تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمتابعين لـ الصراع الإيراني الاسرائيلي حول العالم عن طبيعة العلاقات بين طهران وتل أبيب، وهل هي عداء صريح أم مسرحية وهمية؟، خاصةً بعد الضربات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل مع بداية الأسبوع الجاري في ظل الحرب على غزة، ردًا انتقاميًا على تفجير سفارة إيران في دمشق ومقتل مسئولين بارزين.

وجاءت الضربات الإيرانية لأول مرة بشكل مباشر دون أن تتخفى خلف وسيط من وكلائها بالشرق الأوسط، وبات الصراع بين الطرفين حديث العالم والساسة، مطالبين بعدم تأجيج الصراع وتحويل ساحة الحرب إلى حرب عالمية.

إيران أولى الدول المعترفة بإسرائيل

ويعد تاريخ العلاقات بين إيران وإسرائيل، ذا جذور عميقة تمتد إلى ما قبل الثورة الإيرانية، ومنذ إعلان الدولة العبرية، حيث وثق شاه إيران العلاقات مع إسرائيل وكانت طهران من أوائل دول المنطقة التي اعترفت بإسرائيل بعد تأسيسها عام 1948، واستمرت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية لمدة تزيد على ثلاثين عام حتى اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979.

وكانت إيران تحتضن جالية كبيرة من اليهود، وعلى الجانب الآخر كان هناك العديد من الإسرائيليين من أصل إيراني داخل الأرض المحتلة.

وامتدت العلاقات بين إيران وإسرائيل لتشمل التبادل في العلاقات التجارية، حيث كان هناك 40% من النفط الإيراني يورد لإسرائيل، مقابل منتجات زراعية وأسلحة متطورة.

الثورة الإيرانية وجهاد الحركات الإسلامية

بعد إعلان الثورة الإيرانية وقيام الجمهورية الإسلامية في 1979 قطعت إيران علاقتها مع إسرائيل، والتي قادها المرشد الأعلى الإيراني آية الله الخميني، منذ تلك اللحظة، تغيرت نظرة طهران إلى إسرائيل، وأصبح يُنظر إليها على أنها محتلة للأراضي الفلسطينية.

 وبدأ الصراع السياسي بين إيران وإسرائيل في الظهور بشكل مباشر عندما حملت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين السلاح في وجه إسرائيل متأثرة بالثورة الإيرانية، كما أسهم الحرس الثوري في إنشاء حزب الله ليصبح وكيل إيران في لبنان خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982.

كما يعتبر الحوثيون في اليمن وكيلًا لإيران، والذي يشن هجماته على السفن الإسرائيلية المارة في البحر الأحمر منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة في 7 أكتوبر.

وتشهد الأحداث على استمرار الصراع بين إيران من خلال وكلائها ضد إسرائيل من خلال الهجوم على مناطق ومنشآت إسرائيلية في عدة دول على مدار السنوات الماضية خاصة في تسعينيات القرن العشرين، أو على اليهود عبر مناطق في الدول الغربية.

وفي المقابل امتدت الأيدي الإسرائيلية على المصالح والقادة الإيرانيين، وأجج البرنامج النووي الإيراني أزمة أكبر مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ودفعها إسرائيل لمحاولة هدم البرنامج بعدة استراتيجيات مختلفة من ضمنهم اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، واستخدام فيروس إلكتروني لتدمير البرنامج الإيراني النووي.

كما اتهمت إيران إسرائيل باغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني على مدار الألفينات القليلة الماضية من أبرزها قصف قنصلية طهران في دمشق إبان حرب إسرائيل على غزة في 7 اكتوبر 2023.

لغة المصالح في الصراع السياسي

على الرغم من الصراع السياسي الظاهر في الوقت الحالي، إلا أن هناك لغة مصالح تتجسد خفيةً في الصراع السياسي بين إيران وإسرائيل، وظهرت في إطار بيع أسلحة أمريكية لإيران وسلمتها إسرائيل لها خلال الحرب الإيرانية العراقية عام 1980:1988، مقابل إطلاق سراح رهائن أمريكيين كانوا قد احتجزوا في لبنان.

ووفقا لآخر تحديث لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية، فإن هناك العديد من الأنشطة التجارية المتبادلة بين إيران وإسرائيل على مدار السنوات الماضية.

