصمود وتحدي الظروف القاسية، ويتمسك بالأمل بغد أفضل.
لدى الطلاع ملكة الخط الجميل، وكان يعمل خطاطا قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة إثر هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ويتعامل مع القلم كسلاح لا يقل أهمية عن سلاح المقاوم الذي يتصدى للعدوان في الميدان.
"سلاحي القلم ومن خلاله أوصل رسائلي للعالم أننا صامدون وصابرون ولن نرحل رغم الآلام وحجم الدم والدمار". وقد ترجم الطلاع هذه الإرادة في عبارة تظهر على خيمته، وتقول "أيام شداد ولكن لطف الله أجمل"، وفي عبارة أخرى يقول "ابتسموا يا رفاق، نحن لسنا بخير، ولكن نسعى ما حيينا لنكون كذلك".
ويلوم الطلاع العالم المتفرج على جرائم القتل الإسرائيلية والإبادة ضد الفلسطينيين من عقود، باستعارته قول الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ويستبدل فيه الأرض بمدينة غزة، ويقول "سلام لمدينة خُلقت للسلام ولم تر يوما سلاما".
يفسّر أستاذ علم النفس ورئيس مجلس إدارة "مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات" درداح الشاعر ظاهرة كتابة الآيات القرآنية والشعارات الوطنية على الخيام ومراكز الإيواء، بأن الفلسطيني يرتبط برباط وثيق، ويقاوم بقوة كلَّ محاولات ومخططات فصله عن أرضه أو مساعي تهجيره منها.
وهذه الخيمة رغم أنها نتاج نزوح وتشرُّد ومعاناة، فإن النازح يتعامل معها كوطن، ويقول الشاعر للجزيرة نت "أينما يحل الفلسطيني وفي أي مكان يلجأ إليه يظل دائم الحنين للوطن، وبالكتابة على قماش الخيمة وجدران مراكز الإيواء يعكس أمله بالله الذي لا ينقطع رغم الظروف القاسية وألم الجراح".
ولأسلوب الكتابة على الخيام والجدران -بحسب الشاعر- دلالة نفسية لدى النازح، الذي يريد أن يثبت بالقول والفعل أنه صامد محتسب، ولديه القدرة على احتمال الأذى رغم عظم التضحيات.
كما أن الألم الذي يعاينه مرتبط دوما بالأمل، وهو أمر يعكسه اختياره لآيات قرآنية محددة تعلي من قيمة الشهداء والصبر، وكذلك أقوال مأثورة وأبيات شعرية باتت شعارات وطنية تتوارثها الأجيال.
ولطالما كانت الكتابة على الجدران أحد أساليب فصائل المقاومة الفلسطينية، وتميزت بها الانتفاضة الأولى (1987-1993) كوسيلة تواصل بين المقاومة والمجتمع، في وقت كانت تلاحق فيه دولة الاحتلال وسائل الإعلام التقليدية حينها.
ويقول نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين تحسين الأسطل للجزيرة نت إن "الفلسطيني لا يعدم الوسيلة التي تناسب الوقت وتتماشى مع متطلبات المرحلة للتعبير عن نفسه، وذلك في حد ذاته مقاومة".
ولهذا أدركت القوى الوطنية مبكرا ومع بدايات الانتفاضة الأولى أهمية التواصل الدائم مع المجتمع، فابتدعت ما يمكن تسميته بـ"صحافة الجدران"، يمارسها ملثمون يمتلكون ملكة الخط الجميل، يخطون على الجدران بيانات وشعارات ثورية، وقد دفع كثير منهم أرواحهم ثمنا لإيصال رسالة المقاومة للشعب.
كانت الكتابة على الجدران في غزة أحد أهم أشكال المقاومة التي فطن لها قادة المقاومة باكراً، وكانت الوسيلة الوحيدة في بدايات العمل المقاوم للتواصل بين المقاتلين والمجتمع، حيث كان يخرج الفدائيون ملثمين يكتبون البيانات على الجدران ليلاً ليراها الناس في الصباح، وكان ذلك بمثابة عملية… https://t.co/t6kexIPtPk
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) April 12, 2024
حياة وبقاءإضافة للكتابة على جدران الشوارع والمنازل والمؤسسات، تميزت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي بمجلات الحائط داخل المساجد وعلى أبوابها، وكانت أهم منابرهما الإعلامية للتواصل مع جمهور خاص من المتدينين ورواد المساجد.