مسئولون إسرائيليون  من أصل إيراني

يعيش في إسرائيل قرابة الـ 250 ألفًا من أصل إيراني، حسب مصادر صحفية، واستطاع أن يتقلد منهم مناصب مرموقة داخل المجتمع الإسرائيلي، منها مناصب سياسية رفيعة المستوى مثل الرئيس الإسرائيلي السابق موشي كاتساف، وشاؤول موفاز الذي شغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، وترأس حزب كديما.

موشيه كتساف

كما يشغل العديد من الإسرائيليين من أصل إيراني مناصب بارزة في مجالات السياسة والأعمال والإعلام والثقافة في إسرائيل. 

وتشمل بعض الأمثلة البارزة في السياسة:

دان حالوتس: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي من عام 2003 إلى عام 2007.

شاؤول موفاز: وزير الدفاع الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2013.

تسيبي ليفني: وزيرة الخارجية الإسرائيلية من عام 2006 إلى عام 2012.

أوفير أكونيس: وزير الاتصالات والإعلام الإسرائيلي من عام 2015 إلى عام 2019.

ميكي زوهر: وزير الزراعة الإسرائيلي منذ عام 2023.

وفي مجال الأعمال:

إيلي رحمون: رئيس شركة "سيرين" للتكنولوجيا الحيوية.

مجيد عتيقة: مؤسس ورئيس شركة "نيو فيجن" للرعاية الصحية.

يارون زئيف: الرئيس التنفيذي لشركة "فيرتشو" للذكاء الاصطناعي.

وفي مجال الإعلام:

إيلا أشكنازي: صحفية ومقدمة برامج تلفزيونية في قناة "كان 11".

دانيال إيلي: صحفي ومحلل سياسي في صحيفة "هآرتس".

ياسمين طاهري: ممثلة ومغنية.

وفي مجال الثقافة:

شوشا كوهين: كاتبة وروائية.

دافيد بروزا: شاعر ومترجم.

إيلي كوهين: فنان تشكيلي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إيران وإسرائيل إيران إسرائيل الصراع غزة بین إیران وإسرائیل الثورة الإیرانیة الإسرائیلی من إلى عام من عام من أصل

إقرأ أيضاً:

وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟

ناقش تقرير في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، التصورات الغربية عن ضعف إيران ويشكك في فعاليتها، موضحًا أن سياسة "التفاوض أو القصف" تعتمد على وهم هشاشة إيران التي لا تزال تملك نفوذًا معتبرًا رغم ما تكبدته من خسائر إقليمية فضلا عن تطوريها قدرات ردع متقدمة تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الدبلوماسية الجارية بين إيران والولايات المتحدة تُبشّر بأملٍ حذرٍ في كسر الجمود بشأن البرنامج النووي الإيراني. ولكن رفض إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم ونقل مخزونها إلى الخارج قد يؤدي إلى انهيار المحادثات. وقد تلجأ الولايات المتحدة أو إسرائيل إلى شنّ غارات جوية على البنية التحتية النووية الإيرانية.

وذكرت المجلة أن سياسة "التفاوض أو القصف" ترتكز على اعتقاد بأن إيران ضعيفةٌ حاليًا، وبالتالي يُمكن إجبارها على قبول مطالب مُبالغ فيها. تُصوَّر إيران عادةً على أن دفاعاتها الجوية مُتدهورة، واقتصادها مُنهك، وسياساتها الداخلية هشة. و

قد أدّى اغتيال قاسم سليماني في 2020 إلى تراجع محور المقاومة الإيراني، كما أثار هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ردا عنيفًا ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، مما عجّل من تراجع نفوذهما، ومثّل سقوط نظام الأسد في سوريا أخطر انتكاسة استراتيجية لإيران منذ عقود. 

وأشارت المجلة إلى أن إيران لا تزال قوة لا يمكن تهميشها رغم تراجعها. لقد ضعفت حماس وقُتل العديد من قادتها، لكنها لم تُهزم بل عززت الحركة صفوفها ولا تزال تحتجز رهائن رغم القصف الإسرائيلي المتواصل والعمليات البرية. وتُشير زيارة كبار قادة حماس إلى طهران في فبراير/ شباط إلى استمرار العلاقات بينهما.

أما حزب الله، جوهرة الردع الإيرانية، فقد تلقى ضربات موجعة حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل زعيمه وكبار قادته، لكنه لا يزال مسلحًا وله نفوذ سياسي من خلال تحالفه مع حركة أمل، وربما يردّ إذا تعرضت إيران لهجوم. ورغم انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، فإن فلول نظام الأسد والأقلية العلوية قد لا تُتيح لإيران القدرة على تسليح حزب الله. 



ورغم الانتكاسات التي واجهتها إيران فإن نجاحات إسرائيل الميدانية لم تُترجم إلى انتصارات استراتيجية مستدامة. وفي الوقت نفسه، تتغلغل إيران بعمق في العراق من خلال وحدات الحشد الشعبي، وتحافظ على علاقات وثيقة مع رجال الدين الشيعة والحكومة في بغداد. لكن هذه الشبكات الخاملة قد تهدد المصالح الأميركية إذا تعرضت إيران للهجوم، بحسب المجلة.

وأضافت المجلة أن الحوثيين في اليمن أصبحوا الحليف الأكثر صمودًا لإيران؛ حيث عطّلوا حركة الملاحة في البحر الأحمر، وهاجموا إسرائيل الشهر الماضي، وأفادت التقارير باختراقهم الدفاعات قرب مطار بن غوريون.

وقد فشلت حملة قصف أمريكية حديثة في اقتلاعهم ومن شبه المؤكد أن الحوثيين سيدعمون طهران إذا تعرضت لهجوم. كما حققت إيران أيضًا مكاسب دبلوماسية ملحوظة؛ فقد طبّعت العلاقات مع جميع دول الخليج العربي، وأصبحت جميع تلك الدول اليوم تدعم الحل السلمي للأزمة النووية.

وقد عزّزت طهران علاقاتها مع الصين وروسيا أيضا، ففي 2021، وقّعت اتفاقيةً مدتها 25 سنة مع الصين وصادقت مؤخرًا على اتفاقيةٍ مدتها 20 سنة مع روسيا، وتهدف كلتا الاتفاقيتين إلى توسيع التعاون في مجالاتٍ مثل الدفاع والاقتصاد. وعلى الرغم من أن بكين وموسكو قد لا تدافعان عن إيران مباشرةً في حال نشوب حرب، إلا أنهما قد تدعمان المجهود الحربي الإيراني بطرقٍ أخرى.

كما أوضحت المجلة أن بعض المتشددين الأمريكيين ينادون بتفكيك برنامج التخصيب الإيراني بالكامل، إما سلميًا على غرار ما فعلته ليبيا  سنة 2003، أو عبر ضربات عسكرية. لكن على عكس جهود الرئيس الليبي السابق معمر القذافي البدائية، فإن برنامج إيران متقدم حيث أصبحت إيران الآن قوة نووية على عتبة التخصيب. وبالنسبة لطهران، فإن قبول النموذج الليبي سيكون بمثابة الانتحار خوفًا من الموت.

وأشارت إلى أن شن ضربات عسكرية بناءً على فكرة خاطئة عن ضعف إيران هو تكرار للخطأ الذي ارتكبه الديكتاتور العراقي صدام حسين عام 1980، عندما افترض أن إيران بعد الثورة هشة للغاية بحيث لا تستطيع مقاومة أي هجوم، فبدأ عن غير قصد ما أصبح حربًا استمرت قرابة عقد من الزمان. وبالمثل، في 2003، غزت الولايات المتحدة العراق بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة، والثقة اليوم في ضعف إيران تعكس تلك الحسابات الخاطئة المكلفة.

وأكدت المجلة أن طهران ستعتبر أي ضربة إسرائيلية عملية أمريكية إسرائيلية مشتركة، معتقدةً أن إسرائيل تفتقر إلى القدرة على التصرف بمفردها، ويمكن أن يتصاعد الهجوم الإسرائيلي بسرعة إلى صراع أوسع؛ بدون تغيير النظام أو غزو بري - وكلاهما مستبعد - فمن المرجح أن تؤدي الضربة إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني، وليس تدميره.

ويمكن أن تؤدي بحسب تقرير المجلة، إلى تداعيات إشعاعية، ووفيات بين المدنيين، وأضرار بيئية، ومن المرجح أن تنسحب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتسرع في صنع القنابل، وتهمش المعتدلين الذين يسعون إلى المشاركة الأمريكية، كما يمكن أن تزعزع خلافة المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، مما يزيد من خطر ظهور خليفة أكثر تشددا.