وعن هذه المجلات يقول الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد، على منصة إكس، إنها كانت تُلصق على لوحات خشبية في كل مسجد، وتُعلَّق عليها في كل جمعة ومناسبة لوحات مخططة بطريقة فريدة، لبثِّ الوعي في نفوس الناس، وترسيخ فكرة المقاومة فيهم.
ويتابع "أذكر أن الناس كانوا بعد صلاة الجمعة يتجمهرون على اللوحات ليطالعوها فلا تكاد تجد موضع قدم لك لتتأمل هذا الجمال، كان ذلك كله قبل أن يعرف الغزيون التلفاز ومنصات التواصل الاجتماعي، وكانت المقاومة سبّاقة دوما في التخاطب مع جمهورها، حتى حصدت بذلك ثباتا وصمودا".
وبالنسبة لنائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، فإن لجوء النازح المشرد من بيته -وكثير من النازحين لم تعد لهم منازل يعودون إليها جراء التدمير الهائل- للكتابة على قماش خيمته أو جدار مركز إيواء دليل حياة وبقاء.
كما أنه دليل على أنه قادر على التكيف مع الظروف مهما كانت قاسية وليس الرضا بها، فهو مقيم في هذه الخيمة أو المركز، ولكنه يتطلع في كل لحظة للعودة لمنطقة سكنه، وغالبيتهم يقولون "سنعود ونسكن ولو في خيمة فوق الأنقاض".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات على الجدران على جدران
إقرأ أيضاً:
بيت الشعراء وملتقى المراة يستضيفان جرار والعواودة في اصبوحة شعرية في كلية اربد الجامعية
#سواليف
محمد الأصغر محاسنه / اربد .
اقيم صباح امس في #كلية_اربد الجامعية اصبوحة شعرية أقامها بيت #الشعراء بالتعاون مع ملتقى المرأة للعمل الثقافي ، شارك بها الشاعر الدكتور #صلاح_جرار وزير الثقافة الأسبق والشاعر #إبراهيم_عواودة السفير الأردني السابق في جنوب إفريقيا ، وأدار الأصبوحة وشارك بها رئيس مجلس إدارة #بيت_الشعراء الشاعر سمير قديسات. بحضور عميد كلية إربد الجامعية الأستاذ الدكتور يحيا سلامة خريسات وأعضاء الهيئة التدريسية والسيدة فايزة الزعبي رئيس ملتقى المرأة للعمل الثقافي ، ونخبة من الأدباء والشعراء وطلبة الكلية.
ابتدأت الأصبوحة بالسلام الملكي ثم كلمة ترحيبية لعميد الكلية الأستاذ الدكتور يحيا سلامة خريسات ، ثم كلمة لرئيس ملتقى المرأة للعمل الثقافي السيدة فايزة الزعبي.
واستهلت القراءات الشعرية بقراءات افتتحها ا الدكتور صلاح جرار وهو ينتقي من رياض الشعر رحيق زهورة ونسائم عطوره ليقدمها للوطن ومن أجل الوطن.
تلاه الشاعر ابراهيم العواودة بالحضور في مرافئ الحنين للوطن منذ بداية عهدته العمل الدبلوماسي مقدماً أجمل لوحات العشق والتعبير عن الوفاء والانتماء للوطن ولقيادته الحكيمة ، ولغزة .
الشاعر سمير قديسات رئيس مجلس إدارة بيت الشعراء والذي يكنى بعاشق الأردن أشعل مكامن الشوق والعشق والقصيدة وهو يعبر للأردن وللأرض وللمكان وللإنسا ن ،
وفي نهاية الأصبوحة قدمت السيدة فايزة الزعبي باسم بيت الشعراء و ملتقى المرأة للعمل الثقافي الدروع التكريمية للشعراء المشاركين ولعميد الكلية.