وغالبا ما يتم التغاضي عن أن عقيدة محور المقاومة ترتكز في جوهرها على حماية الوطن والنظام، مدعومة بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة، ومنصات إطلاق متنقلة، وقواعد محصنة، وقوات مختبرة في المعارك قادرة على خوض حرب تقليدية وغير متماثلة. ورغم أن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بدفاعات إيران الجوية، إلا أن قدراتها الهجومية لا تزال سليمة إلى حد كبير، مع القدرة على الرد بشكل غير متماثل وإحداث اضطراب في المنطقة.



ولفتت المجلة إلى أن العواقب المترتبة على مثل هذه الضربة قد تشمل ضرب القواعد الأمريكية أو المدن الإسرائيلية أو مواقع الطاقة في الخليج العربي، وقد تعطّل طهران بالتعاون مع الحوثيين مضيقي هرمز وباب المندب في آنٍ واحد، وهذا التهديد وحده كفيلٌ برفع أسعار النفط، وزعزعة الأسواق العالمية، وعرقلة الانتعاش الاقتصادي. 

وأوضحت أن استمرار الصدام الأمريكي الإيراني يتعارض مع تعهد ترامب الانتخابي بتجنب المزيد من "الحروب التي لا تنتهي"، ومن المرجح أن يُعرقل تحوّل المنطقة البطيء من الحرب إلى التنمية الاقتصادية، ورغم التكلفة الباهظة التي قد تدفعها إيران في أي مواجهة عسكرية، إلا أن كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة ستدفعان ثمنًا باهظًا أيضا.

كما يعتقد البعض أن الضربات العسكرية قد تؤدي إلى انهيار النظام الإيراني أو تُشعل انتفاضة تُشلّ ردّه الانتقامي، لكنها مجرد تمنيات. فالنظام يسير على مسارٍ غير مستدام، لكنه ليس على شفا الانهيار.

وأكد تقرير المجلة، أن الصعوبات الاقتصادية والقمع خلقت حالة من التقلب، لكن النظام لا يزال متماسكًا ومدعومًا بجهاز أمنيّ قاسٍ، والمعارضة مُجزّأة وتفتقر إلى الرؤية، بينما تخشى الطبقة الوسطى الحذرة الاضطرابات دون وجود بديلٍ قابلٍ للتطبيق. ومن المُرجّح أن تُوحّد ضربةٌ خارجية القاعدة السياسية الإيرانية المنقسمة، وتُؤجّج العزيمة الوطنية، وتُحشد حتى المُنتقدين للدفاع عن الوطن.

وختمت المجلة بأن الهجوم على إيران قد يمنح النظام طوق نجاة بدلًا من تهديده، وقد يعتقد الغرب أنه قادر على إكراه إيران بالتصعيد العسكري، لكن كل ما قد يُحققه هو تجاوز استراتيجي قد يندم عليه في النهاية. وبهذا يُعدّ الاتفاق النووي، القائم على التنازلات المتبادلة أقلّ الطرق خطورةً للمضي قدمًا.

مقالات مشابهة

  • إيران تهدد بتقليص التعاون مع الوكالة الذرية إذا صدر قرار ضدها
  • البرلمان الإيراني: احتياطيات طهران من اليورانيوم المخصب لن ترسل إلى الخارج
  • طهران: العقوبات الأمريكية تؤكّد عداء عميق تجاه الشعب الإيراني
  •  الاستخبارات الإيرانية تحصل على وثائق استراتيجية خاصة بالكيان الصهيوني
  • طهران تستنكر حظر ترامب لسفر مواطنيها.. عداء عميق للإيرانيين والمسلمين
  • الخارجیة الإيرانية تدين الإجراء العنصري لأمريكا بمنع مواطني عدد من الدول من الدخول الى هذا البلد
  • طهران: قرار ترامب بشأن حظر السفر يظهر عداء عميقا تجاه الإيرانيين
  • إيران تنتقد قرار ترامب بحظر السفر وتعده عداءً عميقاً للإيرانيين والمسلمين
  • إيران تهدد بالتصعيد قبيل اجتماع "مجلس محافظي الطاقة الذرية"
  • وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